بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مولانا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد،يقول الحق سبحانه: ﴿وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله﴾، صدق الله العظيم، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

يشرفني في حفل اختتام الدورة الرابعة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لسنة 2022 م، أن أنوب عن مجموع المشاركين فيها وضيوفها الكرام، فأعبر لكم باسمي، ونيابة عن السادة العلماء رؤساء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وكذا السادة العلماء والسيدات العالمات أعضاء جميع فروع المؤسسة بربوع قارتنا الإفريقية،عن غبطتنا و سرورنا بنجاح هدا العمل الذي نحتسبه جميعا لله تعالى،كما يسرنا كذلك و قبل كل شيء:

• أولا: أن نرفع أسمى عبارات التهاني والتقدير والتبجيل، المقرونة بالمحبة والإخلاص الصادق والوفاء إلى حضرة مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده بالنصر المبين، ملك المملكة المغربية الشريفة، الرئيس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الذي أذن بانعقاد هذا الجمع، وكان سببا في حفله الموفق، وشمله برعايته وعنايته السامية.
• ثانيا : ونحن في غمرة الاحتفال بذكرى مولد جده المصطفى خير الأنام، سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الهجرية 1444 هـ، نسأل الله العلي القدير في هذا الجمع من المؤمنين، في هذا الشهر المبارك الكريم، المفعم بالأنوار والإشراقات الربانية الذي تستجاب فيه الدعوات، أن يؤيد سبط النبي، وظل الله في أرضه، أمير المؤمنين سيدي و مولاي محمد السادس العلوي الحسني الهاشمي، بنصره وتوفيقه الجميل، وأن يمتع جلالته بموفور الصحة والعافية، ويطيل عمره، ويحفظه ذخرا لإفريقيا المستقبل، ويبقيه للإسلام حاميا، وللحق ناصرا، وبالله منصورا.

السادة العلماء الأجلاء،والسيدات العالمات الجليلات، الضيوف الأعزاء

إن ما شهدناه من أشغال متتابعة في هذا الجمع المبارك، وعلى امتداد يومين متتالين، ليعكس تألق المؤسسة سنة بعد سنة، إلى دورتها الرابعة، وهو نجاح كبير، يعكس السداد في توجهات مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة و أهدافها المستقبلية التي رسم خطتها، الرئيس الأعلى مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله، وحقق رجاءه ومسعاه.

و تقديرا منا لهذه الجهود والنتائج الطيبة، لا نملك إلا أن نهنئ مؤسستنا الرائدة، وكافة رؤساء فروعها، وأعضاء لجانها الأربع، وما انضاف إليهم من ورشات، على ما قدموا من مقترحات مشاريع جادة، ذات أبعاد وأهداف استراتيجية، في غاية الأهمية والاعتبار، وما أعقب تقديم مشاريعهم من تعقيبات ومناقشات وإضافات، ساهمت في إغناء الحوار، والخروج بمقترحات قابلة للتطبيق، ستساهم و بالتأكيد في تحقيق مجموعة من المكتسبات.

أيها الحضور الكرام،

إننا لنعتز و نفتخر بانتمائنا لهذه المؤسسة الرائدة، التي جاءت تحمل الخير لإفريقيا المستقبل.وإن التاريخ ليسجل ويوثق لأحداثها، ولرؤساء وأعضاء فروع المؤسسة أدوارهم الرائدة وتضحياتهم، وما أبرزوا منذ تأسيسها إلى دورتها الرابعة من مهارات فكرية، وإنتاجات علمية متنوعة في شتى المجالات، من خلال لجانها الأربع الرائدة، وما بادرت به الأمانة العامة من أعمال علمية دولية، ومبادرات اجتماعية بربوع بلدان قارتنا الإفريقية، وهي كلها تسعى إلى خدمة مجتمعاتنا الإسلامية بقارتنا الإفريقية.

أيها السادة العلماء الأفاضل، والسيدات العالمات الفضليات،

تقديرا لهذه النتائج الطيبة،وما تتطلبه المرحلة المقبلة، مما أشارت إليه الكلمات التوجيهية في جلسة الافتتاح،وما تفضلت بطرحه جلسات ورشات اللجان الأربع الدائمة من المشاريع المقترحة، وما أضيف إليها من حلقات، مع ما تمخض عن نقاشها من نتائج وإضافات، ختمت بقرارات وتوصيات، وما يلزم تنزيله وتفعيله خلال السنوات الآتية، كل هذا يتطلب منا المثابرة، لتحقيق المردودية المعتبرة، والإشعاع الواسع على مستوى تحركات الفروع، وتفاعل لجانها بينها وفق ما تقتضيه الظروف، ويتلاءم وتوجيهات المؤسسة.

إن برنامج تنزيل هده المخططات يحتاج بدون شك إلى ضبط لمواعيد التنفيد و العمل الدؤوب من أجل تحقيق الآمال و الطموحات العلمية، التي تعبر عنها المشاريع التي تمت الموافقة عليها. و ستسعى الأمانة العامة و العلماء الخبراء في ميادينهم إلى التنزيل الواقعي و المرحلي للمشاريع، سواء ما تعلق منها بالمؤسسة الأم أم ما تعلق بالفروع.

السادة العلماء والسيدات العالمات،

لا أطيل على حضراتكم، وسيشرفني أن أختم كلمتي بكلام المصطفى الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم القائل: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل”.

فباسم السادة العلماء جميعا،واعترافا منا بأفضال ومكرمات الرئيس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وما أحاطنا به من عناية ورعاية سامية خلال إقامتنا بمملكته السعيدة، لا يسعنا إلا أن نقدم لمقامه العالي آيات الشكر والامتنان، معربين لجلالته عن بالغ سعادتنا وإحساسنا بأننا ببلدنا وسط أسرة هي جزء من أسرتنا الإفريقية الكبيرة، راجين من المولى جل وعلا  أن يبقيه لنا قائدا ومرشدا، وحارسا أمينا، حاميا لحمى الملة والدين، وأن يجمع به و على يديه شمل الشعوب الأفريقية.

كما نتوجه بخالص الشكر والتقدير، إلى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الفاضل المحترم الأستاذ الدكتور أحمد التوفيق، على توجيهاته القيمة، ودعمه وتواصله الدائم مع العلماء الأفارقة.

والشكر موصول أيضا لصاحب الفضيلة الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الأستاذ الدكتور سيدي محمد رفقي على ما بذل من مجهودات جبارة في الإعداد والتهيئ والتنسيق مع جميع الفروع طيلة أيام الإعداد لهذا الجمع المبارك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.