وحدة العقيدة في حياة الأمة
وحدة العقيدة في حياة الأمة
من المعلوم المسلم به لدى الإنسان أن المرء لا يمكن أن يعيش بدون عقيدة يحملها في قلبه وفكره، ويسير على أساسها في حياته وسلوكه، ولذلكم كان في مقدمة ما جاءت به الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، بدءا من أولهم آدم فنوح…إلى خاتمهم نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، هو إصلاح العقيدة أو تبيين الصحيح السليم منها.
ولذلك وجب صيانة قلوب المؤمنين من كل ما يشوش على عقيدتهم الدينية الصافية، وذلك بالبناء والتحصين والاستدلال النقلي والعقلي المستمد من وحي القرآن الكريم والسنة، واعتماد عقيدة واحدة والأخذ بها، وهي بالنسبة لأهل المغرب العقيدة السنية الأشعرية التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة ومذهب أهل السلف الصالح.
لقد شكلت العقيدة الأشعرية منظومة فكرية عملية متكاملة، أسعفت جماهير الأمة الإسلامية بقدرتها الفائقة على الدفاع- الجامع بين النقل والعقل- عن جميع قضايا العقيدة السنية في مختلف العصور، مما مكن المذهب الأشعري من التصدي لكثير من التيارات المتشددة المنازعة التي كانت ترى نفسها مؤهلة لمخاطبة الناس دون سواها.
لقد اختار المغاربة المذهب الأشعري نظرا لما وجدوا فيه من درء التشبيه والتعطيل، ولما لمسو فيه من حفاظ على جوهر العقيدة السليمة والتوحيد الخالص، وقيامها على الكتاب والسنة ومذهب السلف الصالح من أهل السنة والجماعة، وكونها امتدادا لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم من الصلحاء بالإضافة إلى فطريتها لانسجامها مع الفطرة السليمة، ووضوحها لاستنادها على القرآن والسنة، وعمليتها لتغليبها للبعد العملي في الاعتقاد.