إِفْرِيقْيَا أَرْضُ الْهُدَى
التواصل العلمي بين علماء إفريقيا: الرحلات العلمية، المؤلفات، المراسلات، الإجازات
تحميل المقال بصيغة PDF
شاعر من المغرب
إِفْرِيقْيَا أَرْضُ الْهُدَى
إِنَّا بَنُو إِفْرِيقْيَّا.. أَرْضِ الْهُدَى *** نَرْعَى الْجِوَارَ وَنَسْتَجِيَبُ إِلَى النِّدَا
نَحْمِي الشُّعُوبَ وَلاَ نَخِيسُ بِعَهْدِنَا *** أبَدَاً، وَلاَ نَرْضَى بِأنْ تُسْتَعْبَدَا
وَنُحِبُّ إِفْريقِيَا وَنَعْشَقُ أرْضَهَا *** إِذْ أنَّنَا فِيهَا رَأَيْنَا الْموْلِدَا
فَكَمِ اسْتَغَاثَ مِنَ الْعِدَى قُطْرٌ بِهَا *** فَأَجَابَ مَغْربِنَا وَمَدَّ لَهُ الْيَدَا
وَمُلُوكُ دَوْلَتِنَا سَعَوْا لِنُهُوضِهَا *** وَلَكَمْ بَنَوْا صَرْحاً، وَشَادُوا مَسَجِدَا
هَذَا التَّوَاصُلُ بَيْنَنَا مُتَجَذِّرٌ *** بشَرِيعَةِ الإِسْلاَمِ زَادَ تَأكُّدَا
كَمْ عَالِمٍ قَطَعَ الصَّحَارَى يَبْتَغِي *** بِرُبُوعِهَا نَشْرَ الْمَعَارِفِ وَالَهُدَى
وَدُعَاتُنَا نَشَرُوا الْهُدَى فِي أهْلِهَا *** وَمَحَوْا عِنِ الأَفْكَارِ لَيْلاً أسْوَدَا
بِجُهُودِهِمْ قَدْ سَادَ فِيهَا مَذْهَبٌ *** لِلْمَالكِيِّ، تَوَسُّطاً وَتَعَبُّدَا
وَلَكَمْ تَخَرَّجَ فِي الشَّرِيعَةِ عَالِمٌ *** بِالْفِكْرِ وَالْعِلْمِ الأصِيلِ تَزَوَّدَا
“مَالِي” احْتَفَتْ بِنُبُوغِهِ وَعَطَائِهِ *** وَغَدَا لَهَا صِيتٌ يَفُوقُ الْفَرْقَدَا
وَالأَهْلُ فِي “السِّنِغَالِ” كَمْ نَهَلُوا *** بِهَا قِيَماً مِنَ الإِسْلاَمِ طَابَتْ مَوْرِدَا
وَبِفَاسَ يَشْهَدُ ” قُطْبُهَا ” نَبْعُ التُّقَى *** أَنَّا بِدِينِ اللَّهِ نِلْنَا الْمَقْصِدَا
لِضَرِيحِهِ تَأْتِي الْوُفُودُ مَشُوقَةً *** لِتَعِيشَ جَوّاً فِي الصَّفَاءِ وَتَسْعَدَا
تُثْنِي عَلَى فَاسٍ وُتُكْبِرُ عَاهِلاً *** أوْلَى الْعِنَايَةَ لِلْمَقَامِ وَجَدَّدَا
رِحْلاَتُ عِلْمٍ لَمْ يَزَلْ أثَرٌ لَهَا *** في الْمَكْتَبَاتِ مُسَطَّراً وَمُخَلَّدَا
كُتُبٌ تُؤَرّخ لِلتَّوَاصُلِ بَيْنَنَا *** وَتَكُونُ لِلأجْيَالِ نُوراً مُرْشِدَا
إِفْرِيقِيَّا.. بِالْفَخْرِ تَذْكُرُ عَاهِلاً *** أرْسَى لِوَحْدَتِهَا الْبِنَاءَ وَوَطَّدَا
الْخَامِسُ الشَّهْمُ الْكَرِيمُ مُحَمَّدٌ *** أَكْرِمْ بِمَا أَسْدَتْ يَدَاهُ وَشَيَّدَا
وَكَذَا ابْنُهُ الْحَسَنُ الَّذِي كَمْ قَدَّمَتْ *** يَدُهُ الْمَعُونَةَ لِلشُّعُوبِ وَأنْجَدَا
وَعَلَى خُطَى التَّوْحِيدِ سَارَ مُحَمَّدٌ *** اَلسَّادِسُ الْمَحْبُوبُ مَنَ يَحْمِي الْهُدَى
وَغَدَتْ ” مُؤَسَّسَةٌ ” يُشَرِّفُهَا اسْمُهُ *** لِتَوَاصُلِ الْعُلَمَاءِ أكْبَرَ مُنْتَدَى
نَظَمَتْ بَنِي إِفْرِيقْيَّا فِي وَحدَةٍ *** بِالدِّينِ تَجْمَعُهُمْ عَلَى طُولِ الْمَدَى
غَايَاتُهمْ نَصْرُ الَإِلَهِ وَدِينِهِ *** وَالسَّيْرُ فِي نَهْجِ النَّبِيِّ الْمُقْتَدَى
فَإِلَيْكِ.. إِفْرِيقْيَا أزُفُّ عَوَاطِفِي *** شِعْراً تَأَلَّقَ كَالْعُقُودِ مُنَضَّدَا
وَاللَّهُ يَحْفَظُ لِلْبِلاَدِ مَلِيكَنَا *** وَيُدِيمُهُ بِهُدَى السَّمَاءِ مُؤَيَّدَا