سيرة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني حفظه الله
، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
سيرة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني حفظه الله
اسمه ونسبه
هو إبراهيم بن صالح بن يونس بن محمد الأول بن يونس بن إبراهيم بن محمد المكي بن عمر الحسيني، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام علي كرم الله وجهه.
تاريخ ومكان الميلاد
ولد الشيخ إبراهيم صالح الحسيني ليلة السبت الثاني عشر من مايو 1938م في قرية عريديبة، وهي قرية من قرى ولاية برنو الحالية في جمهورية نيجيريا الفيدرالية.
نشأته
نشأ في كنف والده الشيخ محمد الصالح الحسيني، فحرص على تربيته منذ الصغر وإجلاسه إلى جنبه حتى في وقت إقرائه، وكانت أسرته كلها تتكون من بيت الشريف المكي وحده، وكلهم إما علماء، أو قراء، أو أئمة، أو حكام، ولا فرق في ذلك بين أصل الأسرة في برنو، وفروعها في البلدان المجاورة.
تعليمه
بدأ الشيخ إبراهيم صالح الحسيني دراسته الأولية على يد والده المرحوم، الذي كان عليه مدار القراءة والإقراء في تلك البلاد. وقد لزمه حتى توفي رحمه الله، فانتقل إلى علماء آخرين. وبعد أن حفظ القرآن الكريم وجوّده، درس علوم الدراسات الإسلامية؛ كالتفسير، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة العربية وفروعها؛ من نحو، وصرف، وبلاغة، وبديع، ومعان، بالإضافة إلى المنطق والفلسفة، على أيدي أكابر العلماء في نيجيريا، الذين كانوا يشرفون على المعاهد الدينية التقليدية آنذاك. وقد حصل منهم على إجازات علمية عالية في جميع تلك العلوم.
ثم اتصل بالعلماء الأكابر في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وحصل منهم أيضا على إجازات عالية في علوم القرآن، والحديث، وبقية العلوم الإسلامية.
ومن البلدان التي زارها وحصل على إجازات من علمائها: الحرمان الشريفان، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، الهند، باكستان، السنغال، جمهورية النيجر، جمهورية السودان، وغيرها. وقد أورد أسماء جميع العلماء الذين أجازوه في مختلف العلوم والفنون، في كتابه (الاستذكار لما لعلماء كانم برنو من الآثار والأخبار).
شيوخه
أخذ عن عدد لا يستهان به من شيوخ العلم، بعضهم في برنو، وبعضهم في ولايات نيجيرية أخرى، وبعضهم من خارج نيجيريا، منهم على سبيل المثال:
- – الشيخ محمد بن محمد المصطفى العلوي الشنقيطي.
- – الشيخ محمد الحبيب بن محمد العيد الجزائري.
- – الشيخ عبد الله، المشهور ب (أباني) بن الشيخ المقرئ الحافظ علي بن الإمام المقرئ داود قاضي قضاة باما ونزيل مدينة ميدغري.
- – الشيخ الحاج إبراهيم بن الغوني المعروف ب (وَلْدَ الدقنه).
- – الشيخ أحمد بن علي، المشهور (بأبي الفتح) اليرواوي.
- – الشيخ محمد بن محمد، المشهور ب (غبريم الداغري).
- – الشيخ أحمد بن عثمان التجاني الكنوي.
- – الشيخ أبو بكر عتيق.
- – الشيخ عمر بن علي بن الفروق، الذي التقى معه في الحرمين الشريفين.
- – الشيخ حسن إبراهيم الشاعر المدني، شيخ القراء وعضو رابطة العلماء بالمدينة المنورة.
- – الشيخ إسماعيل الأنصاري، العامل بدار الإفتاء بالرياض.
- – الشيخ الحاج إبراهيم إنياس الكولخي.
- – الشيخ محمد الحافظ بن عبد اللطيف سالم التجاني المصري.
- – الشيخ نور أحمد البورمي الباكستاني، مدير الدعوة والإرشاد لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي.
- – شيخ الحديث العلامة محمد زكرياء الكاندهلوي الهندي.
- – الشيخ محمد بن محمد الأمين، أمير أهل أبلغ بطاوه من بلاد النيجر.
دوره في مجال التعليم والتدريس
لقد ظل فضيلة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني ، منذ عام 1957م، يلقي دروسا في مختلف العلوم الإسلامية؛ في مقر إقامته بولاية برنو، وأحيانا في بعض البلدان التي يزورها. وقد ختم تفسير القرآن الكريم، بلغة الهوسا، بمقر رئاسة الحكومة الفيدرالية، في لاغوس، عندما كانت عاصمة لنيجيريا، أكثر من مرة، من 1976م إلى 1990م.
ولا يزال يفسر القرآن الكريم، في مسجده في مدينة ميدغري، خلال شهر رمضان، ويلقي الدروس في أمهات كتب الحديث، وبقية العلوم الإسلامية. ويؤم دروسه أكابر العلماء وغيرهم من الطلاب. كما تخرج على يديه أيضا الآلاف من العلماء الذين يعتبرون الآن مرجعيات للعلوم الإسلامية في بلدانهم. كما قدم عدة محاضرات بالمملكة المغربية، منها الدرس الحسني الذي ألقاه أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره، يوم الأربعاء 26 شتنبر 2007م بالقصر الملكي بالدار البيضاء، تناول فيه بالتحليل (مكانة أولي الأمر في الإسلام)، انطلاقا من قوله تعالى في سورة النساء: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
مؤلفاته
لقد كتب الشيخ إبراهيم الحسيني كتبا كثيرة تربو على خمسمائة مؤلف، منها ما هو مطبوع في عدة أجزاء، ومنها متوسط الحجم، ومنها ما هو صغير، ولا زالت الغالبية العظمى من هذه الكتب مخطوطة.
من مؤلفاته المطبوعة
- تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم برنو، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، 1975م.
- النهج الحميد، البابي الحلبي، القاهرة 1975م،
- العدة الموجهة إلى الغوني، جدة، 1982م.
- التكفير أكبر بدعة تهدد الإسلام والمسلمين في نيجيريا، مصر 1984م، والسودان1990م.
- المغير على شبهات أهل الأهواء والأكاذيب على منكري التكفير، دار الكتاب، بيروت، 1985م.
- الزكاة في الإسلام، لاهور- باكستان، 1989م.
- إتمام المنة في أن الدعاء دبر الصلاة هو السنة، ميدغري، 1993م.
- الأبعاد التاريخية، كنو، 1993م.
- البنوك ضرورتها-عائداتها، 1994م.
- ضرورة التعامل مع البنوك، لاغوس 1993م، والسودان 1994م.
- الجهاد في الإسلام وعلاقته بالسلام العالمي، لاغوس 1993م، والسودان 1994م.
- التصوف الإسلامي ودوره في حماية مقومات بناء الأمة الإسلامية، (القيادة الشعبية الإسلامية العالمية – لبيا)، 1995م.
- الإسلام والتعايش السلمي بين الشعوب، لاغوس 1995م.
- سيرة الرسول الأعظم، الطبعة الأولى، 1995م.
- الإعلام بصفات أهل الولاية، 1995م.
- الاقتصاد الإسلامي وحل مشاكل النمو السكاني، 1997م.
- الكافي في علم التزكية، مطبعة النهار للنشر والتوزيع، 2004م.
- سلسلة البحوث الأصولية، 2005م، تحتوي على خمسة كتيبات، هي:
- دلائل التنزيه في إبطال بدع التعطيل والتجسيم والتشبيه.
- أحكام قواعد البحث في المحكم والمتشابه.
- الدرر اللامعة في حقيقة أهل السنة والجماعة.
- مقومات بناء الأمة، تتمثل في: الوحدة- الجماعة- عدم التفرق.
- مكانة أهل البيت عليهم السلام وفضل الصحابة رضوان الله عليهم.
- شروط التفسير والإفتاء، 2009م.
- مفهوم السيادة في نظام الدولة الإسلامية، 2010م.
- العقيدة المنجية يوم القيامة، 2010م.
- ربيع الأبرار، مكتبة الجندي، القاهرة، 2010م.
ومن مؤلفاته المخطوطة
- الاستذكار لما لعلماء برنو من أخبار.
- إغاثة الظمآن إلى الإجازة بقراءة القرآن.
- المصفى من أحاديث المصطفى وأقاويل ذوي الصفا (أربعة أجزاء).
- أوضح المسالك إلى أدلة فقه الإمام مالك (خمسة أجزاء).
- الجواهر واليواقيت في علمي الهيئة والمواقيت (أربعة مجلدات).
- الدرر الفاخر الجامع لأسانيد الأوائل والأواخر (مجلدان).
- الفاصل بين الحق والباطل.
- القطوف الدواني الجامعة لأعلى الإجازات إلى الختم التجاني.
- حقيقة السلفية المعاصرة أو الوهابية.
- الإسلام ضد الخرافة.
- الحجاب في الإسلام.
- الفتاوى الحسينية (أربعة أجزاء).
- الإسلام والتاريخ العصري (جزآن).
- السلام العالمي والاسلام.
- الفلك والميقات.
- تاريخ الحركة الإسلامية في غرب إفريقيا.
- تحفة الأطفال في النحو.
- أزمة الخليج وأثرها على العالم الإسلامي.
أما المجالات التي كتب فيها فتشمل علوم القرآن الكريم، وقواعد التفسير، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والفقه المقارن، واللغة العربية، والنحو، والبلاغة، والمنطق، والفلسفة؛ وكتب أيضا في التاريخ الإسلامي، وتاريخ العلماء في البلدان الإفريقية، وفي نقد المذاهب المادية القديمة والمعاصرة. كما كتب في الاقتصاد الإسلامي، وفي السياسة الشرعية، وفي التزكية والأخلاق، وفي التصوف الإسلامي، وحوار الأديان، وعلم الفلك، ومواضيع عديدة في الثقافة الإسلامية.
مشاركته في المؤتمرات والندوات الدولية
شارك فضيلته، ببحوث وأوراق عمل في العشرات من المؤتمرات الدولية والمحلية، في كل من المملكة العربية السعودية، المملكة المغربية، جمهورية مصر العربية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية العراقية، المملكة الأردنية الهاشمية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، سلطنة عمان، جمهورية السودان، ليبيا، جمهورية باكستان الإسلامية، الهند، إندونيسيا، سريلانكا، ماليزيا، المالديف، قبرص التركية، مالطا، إيران، تركيا، فرنسا، أذربيجان، المجر، إسبانيا، المملكة المتحدة، السنغال، مالي، تشاد، غانة، وغيرها من الدول. وله حفظه الله مساهمات ممتازة في مجال حوار الأديان، والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب.
بعض الأوسمة وشهادات التقدير التي حصل عليها
حصل- بارك الله في عمره- على عدة أوسمة وشهادات تقديرية، في مجال العمل الإسلامي، داخل وخارج نيجيريا، فمنها على سبيل المثال:
- – وسام الجمهورية في العلوم والفنون، مقدمة من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، عام 1993م.
- – وسام خدمة الدعوة الإسلامية، من مجمع أبي النور الإسلامي، وشهادة تقديرية من مجلس الإفتاء، بالجمهورية العربية السورية، 1997م.
- – وسام درع الدعوة، من جمعية الدعوة الإسلامية، بليبيا، 1998م.
- – وسام الريادة من الدرجة الأولى في خدمة الدعوة الإسلامية، مقدم من الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، 1998م.
- – ميدالية الإمام أبي العزائم في الدعوة، القاهرة، 1998م.
- – وسام الريادة من الدرجة الأولى، مقدمة من منظمة الكتاب الأفروآسويين، بالقاهرة، عام 2004م.
- – وسام من الدرجة الأولى“ Commander of the Order of the Niger”، مقدمة من الرئيس الراحل الحاج عمر موسى إير أدوا، رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية، 2008م.
- – شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة النيل النيجيرية التركية.
بالإضافة إلى العشرات من الشهادات التقديرية الأخرى على المستوى الوطني.
المناصب التي شغلها ويشغلها الآن
تقلد الشيخ إبراهيم صالح الحسيني العشرات من المناصب الدينية داخل نيجيريا، وخارجها؛ كما ترأس وصار عضوا بلجان مختلفة لمهمات دينية ووطنية، يمكن الإشارة إلى بعضها فيما يلي:
- – أحد مؤسسي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في نيجيريا، ويترأس مجلس الفتوى فيها حاليا.
- – أحد مؤسسي جماعة نصر الإسلام، ويترأس مجلس الفتوى فيها حاليا.
- – مؤسس ورئيس المجلس الإسلامي النيجيري.
- – عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الحكومة الفيدرالية في الشؤون الإسلامية، منذ 1976م.
- – عضو هيئة شورى شمال نيجيريا.
- – مؤسس جماعة النهضة الإسلامية العالمية، ومقرها في ولاية برنو، بجمهورية نيجيريا الفيدرالية، وهو مرشدها العام.
- – عضو مجلس الحوار بين الأديان في نيجيريا.
- – مؤسس معاهد ومدارس النهضة في نيجيريا، وكذلك كلية النهضة للعلوم والدراسات الإسلامية بميدغري.
- – عضو الأمانة العامة بالمجلس العالمي للدعوة الإسلامية، بجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، حتى عام 2010م.
- – الأمين العام المساعد للشؤون الإفريقية بالقيادة الشعبية الإسلامية العالمية، حتى يونيو 2010م.
- – عضو مجلس أمناء وكالة العالم الثالث للإغاثة.
- – عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حتى يونيو 2010م.
- – عضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية العالمية.
- – عضو الملتقي العالمي الأول للعلماء والمفكرين المسلمين بمكة المكرمة.
- – رئيس مجلس تحفيظ القرآن الكريم بولاية برنو في نيجيريا.
- – عضو مجلس أمناء مسجد أبوجا الوطني.
- – رئيس نقابة الأشراف (آل البيت)، بجمهورية نيجيريا الفيدرالية.
- – رئيس هيئة الدعوة والإرشاد بولاية برنو سابقا.
- – عضو مؤسس مؤتمر علماء إفريقيا بدكار، يونيو 2010م.
- – رئيس الهيئة الاستشارية لمجلس خبراء المصارف الإسلامية، بالبنك المركزي النيجيري.
- – عضو مجلس حكماء المسلمين.
- – عضو مؤسس للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
- – عضو مؤسس بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالمغرب.
- – رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع نيجيريا.
هذا، بالإضافة إلى مناصب فخرية عديدة يتقلدها داخل نيجيريا.
اللغات التي يجيدها
يجيد فضيلته: اللغة العربية، الإنجليزية، الهوسا، ولغة الكانوري.
ويتمتع بعلاقات ودية طيبة على مستوى العالم الإسلامي، والغربي، ومع كافة طبقات المجتمع. وله مريدون وأتباع يعدون بالملايين، من العلماء، والدعاة، وقادة الفكر والرأي، ومن السياسيين، والإداريين، ورجال الأعمال، وطلاب العلم، شيبا وشبابا، نساء ورجالا، ينتشرون في جميع بلدان العالم.