مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

إسهام التراث العلمي للمدرسة الكنتية في ترسيخ قيم التصوف السني بإفريقيا: محمد بن المختار الكنتي وكتابه “جُنة المريد دون المَريد” أنموذجا

د. محمد المهداوي
وجدة- المملكة المغربية

أولى علماء المدرسة الكنتية لعلم التصوف اهتماما كبيرا، فأبدعوا مصنفات ومدونات قيمة بنفس القدر الذي أولوه لعلم الفقه، فظهر فيهم عدد كبير من العلماء الجهابذة، شيوخ الفقه وغيره من علوم الشريعة، وكذلك من العارفين بالله، أقطاب التصوف، وشيوخ التربية الروحية، بل استطاع عدد منهم أن يبرز في المجالين معا…

ويعتبر كتاب “جُنَّة المُريد دون المرَيد” لمحمد بن المختار الكنتي واحدا من أمهات الكتب التي ألفت بقصد التأصيل لمنهج تربوي صوفي يحرص الحرص الشديد على أن يكون المريد السالك ملتزما في كل أحواله وسلوكه بظاهر الشرع.

ونظرا لأهمية الموضوع، وانطلاقا من أهمية هذا النوع من الدراسات والأبحاث في مجال الفكر والتراث الإسلاميين، يأتي هذا البحث محاولة لرسم صورة مشرقة لعلاقة الأخوة والألفة وتبادل المنافع بين المغرب وباقي البلدان الإفريقية في نطاق المرجعية الحضارية الإسلامية الجامعة بينهما.

وأود في المقدمة أن أنبه إلى بعض الروابط الثقافية والروحية والسياسية التي جمعت بين المغرب ومناطق إفريقيا جنوب الصحراء، ساعيا في تلمس قنوات العلم وصلات المعرفة التي ربطت بين المنطقتين، حيث كانت المؤلفات المغربية من أسس المقررات في المحضرة الموريتانية، ثم إن علماءهم كثيرا ما كانوا يرتحلون إلى المغرب، أو يمرون به في رحلاتهم إلى الحج، محاورين نظراءهم من العلماء المغاربة للإفادة والاستفادة.

فبأي طريقة استطاع العلماء نسج تلك العلاقات الثقافية المتميزة، والصلات الروحية الفذة؟ وكيف كانت نتائج ذلك المسعى؟ ثم ما هي الوجوه العلمية البارزة التي كان لها الفضل في هذا التحاور الثقافي؟

هذا ما سأحاول بحول الله تعالى وقوته الإجابة عنه في هذا المدخل العام، مشيرا في البداية إلى أن المغرب مثل- بحق- صلة الربط والاتصال بينه وبين إفريقيا خاصة خلال القرنين الثاني والثالث عشر الهجريين حيث تضاعفت الرحلة إليه وعبره، فقد كان البعض منهم يتخذ المغرب محطة تزود وعبور نحو المشرق لأداء مناسك الحج. وسأذكر في هذا المدخل نموذجا من هذه الرحلات التي قام بها بعض علماء إفريقيا إلى المغرب، وهو الشيخ سيديّ الكبير[1](ت1258هـ/1869م)، فإنه قد لبث في المغرب فترة أُكرم بها مثواه، وأُتحف ببعض الهدايا، ونال الحظوة والتقدير، وكانت رحلته ذات طابع ثقافي مكتبي، فقد سعى أثناء مقامه بالمغرب إلى شراء الكتب واقتناء المخطوطات، واضعا بذلك أسس مكتبته المتميزة، فقد جاء بمائتي مخطوط على ما ذكر الخليل النحوي في “المنارة والرباط”[2].

أما رسائل آل الكنتي التي ظلت تقر بالأحقية اليقينية بخلافة السلطان المغربي فسأكتفي منها بنموذجين:

الرسالة الأولى: توجد منها مخطوطتان بالخزانة الحسنية [3]، وتسمى بـ “الرسالة العجالة الرائقة في العمالة”، وجهها الشيخ المختار (الخليفة)[4] بن محمد بن المختار الكنتي، لأمير المؤمنين عبد الرحمن بن هشام العلوي ملك المغرب مع الوفد الذي بعثه السلطان إليهم برياسة بابا أحمد بن عبد الرحمن، يطلب تآليف جده الشيخ المختار الكنتي ووالده محمد (مؤلف الجُنَّة).

وقد وصف الشيخ المختار- الحفيد- في رسالته إلى السلطان بأنه: “أمير المؤمنين، وإمام الأئمة، والخليفة المستخلف، وظل الله في أرضه “[5]، وأثنى على المولى سليمان الذي استخلف المولى عبد الرحمن، ونصح السلطان بمجالسة العلماء وصحبتهم.[6]

وجوابا عن طلب وفد السلطان في تآليف [7]جده المختار (الكبير) ووالده محمد، ذكر أنه أهداه تأليفين لهما، وطلب من السلطان أن يبعث لهم ” شرح الكلاعي “و”شرح ابن حجر على البخاري”، ويقصد بشرح الكلاعي: شرح محمد بن عبد السلام البناني الفاسي لكتاب “الاكتفا في مغازي الرسول والثلاثة الخلفا” للكلاعي، ويختم الرسالة بتوصية السلطان بتلامذتهم المنتسبين إليهم، الكائنين تحت كنف ولايته خيرا وإحسانا.

الرسالة الثانية: رسالة من الشيخ أحمد البكاي، الذي تولى أمر الزاوية الكنتية بعد وفاة أخيه المختار (الخليفة) بن محمد مؤلف “الجُنَّة” إلى أمير المؤمنين عبد الرحمن بن هشام العلوي ملك المغرب، وقد استهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله وعلى صحبه وخلفائه وعلى آله وذريته، “وعلى خليفة عصرنا… مولانا عبد الرحمن… بارك الله عليه وعلى بنيه…”، ثم يحمد الله” الذي أكرمنا بنبيه ذي الكرم، وفضلنا به على جميع الأمم ثم وفقنا لاتباع سنته، وخصنا باتباع عثرته، فنحن ببيعتهم في بيعته “[8].

وبالجملة فإن هذه الرسائل كانت أبرز شاهد على عمق الروابط والصلات بين المغرب وإفريقيا، وقد تعززت هذه الروابط بفعل رحلات العلم التي جعلت علماء إفريقيا على صلة وثيقة بالحواضر المغربية؛ دون أن ننسى في هذا الصدد الطرق الصوفية، فقد كانت بحق مؤسسات روحية تربوية توفر مناخا صالحا للتواصل واللقاء[9]، وتمنح فرصا للأخذ والعطاء، كما تعمل في الوقت نفسه على شد الرباط الثقافي والروحي بين مختلف الحواضر الإسلامية يومئذ، وقد كان للطريقة القادرية الكنتية الإسهام الكبير في تقوية هذا التكامل الثقافي، وتمتين التواصل الصوفي بين المغرب وأقاليم إفريقيا جنوب الصحراء، ولا يسع المجال في هذا المقام لسرد أسماء المثقفين المغاربة الذين اجتذبتهم الطريقة الكنتية[10].

فضلا عن مبادرات الطريقة الكنتية في الدعوة إلى إحياء السنة، وإماتة البدعة بإفريقيا والمغرب، فقد كان تأثيرها في التعليم والتأليف أكثر بروزا، بما خلفه أطر المدرسة الكنتية – خاصة الشيخ المختار وابنه محمد- من مؤلفات رصينة تتوزعها: مواد الفقه، التفسير، التصوف، اللغة، الأدب…

ولم يكتف شيوخها بما كان يرد عليهم من الشمال من كتب ومصنفات، بل اهتموا بدورهم بالتأليف والتصنيف، وتتميز مؤلفاتهم بغناها وتنوعها واختلاف مجالاتها، وتعدد حقولها المعرفية، إلا أن التصوف غلب عليها، وما كان منها في غيره يظهر منه الميل إليه وغلبته عليه.

وقد أثارت هذه الموسوعية التي تُميز مؤلفات شيوخ هذه المدرسة الكنتية، وخاصة المختار الكنتي وابنه محمد الخليفة، اهتمام عدد كبير من العلماء، فتحدثوا عنها بإعجاب كبير وتقدير كامل، فقد أثنى على الشيخ المختار الكنتي أبو عبد الله البرتلي صاحب “فتح الشكور”[11]، واعتبره الشيخ رفاعة الطهطاوي: “من رواد الفكر العالمي الذين قالوا بكروية الأرض وبدورانها”[12].

التعريف بالعلامة محمد بن المختار الكنتي

يعد الشيخ محمد بن المختار الكنتي علما بارزا من أعلام الحياة الثقافية والصوفية بإفريقيا الغربية، خلال منتصف القرن الثالث عشر الهجري، حيث تزعم مشيخة الطريقة القادرية الكنتية ما بين 1811م و1826م، وخلف تراثا علميا وصوفيا غنيا.

غير أن هذه الشخصية الفذة لم تولها كتب التراجم والطبقات المعاصرة لها ما تستحقه من عناية، فكان اسمه يرد عرضا أثناء الحديث عن والده الشيخ المختار الكنتي.

ويبقى كتاب “الطرائف والتلائد” للمؤلف نفسه، مصدر الترجمة الممتاز بأدق معاني الكلمة، سواء من حيث كم المعلومات الواردة فيها، أو ثراؤها وكثرة ما تحمله من دلالات على حياة الرجل وعصره، فقد استوعبت تقريبا جميع المعلومات الواردة في سائر المصادر، وانفردت بأضعافها، كنسب الرجل وأسلافه ونشأته ومشيخته للطريقة…

وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ الجليل شفيق أرفاك قد سبقني إلى التعريف بالشيخ محمد الكنتي فوفاه حقه، وذلك أثناء تحقيقه للأبواب: الأول والرابع والخامس من”الطرائف والتلائد من كرامات الشيخين الوالدة والوالد”، ضمن رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط (السنة الجامعية:1991 – 1992م).

بيد أني بالرجوع إلى مصادر ربما لم تكن متاحة حينئذ لهذا الباحث الجليل، فقد أضفت معلومات أرجو أن تثري مبحث الترجمة للمؤلف.

في ولادته ونشأته ووفاته

هو محمد الملقب (الشيخ سيدي محمد الخليفة) بن المختار الكنتي بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حبيب الله بن الوافي بن عمر الشيخ بن أحمد البكاي بن محمد الكنتي بن علي بن يحيى بن عثمان بن يَهُسْ بن دَوْمَان بن وَرْد بن يعقوب بن العاقب بن عقبة بن نافع[13].

واشتهر المؤلف بلقب الكنتي نسبة إلى قبيلة كنت، ويعرف الكنتيون في الجنوب المغربي باسم: إكْنتَاوَنْ، مفرده أكنتاو، ويرد في بعض كتب التراجم بصيغة الكنتاوي[14].

فهو ينتمي إلى بطن أولاد الوافي من قبيلة كنته الشنقيطية المنحدرة من الفاتح المعروف عقبة بن نافع الفهري. غير أن صاحب “الوسيط” نفى انتساب الكنتيين إلى عقبة بن نافع الفهري، فقال في معرض ترجمة والد المؤلف الشيخ المختار الكنتي:

“… وقفت على سلسلة نسبه – يقصد الشيخ المختار الكنتي- متصلة بعقبة بن نافع الفهري الصحابي الذي فتح بلاد المغرب، وهذا يعارضه ما ثبت عند النسابين في أرض الصحراء من أن كنته من بني أمية، لكن يمكن الجمع بينهما بأن الشيخ من كنته بطريق الموالاة، لا من طريق النسب كما يوجد عند كثير من الناس”[15].

ولد محمد بن المختار الكنتي سنة (1175هـ /1765م)، بمنطقة أزواد شمال تمبكتو، التي قضى فيها معظم طفولته إلى جوار والدته، وكانت هذه المنطقة القاعدة المركزية لقبيلة كنتة منذ أوائل القرن الثامن عشر[16]، وقد نشأ وتربى في كنف والديه في بيت من أكبر بيوتات العلم والسيادة في غرب الصحراء.

قام بعد أبيه بتربية المريدين وجلب المنافع للخلق، وكان كريما سخيا عفيفا، ألف تواليف عديدة على قدر تواليف أبيه، نحو الأربعين تأليفا، منها: شرحه لنفح الطيب سماه “الروض الخصيب” في جزء ضخم على قدر جزئين… و”الطرائف والتلائد” في مناقب والديه، وغير ذلك [17].

الإشعاع العلمي للزاوية الكنتية

نشأ المؤلف في كنف زاويتهم العلمية، حيث بلغ عطاؤها المعرفي في هذه المرحلة أوجه على يد والده الشيخ المختار الكنتي، فأفاد منه كثيرا، وتخرج به في سائر الفنون والعلوم.

وكان من مظاهر هذه المرحلة الزاهية من حياة الزاوية القادرية المختارية الكنتية، ذلك الإقبال الكبير الذي عرفته من لدن الطلاب النابهين، والعلماء العاملين للقاء أستاذهم وشيخهم المختار الكنتي، ولم يكن المؤلف ليضيع هذه الفرصة الثمينة للإفادة من هؤلاء الشيوخ الوافدين من شتى البلدان.

ولم تكن هذه المحاضر تقتصر في برامجها التربوية على علم دون آخر، بل كانت تقدم تعليما متكاملا يشمل سائر العلوم والمعارف، ولم يكن التعليم فيها مقصورا على الرجال فقط أو الصغار وحدهم، بل كان يشمل الكبار والصغار والنساء والرجال معا، فمما يذكر سيدي محمد من أخبار والده المختار أنه: “ختم مختصر خليل تدريسا هو وزوجته في يوم واحد في خيمة واحدة، هو للرجال والشيخة للنساء”[18].

الإنتاج الفكري للشيخ محمد بن المختار الكنتي

إن المكانة العلمية للشيخ محمد الكنتي أهلته لأن يُؤلف تصانيف شتى في مختلف المجالات المعرفية من تصوف وفقه وأصوله، وحديث وعلم السياسة وغيرها من العلوم، مما يدل على موسوعيته وغزارة علمه، وهي كالآتي:

  • التصوف:
    1. إرشاد السالك إلى أقوم المسالك. (ذكره بول مارتي)
    2. جنة المريد دون المريد (موضوع الدراسة)[19].
    3. دعوات وأحزاب ووصايا (ذكرها الشيخ سيديا في فهرسته).
    4. السراج النفيس، وعلاج الوساويس.
    5. شرح الورد القادري (ذكرها الشيخ سيديا في فهرسته).
    6. السلم الأسنى إلى أسماء الله الحسنى[20].
    7. الطرائف والتلائد في كرامات الشيخين الوالدة والوالد[21].
    8. الفتوحات اللدنية الشرعية، بشرح التصلية الناصرية الدرعية[22].
    9. منح القدوس (وهو نظم للشموس الأحمدية لوالده الشيخ المختار الكنتي).
    10. النبذة الصافية[23]. (وهي رسالة في التقوى).
    11. الوسيلة الكبرى في إصلاح الدين والدنيا والأخرى.
    12. الإيجاب والسلب بجلاء مرآة القلب (ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).
  • السياسة:
    1. أوثق عرى الاعتصام للأمراء والوزراء والحكام[24].(وهي رسالة إلى أمير ماسنة شيخو أحمدو).
    2. النصيحة المحمودة والعظة المصمودة (نظم ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).
    3. رسالة في نصح بعض الولاة[25].
    4. السهام المسددة إلى نحور الشناة والحسدة (ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).
  • الفقه:
    1. الأجوبة الفقهية أو “الفتوحات القدسانية في الأجوبة الفُلانية”[26]. (وهي أجوبة على أسئلة شيخو أحمدو، أمير ماسنة).
    2. علم اليقين، وسنن المتقين، بحسم الإتاوة المزورة بحق المستحقين (ذكره بول مارتي).
    3. شرح هداية الطلاب[27].
  • الأنساب:
    1. الرسالة الغلاوية. (ألفها للتعريف بنسب العائلة الكنتية، وهي مطبوعة).
  • أصول الفقه:
    1. نظم ورقات أبي المعالي الجويني (ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).
    2. منهاج الفعال على الورقات، (وهو شرح لنظمه على الورقات لأبي المعالي الجويني)
  • السيرة النبوية والشمائل المحمدية:
    1. الروض الخصيب، في شرح نفح الطيب، في الصلاة على النبي الحبيب[28]. (وهو شرح على كتاب “نفح الطيب” لوالده) [29].
  • علم الكلام:
    1. الرسالة البارعة القاطعة لدابر سيء اعتقادات المعاند القارعة (ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).
    2. بهجة النفوس.
    3. الصوارم الهندية في حسم الدعاوي المهدية (ذكره الشيخ سيديا في فهرسته).

التعريف بكتاب ” جُنة المُريد دون المرَيد:”

أجمع الذين ترجموا للشيخ محمد الكنتي أن كتاب “جنة المريد دون المريد” ثابت النسبة له دون شك، وأن موضوعه يدخل ضمن الحقل المعرفي الصوفي.

والعنوان مسجوع على عادة القدماء، مع مراعاة دلالة ألفاظه واصطلاحاته التي تم اختيارها وتركيبها بشكل يحيل على محتوى الكتاب نفسه: فالجُنة: الوقاية، والمُريد: اصطلاح صوفي يقصد به السالك طريق القوم، الذي نور الحق سبحانه وتعالى بصيرته بنور الهداية، حتى لا يعود إلى نقصانه، ويسعى دائما لطلب الكمال، ولا يقر له قرار إلا إذا حصل على المقصود، وتحقق له القرب من الله عز وجل، فالمريد هو الذي سبق اجتهادُه كشوفَه، ويقابله المُراد: وهو الذي سبق كشوفُه اجتهادَه، فهو مجذوب عن إرادته، يعبر الأحوال والمقامات من غير مكابدة[30].

أما المَريد فالمقصود به الشيطان اللعين، الذي يوسوس ويكيد للمريد الساعي إلى تهذيب نفسه “… فليتنبه المريد لنفسه، وإياه أن يظن أن إبليس قد انقطع عنه حين يرى توالي عبادته، بل لينظر فيها وليفتش وليستغفر الله”[31].

وعموما فإن الكتاب يشكل دعوة مثيرة للإقبال على قراءته، وذلك لأن مجاهدة الشيطان المريد بغية تهذيب النفس هو مقصد السالك لطريق الله عز وجل.

ويمكن التعرف على ملابسات تأليف “الجُنة” من خلال ما ورد في ديباجة الكتاب نفسه، فقد استهل المؤلف كتابه بعد البسملة والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بما يفيد أن إقدامه على هذا العمل أتى تلبية لرغبة “المريد الصادق، المؤيد الذائق، أبي الأنوار والأسرار، المهذب الحقائق من الأوضار والخسائس والأكدار، سيديَّ بن المختار”[32].

وبصرف النظر عن هذا الدافع، فإنه يمكن القول بأن المؤلف كانت تحذوه رغبة قوية في الدفاع عما يؤمن به من أفكار وآراء تتعلق بالتصوف ومنهج التربية فيه، سالكا في تحليله للقضايا التي يعرضها منطق الإقناع والإفحام؛ بإيراد عدد كبير من الحجج والأدلة المستقاة من الكتاب والسنة وأقوال السلف.

هذا بالإضافة إلى رغبة المؤلف في تحديد ثوابت وأصول الطريقة القادرية المختارية الكنتية، وتمييزها عن أنماط الخطاب الصوفي السائد آنذاك، جاعلا من الكتاب محاولة لتدوين تعاليمها والحفاظ على خصوصيتها وسنيتها…

إلى جانب ذلك فإنه يمكن تلمس دافع آخر لتأليف “الجنة” وهو تحذير مريدي الطريقة الكنتية من الاستماع إلى انتقادات طائفة القراء على المسلك الصوفي عموما والطريقة الكنتية خصوصا “وبالجملة فلتعلموا إخواننا أن المقصود الأولي الداعي إلى تأليف هذا المجموع ما شرحنا صدره، مما يرد من جهة أهالي بعض من جذبته عنايته السابقة، فاشتم من نوافح روائح تخصيص خصوص اللاحقة، من تشويشات شيطانية، وتسويلات نفسانية، ربما زخرفها بعض من انتسب لطائفة القراء، وأنكر أو كاد طريقة الأولياء الأصفياء، ولعمري لقد أنكروا شمس الظهيرة، ورغبوا عن التأدب بآداب النبوة وجمائل السيرة”…[33].

مضامين الكتاب

جاء كتاب “الجنة” مكونا من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.

وقد افتتح المؤلف مقدمة كتابه بديباجة منمقة مسجوعة على عادة المؤلفين القدماء، حرص فيها على حمد الله والثناء عليه، والتصلية على رسوله وآله وصحبه، ثم أعقب ذلك بتقديم صورة موجزة عن سبب تأليفه للكتاب وهو الاستجابة “لرغبة المريد الصادق، المؤيد الذائق، أبي الأنوار والأسرار، المهذب الحقائق من الأوضار والخسائس والأكدار، سيديَّ بن المختار “…[34]، ليتطرق بعد ذلك إلى ذم الدنيا وأهلها، محذرا من افتتان الناس بها، وألا يجعلها العاقل أكبر همه ولا مبلغ علمه “وذلك أن الله جعلها دار فتنة وابتلاء”[35]، وألا يتبع فيها هواه فتصرفه عن مولاه.

ويبدو أن المؤلف كان يهدف إلى جعل هذه المقدمة على شكل مدخل خصصه للتعريف بأصل الداء، وهو آفة حب الدنيا وزخرفها.

وأقدم فيما يلي أهم مضامين هذه المباحث وكذا الخاتمة التي ضمنها مباحث شتى.

  • في أهم مضامين المبحث الأول: في التعريف بالأهم فالأهم[36]: ويستهله المؤلف بالحديث عن شرف معرفة الله عز وجل، وما يقتضيه ذلك من مجاهدة للنفس وضبط لأحوالها؛ لأن علم تهذيب النفس هو الواسطة إلى معرفة الله تعالى، وبما أن العقل يعجز عن تخليصها من عللها وأدرانها، فقد جعل الله عز وجل الخلاص على يد رسله الذين بعثهم لذلك وعلى رأسهم الطبيب الأعظم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم بعده العارفون بالله المربون الذين ورثوا عنه ﷺ أساليب العلاج، بعد معرفة أنواع النفوس وخباياها وطبائعها. إلا أن نجاح هؤلاء الأطباء الوارثين سر تربية النفوس وتهذيبها يظل متوقفا على مدى استجابة النفوس المريضة للعلاج، مما يؤهلها لقطع المنازل والمقامات تحت نظر القدوة…
  • في أهم مضامين المبحث الثاني: في الوقت الذي يتوجه فيه الخطاب بالمطالبة بالانتقال من أهم إلى أهم[37]: تناول المؤلف في هذا المبحث الحديث عما يلزم السالك معرفته في ابتداء سيره من العلوم– وذلك بعد أن يكتمل نماء عقله الذي هو مناط التكليف– وهو معرفة معبوده على الوجه اللائق بكماله، فإذا أحكم ذلك وصحت عقيدته انتقل إلى معرفة أحكام العبادات وحدودها، ثم معرفة آداب التعبد لربه عز وجل، فإذا أحكم ذلك انتقل بحكم الإكمال إلى تحصيل الآلة الموصلة إلى إدراك معاني الكتاب والسنة من نحو وتصريف ومعان دون تعمق فيها، واشتغال بها عما هو أهم منها. فإذا حصل منها على المطلوب، وفاز بالبغية والمرغوب، انتقل إلى علم الحديث بشروطه، ثم إلى علم التفسير، متوخيا في ذلك المنهج الوسط، متوقيا مسالك من أفرط أو فرط…
  • في أهم مضامين المبحث الثالث: في الكلام على ما جرى عليه عمل السلف من أهل الرياضة وأرباب السلوك، ومالهم في ذلك من بدائع الحكم وجوامع الكلم[38]:افتتح المؤلف هذا المبحث بالحديث عن تمسك الصوفية بالشريعة إذ “أصل هذه الطريقة ومبناها إنما هو سيرته ﷺ من أقواله وأحواله وتقريراته المفسرة لنص الكتاب الذي جاء به من ربه، ثم ما مضى عليه عمل الصحابة من بعده، ثم ما انعقد عليه إجماع سلف أمته من بعدهم”…[39]. وفي هذا السياق عمد المؤلف إلى تحديد مفهوم الإلهام وضوابطه الشرعية المتمثلة في عرض ذلك على الكتاب والسنة وعمل السلف، “فما وافق من ذلك اعتمدوه وشكروا الله تعالى، وما لا رفضوه، وعملوا بمقتضى الشريعة إن كان ممن لم يتناوله مطلق الإذن”…[40].

ثم تناول الحديث بالتفصيل عن قضية المفاضلة بين العلماء وبين الأولياء العارفين، وبيان العلامات الفارقة بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة.

  • في أهم مضامين الخاتمة[41]:

وقد جعل المؤلف لبحوث الكتاب الثلاثة خاتمة قال عنها إنها أتت استجابة لرغبة “خلاصة الإخوان من خاصة الخلصان، ممن ثبت إنصافه، فتعين بالمطلوب إسعافه، في خاتمة لتلك البحوث البديعة الإيجاز، لتكون لحلتها الرائقة بمثابة الطراز”[42].

وذكر أن محتواها” يشتمل على ما هو كالنتيجة لما أصلناه، وكالثمرة لنفس ما أجملنا وفصلنا: من بداية سير السالك ونهايته، وأول قدم يضعه في ترقيه وغايته، وكيفية تهذيب النفس وتزكيتها، وهيئة تنقيح الأخلاق وتصفيتها، مع آداب المريد وحقائق الإرادة، وحقوق المشايخ المنتصبين للتربية والإفادة، باختصار في الباب، وقبض عنان عن مجال الإسهاب”[43].

هذا، وقد رغب المؤلف رحمه الله أن يجعل آخر مباحث خاتمة كتابه “شرح ألفاظ اصطلحوا عليها واستعملوها فيما بينهم وأشاروا إليها”[44]؛ وذلك لتقريب المفاهيم الصوفية للسالكين، وقد شرح الشيخ محمد الكنتي في هذا الموضع مائة وأربعة وثلاثين مصطلحا تحيط بمختلف أركان التصوف، من مقامات وأحوال وحقائق.

وذكر عقب ذلك أنه رأى أثناء جمعه لهذا الكتاب وهو بين اليقظة والهجوع ” كأن شخصا من الأولياء الأصفياء وقف عليه، وقال له: ناولني ذلك اللوح– لوح كنت أجمع فيه وأصنف– فناولته إياه فأخذ يقرأ وأنا أسمع، فلما قرأ اللوح جعل يثني على التأليف ويتعجب من حسن وضعه، فقال: أسميته؟ فقلت: لا، وإنما هو جواب لتلميذنا الصادق سيديَّ، فقال: سَمه لي أو أسميه لك؟ فقلت: سمه، قال: سميته بـ “جنة المريد دون المريد”[45].

قيمة الكتاب وأهميته

مما لاشك فيه أن محمد بن المختار الكنتي باعتباره شيخا للطريقة القادرية الكنتية كان يهمه تسييج طريقته وحمايتها من قُطاع الطرق من المَريدين الذين يتربصون الدوائر بأتباعه ومريديه، وهكذا أعدَّ لهم “جنَّة” تكون لهم بمثابة الدِّرع الواقي ضد هجمات المنتقدين، سواء أكانوا من الطاعنين في الفكر الصوفي عموما المبطلين لمشروعيته، أو من المنتقدين من داخل الفكر الصوفي نفسه، الذين –ربما– رأى بعضهم أن الطريقة الكنتية قد استنفذت أدوارها التربوية، وبالطبع فقد كان هدف الكنتي من خلال هذا التأليف أن يبين استناد الطريقة إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وأنها تشهد لها أصول الشرع ونصوصه، بل وتوصل المعتصم بها إلى مقام الإحسان أعلى مقامات الدين.

ومن ثم فإن الشيخ الكنتي كان في هذا التأليف أمام محك حقيقي وهو تقديم طريقته على أحسن وجه، والتعريف بها لمن جهلها، فكان عليه ألا يدخر جهدا في ذكر فضائلها والإجابة على كل ما من شأنه أن يشينها، أو يدخل شكا أو ريبا في نفوس أتباعها من تلامذته ومريديه، فيكون كتاب “الجنة” بذلك كتابا محوريا في الطريقة الكنتية؛ يبين أصولها وثوابتها، ويعرف بها من لدن أحد أبرز مشايخها، ولا ريب في ذلك، فإن أهل كنتة أدرى بشعابها.

هذا، ورغم أن المؤلف تناول الحديث عن قضايا في الفكر الصوفي كانت مطروقة في مصادر أخرى، وجرى تداولها لدى غيره من مصنفي التصوف، خصوصا منهم المتقدمين كالسهروردي، والقشيري، والغزالي، وابن عطاء الله السكندري، وعبد الوهاب الشعراني… إلا أنني وجدته أكثر ثراء واستقصاء لجمعه ما تفرق فيها، فقد جمع مؤلفه شتات مادته من مصادر متنوعة أشرت إليها في موضعها من هذا البحث[46].

ولهذا جاء الكتاب على الصورة التي أوضحتها أثناء حديثي عن مضامينه، ولم يأت مكررا لمن سبقه، بل كان الوعي المنهجي التعليمي التأصيلي حاضرا بقوة لدى المؤلف في سائر قضايا الكتاب.

إن تناول موضوع التصوف عند الشيخ محمد الكنتي في كتابه “الجنة” له طابع خاص، إذ لم تكن عنده مباحث التصوف مجرد سرد لأقوال وردت في أمهات الكتب والدواوين، بل كان هاجسه هو استجلاء القيم النبيلة والسلوكات الرفيعة الأصيلة، من خلال تقديم النموذج السلوكي السليم من كل زيغ وزلل.

فالمؤلف يحدد في كتابه مقومات الفكر الصوفي من خلال المدرسة القادرية الكنتية كنموذج للدعوة والإرشاد والإصلاح، فيبين مبادئها الأساسية، وتوجهاتها فيما يتعلق بسلوك المريد وعلاقته مع الله ومع ذاته ومجتمعه، بأسلوب يتسم بالبساطة والوضوح، وفي الوقت نفسه بالدقة في المنهج، والعمق في الرؤية والأهداف، مما جعله بالدرجة الأولى خطابا تربويا توجيهيا.

وجدير بالذكر أن هذا الخطاب التوجيهي لم يكن معنيا به المريد فحسب، وإنما الشيخ “المُسلك” أيضا، تارة من خلال تحديد شروط المشيخة وآدابها، وطبيعة العلاقة القائمة بين المريد وشيخه[47]، وتارة أخرى برسم معالم المنهج التربوي الصوفي السديد، وكيفية معالجة أمراض المريد الباطنية القلبية.

إضافة إلى رغبة المؤلف الأكيدة في وضع علم التصوف في سياقه المحدد داخل منظومة الفكر الإسلامي بشكل عام، من خلال تقعيده وإخضاعه لضوابط علمية محددة سلفا على غرار بقية العلوم الإسلامية، وإخراجه من دائرة الاعتباطية.

خلاصة عامة

لقد أسهمت المدرسة الكنتية في إحياء علوم الدين بشكل جلي من خلال الجوانب التربوية والروحية والفكرية والتعليمية والسياسية التي اضطلعت بها الطريقة القادرية المختارية الكنتية خلال القرنين 18و19م سواء في السودان الغربي أو في المغرب وصحرائه. كما ساهمت بشكل كبير ومتميز في حقل المعرفة الإسلامية بمصنفات عديدة، كان لها بالغ الأثر في الحفاظ على الهوية الدينية لمناطق إفريقيا جنوب الصحراء، والقائمة على الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني المنبني على إصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه.

وأخيرا فإن غزارة إنتاج الشيخين: محمد ووالده المختار الكنتي تظهر لنا مشاركتهما في سائر العلوم الإسلامية وبالتالي تبرز قيمة العصر العلمية، وتنوع المعارف في بيئة إفريقيا جنوب الصحراء.

كانت هذه لمحة موجزة ومركزة عما تم التوصل إليه من نتائج في هذا البحث، وحسبي أنني لم أذخر وسعا في التعريف بالتراث العلمي للمدرسة الكنتية وإبراز مكانته في ترسيخ قيم التصوف السني بإفريقيا.

الهوامش

[1] -من أقطاب التصوف والعلم في الصحراء، تتلمذ على يد الشيخ المختار الكنتي وابنه الشيخ محمد. انظر ترجمته في:

“الوسيط في تراجم أدباء شنقيط”، ص: 240، و”الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، “8 /192.

[2] -“بلاد شنقيط المنارة والرباط”، الخليل النحوي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1987م، ص: 516.

[3] -إحداهما تحت رقم: 2114، أما الثانية فتحمل رقم: 3553.

[4] -توفي بتمبكتو، سنة 1268هـ / 1847م. انظر ترجمته في: «كنتة الشرقيون» لبول مارتي، ص: 89.

[5] -“… هذا وأنهي بالسلام التام، الخالص العام، وما يليق بالمقام من التحية والإكرام، والتبجيل والاحترام، والإجلال والإعظام، والرضوان والإنعام، والإحسان والإتمام، والحفظ والرعاية، والصون والعناية، والغنية والكفاية، والنصر والتأييد، والبركة الصافية، والرحمة الشاملة، إلى نخبة الأخيار، وخلاصة خاصة الأحرار، سلسلة السادات الأبرار، منبع الفضل والجود، وفرع سبب أصل الوجود، الورع البر المتواضع، الساعي في الخيرات المسارع، الجهبذ المجاهد أعداء الدين، إمام الأمة القائم بكل الأمة، يتيمة الخلف، الخليفة المستخلف، الإمام الحق الحاكم بالحق، وظل الله في أرضه لجميع الخلق، أمير المؤمنين سيدنا ومولانا عبد الرحمن بن أمير المؤمنين سيدنا ومولانا هشام بن أمير المؤمنين سيدنا ومولانا محمد بن أمير المؤمنين سيدنا ومولانا عبد الله، بن أمير المؤمنين سيدنا ومولانا إسماعيل، بن سيدنا ومولانا علي الحسني…”. الرسالة العجالة الرائقة في العمالة” للشيخ المختار الحفيد، مخطوط بالخزانة الحسنية تحت رقم: 2114، ورقة 1.

[6] -“… ثم لتعلم أن مزية العلم هي المنزلة العظمى، والمرتبة الشما، الكفيلة بالرشد والفلاح، والهدي والصلاح، والناس كلهم محتاجون إلى العلم، وأشد الناس احتياجا إليه: الأمراء… فأفضل ما في الأمير خصوصا وفي الناس عموما: التحلي بالعلم وصحبته والشوق إلى سماعه، والتعظيم لحملته..”. الرسالة العجالة الرائقة في العمالة”، ورقة: 2.

[7] – “… ثم لتعلم سيدي، أن هذا الوفد المبارك قد أبلغونا من جملة ما أبلغونا عنك من الفضائل والمحامد شدة تشوفك وتعطشك إلى تآليف الشيخين الوالد والجد، وقد قدمت بين يدي نجوى كتابي إليك شرح الشيخ الوالد المدعو: بـ (الروض الخصيب، على نفح الطيب في الصلاة على النبي الحبيب) للشيخ الجد الكبير…”. “الرسالة العجالة الرائقة في العمالة، “ورقة 13.

[8] -النسخة المعتمدة من الرسالة تقع ضمن مجموع بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 3535.

[9] -ورد في رحلة “المنى والمنة”، لأحمد بن طوير الجنة الشنقيطي (ت 1265هـ) قوله: “فتعاملنا معه في زاوية تكون وصلة بيننا وبينه، وبيننا وبين أولاده”، وذلك في رحلة عودته من المشرق، حين مر على السلطان مولاي عبد الرحمن الذي رغب في أن يقيم معه بالمغرب، إلا أنه أقنع السلطان باستحالة مكثه، مؤكدا أنه تنازعه رغبة شديدة إلى أهله، فتولدت من ذلك فكرة تأسيس زاوية تهدف إلى تثبيت الأواصر المعرفية والروحية.

[10] -لمن أراد معرفة بعض أسماء المثقفين المغاربة الآخذين عن شيوخ الطريقة الكنتية، فليرجع إلى ما كتبه العلامة المرحوم محمد المنوني في مقال تحت عنوان: “المدرسة الكنتية: نموذج للدعوة والإرشاد بإفريقيا والمغرب في العصر الحديث”. مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، العدد:4، السنة: 1986م.

[11] -فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، أبو عبد الله البرتلي الولاتي، ص: 152.

[12] -تخليص الإبريز في تلخيص باريز، الطهطاوي، دار الطباعة بالقاهرة، 1265هـ، ص: 33.

[13] -انظر: “الإرشاد في الهداية إلى السداد وحسن الاعتقاد”، للمختار الكنتي، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: ك، ورقة:455، «الطرائف والتلائد» لمحمد بن المختار الكنتي، تحقيق شفيق أرفاك، ص: 12، و”الرسالة الغلاوية “لمحمد بن المختار الكنتي، ص: 139، وما بعدها.

[14] -انظر: “شجرة النور الزكية في طبقات المالكية”، لمحمد بن محمد مخلوف، المطبعة السلفية، القاهرة، 1949م،1 /377.

[15] -“الوسيط في تراجم أدباء شنقيط”، ص 356.

[16] -“الطرائف والتلائد، “(الجانب غير المحقق) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، عدد: 690، ورقة 162.

[17] -“منح الرب الغفور في ذكر ما أهمله صاحب فتح الشكور”، ص: 69.

[18] -نفسه، ورقة: 45 و106.

[19] -الخزانة العامة بالرباط، تحت رقم 1038 د، ورقم 931 ك، وبالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 610 و3431.

[20] -ذكره الخليل النحوي ضمن قائمة أبرز الكتب والمصنفات التي تدرس بمحضرة شنقيط، ص: 217.

[21] -يوجد بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 690.

[22] -مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: 1855د، ضمن مجموع يبتدئ من الورقة:1 إلى الورقة: 31.

[23] -مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم 1069 ك، ضمن مجموع من ورقة 331 إلى الورقة 343، وأخرى تحت رقم:  د.2254

[24] -مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: 1855د، ضمن مجموع يبتدئ من الورقة: 73 إلى الورقة: 136.

[25] -مكتبة تطوان 455/4.

[26] -مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: 1855د، ضمن مجموع يبتدئ من الورقة 32 إلى الورقة: 72.

[27] – هدية الطلاب” للمختار الكنتي، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: 372د.

[28] -مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 436، 11796، 12283.

[29] -مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم 730د، ضمن مجموع يبتدئ من الورقة 1 إلى الورقة: 70.

[30] – انظر “معجم المصطلحات الصوفية”، أنوار فؤاد أبي خزام، ص: 160 – 161.

[31] – “جُنة المريد”، ص: 170

[32] -“جُنة المريد”، ص: 1.

[33] -جُنة المريد”، ص: 170

[34] -“جُنة المريد”، ص: 1.

[35] -نفسه، ص: 2.

[36] -يبتدئ هذا المبحث من الصفحة: 5 إلى الصفحة: 49.

[37] -يبتدئ هذا المبحث من الصفحة: 50 إلى ص: 93.

[38] -يبتدئ هذا المبحث من الصفحة: 94، إلى الصفحة: 184.

[39] -جُنة المريد”، ص: 94.

[40] -نفسه، ص: 95.

[41] – تبتدئ هذه الخاتمة من الصفحة: 184 إلى الصفحة الأخيرة.

[42] -“جُنة المريد”، ص: 84.

[43] -نفسه.

[44] -“جُنة المريد”، ص: 339.

[45] -نفسه، ص: 384.

[46] -راجع المبحث الثالث: مصادر المؤلف في الكتاب، ص: 106؛ وما بعدها.

[47] -انظر «جُنة المريد»، من ص 225 إلى ص: 254.

فهرس المصادر المراجع

المخطوطات:

  1. الإرشاد في الهداية إلى السداد وحسن الاعتقاد، وهو المسمى أيضا بـ (المنـة في اعتقاد أهل السنة)، المختار الكنتي، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم: 935 ك.
  2. رسالة الشيخ أحمد البكاي إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ، ضمن مجموع بالخزانة الحسنية بالرباط، برقم، 3535.
  3. الرسالة العجالة الرائقة في العمالة، المختار (الحفيد) بن محمد بن المختار الكنتي، مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم 2114.
  4. الطرائف والتلائد من كرامات الشيخين الوالدة والوالد، محمد بن المختار الكنتي، مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم 690.

المطبوعات:

  1. الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، العباس بن إبراهيم، تحقيق: عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1977م.
  2. بذل الوسع في تفسير الآيات التسع، محمد بن المختار الكنتي، تحقيق، محمد محمود ولد ودادي، مطبعة زيد بن ثابت، دمشق، دون تاريخ الطبع.
  3. بلاد شنقيط المنارة والرباط، الخليل النحوي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1987م.
  4. جنة المريد دون المريد، محمد بن المختار الكنتي، دراسة وتحقيق: محمد المهداوي، منشورات مركز الإمام الجنيد للأبحاث والدراسات الصوفية المتخصصة، ط.1، 2012م.
  5. الجيش الكفيل بأخذ الثأر ممن سل على الشيخ التجاني سيف الإنكار، محمد بن محمد الصغير بن أنبوجة التشيتي الشنقيطي، طبعة فاس الحجرية، المغرب، 1319هـ.
  6. الرسالة الغلاوية، محمد بن المختار الكنتي، تحقيق: حماه الله ولد السالم، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، مطبعة كوثر، الرباط، ط1، 2003م.
  7. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد بن محمد مخلوف، المطبعة السلفية، القاهرة، 1949م.
  8. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، محمد الولاتي البرتلي، تحقيق:

محمد إبراهيم الكتاني ومحمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1981م.

  1. فهرس مخطوطات مركز أحمد بابا التنبكتي للتوثيق والبحوث التاريخية بتمبكتو، منشورات مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، 1998م.
  2. الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد بن الأمين الشنقيطي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط4، 1989م.

الرسائل والأطروحات:

  1. أدب الرحلة في بلاد شنقيط، محمد بن المحبوبي، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، 1995م.
  1. الطرائف والتلائد من كرامات الشيخين الوالدة والوالد، لمحمد بن المختار الكنتي، تحقيق الباب الأول والرابع والخامس، شفيق أرفاك، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، السنة الجامعية 1991 – 1992م.

المجلات والدوريات:

  1. المدرسة الكنتية: نموذج للدعوة والإرشاد بإفريقيا والمغرب في العصر الحديث، محمد المنوني، مقال في مجلة حوليات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، عدد:4، السنة 1986م.

تحميل المقال بصيغة PDF