افتتاحية العدد السابع
مدير تحرير المجلة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة بالمومنين وحجة على العالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،
فمن المعلوم أن الاشتغال بالسنة النبوية من أجل الأمور شأنا وأرفعها قدرا، لذا قيض الله لها علماء عملوا على توثيق علومها وضبط رسومها، فكتب الله لها الذيوع والانتشار، وأصبح على عاتق الخلف الأخيار التعريف بما تضمنته من اللطائف والأسرار، فظهرت بفضلهم سوابغ النعم وتوالت تواليفهم في السنن، فلله الحمد والمنة على ما خص به الأمة من هدي الكتاب والسنة.
قال ابن حجر العسقلاني: “إن أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام وأعلى ما خص بمزيد الاهتمام: الاشتغال بالعلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية، وهذه لا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى وسنة نبيه المصطفى، وأن باقي العلوم آلات لفهمها وهي الضالة المطلوبة، أو أجنبية عنها وهي الضارة المغلوبة.”
وبه يعلم أن الاهتمام بالسنة النبوية ضالة كل مسلم أنّى وجدها فهو أحق الناس بها. وبموجب تلك الأحقية بادر جلة العلماء الأخيار لجمع الأحاديث والأخبار، ولم يثنهم بعد البلد عن تقضي أحوال المتن والسند خدمة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان لعلماء البلدان الإفريقية القدح المعلى في خدمة الحديث النبوي الشريف حفظا وفهما وتأليفا.
ونظرا لمكانة السنة في التشريع الإسلامي لقوله تعالى: ﴿وأن نزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾.
وسعيا من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى خدمة الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين، فقد اقتضى نظر هيئة تحرير المجلة تخصيص العدد السابع منها لموضوع:
“جهود العلماء الأفارقة في خدمة الحديث النبوي الشريف”
نسأل الله تعالى أن يكون ما قدم فيه نافعا في بابه وأن يجد قبولا عند قارئيه، آمين والحمد لله رب العالمين.