مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

الرحلات العلمية بين علماء غانا والمغرب العربي مظاهرها وتطوراتها

ذ. محمد شمعون
باحث من غانا

تعد الرحلات من أهم المظاهر الحضارية التي عرفها التاريخ البشري لما لها من دور فعال في التواصل والترابط في مختلف المجالات، إذ توالت الرحلات وفق أسس ومبادئ مختلفة، فتنوّعت أهدافها وتعدّدت أغراضها ووسائلها، فهناك الرحلة التجارية سعيا للبحث عن الأسواق، والرحلة العلمية بغية الالتقاء بالعلماء وتحصيل مختلف العلوم.

ولقد ظلت الرحلات العلمية مظهرا مشرفا في الثقافة الإسلامية إذ يرتكن إليها الناس للنهل من منابع العلم والمعرفة والسماع من أكابر العلماء، والأخذ بالفكر الإسلامي الدقيق، وقد بيّن عبد الرحمن بن خلدون[1] أهمية الرحلة العلمية ودورها في بناء الشخصية الثقافية للفرد، وأشار إلى أنها طريقة علمية ضرورية في التعلم فقال: “إن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم، ذلك أنّ البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينحلون به من المذاهب والفضائل، تارة علما وتعليما وإلقاء، وتارة محاكاة وتلقينا بالمباشرة، إلا أنّ حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد استحكاما وأقوى رسوخا، وعلى قدر كثرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها، وأن تعدد المشايخ يفيد تعدد الطرق، إذ إنّ لكل منهم طريقته في التعليم.[2] يقول تبارك وتعالى مُبَيّنًا أهمية الرّحلة في طلب العلم: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون﴾.[3] قال أبو إسماعيل الجهضمي: “فهذا كل من رحل في طلب العلم “[4]. ويقول فخر الدين الرازي تعليقا على الآية: “متى عجز عن التفقّه إلا بالسفر وجب عليه السفر، وفي زمان الرسول عليه الصلاة والسلام كان الأمر كذلك لأن الشريعة ما كانت مستقرة، بل كان يحدث كل يوم تكليف جديد وشرع حادث، أما في زماننا فقد صارت الشريعة مستقرة فإذا أمكنه تحصيل العلم في الوطن لم يكن السفر واجبا، إلا أنه لما كان لفظ الآية دليلا على السفر لا جرم رأينا أن العلم المبارك المنتفع به لا يحصل إلا في السفر”[5].

إن المتتبع لتاريخ الرحلات العلمية يدرك أنها ابتدأت منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، حيث تفرّق بعض منهم في الأمصار المفتوحة ليعلموا الناس شؤون دينهم قرآنا وحديثا وفقها، وأنشؤوا مراكز علمية بالبلدان التي نزلوا بها [6]، وتميّز كلٌّ منهم بطابعه الخاص، يَفِدُ إليهم الناسُ ليأخذوا عنهم الحديث والفقه،[7] وكان من أشهر هؤلاء الصحابة عبد الله بن عمر بالمدينة، وعبد الله بن عباس بمكة، ومعاذ بن جبل باليمن، وأبو موسى الأشعري بالبصرة، وعبد الله بن مسعود بالكوفة، وعبد الله بن عمرو بن العاص بمصر.[8]

وعندما جاء التابعون من بعدهم تَبَايَنَتْ حلقاتهم العلميّة، فمنهم من تخصص في التفسير، ومنهم من اعتكف على رواية الحديث، وآخرون استحسنوا الفقه فتبحروا فيه، فكان من أساطين هذا الجيل سعيد بن المسيب بالمدينة، وربيعة الرأي بالقباء، وعطاء بن أبي رباح بمكة، والحسن البصري بالبصرة، ومسروق بن الأجدع الهمداني الكوفي بالكوفة، ومكحول الشامي بسورية، وطاووس بن كيسان باليمن، وزيد بن أبي حبيب بمصر، وعطاء بن عبد الله الخراساني بالخراسان.[9] وأخذ الناس يشدون إليهم الرحال للأخذ عنهم، فاستمر الحال مع تابعي التابعين وأصحاب المذاهب الفقهية التي اشتهرت منهم أربعة، وأصحاب الحديث أمثال البخاري ومسلم، وظل الطلاب في رحلة دائبة بين الشيوخ والأئمة لأخذ العلم منذ ذلك التاريخ إلى وقتنا الحاضر.

وقد اشتهر بعض علماء غرب إفريقيا بالرحلة العلمية، أمثال الفقيه مخلوف بن علي البلبالي الذي تلقى تعليمه في معاهد والاتا وتنبكت، ثم رحل إلى المغرب ودرس على يدي محمد بن غازي[10] وغيره،[11] ثم تنقّل بين مدينة (كانو) و(كاتسينا) في نيجيريا،[12] وانتقل إلى المغرب، ولم يعد إلى بلده إلا بعد أن مرض وأوشك على الهلاك.[13]

وكذلك الفقيه محمد بن أحمد التاذختي الذي رحل إلى مصر وتتلمذ فيها، ثم عاد إلى غرب إفريقيا وواصل رحلته العلمية إلى كاتسينا واستوطن فيها حتى تولى قضاءها.[14] وكذلك عبد الرحمن التميمي الذي رحل من تنبكت إلى فاس لطلب العلم،[15] وكذلك محمد الأمين الكانمي الذي تنقل بين الحجاز ومصر والمغرب،[16] وعثمان بن فودي الذي رحل مع أستاذه حتى بلغ أجاديس (أغاديز)،[17] وغيرهم كثير ممن يضيق المجال عن ذكرهم.

وأما علماء غانا فقد ظلّت رحلاتهم العلمية داخل البلد يلتمسون مشافهة الرجال من منطقة إلى أخرى وذلك بعد دخول الإسلام في القطر الغاني، ويُعْتَبَرُ الشيخ عمر الكَرْكِي المتوفى سنة 1354هـ 1935م ممن اشتهر بالتّنقّل بين أجزاء غانا في سبيل نشر العلم والمعرفة والدعوة إلى الله تعالى، خاصة في المناطق الشمالية انطلاقا من مدينة (غُونْجَا)، مرورا بمدينة (سلاغا) وقرية (بَجْمَسُو)، ثم (غَمْبَاغَا) في أقصى الشمال الشرقي، ثم (وَالاَوَالاَ)، وانتهاء بمدينة (كَرْكِي)، التي استقر بها حتى توفي رحمه الله. كما يُعدّ الشيخ عمر الكركي من أوائل علماء غانا الذين شقّوا طريقَهم إلى بلاد الحجاز بُغْيَةَ الالتقاء بعلمائها والأخذ من معارفهم، وذلك في العقد الأول من القرن العشرين، وقبل أن يطأ المستعمِر الإنجليزي قدميه في القطر الغاني.[18]

ولم تشهد غانا التواصل العلمي بين علمائها والمغرب العربي إلا متأخرا والذي كان بمثابة بذرة أَتَتْ أكلها في العصور اللاحقة وخصوصا في بداية العقد الثاني من القرن العشرين مع ظهور نخبة من الجيل الأكاديمي الأول ممن تلقوا تعليمهم في دول الخليج وخاصة منها المملكة العربية السعودية، وفي مقدّمتهم الشيخ عمر إبراهيم إمام،[19] فألهبوا مشاعر الطلبة نحو العلم والمعرفة، واستقبل بعضهم المغرب العربي رِجَالاً تارةً ورُكْبَاناً تارةً أخرى على رغم ما تحمله الطّرق من أخطار ومشقة، إضافة إلى العامل السياسي الذي تبلور من خلال فلسفة الزعيم نكروما بعد استقلال غانا، والتي تتلخّص في ضرورة توحيد أبناء المنطقة وكذلك دول القارة الإفريقية لإيجاد حكم خاص بها، مع ضرورة التعاون بينها،[20] وكان الزعيم نكروما مدفوعا بالرّؤية الإيديولوجية للوحدة الإفريقية Pan Africanism،[21] إيمانا منه بالدور المركزي لغانا في الشؤون الدولية، وأن استقلالها لا يتم إلا بإنهاء الاستعمار في القارة الإفريقية، وقد عبّر عنها بعبارته الشهيرة حيث قال: “إن استقلال غانا لا معنى له ما لم يرتبط بالتحرير الكامل للقارة الإفريقية “[22]. وقد ساهمت سياسة الزعيم نكروما الخارجية في استقطاب العديد من الرحالة من غرب إفريقيا وشمالها تحديدا مصر وليبيا والجزائر وموريتانيا.

وهذه المقالة تسلط الضوء على الرحلات العلمية بين علماء غانا والمغرب العربي، والتي يسعى الكاتب من خلالها عرض مظاهر هذه الرحلات وتطوراتها وقوفا على بعض الشخصيات الغانية والموريتانية ممن ساهموا بطريقة أو أخرى في إثراء النهضة الفكرية والتعليمية في المجتمع الغاني من خلال تجربتهم في الرحلات العلمية.

وقد اعتمدت في كتابتي لهذه المقالة على دراسة ميدانية بالمقابلات المباشرة مع الأعيان والجلوس معهم سواء في إداراتهم أو منازلهم نظرًا إلى ندرة الكتابات في هذا المجال، فتَنَاوَلَتِ المقالة أربع علماء على سبيل الذكر لا الحصر لضعف القدرة على الإحاطة بهم جميعا من ناحية، وعدم الوقوف على كتابات تتناول بالدرس عمن سبقهم زمنا من ناحية أخرى.

واستناداً إلى ذلك جعلت لهذه الدراسة أربعة مطالب:

المطلب الأول: الشيخ يوشع كُوتَا ورحلته العلمية إلى ليبيا

المطلب الثاني: الشيخ عثمان مَالَمْ بَتُورَي ورحلته العلمية إلى ليبيا

المطلب الثالث: الشيخ أبوبكر لارِي ورحلته العلمية إلى الجزائر وتونس وليبيا

المطلب الرابع: الشيخ سيدي محمد المريتاني ورحلته العلمية إلى غانا

المطلب الأول: الشيخ يوشع كُوتَا ورحلته العلمية إلى ليبيا

الفقرة الأولى: التعريف به وبحياته العلمية

هو الإمام الشيخ يوشع بن طاهر كوتا، من علماء غانا المشهورين، كان فصيحا متقنا للعربية، عالما بقواعد النحو والصرف، ولد في غانا سنة 1944م، ونشأ بموضع يسمى (روغا) في دائرة “كَنْدَا”من ضواحي مدينة أكرا، وبدأ دراسته بتعلّم القرآن على يد الشيخ عبد الله، ومَالَمْ سُوهُو، وتتلمذ على الشيخ الحاج إدريس عمر كوتا فتعلّم منه متن الأخضري ومتن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني في مذهب الإمام مالك، ثم التحق بمدرسة التَّهَاني وتتلمذ على الشيخ مالم مرتضى، ولم يشف غليله فانتقل إلى مدرسة مالم أَتَا، في (نيما)[23]، ثم صاحب الشيخ الصوفي الرباني (هارون الرّشيد) زمنًا يتعلّم منه كتاب الآجرومية في اللغة العربية، والتحق بمعهد اللغات التابع لجامعة غانا في نهاية الخمسينات من القرن العشرين فطَوَّرَ مهارتَه في اللغة العربية على يدي أستاذ جمعة وكان مصريا.[24]

وفي الستينات من القرن العشرين قَدِمَ أستاذٌ هنديٌّ إلى غانا وكان خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فعَقَدَ مجلسا في الجامع الكبير بأكرا قدّم فيه دروسا في التوحيد والمسائل العقدية فاستفاد منه الشيخ يوشع وتتلمذ على يديه إلى عودة الشيخ عمر إبراهيم إمام من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1389هـ /1969م، وصادف ذلك مغادرة هذا الأستاذ الهندي غانا، فعمل الشيخ عمر إبراهيم على مواصلة الدروس التي تركها هذا الأستاذ إلا أن الشيخ عمر حوّل التعليم من الجامع الكبير إلى مسجدٍ بحي “نيما” يسمى “مسجد أمير كادو” وذلك عام 1390هـ /1970م، فسماه معهد المعلمين[25] فانضمّ الشيخ يوشع إلى سلك التلاميذ لهذا المعهد، ويُعْتَبَرُ من الجيل الأول لتلاميذ الشيخ عمر إبراهيم إمام.[26]

الفقرة الثانية: رحلته العلمية إلى ليبيا

كان الشيخ يوشع توّاقا للعلم فَبَثَّ أشواقَه في المنحة الخارجية من الخليج، وطال انتظارُه حتى نفد صبره فحط الرحال إلى المغرب العربي ليلتمس غرفا من بحر علومها، وكان خروجه نابعا عن مدى حرصه على استزادة العلم والمعرفة، لما رأى من غليَانِ الفكر بين علماء عصره، فاتّخذ سبيله إلى ليبيا برّاً وذلك سنة 1972م، فلما وصل دولة نيجر أصابه مرض شديد حال بينه وبين رحلته العلمية إلى ليبيا فمكث هناك مدة يعالج نفسه، ولما برئ خرج منها قاصدا دولة نيجيريا، حتى وصل مدينة (ليغوس)، فطلب فيها تأشيرة من سفارة ليبيا، ثم عاد إلى نيجر لمواصلة رحلته العلمية إلى ليبيا لكنه نفد منه الزاد فاضطر للعودة إلى غانا لجمع ما يكفيه من المال، وبعد أن نال بغيته رجع إلى نيجر وواصل رحلته إلى ليبيا مرورا بأجاديس (أغاديز) وذلك سنة 1973م، فلما وصل دولة ليبيا التحق الشيخ يوشع بجامعة البيضاء، وكانت تسمى بمعهد البعث الإسلامي خاصا بالأجانب، وتتلمذ على شيوخها سنتين، ثم انتقل إلى جامعة قار يونس ببنغازي، وتخصص في الشريعة والقانون، وتخرج منها سنة 1982م. [27]

عُيِّنَ الشيخ يوشع مدرسا في مدرسة سيدي نوح مدة ثلاث سنوات عالما متعلّما، ثم عاد إلى بنغازي طلبا للالتحاق بالدراسات العليا لكنّه لم يحظ بالقبول، ثم تواصل مع جمعية الدعوة في بنغازي فانتدبوه مُوَظَّفًا عندهم وأرسلوه إلى تنزانيا للدعوة والتدريس، واستوطن فيها ست سنوات مدرسا بمعهد (كي بو هي هي) وهي مدرسة ثانوية بمقربة من جبل (كلمنجارو)[28] ثم عُيّن مديرا لهذا المعهد لحنكته وتبصره، وأنشأ فيها قسما خاصا يعَنى بمسائل متعلقةَ بالعلوم من خلال النصوص القرآنيَة انطلاقا من قوله تعالى: ﴿أيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ ألَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾[29]، وكان له فضل كبير في إصلاح النظام التعليمي لهذا المعهد [30].

وبعد أن نال الشيخ يوشع بغيته من العلم قفل راجعا إلى وطنه وذلك في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين تحديدا في سنة 1990م، فلما وصل غانا عُيّن مدرسا بمعهد الدراسات الإسلامية التابع لمركز البحوث الإسلامية والدعوة والإرشاد، وكان حاملا معه الفكر التجديدي في المناهج التعليمية أراد أن يكون هذا المعهد نموذجا لهذا الفكر، إلا أن شيوخ المعهد قابلوا هذا الفكر بالردّ والصدّ لمخالفته بمنهجهم القائم على تعليم الشباب والناشئة تعليما إسلاميا لا غيره، وكان هذا الفكر التجديدي للشيخ يوشع يهدف إلى خلق التوازن بين المواد الإسلامية والمواد الإنقليزية بقصد التكامل بينهما حتى يكون المعهد متّصلاً بالأصل مدعوماً بلغة العصر، مشروحًا في الواقع، معايشًا للحاضر، وينال نصيبا من النّظر لدى الحكومة الغانية [31].

ولعل رَفْضَ شيوخ المعهد للفكر التجديدي للشيخ يوشع يرجع إلى المقصد الأساسي الذي قصد إليه المؤسس الأول لهذا المعهد،[32] وهو اتخاذ التعليم وسيلة لتربية الشباب وغرس القيم النبيلة والعقيدة الصحيحة في نفوسهم، فكانت المواد الدينية والعربية هي الركيزة الأساسية لهذا المعهد دون غيرها.[33]

يعد الشيخ يوشع من النماذج الحية في مواجهة الحق، ويشهد له في ذلك القاصي والداني، ولهذا تم تعيينه عضوا للجنة الإصلاح لأهل السنة والجماعة في غانا، اشتغل مفسرا بمسجده خمسة عشر سنة وتقاطر عليه طلاب العلم، وكان محافظا على المذهب المالكي، منتهجا المنهج الوسطي في الرشد والتصرف تأسيا بقول الهادي البشير عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا، وَلاَ تُنَفِّرُوا»[34] وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنّ أعرابيًّا بال في المسجد فثار إليه الناسُ ليوقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ وَهَرِيقُوا[35] عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا[36] مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا[37] مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ»[38].

وفي الثمانينات من عمره. ألف كتابا سماه “الإيمان الحق وطاقاته الهائلة” بث فيه أفكاره وتجربته في الحياة وما لاقاه من محن في رحلته العلمية، ولا يزال مخطوطا. وأخر سماه “التقليد الأعمى” كتب فيه عن التقليد الخالي من الوعي والإدراك والذي يؤدي بالإنسان إلى الانزلاق في الأخطار والمتاهات، وهذا المؤَلَّف أيضا لا يزال مخطوطا. وتأليف آخر سماه “الداعي إلى الحق” ولا يزال في طور الإنجاز إلا أن الشيخ قد ابتلي بضعف بصره، نسأل الله أن يعجل شفاءه. [39]

المطلب الثاني: الشيخ عثمان مالم بتوري ورحلته العلمية إلى ليبيا

الفقرة الأولى: التعريف به وبحياته العلمية

هو الداعية الجليل الشيخ عثمان بن عثمان بن محمد، المشهور بمالم بتوري، عالم فولاني، هاجر والده من دولة نيجيريا الفدرالية إلى غانا في عهد الاستعمار لقصد التجارة ورعاية الماشية، فمكث فيها حتى وجد قدم صدق لدى سكان غانا وكانت له علاقة طيبة مع الحكومة الغانية. ولد الشيخ عثمان بن محمد سنة 1948م،[40] بحي (روغا) وتعلم القرآن في الصبا، كان شديد الذكاء، متصفا بالحكمة والتواضع، متعطشا للعلم، سافر مع والده إلى نيجيريا وهو في الثالثة من عمره لمساعدته في رعي الغنم، فأقام في نيجيريا أربع سنوات فلما بلغ السابعة من عمره طلب منه أعمامه العودة إلى غانا لمواصلة مسيرته العلمية لما رأوه فيه من حرص شديد لطلب العلم، فبدأ دراسته مع الشيخ موسى والشيخ سوهو وهما من الشيوخ المحليين، وتعلم منهما القرآن والتهجي ونبغ فيهما، ثم تلقى مواد اللغة والفقه والحديث على يدي الشيخ الحاج إدريس عمر كوتا مؤسس مدرسة نور الدين الإسلامية بـ(روغا) وكان عمره عشر سنوات، فواصل دراسته في مدرسة نور الدين الإسلامية يتعلم من أساتذتها حتى أشبع عقله بالمعرفة واستوى على سوقه، فعيّنه الشيخ الحاج إدريس رئيسا لهذه المدرسة [41].

الفقرة الثانية: رحلته العلمية إلى ليبيا

لم يكتف الشيخ عثمان بما تلقاه من علوم على أيدي علماء مسقط رأسه بل خرج في رحلة علمية إلى المغرب العربي وكانت وجهته دولة ليبيا بعد أن حصل على منحة دراسية من إحدى جامعاتها وذلك سنة 1978م، ومكث فيها أربعة عشر سنة ينهل من منابع العلم على أيدي شيوخها، فتخرج منها سنة 1992م، ثم زاد سنتين يدرِّس من هم دونه مرتبة في العلم بأمر من شيوخه بعد أن أشبعوا نهمه المعرفي وضرب في كل فن من فنون العلم بسهم، وبعد قضاء هذه المدة في ربوع ليبيا متعلما ومعلما عاد إلى غانا، وكانت عودته سنة 1994م، فعيّنه أستاذه الشيخ الحاج إدريس إماما وخطيبا بجامع (روغا)، وأستاذا بمدرسة نور الدين الإسلامية، وكان معلما ربانيا مشهورا بالنشاط العلمي، متمسكا بالمذهب المالكي، حريصا على تقويم الناس وتوجيههم توجيها إسلاميا، منخفض الجناح، سريع التكيّف، حريصا على قضاء حوائج الناس، لا يحتقر من دونه فضلا عمن فوقه، وكان منفتحا مع الجميع، يعامل المسلمين والمسيحيين باحترام شديد على حد سواء بصرف النظر عن الانتماء الديني بغية الانصراف إلى توحيد المجتمع والدعوة بالتي هي أحسن، كان مثالا للمعلم الصبور في إيصال العلم للتلاميذ بلا ملل ولا كلل،[42] ويشهد له في ذلك كاتب هذه الأسطر لما كان طالبا بين يديه في المراحل الأولى من حياته العلمية.

وقد ظل الشيخ عثمان يمارس مهنة التدريس إضافة إلى تقديم دروس في التفسير في جامع (روغا) وخاصة في أيام رمضان، مع الإرشاد ومحاربة التشديد في الدين الذي عرفته غانا مع بعض علمائها في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين، إلى أن توفي سنة 2017م عن عمر يناهز تسعا وستين عاما رحمه الله رحمة واسعة [43].

المطلب الثالث: الشيخ صالح أبوبكر لاري ورحلته العلمية إلى الجزائر وتونس وليبيا

الفقرة الأولى: التعريف به وبحياته العلمية

هو الداعية الجليل الشيخ صالح أبوبكر لاري، من مواليد 15 مارس 1953م بمدينة أكرا، تتلمذ على الشيخ الحاج أبي بكر موسى لاري وأخذ عنه القرآن، وفي عام 1966م التحق بمدرسة نور الدين الإسلامية بـ(روغا) وأخذ من أساتذتها المبادئ الأساسية في العلوم الإسلامية من الفقه والتوحيد والحديث وغير ذلك، ولما عاد الشيخ عمر إبراهيم إمام إلى غانا من المملكة العربية السعودية سنة 1389هـ /1969م بعد أن تسلح برصيد معرفي من الجامعة الإسلامية، قرّر تَأْسِيسَ مدرسةٍ مسائيةٍ في مسجد أمير (كادو) بحي (نيما) يدرس فيها الطلبة والأساتذة العلوم الإسلامية واللغة العربية إضافة إلى تدريبهم على أسلوب إلقاء الخطب والمواعظ، والتحق الشيخ صالح بهذه المدرسة وتعلم فيها ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى مدرسة القبة الخضراء للشيخ شعيب أبي بكر[44] وتلقى منه علم التجويد والحديث ومواد اللغة وغيرها[45].

الفقرة الثانية: رحلته العلمية إلى ليبيا وتونس والجزائر

لم يتوقف عند هذا الحدّ بل شدّ الرّحال إلى المغرب العربي ليعب من بحرها الزاخر ويتتلمذ على شيوخها، وكان أول رحلته في 15 أفريل 1975م خروجا من أكرا إلى لومى عاصمة (توغو)، ثم انتقل منها إلى نيجيريا فما استطاع أن يواصل رحلته لقلة زاده، فغادرها إلى نيجر، واشتغل فيها شهرا ليوفر لنفسه قوت يومه، فأرسل له والده مبلغا ماليا من غانا ليواصل به رحلته العلمية، وانطلق منها قاصدا المغرب العربي مرورا بالأجاديس (أغاديز) وصولا إلى (تمارسات) [46] فمكث فيه بضعة أيام لأسباب مادية أدّى به إلى العمل أسبوعين، ثم واصل رحلته العلمية إلى مدينة (جانت)، فاشتغل فيها مدة للغرض نفسه، وواصل مشيا على قدميه إلى قرية (غات)، وتعتبر أول قرية داخل ليبيا في حدودها مع الجزائر، وعمل فيها الشيخ مدة ليوفر لنفسه قوت يومه، ثم رحل عنها مواصلا رحلته العلمية إلى مدينة (سبحة) وهي العاصمة الثالثة لدولة ليبيا، وقد مكث الشيخ فيها شهرين فانتقل منها مواصلاً رحلته إلى طرابلس، وكان أول دخوله إلى ليبيا موافقا للخامس عشر من شهر أغسطس عام1975م [47].

لقد صادف وصوله إلى ليبيا فصل الصيف وقد أُغْلِقَت الجامعات، فانتقل منها إلى الجزائر مرورا بتونس في شهر سبتمبر، ولما بلغ تونس أقام فيها مدة يتلقى العلم من شيوخها، فما لبث أن غادر إلى الجزائر، والتحق بجامعة في مدينة (أدرار) في أقصى الجنوب الغربي من الجزائر بمقربة من حدودها مع دولة مالي، وتتلمذ على شيوخها مدة في المرحلة الإعدادية، ثم عرج بعد ذلك على ليبيا مرورا بتونس مرة أخرى ليشبع نهمه المعرفي، وقضى سنتين في ليبيا متنقلا بين وزاراتها بحثا عن منحة دراسية، فالتقى من خلالها بالشيخ العلامة محمود صبحي بن عبد السلام[48] فساعده على الحصول على منحة دراسية تابعة لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، فأرسلته الجمعية إلى معهد الدين الإسلامي بمدينة البيضاء وتتلمذ على شيوخ المعهد بالمرحلة الإعدادية، ثم انتقل إلى الثانوية الدينية التابعة لجامعة قار يونس وتتلمذ على شيوخها أيضا حتى حصّل على الشهادة الثانوية سنة 1982م، ثم اختار الشيخ صالح أن يواصل دراسته بكلية الدعوة الإسلامية بطرابلس، فدرس فيها أربعة سنوات وتخرج منها سنة 1986م بعد أن نال بغيته من العلم [49].

وبعد هذه الجولة العلمية عاد الشيخ إلى مسقط رأسه مبعوثا من قبل جمعية الدعوة الإسلامية إلى غانا، وذلك في شهر سبتمبر 1986م، فتولى مهمة التدريس فور وصوله بمعهد الدراسات الإسلامية في أكرا، وبمدرسة نور الدين الإسلامية في (روغا)، وله مساهمات كثيرة في المجال الدعوي والتعليمي، وهو المسؤول عن النشاط الدعوي لإدارة أهل السنة والجماعة في غانا، كما ساهم الشيخ في إنشاء حلقات قرآنية في عديد من المناطق الغانية، ويُعدّ نبراسًا للعلماء المعاصرين في المجتمع الغاني، ولا يزال يلعب أدوارا كثيرة في التعليم الإسلامي في هذا القطر[50][51].

 المطلب الرابع: الشيخ سيدي محمد المرتاني ورحلته العلمية إلى غانا

الفقرة الأولى: التعريف به وبحياته العلمية

هو العلامة الشيخ سيدي محمد وِلْعَلِي المرتاني، ولد في مرتانيا ونشأ بها، ينحدر أصله من قبيلة الفولاني، ترعرع في كنف والده وتعلم القرآن وهو صغير، ثم سافر إلى بلاد الحجاز وأقام عند أقاربه في المدينة المنورة، ومكث بها زمنا يتلقى العلوم على شيوخها، وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين، ثم غادرها مواصلا رحلته العلمية، فقصد بلاد السودان، وتتلمذ على شيوخها، وتعلم التجويد والفقه والحديث ومواد اللغة العربية، ونبغ فيها، وبعد أن تسلح برصيد معرفي شقّ طريقه إلى بلاد نيجيريا فأقام في (كانو) حينا من الدهر معلما ومربيا [52].

الفقرة الثانية: رحلته العلمية إلى غانا

لقد كان بنيجيريا أقارب الشيخ سيدي محمد يخرجون في رحلات تجارية إلى غانا، فأخذوه معهم في بعض أسفارهم، ولئن كانت رحلتهم ترمي إلى أغراض تجارية إلا أن الشيخ يحمل معه بُعْداً آخر، وهو البُعد العلمي المعرفي، فدخلوا غانا عبر المناطق الساحلية، وذلك في الخمسينات من القرن العشرين تحديدا 1956م، واستقر بحي (سابون زنغو) بأكرا، وبدأ بتعليم الناس في المنطقة وبيان ما يشكل عليهم من أمور دينهم، وإلقاء الدروس القرآنية مع المحافظة على المنهج الوسطي في النصح والإرشاد، فمُنِحَ أرضًا في حي دار السلام بدائرة “زبرما لاين” وبنى عليها منزله ومسجده سماه “مسجد العتيق” يصلى بالناس إماما ويدرس فيه أبناء المنطقة، فتقاطر عليه الطلاب وتتلمذوا على يديه، ولما رأى ازدحام الطلبة عليه أسس مدرسة ب”دار السلام” سماها “مدرسة النجاح” كان مقرئا مجودا محافظا على رواية ورش عن نافع المدني، وكان لا يسمع قارئا في مسجده يلحن في قراءته إلا وخرج يسعى لإصلاح القراءة ولو كان في منتصف الليل، وقد تخرّج على يديه جمع غفير من التلاميذ، وقدم الشيخ دورا لا يستهان به في رحلته العلمية إلى غانا في المجال التعليمي إذ ظلّ يمارس مهنة التدريس حتى توفي رحمه الله سنة 2001م، عن عمر يناهز اثنين وثمانين عاما، ودفن بمقبرة “أودومي “[53].

ولئن ساهمت هذه الرحلات العلمية في إرساء قيم التعايش في المجتمع الغاني والمحافظة على التراث الإسلامي الذي عرفته غانا مع دخول الإسلام هذا القطر والذي يتضمن ثلاثة أمور:

الأمر الأول: المحافظة على الفقه المالكي. والجدير بالذكر أن الفقه المالكي دخل إفريقيا خلال فترة مبكرة من تاريخه وأثناء حياة الإمام مالك نفسه، وذلك على أيدي تلامذته من الطبقة الإفريقية [54].

الأمر الثاني: المحافظة على التصوف السني الذي امتدّ من المغرب الإفريقي بالشمال نحو إفريقيا الجنوبية وصولا إلى أغلب بلدان أفريقيا الغربية وساهمت في الحفاظ على الأمن الروحي.

الأمر الثالث: المحافظة على قراءة القرآن برواية ورش عن نافع المدني والتي دخلت غانا جنبا إلى جنب مع المذهب المالكي والتصوف السني مما يُعدّ من الثوابت الدينية المشتركة بين البلدان الإفريقية عامة وغرب إفريقيا خاصة.

إلا أنّ هذ التراث الإسلامي كاد أن يتلاشى في المجتمع الغاني مع عودة الجيل الأكاديمي من دول الخليج، وخاصة منها المملكة العربية السعودية بقيادة الشيخ عمر إبراهيم إمام، إذ شنّوا حملاتٍ تثقيفيّةً لنُصْرَة المذهب الحنبلي إلى جانب ترسيخ رواية حفص عن عاصم الكوفي في المجتمع بدلا من رواية ورش، إضافة إلى محاربة التصوّف دون تمييز ناسين في ذلك دور رجال الصوفية الأوائل ممن أدخلوا الإسلام إلى غانا، واستطاعوا بمعرفتهم المتواضعة لمبادئ العلاقات الإنسانية في النصوص القرآنية أن يضعوا الحجر الأساسي للتعايش السلمي في هذا القطر، فقدموا الإسلام سهلا ليّنًا بطريقة سِلْمِيَّةٍ ودون إكراه، وتمكّنوا بذلك من بناء هذا المجتمع الذي يتكوّن من مجموعات إثنيّة وفكريّة متباينة ولكنها متماسكة ومتعاضدة وتحترم فيه كل المجموعات الدينيّة.

ولئن ضعفت هذه الثوابت الدينية المشتركة في غانا إلى حدّ تكاد تكون مفقودة فقد حاول هؤلاء العلماء وغيرهم ممن تلقّوا تعليمهم من المغرب العربي من المحافظة عليها وترسيخها في المجتمع الغاني من خلال دروسهم ومحاضراتهم سعيا لغرس قيم التسامح والتعايش السلمي والتمسك بمبدأ القصد الاعتدال، وخَلْقِ جوٍّ أخويٍّ مُتَسَامِحٍ، ورَسْم ِقواعد التّعامل الرّشيد مع المحيط الاجتماعي المتداخل بطريقة تُحَقِّقُ رسالة الإسلام التي هي السلام.

الهوامش

[1] – هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون، أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي التونسي، من ولد وائل بن حجر، الفيلسوف، المؤرخ، العالم الاجتماعيّ، ولد سنة 732هـ / 1332م، كان فصيحا جميل الصورة، صادق اللهجة، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس وتولى أعمالا، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس ثم توجه إلى مصر، وتوفي فجأة في القاهرة سنة 808هـ /1406م. له مؤلفات كثيرة منها “المقدمة”، وتعد من أصول علم الاجتماع، و”تاريخ ابن خلدون”، و”رسالة في المنطق، وغيرها… انظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام، ج 3، ص 330.

[2] – انظر: المقدمة، تحقيق خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، 1408هـ /1988م، الطبعة الثانية، ص 744.

[3] – سورة التوبة، الآية 122.

[4] – ذكره الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن علي في كتابه “الرحلة في طلب العلم”، تحقيق نور الدين عتر، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1395هـ، الطبعة الأولى، ص /86، حديث رقم (10(.

[5] – انظر : مفاتبح الغيب (التفسير الكبير)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1420هـ، الطبعة الثالثة، ج /16 – ص /171.

[6] – انظر: شلبي، أحمد، تاريخ التربية الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1394هـ /1974م، الطبعة الرابعة، ص /318.

[7] – انظر: أحمد أمين، ضحى الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1384ه /1964م، الطبعة السابعة، ج /2 – ص /70، 71.

[8] – انظر: شبلي، أحمد، تاريخ التربية الإسلامية، مرجع سابق، ص /318، 319.

[9] – انظر: شبلي، أحمد، تاريخ التربية الإسلامية، ص /319، 320.

[10] – هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي العثماني المكناسي الفاسي، أبو عبد الله، مقرئ ومحدث وفقيه، جمع بين علم الرواية والدراية، توفي سنة 919هـ /1513م، وله مصنفات كثيرة. انظر ترجمته في معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، مطبعة الترقي، دمشق، 1377هـ /1957 – 1961م، ج /9 – ص /16.

[11] – انظر: السعدي، عبد الرحمن بن عبد الله، تاريخ السودان، نشر هوداس وبنوا، 1316هـ /1898م، ص /39.

[12] – انظر المرجع نفسه.

[13] – انظر المرجع نفسه.

[14] – انظر المرجع نفسه، ص /39، 40.

[15] -انظر: السعدي، عبد الرحمن، مرجع سابق ص /51.

[16] – انظر: ابن يونس، إبراهيم صالح، تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم برنو، شعبة أبحاث السودان، كلية الآداب، جامعة الخرطوم، الخرطوم، 1390هـ /1970م، ص /104 – 107.

[17] – انظر: ابن فودي، عبد الله، إيداع النسوخ فيمن أخذت عنه من الشيوخ، مخطوط بكلية عبد الله بايرو، جامعة أحمد بلّو، رقم (135)، ص /3 – 6.

[18] – انظر: محمد إبراهيم محمد، الدعوة الإسلامية المعاصرة في غانا من 1322هـ /1901م إلى 1411هـ/1990م، وأصل الكتاب رسالة علمية غير منشورة قدمها الباحث لنيل شهادة ماجستير في كلية الدعوة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، بإشراف الدكتور حسين مجد خطاب، عام 1415هـ/1995م، ص /240 – 248.

[19] – يعتبر الشيخ عمر إمام أول خريج من غرب إفريقيا من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأول مبعوث لدار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية في غانا منذ عام 1389هـ /1969م، وهو من مواليد عام 1350هـ /1932م، و ممن قاد الحركة الإصلاحية للدعوة إلى منهج السلف الصالح في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، ولا يزال الشيخ حيا حتى الآن مقلدا منصب إمام أهل السنة والجماعة في غانا.

[20] – Pobee, Joh, S, Religion and Politics in Ghana, Asempa Publishers, Accra, 1983, P:8.

[21] – وهي حركة فكرية تسعى إلى التأكيد على الثقافة والتاريخ المشترك لإفريقيا، وتعزيز تكاملها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا حتى تكون أكثر فعالية في النظام الاقتصادي الدولي، كما ترمي أيضا إلى إعادة بناء الشخصية الإفريقّية بالطريقة التي ترجع بالمصلحة على إفريقيا لا بالنمط الذي يخدم المستعمِر، وللزعيم نكروما دور فعّـال في تأسيس المنظمة في سنة 1963 الميلادي. انظر:

Ama Biney, The Political and Social Thought of Kwame Nkrumah, Palgrave macmillan division of st,

Martin’s Press LLC, 175 Fifth Avenue, New York, United Stantes of America, 2011, P :139.

[22] – انظر:

Ama Biney, The Political and Social Thought of Kwame Nkrumah, 2011, op.cit, PP :135-136.

[23] – ويُعدّ نيما” Nima” حيّاً من أحياء “زنغو” التي تتّسم بالطّابع الدّيني الإسلامي مع وجود طوائف من المسيحيّين بالجوار، وهو حيّ شبيه بجزيرة صغيرة مُسْلِمَةٍ تَسْبَحُ وسط مُحيط مسيحيٍّ تَحْمِلُ معها رسالةً إسلاميّةً موسومةً بالتّسامح.

[24] مقابلة مع الشيخ يوشع في منزله بضاحية “مدينة” يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[25] – وقد تحوّل هذا المعهد بعد ذلك إلى معهد الدراسات الإسلامية، يُدرَّس فيه الغانيون والوافدون من البلدان المجاورة، ويعد كاتب هذه الأسطر من خريجي هذا المعهد قبل التحاقه بجامعة الزيتونة.

[26] الشيخ يوشع في منزله بضاحية (مدينة) يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[27] – المرجع نفسه.

[28] – مقابلة مع الشيخ يوشع في منزله في (مدينة) يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[29] – سورة القيامة، الآيتان: 3، 4.

[30] – مقابلة مع الشيخ يوشع في منزله في (مدينة) يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[31] المرجع نفسه.

[32] – والمؤسس الأول لهذا المعهد هو الشيخ عمر إبراهيم إمام، وقد سبقت ترجمته في صفحة (5) من هذا المقال.

[33] – انظر: محمد إبراهيم محمد، الدعوة الإسلامية المعاصرة في غانا، ص /150 – 155.

[34] – أخرجه الشيخان، البخاري في الصحيح واللفظ له، كتاب “العلم”، باب “ما كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يتخوّلهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا”، ج/1 – ص/25، ح. ر: (69). ومسلم في الصحيح، كتاب “الجهاد والسّيـر”، باب “في الأمر بالتيسير وترك التنفيـر”، ج/3 – ص/1359، ح. ر: 8- (1734(.

[35] – أي صبّوا.

[36] – أي الدلو الممتلئة ماءً.

[37] – أي الدلو الكبير الممتلئ ماءً.

[38] – أخرجه البخاري في الصحيح، 4 – كتاب الوضوء، باب صب الماء على البول في المسجد، ج/1 – ص/54، ح. ر: (220(.

[39] الشيخ يوشع في منزله في (مدينة) يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[40] – مقابلة مع عثمان بن عثمان بن عثمان بن محمد، وهو الابن الأول للشيخ عثمان فسماه باسمه، وكانت المقابلة في منزله في السادس عشر من شهر ديسمبر، عام 2022 ميلادي.

[41] – مقابلة مع عثمان بن عثمان بن عثمان بن محمد، وهو الابن الأول للشيخ عثمان فسماه باسمه، وكانت المقابلة في منزله في السادس عشر من شهر ديسمبر، عام 2022 ميلادي.

[42] – مقابلة مع عثمان بن عثمان بن عثمان بن محمد، مرجع سابق.

[43] –               عثمان بن عثمان بن عثمان بن محمد، مرجع سابق.

[44] – أسسها الداعية المفسر الشيخ شعيب أبوبكر محمد في سنة 1392هـ/1972م بحي “كند” بمقربة من “حي نيما”، بعد عودته من المملكة العربية السعودية سنة 1970م، ويعتبر الشيخ شعيب ثاني خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعد الشيخ عمر إبراهيم إمام، وهو من علماء غانا المشهورين. له إسهامات كثيرة في نشر العلم والدعوة الإسلامية، وكان له مجلس التفسير في إحدى القنوات التلفزية في غانا كل يوم الجمعة. توفي رحمه الله في يناير 2018م. انظر: محمد إبراهيم محمد، الدعوة الإسلامية المعاصرة في غانا، ص /142.

[45] – مقابلة مع الشيخ صالح أبي بكر لاري في منزله بدائرة (بوتشي) في أكرا يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 -1-2023م –

[46] – وهي منطقة في حدود بين نيجير والجزائر.

[47] – مقابلة مع الشيخ صالح أبي بكر لاري في منزله بدائرة (بوتشي) في أكرا يوم الاثنين بتاريخ 16 جمادى الآخر 1444هـ/9

–1– 2023م.

[48] – محمود محمد صبحي أحمد على بن عبد السلام من أعيان أهل طرابلس الغرب، ومن أبرز علماء ليبيا المعاصرين، ولد سنة 1920م، له العديد من الإسهامات في عدة مجالات منها الرياضة والتعليم، وهو أول رئيس لجمعية الدعوة الإسلامية التي تأسست سنة 1972م، توفي سنة 2013م.

[49] – أفادني بهذه المعلومات الشيخ صالح بنفسه عند مقابلته في منزله، وكان يسكن قريبا جدا من الشيخ يوشع كوتا، وكان يوم الاثنين موافقا بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /9 – 1 – 2023م.

[50] –1– 2023م.

[51] – مقابلة مع الشيخ صالح أبي بكر لاري في منزله بدائرة (بوتشي) في أكرا يوم الاثنين بتاريخ 16 جماد الآخر 1444هـ /

[52] – أفادني بهذه المعلومات الشيخ قاسم سليمان أبوسمية، إمام وخطيب بمسجد العتيق، وهو المسجد الذي بناه الشيخ سيدي محمد، وكان لقاؤنا بتاريخ 26 – ديسمبر 2022م، زارني في إدارتي ب “كاسوا” في المنطقة الوسطى لهذا الغرض، وهو من مواليد 1978م، كان تلميذا للشيخ سيدي محمد ثم التحق بجامعة أزهر الشريف بمصر، وتخرج منها بكلية التربية، قسم التاريخ، له مساهمات كثيرة في المجال التعليمي والدعوي.

[53] – مقابلة مع الشيخ قاسم سليمان أبوسمية بتاريخ 26 – ديسمبر 2022م، وهو من تلاميذ الشيخ سيدي محمد.

[54] – نظر: المذهب المالكي في السودان الغربي، مجلة الوقائع التاريخية، مركز البحوث والدراسات التاريخية، جامعة القاهرة، 2006م، ص /53.

تحميل المقال بصيغة PDF