مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

الشمائل المحمدية في تراث العلماء الأفارقة

عبد الله ابن إدريس أبو بكر ميغا
رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية النيجر

المقدمة

الحمد لله ذي الفضل والمنّ، الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، وأثنّي بالصلاة والسلام على سيّد الورى محمد، ورضي الله عن آل بيته الطيّبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ورحم الله تعالى الأئمة والفقهاء وسائر علماء الإسلام العاملين، المحقّقين المخلصين إلى يوم الدين.

أما بعد: فلقد تلقيت دعوة كريمة من سعادة مدير مجلة “العلماء الأفارقة “المنبثقة من ” مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة” للمشاركة بالكتابة في العدد الرابع من المجلة، بعنوان: (الشمائل المحمدية في التراث الإفريقي)، فلقيت الدعوة أو الفكرة رغبة ملحة في النفس، دفعتني بسرعة إلى قبول العرض والشروع فوراً في الكتابة فيه، فهو موضوع متصل برسول الإسلام، محمد صلى الله عليه وسلّم، وسنتناول ذلك في ثلاث دول وهي: (مالي وسنغاي ودولة ابن فودي). وقد ركزنا على هذه الدول الثلاث لتميزها بالعلم والعلماء الذين لهم مساهمات في التراث العربي في السودان الغربي عامة والشمائل المحمدية خاصة.

ومما لا شك فيه أن أعظم عظماء الإنسانية، وأفضلهم على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فبه ختمت الرسالة، التي أنقذ الله -عز وجل ذكره- بها البشرية من ضلالة الكفر، إلى نور الإيمان، فهو الرحمة المهداة للبشرية، وبه أكمل الله تعالى الرسالات السماوية.

ولهذا اعتنى العلماء منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، بذكر كل ما يتعلق بـأوصاف الرسول الحميدة، وشمائله الشريفة، فقاموا بتصنيف الكتب وعقدوا مجالس العلم والحديث لذكر وتدريس شمائله المنيفة وصفاته الخَلقِيَة[1]، والخُلْقِيَة[2]، وسمته وهديه – صلى الله عليه وسلم – لأن دراسة شمائله العطرة والعناية بها مما يزيد في حبّه صلى الله عليه وسلم ـ والاقتداء به في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والسلوك، واتباع هديه – صلى الله عليه وسلّم – لا يكون إلا بمعرفة شمائله وسيرته الشريفة، الغارسة حبّه في النفوس، ولذلك ألّف وصنف الأئمة آثاراً خالدة في ذلك تداولتها الأمة جيلا بعد جيل.

وللعلماء الأفارقة أيضا مساهمات في الشمائل المحمدية، دراسة وتدريسا وتأليفاً وتدويناً، وأروم من خلال هذا البحث المتواضع، تسليط الضوء على بعض مساهماتهم، وذلك في مقدمة وتمهيد وثلاثة محاور وخاتمة:

المقدمة: وفيها بيان خطة البحث.

التمهيد: وفيه تعريف الشمائل المحمدية وأهميتها وبعض المصنفات فيها.

المحور الأول: الإشارة إلى قيام وسقوط الدول المشار إليها والتي لعبت دوراً مهما في إشعاع التراث الإسلامي في غرب أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى.

المحور الثاني: الشمائل المحمدية في التراث الإفريقي في مقررات المجالس والحلقات العلمية.

المحور الثالث: الشمائل المحمدية في التراث الأفريقي تأليفاً وإجازة.

الخاتمة: وفيها أهم التوصيات.

وأرجو أن يكون هذا العمل تذكرة لإخوة الإسلام عامة، ولأبناء المنطقة خاصة، ولطلاب الجامعات العربية الإسلامية في المنطقة، ليقوموا بالبحث والتنقيب عن تراثهم الوفير، كي يزيلوا عنه ما تراكم عليه من نسيج العنكبوت، وما طمره من غبار الإهمال والنسيان، حيث ترقد آلاف المخطوطات العربية الإسلامية في هذه الدول الثلاث، تنتظر موتا محققا إذا لم تنقذها أيد مخلصة وعقول نيرة من أحفاد أولئك الذين ضحوا بالوقت الثمين وبالشباب المتوثب في سبيل الدراسة والتحصيل والتأليف، حفاظاً على الإسلام ولغته وتراثه وثقافته، وإظهاراً للحضارة الإسلامية في هذا الجزء من الوطن الإسلامي الكبير، وهو تعالى خير مسؤول.

والله ـ تعالى ذكره ـ أسأل أن يعينني على إتمام هذا العمل على الوجه المأمول وهو تعالى خير مسؤول، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

التمهيد: التعريف بالشمائل المحمدية أهميتها وبعض مصادرها ومراجعها.

وقبل كل شيء لا بد من إشارة خاطفة إلى ظهور الإسلام في القارة وغيرها، فقد سطع في غار حراء نور الإسلام، وأضاء الكون، فاستضاءت به البشرية من ذلك الوقت، وحتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

ومن مكة المكرمة، انطلق سيّد الورى، محمد بن عبد الله، نبي الرحمة والهدى، ورسول الله للناس كافة ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ انطلق بهذا النور يدعو الناس كافة إلى الحق والرشاد، يدعوهم إلى التمسك بالكتاب والعمل بما فيه، وحفظه والعناية به، واتخذ كل ما يستطيع لحفظ القرآن الكريم وصونه…

ولم يطل الوقت على انبثاق نور الإسلام ببعثة سيد الكون، محمد بن عبد الله، بجوار بيت الله الحرام بمكة، حتى رأينا هذا النور يسطع في أفريقيا، متجهاً إلى غربها، يجتاز بحار العالم ومسافات الصحراء، تعشو إليه عيون الناس، وقد بهرهم، فأزاح عنها ظلام الشرك وغشاوته، فاستمسكوا بضياء الحق، وسرى الإيمان في مشاعرهم، واستقر في قلوبهم، وكانت بذور هذا الإيمان قد طرقت أبواب أفريقيا من عدة اتجاهات في وقت مبكر جداً، فقد أثبتت الدراسات التاريخية أن الإسلام وصل ودخل وتغلغل في منطقة الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي منذ منتصف القرن الأول للهجرة النبوية على يد الفاتح الإسلامي الكبير الشهير، عقبة بن نافع الفهري، الذي توغل في الصحراء إلى أن وصل إلى منطقة (كوار) الواقعة في الشمال الشرقي للنيجر الحالي، وبنظرة خاطفة على خارطة النيجر يظهر إقليم (كوار)[3].

أولاً: التعريف بالشمائل المحمدية

  • ـ تعريفها لغة:

الشمائل: جمع شمال، والشمال له معان كثيرة، والمراد هنا الطبْع والخلق والسجية، ورجل كريم الأخلاق، أخذ من الماء الذي هبت به الشّمال فبردته. ورجل مشمول: مرضي الأخلاق طيّبها[4].

  • ـ تعريفها اصطلاحاً:

قال النبهاني: قد استعمل علماء الحديث الشمائل في أخلاقه الشريفة- صلى الله عليه وسلم- على أصلها، وفي أوصاف صورته الظّاهرة أيضا على سبيل المجاز، فاعلم ذلك[5].

ويمكن القول بأن: “علم الشمائل”: هو علم يبحث في أوصاف النبي – صلى الله عليه وسلم – الخِلقية والخُلقية، وأحواله الشريفة في تعبده، وزهده، وسيرته، وفي نفسه، وفي أهله، وفي أصحابه والناس أجمعين[6].

ثانياً: الفرق بين علم الشمائل والخصائص والدلائل

تقدم بيان معنى علم الشمائل، وأما كتب الخصائص: فهي الكتب التي تُعنى بالفضائل والأمور التي اختصَّ وتميّز بها النبي صلى الله عليه وسلم، عن غيره من الأنبياء وسائر الأمة[7].

ومن أشهر كتب الخصائص وأجمعها كتاب الحافظ السيوطي (ت119)، “الخصائص الكبرى” أو “كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب”[8].

وأما كتب الدلائل: فهي التي تُعنى بإبراز ما يدل على صدق نبوته – صلى الله عليه وسلم – بذكر الأدلة الحسية كالمعجزات، والمعنوية، كفضائل النبي – صلى الله عليه وسلم – وخصائصه، كما أن في المعجزات الحسية ما يكون من الخصائص كنبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم[9].

ومن أشهر كتب الدلائل وأجمعها: كتاب أبي بكر البيهقي (تـ 458هــ)، “دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة”[10].

ثالثاً: أهمية الشمائل

لا يخفى على اللبيب أن معرفة الله تعالى وكمالها، والعمل بدينه وشرعه الذي أنزله الله لصلاح شؤون العباد في الدنيا والآخرة، متوقفة على معرفة هدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم – وسلوكه السوي، وطريقته العملية التي بين فيها شرع الله

  • عز وجل – من أول ما نزل عليه الوحي إلى أن أكمل الله هذا الدين.
  • وللأهمية الكبرى، والمحبة العظمى لشخصية الرسول – صلى الله عليه وسلم نالت سيرته العطرة العناية الفائقة من جهد المصنّفين في نواحي وجوانب شتى من سيرته الشريفة.

وتتجلى أهمية الشمائل أيضا في أنك تجد فيها صفته -صلى الله عليه وسلم-وأحواله، وأخلاقه مع ربّه – عز وجل – ومع أهله وأصحابه، ومع أعدائه، وفي سرّه وعلنه، ويسره وعسره، ومنشطه ومكرهه، وصفاته الظاهرة، وصفة ثيابه، ونهوضه من نومه، وهيئته في ضحكه وابتسامه، ومشيته وعبادته في ليله ونهاره، وفي طعامه وشرابه، وحليته، وغير ذلك من شمائله الشريفة، وتظهر أهمية معرفتها في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين وإمام المتقين، فإن فات النظر إليه بالبصر، فما فاتنا التمتع بسماع لذيذ الخبر، والنصائح والفوائد والعبر من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم.

وكم من الفوائد العظيمة والثمار اليانعة الجليلة التي يجنيها من يكرمه الله تعالى بدراسة شمائله وأوصافه صلى الله عليه وسلم، فمن أراد حسن الأخلاق وأكمل الآداب وأشرفها وأطيبها فلن يجدها إلا في خلقه وهديه وأدبه صلى الله عليه وسلم[11]ـ

رابعاً: بعض أهم المؤلفات والمصنفات في الشمائل

لقد اهتم علماء الإسلام- قديما وحديثا في جميع المعمورة بمن فيهم العلماء الأفارقة بالشمائل النبوية المحمدية وألفوا وصنفوا فيها وفي غيرها العديد من الكتب، ونجد أن المؤلفين والمصنفين في موضوع الشمائل قد ترادفت مسميات كتبهم في ذلك فتارة كما سبق ـ يسمونها بـ (أخلاق النبي) و(شمائل النبي) تارة أخرى.

نذكر بعض مؤلفاتهم ومصنفاتهم فيما يلي:

  • – الشمائل المحمدية والخصائص المصطفوية: وهو المعروف بشمائل الترمذي،(تـ:279هـ).
  • – أخلاق النبي –صلى الله عليه وسلم – وآدابه: لأبي محمد عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ 369(هــ).
  • – الأنوار في شمائل النبي المختار: لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (432 – 516هـ).
  • – زواهر الأنوار وبواهر الأبصار والاستبصار في شمائل النبي المختار: ليحيى بن يوسف ابن يحيى الصرصري (656هـ).
  • – شمائل النبي –صلى الله عليه وسلم- لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (432هـ).
  • – الشمائل بالنور الساطع الكامل: لعلي بن محمد بن إبراهيم الغرناطي ابن المقري (552)هـ) وهو مشتمل على أربعة أسفار، وقسمه إلى عشرين قسما كلها في شمائل النبي –صلى الله عليه وسلم –وسيره وأخلاقه وأوصافه.
  • – مطالع الأنوار في شمائل المختار: للحافظ محمد بن عتيق الأزدي الغرناطي (646)هـ).
  • – الروض الباسم في شمائل المصطفى أبي القاسم: لزين الدين محمد عبد الرؤوف المناوي (1031هـ) وهو اختصار للشمائل المحمدية مع زيادات.
  • – وسائل الوصول إلى شمائل الرسول: ليوسف بن إسماعيل النبهاني (1350هـ).
  • – كشف اللثام عما جاء من الأحاديث النبوية في شمائل المصطفى-عليه الصلاة والسلام-: لمحمد بن الروسي المالكي وقد فرغ منه (سنة 1103هـ).

المحور الأول: الإشارة إلى قيام وسقوط الدول التي لعبت دوراً بارزاً في شعاع التراث الإسلامي الأفريقي في غرب أفريقيا، جنوب الصحراء.

يؤكد بعض المؤرخين أن الإسلام وصل إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في وقت مبكر جداً، لأن هذه الصحراء متصل بعضها ببعض، وأن الواحات المبعثرة في أرجائها لم تكن منفصلة ولا مقطوعة عن شمالها، بل هي متفاعلة بينها، ومتفاعلة مع الشمال والجنوب، فهي في الحقيقة همزة وصل بين الشعوب القاطنة جنوب الصحراء والتي تعيش في شمالها… [12]

فالإسلام إذن قديم في السودان الغربي والأوسط، وشهد قيام دول وممالك وإمبراطوريات إسلامية عظيمة أدت كل واحدة منها دورا مهما في نشر الإسلام وتراثه وثقافته ومثله العليا وحضارته، ومن أبرزها: “غانا” وقد انتشر الإسلام من ذلك الوقت في المنطقة، وسار مع نهر السنغال ونهر النيجر العظيمين، وازداد عدد الداخلين في الإسلام مع حركة المرابطين، واشتهر كثير من المدن الغانية غير العاصمة بكثرة من فيها من المسلمين[13].

ثم جثت غانا على ركبتيها نهاية عام: 1202م، وقامت على أنقاضها ممالك وامبراطوريات إسلامية عظيمة.

وقبل التركيز على المراكز الإسلامية المشعة للفكر والتراث الإسلامي والأفريقي في منطقة هذه الدراسة، يجدر بي أن أعطي نبذة يسيرة عن الدول المعنية، التي لعبت الدور البارز في ذلك هي: (دولة مالي ودولة سنغاي ودولة الخلافة العثمانية)، لتسليط الضوء عليها ولتميزها بالعلم والعلماء الذين لهم مساهمات في التراث العربي الأفريقي في السودان الغربي عامة، وجنوب الصحراء بخاصة).

فتقدمت مسيرة الإسلام بعد غانا تحت سيادة ملوك مالي، أغنى إمبراطوريات السودان الغربي، وقام المندنجو بدور في عجلة الدعوة الإسلامية إلى الأمام إلى أن سلمت الراية منها إمبراطورية سنغاي الإسلامية في الشمال الغربي لبلاد هوسا بصورة تؤكد نظرية الاستمرارية والتباين، فالثابت في جميع هذه الأحوال هو عهد الأسكيا محمد توري: 1493( ـ 1528م)، ليمتد نفوذها شرقا إلى منطقة بحيرة تشاد حتى قيل بأنه لا توجد دولة في تاريخ السودان الغربي قد وصلت إلى هذا المدى من الاتساع والشهرة مثل مملكة سنغاي حيث شمل نفوذها منطقة السافانا على امتدادها من الغرب إلى الشرق[14].

أولاً: قيام وسقوط دولة مالي

وفي حوالي عام: 1235م، بدأت إمبراطورية مالي التي قدر لها أن تلعب دوراً رئيسيا في المد الإسلامي، وبلورته على رقعة واسعة من غرب أفريقيا، تضم جمهورية مالي الحالية والسنغال الشرقي وشمال غينيا وشمال كل من فولتا العليا- بوركينا فاسو- والداهومي- بنين- والجنوب الأقصى من جمهورية موريتانية الإسلامية.

وكان لشعب المانديجو الفضل- بعد الله- في هذا العمل التاريخي العظيم[15].

ويعتبر السلطان موسى كنكن أعظم سلاطين مالي على الإطلاق، تولى عرش مالي سنة 1312، ودوّى اسمه وطبقت شهرته الآفاق[16].

ولقد كان الماندنجو من أكثر شعوب غرب أفريقيا تمسكا بالإسلام وتحمساً له وازداد انتشار الإسلام بينهم، وأصبح دين الدولة الرسمي، وكان المذهب السني المالكي هو الذي ساد في دولة مالي، وفي أغلب دول غرب أفريقيا الإسلامية.

وقد زار الرحالة المغربي ابن بطوطة مالي في القرن الرابع عشر الميلادي أيام منسا سليمان: 1352م، وذكر بعض محاسن أهل مالي فقال: “فمن أفعالهم الحسنة قلة ظلمهم، فهم أبعد الناس عنه، وسلطانهم لا يسامح أحداً في شيء منه، ومنه اشمول الأمن في بلادهم فلا يخاف المسافر فيها ولا المقيم من سارق ولا غاصب… ومنها مواظبتهم للصلوات والتزامهم لها في الجماعات وضربهم أولادهم عليها ـ وإذا كانوا يوم الجمعة ولم يبكر الإنسان إلى المسجد، لم يجد أين يصلي لكثرة الزحام… ومنها لباسهم، الثياب البيض الحسان يوم الجمعة، ولو لم يكن لأحدهم قميص خلعه وغسله وشهد به الجمعة، ومنها: عنايتهم بحفظ القرآن العظيم، وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه[17]. ويقول رحالة آخر عن مالي: “إنّ عاصمتها تضمن نحو ست آلاف أسرة… وكان بها العلماء والفقهاء والمساجد بأعداد كبيرة، ويقوم العلماء بإلقاء الدروس في المساجد والجوامع”[18].

بدأ الوهن يدب في إمبراطورية مالي منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي. فاقتطعت منها مناطق شاسعة… فصارت عبارة عن مملكة صغيرة، وفي النصف الثاني من نفس القرن تمكنت إحدى المماليك النامية، وهي مملكة سنغاي، أن تبسط نفوذها نهائيا على أراضي الإمبراطورية جميعا، وتقيم على أنقاضها إمبراطورية جديدة كانت أكثر منها تفتّحا على الخارج… فنالت من أسباب القوة والازدهار أكثر مما وصلت إليه مالي… [19]

ثانياً: قيام وسقوط دولة سنغاي

قامت دولة سنغاي في القرن السابع عشر الميلادي، وتعاقبت عائلات على حكمها، من المملكة إلى الإمبراطورية، في عهد سيني علي بيري (1465 1492 -م)؛ فقد وسع هذا الملك حدود دولته على حساب البلاد المجاورة، ثم اتسعت إمبراطورية سنغاي خلال عهد أسكيا محمد الكبير الذي أنهى حكم آل سني بثورة قام بها عقب وفاة سني علي بيري مباشرة سنة: 1493م، ويعتبر تسنم أسكيا محمد عرش سنغاي بداية عهد انتظام المملكة وازدهارها واتساعها أكثر فأكثر حتى شملت كل أراضي إمبراطورية مالي.

فشرقت فاستولت على شمال نيجيريا حتى كانو وعلى منطقة أيير، ووصلت إلى بلاد المنديجو والفلان غربا وإلى مملكة موشي جنوباً ومواطن الطوارق شمالا[20]، فنالت من أسباب القوة والازدهار أكثر مما وصلت إليه مالي… واستمرت تقوى حتى القرن السادس عشر الميلادي، واستمرت حركة العلم والتدريس في دولة مالي ودولة سنغاي.

ثم دخلت في طور الضعف نتيجة أسباب كثيرة حتى انتهى وجودها بحملة سلطان المغرب أحمد المنصور الذهبي عام: 1591م، وأصبحت مدينة غاو عاصمة لسنغاي عام: 1009م، وقبل ذلك كانت العاصمة مدينة كوكيا على نهر النيجر الأدنى بين غاو وتيلابيري[21].

فقد كانت إمبراطورية سنغاي “إلى” حين سقوطها أكثر الممالك الإسلامية الكبرى في الغرب الأفريقي تطبعاً بمفاهيم الإسلام، ولذا فقد سجل لها المؤرخون اهتماماً كبيرًاً بنشر العلم وتشجيع التعليم وجموع الطلاب، وكان ذلك مستمدا بالدرجة الأولى من توجيهات الإسلام[22].

وقد ازدهرت فيها الثقافة الإسلامية والتراث الأفريقي الإسلامي، وانتشرت أولاً اللغة العربية فصارت جميع المعارف تدرس بها، كما أصبحت لغة رسمية في الدواوين ولغة الثقافة. وكانت خطب الجمعة تلقى بها ثم تليها ترجمة باللغة المحلية[23].

ثالثاً: قيام وسقوط دولة الخلافة الصكتية

يؤكد بعض المؤرخين أن الإسلام قد وفد مع تجّار جني وتمبكتو، الذين كانوا يتردّدون على كانو وكاتشنا، إبان انتعاش تجارة الهوسا، ثم استقر أولئك في هذه البلاد وقيامهم على تدريس المذهب المالكي[24].  وهكذا إلى أن قامت دولة الخلافة الصكتية التي أسسها عثمان بن فودي[25]، في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، الذي ولد بقريو مرت من أعمال ولاية غوبر (ولاية صكتو في شمال نيجيريا حالياً)[26].  وقد تدخل شيئا ما في جمهورية النيجر الحالية، ولد يوم الأحد آخر يوم من صفر عام: 1168هـ، الموافق 15 ديسمبر عام 1754م.[27]

وقد أكرمه الله تعالى حين يسر له إقامة الدولة الإسلامية التي عاشت قرابة مائة عام.

ويمكن تقسيم حركة عثمان بن فودي التي أدت إلى قيام الدولة، أو الخلافة إلى ثلاث مراحل رئيسة:

المرحلة الأولى: وهي الفترة التي بدأ فيها يدعو الناس إلى دين الله تعالى، وتصحيح عقائدهم وهدم البدع وإقامة السنة عن طريق الوعظ التعليمي والإرشاد الديني، وتبدأ من عام 1785م إلى عام 1803م.[28]

المرحلة الثانية: هي مرحلة الجهاد وإنشاء وتأسيس الدولة الإسلامية.

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة توطيد دعائم الدولة الإسلامية الجديدة، وتبدأ من عام 1810م إلى عام 1817م.

كما قسم الشيخ ابن فودي دولته إلى قسمين:

1ـ القسم الشرقي وأقر عليه ابنه محمد بلو.

2ـ القسم الغربي وأقر عليه أخاه عبد الله بن فودي.

واكتفى بالزعامة الروحية متخذا من مدينة صكتو عاصمة للدعوة والدولة الإسلامية[29].

وقد شهدت هذه المناطق إصلاحا نتج عنه استقرار للسكان وازدهار في التجارة والثقافة، حيث خلقت الأسس التربوية التي ارتكز عليها كل من الشيخ عثمان بن فودي، ونخبة على درجة عالية من الثقافة، هذا بالإضافة إلى النظم السياسية الثاقبة التي لم تنهر إلا بدخول الأوربيين وفرضهم سيطرتهم بقوة السلاح المتطور[30].

هذا، ولا يزال العالم الإسلامي والمفكرون المسلمون في حاجة ماسة إلى دراسة منهجية هذه الحركة الإسلامية التي قادها عالم فذ وجهبذ فريدـ قد وهب بالجهاد وتجديد الفكر الإسلامي في أفريقيا الغربية منذ القرن التاسع عشر الميلادي…. لقد كان نموذجا للعالم المخلص الذي رفض كل الإغراءات الدنيوية من مال وجاه وسلطان حينما أتته، والتزم جانب الحق والمستضعفين، ووقف ضد الطغيان بكل ما يملك من بيان ومداد وسلاح، واستطاع بحنكته السياسية، وبأسلوبه المقنع أن يكسب ود الناس الذين بايعوه لإعلاء كلمة الحق ونشر الدعوة الإسلامية في كل البقاع[31].

المحور الثاني: الشمائل المحمدية في التراث الأفريقي في مقررات المجالس والحلقات العلمية

لم يكن التعليم في إفريقيا جنوب الصحراء أو السودان الغربي قاصرا على طلبة العلم، بل كان في إمكان المستمعين أن يأخذوا أماكن لهم في الصفوف الخلفية للحلقة، وتحت أعمدة الجوامع كانت تنصب الكراسي لجلوس الأساتذة، وهي أعلى من كراسي الوعاظ الفقهاء، ومن عادة الأستاذ المدرس أن يضع رجله على درجة الكرسي كجلوس الإمام على المنبر، يمسك طرف عمامته بيده اليمنى، ويشير به إلي طلبته، أو يحك به ذقنه إن استعصى الفهم على بعضهم، فلم تكن العادة أن يستعمل الأستاذ العصا كما هو شأن المعلم أو الشيخ.

ولكثرة المدرسين، فإن الطلبة، دأبوا على اختيار المدرس المناسب لهم، ولذلك كانت بعض الحلقات تكتظ بالمتعلمين بينما لا يحضر بعضها الآخر سوى نفر قليل، وكان من شروط الأستاذ الناجح حسن التوضيح والابتعاد عن التكرار ووضوح الصوت والمواظبة على الدروس[32].

وبعض العلماء لا يجدون الكراسي ولا أعمدة المساجد، ومع ذلك ليسوا أقل علما، ويقول الشيخ أحمد الأمين الشنقيطي في الفترة القصيرة التي خصصها لوصف كيفية إلقاء الدروس عندهم، فتراه يدرس مرة ماشيا مسرعا، ومرة في بيته، ومرة في المسجد، ومنهم من يدرس في أثناء الارتحال من جهة إلي أخرى، سواء كان ماشيا أو راكبا وقد يكون راكبا والطلبة يمشون على أقدامهم في ناحيته[33].

وكانت مراحل التعليم في مملكة سنغاي على أيام الأسقيين تنقسم إلى مرحلتين: مرحلة التعليم الابتدائية ومرحلة التعليم الثانوي العالي…

ولا يدرس في الكتاب إلا من حفظ القرآن الكريم، وألم بمبادئ اللغة والفرائض وأتقن الخط، وكانت هذه هي المواد الأساسية في مناهج الكتاب… [34]

وقد كان عدد الكتاتيب مرتفعا في مملكة سنغاي، وكان معظمها يشتمل على عدد كبير من التلاميذ[35]، ورغم وجود عدد كبير من الكتاتيب في تنبكتو فإن كل واحد يجد الإقبال الكافي عليه لكثرة الأطفال-وكثرة الإقبال كذلك، يقول صاحب الفتاش: “إن فيها مدارس تعلم الصبيان الذين يقرؤون القرآن مائة وخمسين[36].

وأما التعليم الثانوي والعالي فلم تكن الفوارق بينهما واضحة، فقد كانت المواد الأكثر وضوحا تدرس في المساجد الصغيرة كالتي لا تحتاج إلى الكثير من التفاصيل، ففي تنبكتو- مثلا- كان التدريس في مسجد الونكريين من النوع الثانوي الذي ينتقل إليه الطالب مباشرة بعد أن يكون قد أنهى دراسته بالكتّاب، أما جامع سنكرى فقد كان التعليم فيه من النوع العالي، حيث تدرس المواد في اختصاصات، وتتناول بتفصيلات واسعة، وتناقش المسائل فيها على مستوى أمهات المؤلفات الكبيرة التي عرفها المسلمون حتى ذلك الحين[37]، وكان لا يجلس للتعليم في هذا النوع إلا أساتذة متضلعون، قد أحاطوا بكل جزئيات المواضيع التي يدرسونها، وكان بينهم مغاربة.[38]

ومما يدل على تضلعهم أولا: أن أمهات الكتب التي تدرس في الشرق والغرب العربيين كانت تدرس في السودان (الغربي) خلال هذه الفترة، وثانيا: أن الفقيه عبد الرحمان التميمي ورد على السودان… وجلس في الجامع للتدريس، لكنه ما لبث أن أدرك أن المدرسين حواليه أكثر منه تضلعا، فرجع إلى فاس ليزداد تخصصا حتى يستطيع أن يتصدر للتدريس في السودان[39].

وقد دعي بعض العلماء السودانيين للتدريس في جامعة الأزهر، ومن أشهرهم الفقيه المفسر ابن عبد الرحيم[40].

كما دعي أحمد بابا التمبكتي للتدريس بجامع الشرفاء بمراكش، كما يحكي بنفسه وحكاه غيره، وذلك بعد خروجه من حكم الأسر والقيد، يقول- رحمه الله-: “جلست بعد الإيابة بجامع الشرفاء بمراكش من أنوه جوامعها… وازدحم عليّ الخلق وأعيان طلبتها، ولازموني، بل قرأ علي قضاتها، كقاضي جماعة فاس، العلامة أبي القاسم أبي النعيم الغساني، وهو كبير ينيف على ستين، ومفتي مراكش الرجراجي وغيرهم… وأفتيت فيها لفظا وكتبا، لا توجد فيها غالبا إلا إليّ، وتمنيت لها مرارا فابتهلت إلى الله أن يصرفها عني واشتهر اسمي في البلاد من سوس الأقصى إلي بجاية والجزائر وغيرها، وقال لي بعض طلبة الجزائر، وقد قدم علينا مراكش، إنا لانسمع في بلادنا إلا باسمك فقط[41]، ومن المعلوم أن أحمد بابا كانت دراسته كلها على علماء تنبكتو.

أما مقررات المجالس والحلقات العلمية في عهد الخلافة العثمانية الصكتية، فقد زخرت هذه الخلافة بالعديد من العلماء والمفكرين… الذين ساهموا مساهمة بينة في الثقافة الإسلامية وفي بلورة التراث الإسلامي، وكان لهم أثرهم الواضح في الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في مجتمعاتهم.

كما اهتم علماء الفترة باستقاء علمهم من المصادر التي غلب عليها الفقه المالكي، والتي استجلبت من علماء شمال أفريقيا ومصر والجزيرة العربية؛ مثل المغيلي وابن الحاج والشعراني والسيوطي والغزالي، واستخدموا اللغة العربية واللغات المحلية (فلفلدي وهوسا) في كتاباتهم نثرا وشعرا، واتسمت مؤلفاتهم بالإحاطة الموسوعية للموضوع حيث شملت: (فقه العبادات والمعاملات والعقود والفرائض والأحكام والهجرة والاجتهاد والجهاد ومحاربة البدعة والشعوذة… إلخ.

والعقيدة وعلوم التفسير، والتصوف والزهد، والسياسة والدولة الإسلامية، والنحو والصرف وعلوم العربية والأدب… إلخ، مستفيدين في ذلك كله من معرفتهم للخط المغربي المتفرع من الخط العربي، والذي تميزت كتاباتهم به.[42]

فقد اعتمدوا جميعا على القراءة المتعمقة، والاطلاع من أجل بناء أنفسهم علميا، ثم شرعوا في الجمع والتلخيص والاقتباس من أعظم أمهات الكتب التي اطلعوا عليها، بل حفظوها عن ظهر قلب أحيانا، فعملوا على تطويل القصير، وتقصير الطويل، ونثر المنظوم، ونظم المنثور، وشرح الصعب[43].

وقد جلس هؤلاء العلماء لتدريس هذه المؤلفات العظيمة في مجالسهم وحلقاتهم العلمية، وكان طلاب العلم يتلقون علمهم ومعارفهم عن هؤلاء العلماء وقد تميزوا جميعهم في مجالسهم للتدريس والتأليف بالابتداء بالبسملة والحمدلة، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعمدوا إلى إذلال النفس لربّ العالمين، والاعتراف بالذنب والتقصير، وطلب العفو والمغفرة، وإدخالهم في زمرة المؤمنين المخلصين، غانمين بالثواب الجزيل عند الاختمام، كما استخدموا، حين فراغهم من الكتابة جرد المتن (colophon)، الذي ساد في مخطوط المشرق العربي[44].

ويلاحظ أن هذه المقررات حوت علوم الدين والدنيا، الشرعية الدينية والعربية، لغة وبلاغة ونحوا وتفرعاتها العديدة، والتي تصب جميعها في مصلحة فهم علوم الدين الإسلامي الخاص بشتى أصوله وفروعه، القرآن وعلومه، الفقه وأصوله، الدعوة والدعاة والسنة المطهرة، والأحاديث صحيحها وضعيفها وموضوعها… إلخ.ولا غرو، لقد تأثر الشيخ عثمان بن فودي نفسه بشيوخه من العلماء، علما وورعاوتقى، فاقتدى بهم علما وعملا، وانعكس ذلك إيجابا عليه عند ما وقف نفسه وتفرغ لشؤون العلم والدين والجهاد، فأخذ يؤلف كتبا جامعة قيمة عالج فيها بقيم الدين أمور الدنيا في مجتمعه وقد بلغ، ونفع الله المسلمين بعلمه[45].

المحور الثالث: الشمائل المحمدية في التراث الأفريقي تأليفاً وإجازة

أولا/ التأليف

أما التأليف فقد بدأ ببعض الأسئلة الفقهية والعقائدية واللغوية تطرح على كبار العلماء فيجيبون عليها في كراريس مخطوطة أطلق عليها اسم النوازل، ويمثل هذا النوع: “أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي” لمحمد بن عبد الكريم، وهي مذكرة في الإجابة على الأسئلة السبعة التي طرحها عليه الملك أسكيا محمد[46].

ثم تبع ذلك الشروح والتعليقات التي وضعت على هوامش أمهات الكتب تسهيلا لعملية التعليم والتعلّم. ولم يلبث أن أصبحت تلك الشروح والتعليقات هدفاً، فجمعت بعناية في كتب مستقلة، اعتُني بتدريسها – فيما بعد – دون المتون، ومن ذلك شرح صغرى السنوسي لأحمد بابا التمبكتي، وشرح مختصر خليل له، وغيرها كثير. وكان هؤلاء يعلقون بعمق ونباهة على أصعب نصوص المؤلفين العرب القدماء، مما يظهر مقدرتهم العلمية واللغوية.

ويعتبر ذلك بداية الانطلاق الحقيقي في التأليف والتفنن فيه، حتى أصبحوا يؤلفون بمستوى علماء الشرق وشمال أفريقيا، يؤكد زبادية ذلك قائلاً: ” فنحن نجد في المدن الكبيرة- التي ترتكز حولها ميادين النشاط الإنتاجي والتعامل التجاري، مثل: تمبكتو وغاو وجنّي وولاتا وسواها- علماء ومفكّرين وقضاة، قد تمكنوا من دراسة العربية والإسلام، حتى أصبحت لهم تآليف مختلفة في الشروح والكتابات التاريخية.

والفقهية، على النمط الذي كان عند العرب في المشرق والمغرب على السواء[47]“.

كما يؤكد صاحب الحركة والثقافة في سنغاي ذلك في قوله: “فلما جاء الإسلام وانتشرت معه اللغة العربية، وانتشرت حركة التأليف، وظهرت مؤلفات على النمط الذي كان سائداً في بلاد المشرق والمغرب الغربي، ولقد ظهر نوع من الكتابات الأدبية والشعراء والبلغاء ورجال الفكر[48]“.

وقد بلغت هذه المؤلفات من الأهمية أن احتلت مركزًاً متقدماً في التأليف والإجازة (وكانت الشروح والكتب الدراسية المنتشرة في بلاد الهوسا وغيرها في السودان الغربي في الغالب من تأليف علماء تمبكتو)[49].

ومن العلوم التي قامت العائلة أقيت العلمية المشهورة في تنبكت بتدريسها بالإضافة إلى الشمائل: علم التوحيد والمنطق؛ فقد قام بتدريسه الشيخ الفقيه محمود بن عمر أقيت وتفوق في ذلك، وكذلك ابنه محمد بن محمود[50].

ونذكر فيما يلي نماذج من مؤلفاتهم المخطوطة: مخطوطات الفوديين، مخطوطات بعض الوزراء والعلماء، ومخطوطات بعض علماء الخلافة الصكتية، ونركز منها على المؤلفات المتعلقة بالشمائل المحمدية تأليفا وإجازة باللغة العربية واللغات المحلية:

(فلفلدي وهوسا وفلانية):

أ/ بعض مؤلفات عثمان بن فودي:

1ـ حيتي بندلموج ـ قصيدة بالفلفلدي.

2ـ متتيم الله في مدح النبي 71 صفحة، قصيدة بالفلفلدي.

3ـ ما الله ـ في مدح النبي ـ 6 صفحات ـ قصيدة بالفلفلدي.

ب / بعض مؤلفات عبد الله بن محمد فودي:

4ـ ضياء أولي الأوامر والمجاهدين في سير النبي، والخلفاء الراشدين، 26 صفحة.

5ـ النفحات البشرية في شرح القصيدة العشرية، 106 صفحة.

جـ /بعض مؤلفات محمد بلو بن عثمان بن فودي:

6ـ تخميس البردة.

7ـ تخميس القصيدة العشرية: قصيدة الفزاري، 102 صفحة.

8ـ صلى الله على النبي المختار “قصيدة بالفلفلدي.”

9ـ غاية السؤال في تفاصيل الرسول صلى الله عليه وسلم ـ.

10ـ في مدح النبي، 5 صفحات، قصيدة.

د / بعض مؤلفات أسماء عثمان بن محمد بن فودي:

11ـ مدح وثناء على النبي صلى الله عليه وسلم. قصيدة بالفلانية.

هذه المؤلفات للشيخ عثمان بن فودي وعائلته: الشيخ عبد الله بن محمد بن فودي، ابنه الشيخ محمد بلو بن عثمان بن محمد بن فودي، وابنته العالمة أسماء عثمان بن محمد بن فودي، كلها في الشمائل المحمدية.

وحفاظاً على هذا التراث الضخم القيم من عوادي المناخ والأيام والناس، لا بد من إيجاد وسائل لحفظه وصيانته وترميمه، وفقا للأسس العلمية الصحيحة.

ولقد اهتم العلماء الأفارقة بتدريس السيرة النبوية وبخاصة كتب الأحاديث النبوية -وغيرها- وركزوا على تدريس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض.

وكان الحاج أحمد بن عمر بن محمد أقيت، يداوم على تدريسه في مسجد سنكري في تمبكتو في إمبراطورية سنغاي، خاصة في شهر رمضان المبارك.

وكذلك الفقيه محمد الأمين بن أحمد أقيت، كان يدرّس كتاب الشفا في نفس المسجد وفي نفس الإمبراطورية، وفي نفس المدينة[51].

ثانيا/ الإجازة

فقد كانت نظم الشهادات والإجازات العلمية معروفة في السودان الغربي، إذ كان الأستاذ كلما أنس من أحد طلبته تمكناً كافياً في مادة من المواد التي درسها الطالب عليه أعطاه إجازة بخط يده، ولقد وجدت ثلاث درجات للإجازة، وهي:

  • شهادة السماع، وتعني أن الطالب تتبع أقوال العالم وحفظها.
  • شهادة العرض، أي سرد الطالب على أستاذه مع استذكاره للنصوص ومعرفته بشروحها.
  • ثم الإجازة الكاملة، وهي أن يصل الطالب إلى المرحلة التي يستطيع معها ذكر الأسانيد، وإرجاعها لمصادرها الأول، وذكر الفوارق في الروايات بعد الإلمام بفن معين من الفنون، وتتضمن الإجازة المكتوبة تصريحا من المدرس بأن طالبه أخذ عنه مواده المتعددة ولكنه برع في مادة خاصة، لذلك فهو يجيزه في جميع ما يجوز له إن كانت للمدرس كتب من تأليفه، ويجوز له عن غيره وإن كان الكتاب من وضع شخص آخر[52].

وكانت مواد الدّراسة في جامعة سنكري تتركز أساساً، حول علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة والتاريخ والمنطق، ومن الكتب التي كانت تدرس: الشفاء للقاضي عياض كما تقدم، والصحيحان والمدونة والرسالة، ومختصر خليل والألفية، وموطأ الإمام مالك، ورجز المغيلي في المنطق، والخزرجية في العروض وتحفة الحكام لابن عاصم[53]. وليست هذه المواد والكتب المذكورة على سبيل الحصر بل هي مجرد مثال، (وليست هذه المواد والكتب المذكورة على سبيل الحصر بل هي مجرد مثال). وكانت هناك مواد أخرى، مثل الفلك وأصول الفقه واللغة والأدب وغيرها.

وكل ذلك للرقي والازدهار، كان بحماسة وتشجيع أباطرة سنغاي فقد كان تمبكتو بحق في هذا العصر “مركزًاً للحياة الثقافية” وقلب الحركة الفكرية النابض، اجتمع العلماء من كل جنس ولون: المغاربة والأندلسيون والمصريون والحجازيون، ووفد إليها الناس من كافة بقاع غرب أفريقيا، من السنغال والنيجر ومن إمارات هوسا وبرنو وكانو والسودان، وأقامت كل هذه الطوائف بتمبكتو، وتعلم فيها العديد من الفقهاء والعلماء، وألف فيها العديد من المؤلفات، وكان جامعها الشهير ـ جامع سنكري ـ يشبه من وجوه كثيرة الجامع الأزهر في تراثه ومكانته العلمية.

“فقد ظهر علم التفسير، وعلوم الحديث، والفقه، والقراءات، واللغة، والنحو والصرف، وعلم الكلام والمنطق والفلسفة والمعاني، وكثير غيرها من العلوم في أوقات متقاربة جداً، لأسباب مشتركة تقف على رأسها خدمة القرآن الكريم أحكاماً وإعجازاً ولغة، وصرنا نرى مفسرا لغويا، وفقيها محدّثا، ومقرئاً نحوياً وكلامياً صرفياً، بل نجد من يجمع أكثر هذه المعارف”[54].

ونختم هذه المحاور بشهادة عبد الله الخاتم على قيمة أبحاث علماء السودان قائلا: (لا بد أن نلفت النظر إلى أن التعليم الإسلامي والثقافة الإسلامية في بلاد السودان لم تكن عقيمة، أو أن دور المسلمين المحليين كان سلبياً، بمعنى أنها لمتكن ثقافة تعليمية تحصيلية فقط.

فبقدر ما كان مسلمو غرب أفريقيا قرّاء كان فيهم علماء ساهموا في التأليف والتدريس في معاهد المغرب والمشرق الإسلامي الكبرى، وكان لبعضهم أساليب مميّزة أعطت مؤلفات قيمة مشهورة، وبين أيدينا أربعون مخطوطة من مؤلفات أحمد بابا تمبكتي إلى كتّاب في علم الفلك وكتّاب في التفسير وغيرها من العلوم الإسلامية واللغوية)[55].

ولوجه الحق نقول: ولا يزال إلى يومنا هذا علماء أجلاء في النيجر ومالي ونيجيريا والسنغال وغينيا وفي غيرها، كرسوا ويكرسون جهدهم من أجل تعليم اللغة العربية وثقافتها وتراثها والتأليف فيها…

خاتمة: النتائج والتوصيات

أ/ من أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي:

1ـ أن أعظم عظماء الإنسانية، وأفضلهم على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فبه أنقذ الله البشرية من ضلالة الشرك إلى نور الإيمان، فهو الرحمة المهداة للبشرية، وبه ختم الله الرسالات السماوية.

2ـ انتشر الإسلام في أنحاء متفرقة ومتباعدة من أفريقيا جنوب الصحراء في وقت مبكر جدا.

3ـ كانت الجوامع والجامعات تزدحم بالمصلين وطلبة العلم، وكانت العلوم تنتشر في كل الاتجاهات في تمبكتو وجنّى وأغدس في كانم برنو.

4ـ شيّد الإسلام جامعات تضارع مثيلاتها في شمال أفريقيا، وفي الشرق الإسلامي، وكوّن ممالك وإمبراطوريات في غانا ومالي وسنغاي وهوسا وغيرها.

5 ـ لا غرابة في ذلك فقد كانت أولى السور التي نزلت من الذكر الحكيم تصر على القراءة والكتابة والعلم.

6ـ للعلماء الأفارقة في غرب إفريقيا مساهمات في العلم والتأليف والتدريس، ومساهمات خاصة في الشمائل المحمدية تدريسا وتأليفا.

ب/ استمدادا من طبيعة الموضوع أوصي بما يلي:

أولاً: إنشاء مركز للبحوث والدراسات الاستراتيجية حول الشمائل النبوية.

ثانياً: فتح قناة إعلامية للتوعية بالشمائل المحمدية بمختلف اللغات المحلية حسب الإمكان.

 ثالثاً: إنشاء مجلة ثقافية تراثية إسلامية جامعة متخصصة محكمة في الدراسات والبحوث حول الشمائل المحمدية.

رابعاً: تشجيع الجامعات الأفريقية، خصوصاً الأهلية منها ودعمها لفتح أقسام فيها حول الشمائل المحمدية، وتمويلها من قبل أهل الخير والمحسنين.

هذا ما تيسر وسمح به الوقت لهذه الدراسة، فإن كان ما قلته حقاً وصواباً فهو من الله تعالى ومحض فضله عليّ، وما أسعدني به، وإن كان غير ذلك، بأن أخفقت، أو قصرت جهودي عن تحقيق غايتي، فذلك مبلغ جهدي وطاقتي، فأستغفر الله منه، فإني كما يقول أحد الأنبياء: ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ﴾ [سورة هود، الآية: 88 ].

الهوامش

[1] – المراد بالخَلقية: صورة الإنسان الظاهرة كالبياض والطول والشعر.

[2] – المراد بالخُلقية: صورته الباطنة كالحلم والعلم.

[3] – يراجع القاسم البيهقي، بعض مراكز الإشعاع الإسلامي في أفريقيا جنوب الصحراء، ص: 6 ـ7، الموسم الثقافي الأول للجامعة الإسلامية بالنيجر، ساي عام: 1408هـ/1988م.

[4] – لسان العرب لابن منظور، ج 11، ص: 369.

[5] – النبهاني، وسائل الوصول: ص: 40.

[6] – المرجع السابق، ص: 450.

[7] – ينظر:… “خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء”، ص: 26.

[8] – ومن أفضل طبعاته بتحقيق الدكتور محمد خليل هراس، في 3 مجلدات، الناشر: دار الكتب الحديثة ـ (بدون تاريخ).

[9] – خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء، ص: 26، يراجع: منتهى السول على وسائل الوصول: 1/ 58.

[10] -طبع في مصر، نشر مجمع البحوث بالقاهرة، بتحقيق الأستاذ سيد أحمد صقر، الجزء الأول في مجلد، ثم مصر سنة (1389هـ)، طبع دار النصر للطباعة، نشر محمد بن عبد المحسن الكتبي، بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، وهي قطعة منه في مجلدين، ثم طبع كاملا في بيروت سنة (1405هـ) نشر دار الكتب العلمية، بتحقيق عبد المعطي قلعجي في ثمان مجلدات. وهي طبعة سقيمة مليئة بالسقط والتصحيف وكثرة الأخطاء، والكتاب بحاجة إلى تحقيقه بصورة متقنة.

[11] – الدكتور خالد بن قاسم الردادي، المدخل إلى علم الشمائل النبوية، ص: 453، المجلد الثاني من العدد السادس والثلاثين لحولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبانت بالإسكندرية.

[12] – يراجع: سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، ص: 220 – 221، الطبعة الأولى، دار النشر، مصر.

[13] – القاسم البيهقي، مرجع سابق، ص: 01.

[14] – مهدي ساتي صالح، تزيين الورقات والشيخ عبد الله بن فودي، (ت: 1829م)، ص:8.

[15] – ينظر: الشيخ عوض- العلاقات بين المغرب الأقصى والسودان الغربي في عهد السلطنتين الإسلاميتين مالي وسنغاي، ص: 05.

[16] – نفس المرجع: ص: 53.

[17] – محمد بن إبراهيم اللواتي، المعروف بابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (رحلة ابن بطوطة)، ص: 203 ـ 204، دار صادر بيروت، (بدون تاريخ).

[18] – القاسم البيهقي، مرجع سابق، ص: 51.

[19] -القاسم البيهقي، مرجع سابق، ص: 42.

[20] – الشيخ عوض، مرجع سابق، ص: 322.

[21] – القاسم البيهقي، مرجع سابق، ص: 51.

[22] – زبادية، مرجع سابق، ص: 141.

[23] – الشيخ عوض، مرجع سابق، ص:322.

[24] – أحمد محمد كاني، مقدمته لكتاب ضياء السياسات وفتوى النوازل، ص: 22. الطبعة الأولى، دار الزهراء للإعلام العربي، 1408ه/1988م.

[25] – وهو عثمان بن محمد بن فودي (وفودي معناه الفقيه) بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد غورطو بن جيو بن محمد تنبو بن أيوب بن ماسران بن أيوب بن بابا بن موسى جكلو… المرجع الآتي:

[26] – عبد اللطيف سعيد، سيرة الشيخ عثمان بن فوديو، مع الإشارة للعوامل التي ساهمت في تكوين شخصيته، ص: 33، ضمن بحوث الندوة العالمية التي عقدتها جامعة أفريقيا العالمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الخرطوم:

[27] – أحمد محمد كاني، ملامح من الجهاد الإسلامي في غرب إفريقيا، ص:57، القاهرة – الزهراء للإعلام العربي،1407هـ/1987م.

[28] – المرجعالسابق.

[29] -إمباي لو بشير، قضايا اللغة والدين في الأدب الأفريقي، ص: 12. دار جامعة أفريقيا العالمية، 1417هــ 1990م، الخرطوم.

[30] -بهيجة الشاذلي، الإسلام والدولة في أفريقيا جنوب الصحراء الفكر السياسي عند عثمان بن فودي خلال القرن 19م، ص: 348، مركز الدراسات الصحراوية، الطبعة: 2015م، دار رقراق للطباعة والنشر ـ الرباط.

[31] – ينظر: مجلة الدفاع الأفريقي ADF، المجلد: 6، الرابع 3، 2013م، ص: 75.

[32] – القاسم البيهقي، مرجع سابق، 61.

[33] -يراجع: عبد الفتاح مقلد الغنيمي، الحركة الفكرية والثقافية في سنغي، مجلة فيصل السعودية، المجلة 29، العدد السنة1984م

[34] -القاسم البيهقي، مرجع سابق، ص: 22.

[35] -يراجع: عبد القادر زيادية، مملكة سنغي في عهد الأسقيتين، ص: 55، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر.

[36] -نفس المرجع والصفحة.

[37] -المرجع السابق، ص: 32.

[38] -المرجع السابق، ص: 32.

[39] – البيهقي، المرجع السابق، ص: 32.

[40] – المرجع السابق.

[41] -المرجع السابق، ص: 42.

[42] -ينظر: عبد القيوم عبد الحكيم، مخطوطات الفوديين، ص: 392، ضمن بحوث الندوة العالمية التي عقدتها جامعة أفريقيا العالمية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسسكو) احتفاء بذكرى الشيخ عثمان فودي، الخرطوم: 26 – 28، جمادى الأخيرة 1416هـ/91 – 21 نوفمبر 1995م.

[43] -الطيب عبد الرحيم محمد، مخطوطات بعض الفوديين، المقدمة: ص:1.

[44] -المرجع نفسه، ص: 392.

[45] يراجع: عبد اللطيف سعيد، مرجع سابق، ص:33

[46] يراجع: عبد القادر إدريس، اللغة العربية وجهود الأفارقة في نشرها، ص: 22 – 43، بتصرف

[47] -عبد القادر زبادية، مملكة سنغي في عهد الأسقيين، ص: 146، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر.

[48] -عبد الفتاح مقلد الغيني، الحركة الفكرية والثقافية في سنغي، مجلة الفيصل، المجلد 29، العدد 89، سنة: 1984م، ص: 18.

[49] -علي عبد الله الخاتم، التعليم الإسلامي في غرب أفريقيا، مجلة دراسات أفريقية، الخرطوم، العدد الثالث، 1407هـ/1987م، ص: 35.

[50] -داود، سوزي أباظة محمد حسن، القضاء في سنغاي في عهد الأساكي: 999 – 898ه/1591 – 1493م، ص: 153، مجلة المؤرخ المصري، العدد 82.

[51] -ينظر: داود، سوزي أباظة محمد حسن، المرجع السابق، ص: 351.

[52] -ينظر: معاذ عبد الحميد (المدارس العلمية ودورها السياسي في السودان الغربي مالي وسنغاي في القرن 7 و10هـ/13و16م، ص62 وما بعدها، رسالة دكتوراه ف2017 / 2018م، الجزائر.

[53] -نفس المرجع، ص: 52.

[54] -محمد حسين آل ياسين، الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث، ص: 68، منشورات دار مكتبة الحياة، الطبعة الأولى: 1400هـ/1980م، بيروت.

[55] -محمد الغربي، بداية الحكم المغربي، مؤسسة الخليج للطباعة، ص: 125.

أهم مصادر ومراجع البحث

  1. أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399هـ/1979م.
  2. أحمد محمد كاني، مقدمة تحقيقه لكتاب ضياء السياسات وفتوى النوازل، الطبعة الأولى، دار الزهراء للإعلام العربي، 1408هـ/1988م.
  3. أحمد محمد كاني، ملامح من الجهاد الإسلامي في غرب أفريقيا، القاهرة ـ الزهراء للأعلام العربي، 1407هـ/1987م.
  4. إمباي لو بشير، قضايا اللغة والدين في الأدب الأفريقي، دار جامعة أفريقيا العالمية، 1417هـ/1990م، الخرطوم.
  5. بهيجة الشاذلي، الإسلام والدولة في أفريقيا جنوب الصحراء- الفكر السياسي عند عثمان بن فودي خلال القرن 19م، مركز الدراسات الصحراوية، الطبعة: 2015م، دار أبي رقراق للطباعة والنشر- الرباط.
  6. داود، سوزي أباظة محمد حسن، القضاء في سنغاي في عهد الأساكي: 898ـ999هـ/1493ـ 1591م، مجلة المؤرخ المصري، العدد 82.
  1. الدكتور خالد بن قاسم الردادي، المدخل إلى علم الشمائل النبوية، المجلد الثاني من العدد السادس والثلاثين لحولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية.
  2. سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، الطبعة الأولى، دار النشر، مصر.
  3. الشيخ الأمين عوض، العلاقات بين المغرب الأقصى والسودان الغربي في عهد السلطنتين الإسلاميتين (مالي وسنغاي).
  4. الطيب عبد الرحيم محمد، مخطوطات بعض الفوديين، المقدمة: 1.
  5. عبد الفتاح مقلد الغنيمي، الحركة الفكرية والثقافية في صنغي، مجلة فيصل السعودية، المجلة 29، العدد 89، السنة 1984م.
  6. عبد القادر إدريس، اللغة العربية وجهود الأفارقة في نشرها: بحث لم ينشر.
  7. عبد القادر زيادية، مملكة صنغي في عهد الأسقيتين، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر.
  8. عبد القيوم عبد الحكيم، مخطوطات الفوديين، ضمن بحوث الندوة العالمية التي عقدتها جامعة أفريقيا العالمية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسسكو) احتفاء بذكرى الشيخ عثمان فودي، الخرطوم: 26 – 28 جمادى الأخيرة 1416هـ/91 – 21 نوفمبر 1995م.
  9. عبد اللطيف سعيد، سيرة الشيخ عثمان بن فوديو، مع الإشارة للعوامل التي ساهمت في تكوين شخصيته، ضمن بحوث الندوة العالمية التي عقدتها جامعة أفريقيا العالمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الخرطوم: 27 – 28 جمادى الآخرة 1416هـ/91 – 21 نوفمبر 1995م.
  10. عبد الله بن سعيد بن محمد عبادي اللّحجي الحضرميّ الشحاري، منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، دار المنهاج- جدة- الطبعة الثالثة: 1426ه/2005م.
  11. علي عبد الله الخاتم، التعليم الإسلامي في غرب أفريقيا، مجلة دراسات أفريقية، الخرطوم، العدد الثالث، رجب 1407هـ/1987م.
  12. القاسم البيهقي، بعض مراكز الإشعاع الإسلامي في أفريقيا جنوب الصحراء، الموسم الثقافي الأول للجامعة الإسلامية بالنيجر، ساي، عام 1408هـ/1988م.
  13. مجلة الدفاع الأفريقي ADF، المجلد:6، الرابع 3، 2013م.
  14. محمد بن إبراهيم اللواتي، المعروف بابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (رحلة ابن بطوطة)، دار صادر، بيروت، (بدون تاريخ).
  15. محمد الغربي، بداية الحكم المغربي، مؤسسة الخليج للطباعة.
  16. محمد حسين آل ياسين، الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث، منشورات دار مكتبة الحياة، الطبعة الأولى: 1400هـ/1980م، بيروت.
  17. مهدي ساتي صالح، تزيين الورقات، والشيخ عبد الله بن فودي، (تـ: 1829م).
  18. يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني، وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، دار المنهاج- جدة- الطبعة الثانية: 1425ه.

 

تحميل المقال بصيغة PDF