مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

جزر القمر

ذ. اليزيد الراضي
رئيس المجلس العلمي- تارودانت

دعاني الفؤاد لوصل القمر

فقلت: لي اللهُ كم بيننا

بربك كيف أروم السما

أمن في السماء ومن في الثرى

وقال الفؤاد دع العذر لا

وحثحث خطاك برغم النوى

وطر في السماء كما تبتغي

يطير مع الصقر في جوه

ويسخر بالشمس بل والسها

فما فاز إلا الذي قد سما

ولا خير فيمن يخاف الردى

وهل صح حب امرئ يقتفى

ويعزف عنه إذا ما نأى

فذاك دَعِيٌّ ونجم الهوى

فكن في الهوى الشهم واعل الذرا

وغص في البحار وطر في الهوا

وواصل حبيبك دون اشتكا

وهون على النفس ولا تبتئس

وذا القمر المرتجى برجه

جزائره لم تزل تزدهي

مناظره للعيون الشفا

وفيها رجال إذا أبصروا

لهم خلق مثل زهر الربا

وهم في سماء العلا والتقى

وعلمهم مثل شمس الضحى

وسيرهم في طريق الهدى

وبشرهم لم أجد مثله

ومن زارهم يستطيب الثَّوى

وينسى ذراه بما شامه

أهنئكم يا أهيل الحمى

أهنئكم ببلوغ المنى

ومغربنا الحر إن شامكم

يسر بطيب وحسن الملا

وعاهلنا المرتضى كم رنا

ولن يخلف الوعد فهو الذي

وهمته لم تزل ترتقي

مؤسسة العلم تجلو الدجى

تجنب إفريقيا ما بدا

وتسلك بالناس سبل الهدى

وسوف نرى كل ما نرتجي

ومن لج في قرع باب العلا

وفاجأني منه هذا الخبر

من البعد أنى أطيق السفر

ولا ريش لي، بل ولا ينتظر

تضمهما ليلة من سمر

تقدمه لي فهو عين الضرر

ولا تتهيب ركوب الخطر

فريش الفؤاد هو المعتبر

ويسمو إلى أوجه المنتظر

وفوقهما يستطيب الوزر

بهمته واعتلى وانتصر

ويلقي السلاح لوهم خطر

خطا حبه إن دنا أو حضر

وينسى هواه الذي قد غبر

يلاحقه إن دنا بالشرر

ولا تك ممن يحب الحفر

وصابر ولا تك ممن غدر

من البعد واسعد بلحن الوتر

فسؤلك آت كلمح البصر

ببحر محيط كثير العبر

جنانا مزينة بالخضر

وأمواجها ملهمات الفكر

ترى فيهم متعة للنظر

يفوح شذاه إذا ما انتشر

نجوم اهتداء لكل البشر

ينير الطريق وينفي الكدر

يجدد ما قد مضى واندثر

وجودهم الغيث حين انهمر

لديهم ويلقى المنى والبشر

من الفضل والفضلُ أغلى وطر

بما صغتم من نفيس الدرر

وقطف الثمار وسكنى القمر

بدوتم له مثل روض الزهر

وظل ظليل وينع الثمر

إليكم وسر بما قد نظر

عهدناه ينجز ما قد سطر

لتجمع من أمرنا ما انتثر

وتحيي التراث كمثل المطر

من الفقر والخلف بين الزمر

وتنقذهم من دعاة الغَرَر

ونسطع في الأفق مثل القمر

ولم ينهزم يستجيب القدر

تحميل المقال بصيغة PDF