من مخطوطات علوم اللغة العربية في الصحراء المغربية: “مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جاز من الإبدال” للشيخ ماء العينين
جامعة ابن زهر- أكادير
عُرف الشيخ ماء العينين بالمشاركة في العلوم ما جعل التأليف عنده متّسما بالتنوع والكثرة، وهي سمة قليلة عند المؤلفين المغاربة عموما. إذ ألّف في علوم الشريعة وعلوم اللغة والأدب والعلوم العقلية التجريبية.. وقد اشتُهر خصوصا بالتأليف في علوم الدين لأن “الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حقَّ الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم، لأنهما سيّان في النمط”[1].
ولما كانت الشريعة عماد التأليف عند القدماء، لزم التوسل بعلوم اللغة لفهمها، ومنها علم النحو والصرف خاصة، إذ هو المنقذ من اللحن، والمفضي إلى فهم سليم للخطاب الشرعي وسائر الخطابات الأخرى. وفي هذا السياق وقفتُ على مخطوط دفين للشيخ ماء العينين (1328هـ/1910م) عنوانه “مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جاز من الإبدال”، وهو ينتمي إلى علم الصرف خاصة، والإبدال على الأخص الذي يُعرف بأنه جَعْلُ حَرفٍ مكانَ حَرْفٍ. وهو مبحث بالغ الأهمية في الصرف والصوتيات، لم يؤلَّف فيه كثيرا في التراث العربي، وها هو الشيخ ماء العينين بتصدّيه لهذا المجال يجلّي جانبا آخر من شخصيته العلمية من خلال اختصار أبواب الإبدال من كتاب المزهر للسيوطي.
ستركز هذه الدراسة على بيان جهود الشيخ ماء العينين في التأليف اللغوي، ثم التعريف بهذا المخطوط الدفين من حيث نُسَخُه وعنوانه ونسبته ودواعي تأليفه، وتصميمه ومضامينه ومصادره، ثم الخلوص بعده إلى نتائج الدراسة، والقصد التنبيه على هذا النص من أجل تحقيقه ونشره.
الشيخ ماء العينين وعلوم الآلة
جرت العادة في التعليم الإسلامي في المغرب أن يتجه الطالب بعد استكمال حفظ القرآن، إلى تعلم العلوم المتداولة، فيتصدَّر الفقه علوم الشريعة، والنحو علوم الآلة. فالنحو يصلح به لسانه، فيمكّنه بمعيّة الفقه من الاستعداد لما قد يتقلَّده من مهام مثل: المشارطة والتدريس والتأليف والحُكْم في القضايا والنوازل وقسمة التركات والفصْل في الخصومات.. فكان النحو أساسا في العلم والتعليم عند علماء هذا الصُّقع، ومنهم الشيخ ماء العينين الذي يقول: “اعلم أن علم اللغة معرفته من أهم الأمور، ولذلك قال بعض المحققين: معرفة مفردات اللغة نصف العلم، لأن كل علم تتوقف إفادته واستفادته عليها، وحكمه أنه من فروض الكفايات كما ذكره السيوطي في (المزهر) قال: لأن به تعرف معاني ألفاظ القرآن والسنة، ولا سبيل إلى إدراك معانيها إلا بالتبحر في علم هذه اللغة، ولذا قال بعض العلماء:
حفـظ اللغـات علينـا فرض كـفـرض الصـلاة
فليس يُضْـبـط دِيـن إلا بـحـفـظ اللـغات.[2]
لا ينفصل ما سلف عن حال الشيخ ماء العينين، إذ كان غزير التأليف، مؤلفا في مختلف العلوم الإسلامية، بما فيها علوم الآلة (النحو والصرف، والمعجم، والبلاغة، والعروض..)، إن المؤلف حسب المختار السوسي “من الشيوخ العظام الذين تمت لهم شهرة فائقة عظيمة من نحو 1270ه، فقد أسعده الحظ فقال ما ربما إذا سمعه من لا يعرفه يستغربه أو يعدّه من البهتان.[3] ويرى أحد الباحثين أنه “لم تنتج الصحراء المغربية، خلال القرن التاسع عشر، علماء من الطراز الرفيع باستثناء الشيخ ماء العينين القلقمي (توفي سنة 1910م)، الذي شكلت كتاباته العديدة وخزانته الخاصة المؤشر الأساسي المعبر عن وجود نشاط ثقافي في الصحراء.[4] وسنقف مع تآليفه في علوم الآلة وهي[5]:
النحو:
- الأفعال التي يُبنى فعل أمرها على حرف واحد.
- مفتاح الأفعال الثلاثة، وهو نظم بيَّن فيه أوزان الأفعال الثلاثة وتصريفها ومصادرها.
- هداية المبتدئين[6]، وهي أرجوزة في النحو (163 بيت) نظمها في الإسكندريّة بعد قفوله من الحج سنة 1257هـ، طبعت على الحجر في مطبعة العربي الأزرق بفاس سنة 1322هـ/1904م، في ثلاث عشرة صفحة. شرحها ابن أخته ماء العينين بن الشيخ أحمد.
علم الأصوات:
- صفات الحروف الهجائية ومخارِجها وأسماؤها.
فقه اللغة:
- ثمار المزهر[7]، وهو نظم كتاب المزهر للسيوطي (2084 بيت). فرغ منه يوم الجمعة
27 شوال 1321ه، وطُبع في مطبعة أحمد يمني بفاس سنة 1324هـ/1906م، 122 ص.
المعجم:
- منظومة في ألفاظ حققها صاحب القاموس في 22 بيتا.
البلاغة:
- ياقوتة الولدان في المعاني والبديع والبيان.
- سراج الفتيان على ياقوتة الولدان.
العروض:
- تبيين الغموض على نعت العروض، منظومة نظمها للمبتدئين في أوزان الشعر وشرحَها سنة 1283هـ، وطبعت على الحجر بفاس سنة 1320هـ، كما طبعت حديثًا بإخراج وتعليق: محمد عيناق، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، الرباط، 1999م. في تسعين صفحة.
- أوزان البحور المتعارَفة دون غيرها.
كما وظّف الشيخ ماء العينين علوم الآلة في الشروح اللغويّة والأدبيّة لتآليفه خاصة مثل: فاتق الرتق على راتق الفتق[8]، ومفيد الحاضرة والبادية بشرح هذه الأبيات الثمانية[9] وغيرهما.
نُسَخ الكتاب:
وقفتُ للكتاب على نسختين خطيتين خارج المغرب، وثالثة طبعت على الحجر بفاس، وهذه صفاتها:
1.نسخة المكتبة الوطنية بباريس
نسخة أصلية[10] رقمها Arabe 7033انتقلت إلى المكتبة من رصيد المستشرق الفرنسي ج. س. كولان[11] Georges Séraphin Colin(1977م) الذي أهدته زوجته إلى المكتبة الفرنسية سنة 1980م. أول النسخة[12]: “الحمد لله الذي يبدل السيئات حسنات، وسهل علينا النطق بتبديل الحروف في اللغات حتى صارت اللغة المتحدة كاللغات المختلفات واللغات المختلفات كاللغات المتحدات، والسلامان على من أنزل عليه القرآن بسبعة أحرف متواليات، فهي ولو تخالفت لها التوافق في العربية والمعاني الجليّات. وبعد، فيقول عبيد ربه، وأسير ذنبه، ما العينين، بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين (…) هذا تويليف وضعته في تبيين إبدال بعض الحروف ببعضها، لعل الله ينفع به أهل العلم في سمائها وأرضها، وإنما وضعته لما رأيت من إنكار بعض الناس لغة بعض، حتى كأنها ما قيل بها عنده في سماء ولا أرض، وسمّيته مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جاز من الإبدال.” وآخرها: “.. اللسان والعباب وليكن هذا آخر هذا الكتاب، جعله الله نافعا لأولي الألباب، وهدى به إلى الرشد والصواب، ونصره بالقبول في السماء وفي التراب. ووافق إتمامه بين الظهرين تاسع المحرم الذي هو أول العام التاسع بعد ثلاثمائة وألف من هجرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام على يديه [كذا في الأصل] مؤلفه مَا العينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين، غفر الله لهم ولوالديهم ولذريتهم ولأحبتهم وللمسلمين آمين يا رب العالمين.” وبعده أدعية للاستشفاء، وهذه النسخة تامة جيدة بها تعقيبة. ورد في الظهرية[13] بخط مغربي ما نصه:” تأليف في الإبدال Par Mā’ al-ʿAinin”. وبعدها خمسة أبيات في مدح المؤلف مطلعها:
ولشيخنا الشيخ ما العينين أعطاه الله قرة العينين
عدد أوراقها: 8 أوراق، وقد ألحقت بالنسخة خطأً ورقةٌ في آخرها ليست من الكتاب، بل هي قيد ختام كتاب آخر ألفه الشاعر الأديب سيديا بن المختار بن الهيبة (1286هـ)[14] ونسخه أحد النسّاخ برسم الشيخ حسنَّ[15] بن ماء العينين، مسطرتها: 30 سطرا، ومقياسها: 170 ×125 مم، كتبت بخط مسند مغربي، استعمل في نسخها اللونان الأسود للمتن والأحمر للعنوانات وبعض الكلمات في قيد الختام. وتوجد على طرر النسخة بعض التصحيحات بخط الناسخ نفسه، ما يعني أنها نسخة مقابَلة، وأخرى بالعربية والفرنسية تضم أرقاما ورموزا بخط المستشرق كولان. نسخ هذه النسخة الناسخ حبيـب الله بن أحمد بن محمد حَرَمَ[16]، برسم ابن المؤلف الشيخ حسنَّ بن الشيخ ماء العينين، وذكر في قيد الختام تاريخ فراغ المؤلف من كتابه أي تاريخ التأليف، وهو تاسع محرم 1309ه/15 غشت 1891م، أما تاريخ النسخ فهو يوم الخميس 5 ذي الحجة 1318هـ/26 مارس 1901م، بمعنى أن الكتاب نُسخ في حياة المؤلف.
2.نسخة مكتبة جامعة فرايبورغ Freiburg بألمانيا
تمّ تصويرها في سياق مشروع المصادر الشرقية المخطوطة المسمى(OMAR)(Oriental Manuscript Resource)، حيث بادرت مكتبة جامعة فرايبورغ ومركز تكنولوجيا المعلومات في جامعة توبنجن Tübingen بألمانيا إلى تصوير المخطوطات الموريتانية على الميكروفيلم التي توجد أصولها في مكتبة المعهد الموريتاني للبحث العلمي بنواكشوط، ووصل مجموع المصوَّر إلى 134.000 صورة، أي 2500 مخطوط. وتمّ في مرحلة لاحقة رقمنة الميكروفيلم وإتاحته للتصفح والتحميل المجاني على الأنترنت. وفي هذا الرصيد الهام توجد نسخة ثانية من المخطوط [17] برقم MF Mau 2065. عدد أوراقها: 11 ورقة، مقياسها: 21×15 سم، مسطرتها: 35 سطرا. تامة وبها تعقيبة، إلا أنها غير واضحة بما فيه الكفاية لأنها مصورة عن الميكروفيلم، وهي خالية من التصحيحات إلا فيما ندر. خطها مغربي مسند دقيق، وتم تمييز بعض العنوانات بقلم غليظ، أولها:
“الحمد لله الذي بدل السيئات حسنات، وسهل علينا تبديل النطق بتبديل الحروف في اللغات حتى صارت اللغة المتحدة كاللغات المختلفات، واللغات المختلفات كاللغات المتحدات، والسلامان على من أُنزل عليه القرآن بسبعة أحرف متواليات، فهي ولو تخالفت لها التوافق في العربية والمعاني الجليات. وبعد، فيقول عبيد ربه، وأسير ذنبه، ماء العينين، بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين، غفر الله لهم وللمسلمين آمين: هذا تويليف وضعته في تبيين إبدال بعض الحروف ببعضها، لعل الله ينفع به أهل العلم في سمائها وأرضها، وإنما وضعته لما رأيت من إنكار بعض الناس لغة بعض، حتى كأنها ما قيل بها عنده في سماء ولا أرض، وسمّيته: مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جاز من الإبدال..” آخرها: “انظر التسهيل والمزهر تجد ما قلته لك في المسطر. وليكن هذا آخر هذا الكتاب، جعله الله نافعا لأولي الألباب، وهدى به إلى الرشد والصواب، ونصره بالقبول في السماء وفي التراب. ووافق إتمامه بين الظهرين تاسع المحرم الذي هو أول العام التاسع بعد ثلاثمائة وألف من هجرة خير الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، انتهى على يديه [كذا في الأصل] سعد بن شيخه الشيخ حسنَّ بن شيخه مَاء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، غفر الله لهم وللمسلمين آمين آمين”. وبعده بيتان مطلعهما:
ورثنا صحيحَ المجدِ قد عَلِمَتْ بِذا مَعَدٌّ وقَحطانُ الأُلى نَجْلُ يَعْرُبِ
ولم يذكر تاريخ النسخ، وإنما ذكر اسم الناسخ وهو حفيد المؤلف سعد[18] بن حسنَّ بن ماء العينين (1410هـ/1989م)، وقد نسخ عدة كتب له ولغيره وتملك أخرى تحتفظ بها مكتبة فرايبورغ منها:
ما ألفه ونسخه بيده:
- أدعية بأسماء بعض الصحابة، Adʿiya bi-asmāʾ baʿḍ aṣ-ṣaḥāba، له، قال عنه: “تبيين لنظم توسلت فيه بغزوات المصطفى وسراياه.” يقع في 35 ورقة، وفرغ منه في 22 شعبان 1383ه. وهو تأليف جامع بين السيرة والتاريخ والأدب.
- أبناء وبنات الشيخ ماء العينين، Tawārīh bi-asmāʾ wa-tārīh izdiyād abnāʾ aš-Šaih Māʾ al-ʿAinain wa-banātihī في ثلاث ورقات. ذكر فيه أبناء الشيخ أطفالا ونساء ورجالا مع توثيق تواريخ ولاداتهم ووفياتهم، وذكر الأحياء منهم والأموات.
- نظم في العبادات، Naẓm fī l-ʿibādātفي 23 ورقة، قال في أوله [من الرجز:]
يقولُ سعديُّ بن شيخه حسـنْ مرتجيًـا عفوًا وفضلًا ومِنَنْ
من ربِّـه الكريـمِ ذي الإعانـهْ لِمـنْ لـه طلبَ واستعانـهْ
فالقصدُ منّي بعد ذكرِ بعض مـا مـنَ العبـاداتِ رَوَتْهُ العُلَمـا
وصَحَّحـوه قبـلُ في العبـادَهْ عنِ الرّسولِ صاحبِ السيّادَهْ
وفي آخره: “كتبه عبيد ربه سعدي لشيخه الشيخ حسنَّ في ذي القعدة عام 1390هـ “.
ما تملّكه:
- الأقدس على الأنفس[19]، تملّك هذا المخطوط الذي كتبه الناسخ حَرَمَ برسم الشيخ حسنَّ كما سلف ذكره.
وكل المخطوطات السالفة نُسخت في قصر [أو: كَصر/كَصيّر] الطرشان[20]، وهو مكان وفاة الناسخ.
3. نسخة المطبعة الحجرية بفاس
توجد بهامش كتاب تبيين الغموض على نعت العروض[21] المطبوعة في فاس[22] سنة 1320هـ/1902م، 54 ص.
يظهر وصف النسختين الخطيتين عدة أمور منها:
- احتفاء سعد بن حسنَّ بمؤلفات جده الشيخ ماء العينين نسْخا وتملكا، فضلا عن اقتفاء أثره في التأليف، وهو بذلك يعدّ من النساخ العلماء، وصلته بالمؤلف تظهر أيضا معرفته بشخصيته العلمية أكثر من غيره، وهذا مظهر من برور الأبناء بتراث أجدادهم العلماء، وهو ما نلفيه في الأسر العلمية[23] بالمغرب وغيره. فضلا عن احتفاء التلامذة بتراث شيخهم مثل حبيـب الله بن أحمد حَرَمَ الذي نسخ كثيرا منها، وجمعته بالمؤلف المشيخة العلمية والصوفية، وجمعته بنجله حسنَّ المشيخة الصوفية، فكان أن نسخ بعض كتب الأب برسم الابن، وأسهم في ذلك الحفيد سعد بالتملك والنسْخ أيضا، وفي هذا خدمة جليلة للتراث المعَيني عموما.
- أن النسختين موجودتان في مكتبتين بأوروبا، أولاهما أصليّة في فرنسا وثانيتهما مصوّرة في ألمانيا، وهذا يعيد إلى النقاش ظاهرة انتقال المخطوطات العربية إلى أوروبا بطرق مختلفة، ومهما اختلفنا أو اتفقنا مع الظاهرة، فإن رقمنة هذه النصوص وإتاحتها للتحميل المجاني على الأنترنت، هو مما تشكر عليه هذه المؤسسات، ويُسهِمُ إسهاما بارزا في تقدّم البحث العلمي في مجال المخطوطات وغيره.
- أن النسختين نفيستان لعدة مسوّغات منها نقلهما عن نسخة المؤلف، ثم نسخهما من قبل عالمين وثيقيْ الصلة بالمؤلف، إلا أن نسخة حبيب الله حرمَ أفضل من نسخة سعد بن حسنَّ، لأنها مقابلة على نسخة المؤلف، والدليل ضمّها لتصحيحات في طررها، كما أن متملّكها المستشرق كولان طرّر عليها من توضيحاته، في حين خلت النسخة السعدية (نسبة إلى سعد) من كل ذلك.
عنوانه ونسبته ودواعي تأليفه:
يحقق عنوان الكتاب عادة باتّباع سبيلين هما[24]:
- فحص نُسَخه فحصا جيدا؛
- مطالعة كتب الفهارس والتراجم وكل المظان المساعدة على ذلك.
وقد ورد عنوان المخطوط في نسختيه الخطيتين معا في موضعين:
- في السَّرْ لَوْحَة[25] نقرأ في نسخة باريس في قوله: “الكتاب المسمَّى بمُفيد النِّساء والرجالْ في بَيان بعضِ ما جازَ من الإبدالْ.” وفي نسخة فرايبورغ: “مفيد النساء والرجال في بعض ما جاز من الإبدال”.
- في المقدمة: نقرأ في نسخة باريس: “وسمّيته مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جازمن الإبدال”.
الملحوظ اختلاف طفيف في العنوان بين السرلوحة والمقدمة يتجلى في سقوط لفظة (بيان)[26] في نسخة فرايبورغ، كما نلحظ تطابق العنوان في مقدمة النسختين، “ويظل العنوان الأكثر صحة هو الذي يكون في مقدمة الكتاب، أما الموجود في نهايته فيجوز أن يكون الناسخ قد كتبه خطأ أو اختصره”[27]، وكذلك العنوان الذي يوجد في السرلوحة.
هذا هو الملحوظ على العنوان في النسختين، أما ما ذكره أرباب مكتبة فرايبورغ ففيه تحريفُ مطلعِه (مفيد) الذي صار عندهم (مفتي)[28]، والسبب هو وهْم مفهرس المخطوط في المعهد الموريتاني، ولعل السبب هو طريقة كتابة الناسخ لكلمة (مفيد) في سرلوحة نسخة فرايبورغ بطريقة توحي بأنها (مفتي) كما في الصورة:
وعنه أخذ مفهرسو فرايبورغ هذا الوهم في قولهم:
Muftī n-nisāʾ wa r-riǧāl fī baʿḍ mā ǧāz min al-abdāl
والسبب أخذهم العنوان من السَّرْلَوْحَة وهي مَظِنَّة التصحيف والتحريف بخلاف المقدمة. وترد في بعض المصادر مثل سحر البيان[29] صيغة أخرى للعنوان هي: مفيد النساء والرجال فيما يجوز من الإبدال. والغالب أنها مختصرة لطبيعة هذا الكتاب الذي يسرد مؤلفات الشيخ ماء العينين في عجالة، وهذه الصيغة تختلف عن العنوان المثبت في النسختين اللتين نقلتا عن نسخة المؤلف، والعنوان المثبت فيهما خاصة في المقدمة هو الصحيح، وهو يتطابق مع ما ورد في الطبعة الحجرية وغيرها، والله أعلم.
ومن وجه آخر، توحي الألفاظ التي يتركّب منها العنوان والتحريفات اللاحقة به، بالوهم[30] في تحديد مجاله العلمي، فمن قرأ: (مفتي) النساء والرجال.. ربما جعله في علم الفقه، ومن قرأ (الأبدال)[31] بفتح الهمزة ربما جعله في التصوف، وربما جعله أحدهم في مجال الطب أو الباه، أي ما يفيد النساء والرجال في علاقاتهم الزوجية، وهو مبحث ألف فيه الفقهاء قديما، ومن أشهرهم جلال الدين السيوطي، والصحيح أن الكتاب يدخل في عِداد علم الصرف خاصة، ومبحث الإبدال على الأخص، وعلوم العربية عامة. ومن اللافت للنظر في العنوان عبارة “مفيد النساء والرجال..”، وهو ما يفيد أن النساء والرجال – في منظور المؤلف- صنوان في التعليم لا فرق بينهما، وربما قال قائل: إنما هو كلام أُلقي على عَواهِنِه[32] ولمـّا يُقصد إليه، وربما أردف آخر: فهل من شيمة النساء حينذاك التطاول إلى العلم، وإلى مبحث دقيق منه وهو الإبدال؟!
تثار هنا مسألة تعليم المرأة في المجتمع الصحراوي، وقد أثيرت المسألة في المغرب عموما عند الفقهاء والعلماء خلال الفترة الحديثة والمعاصرة، ومن بين من تصدى للمسألة الفقيه محمد بن الحسن الحجوي[33] في مسامرته «العلم وإلا الموت»، وكتابه «تعليم الفتيات لا سفور المرأة» المدافع فيهما عن ضرورة تعليم الفتاة وتهذيبها. كان المؤلف واعيا تمام الوعي بأهمية تعليم المرأة[34]، إذ “لم يقتصر هذا النشاط الفكري على الرجال، ولكنه شمل عددا كبيرا من السيدات كبعض زوجات الشيخ ماء العينين وبناته وحفيداته ومريداته وغيرهن، نذكر منهن على سبيل المثال الشيخة يوحانيد بنت الشيخ ماء العينين، والسيدة ماحا والدة الشيخ النعمة، والسيدة مريم الصحراوية، والسيدة امنَّ بنت الشيخ الحضرام”[35]، ويضيف المختار السوسي: “فأقل هؤلاء العالمات بضاعة من الفقه التي معها المرشد المعين لابن عاشر وأرجوزة القرطبي”[36]. ومن الدلائل على وعي المؤلف بأهمية تعليم المرأة قوله في الكتاب نفسه: “فاعلم أن معرفة الإبدال من أهم العلوم على النساء والرجال، لما فيه من التوسعة في كل ما يقال “.(الورقة 2)، والدليل الآخر تخصيص المرأة المعينية المغربية خاصة والمسلمة عامة، بتآليف أخرى يعرّفها بأنسابها وبنماذج من شهيرات النساء الصالحات والعالمات، من ذلك[37]:
- تأليف في وصف الصالحات من النساء؛
- ضبط الإخوان والأخوات لمن لا يعرفهم من البنين والبنات: وهو كتاب ألفه في معرفة إخوته وأخواته وعدهم فيه، وأتى بكثير من مزاياهم الحميدة وفضائلهم العديدة؛
- كتاب النّصيحات لمن ترتدع من المسلمات؛
- منظومة فيما ورد من مدح البكر والثيّب وذمّهما؛
- نصيحة موجهة للنساء، وضّح فيها كيفية معاملة الزوجات لأزواجهن[38].
والدليل أيضا قول المختار السوسي عن المؤلف: “نزيل صحراء سوس ومالئ تلك القفار بالمعارف، وناهيك بِمن يصل من معه عشرة آلاف لا همّ لَهم إلا الدراسة ذكورا وإناثا”[39].
أما نسبة الكتاب إلى المؤلف فهي ثابتة بالنظر إلى ما ورد في النسخ، فضلا عن نسبته إليه في المصادر المعاصرة له والمتأخرة عنه مما سلف ذكره.
وأما دواعي تأليفه فيقول المؤلف في مقدمته: “.. وإنما وضعته لما رأيت من إنكار بعض الناس لغة بعض، حتى كأنها ما قيل بها عنده في سماء ولا أرض (…) وجعلت منه أبوابا على بعض الحروف، ليسهل تناوله للشريف والمشروف، وغير ذلك أدمجته ليتبصر من به مشغوف..” يتبيّن أن الدواعيَ كثيرة منها:
- داعٍ أولُ: فيه وَلوعٌ بالعربية لأنها لغة القرآن الكريم ولسان العرب.
- وداعٍ ثانٍ: فيه تصحيح أوهام متكلمي العربية في تخطئة الصحيح، لأنه مهجور أو مغمور، وهذا “ما جعل ابن السِّكِّيت وغيره يرون أن من الجائز أن يتكلم أبناء البيئة الواحدة بحرفين متبادلين ولهجتين مختلفتين، قال يعقوب في إبداله: حضرني أعرابيان من بني كلاب، فقال أحدهما (إِنْفَحَة) والآخر (مِنْفَحَة)، ثم افترقا على أن يسألا أشياخ بني كلاب، فاتفق جماعة منهم على قول ذا، وجماعة على قول ذا”.[40]– وداعٍ ثالثٌ ذو غرض تعليمي يحضُّ على تعلُّم هذه اللغة الشريفة في مبحث طريف منها هو الإبدال، فإن لم يكن في مقدور عامة الناس التماسُهُ لندرة التآليف حينذاك، أو لصعوبة تظهر فيه، فقد راجع المؤلف تلك التآليف واستوعبها وبسَّط ما فيها للنساء والرجال على السواء، ومعلوم أنه مارس التدريس[41] بموازاة التأليف، وهو ما يقتضي استيعاب المادة المدرَّسة وتبسيطها لتحقيق الإفهام عند متلقين كبار ممن تجاوزا طور الصبا أي النساء والرجال، وليس موجها للأطفال والصبيان، ورغم ذلك فهو تأليف للمبتدئين في اللغة لا الشادين، لأن “معظم مؤلفات هذا القسم ]علوم الآلة[ عبارة عن منظومات صاغها أصحابها لتيسير العلوم، وتسهيل حفظها على المتلقين”.[42]
(1) تصميم الكتاب ومضامينه
ظهر من مطالعتي للكتاب أنه في جلّه مختصَرٌ من كتاب “المزهر في علوم اللغة “لمؤلفه جلال الدين السيوطي[43] (911هـ)، وتحديدا هذه الأبواب: الباب 32 (معرفة الإبدال)، والباب 33 (معرفة القلب)، والباب 37 (معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف)، والباب 38 (معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب)، وأبواب أخرى مثل: (ذكر ضوابط واستثناءات في الأَبنية وغيرها)، و(مناسبة الألفاظ للمعاني).. وهي مؤلفة في الإبدال وما إليه من أنواعه. وقد نظمها المؤلف، ومنها[44]:
مِنْ سُننِ العربِ إبدالُ الحروفْ ** فالبعضُ عنْ بعضٍ يَنوبُ في الصُّرُوفْ
وقَلَّمَا تَجِدُ حَرفاً إلاَّ ** جاءَ بهِ البدَلُ خُذْ لوْ قَلاَّ
فالهمزُ مِنْ هاءٍ وعينٍ تُبْدَلُ ** والواوُ والياءُ كما قدْ نَقَلُوا
كقولِهم هِيَّاكَ في إِيَّاكْ ** وَعَنْ في أَنْ كَمَا أَتَاكْ
كذاكَ أكَّدْتُ ووَكَّدْتُ يُرَى ** والمَعِي يَلْمَعِي ذُكِرَا
وقدْ تَعاقَبَتْ معَ الكافِ كما ** قيلَ احْتِبَاكٌ في احْتِبَاءٍ فاعْلَمَا
والباءُ مِيماً كالرِّبَا مثلُ الرِّمَا ** وقيلَ مَهْلاً مِثْلُهُ بِهْلاً سَمَا
قلتُ: “جلّه” لا كله، لأن المؤلف له زيادة شرح ونقول من مصادر أخرى متأخرة عن صاحب المزهر مثل: تاج العروس للزَّبيدي (1205هـ)، وإن كان كتاب الشيخ ماء العينين مختصرا؛ فالاختصار من وجه، أحد أصناف التأليف في التراث الإسلامي التي لخّصها أبو العباس الهلالي في قوله[45]:
فَي سَبْعَةٍ حَصَرُوا مَقاصِدَ العُقَـلا ** مِنَ التَّآليـفِ فَاحْفَظْهـا تَنَـلْ أمَـلَا
أبْدِعْ تَمامَ بَيانٍ لِاخْتِصـارِكَ فـي ** جَمْعٍ وَرَتِّبْ وَأَصْلِحْ يـا أَخي الخَلَلَا
ومن وجه آخر، فالمزهر “على ضخامته ليس للسيوطي فيه إلا الجمع والترتيب عدا بَدَوات قليلة، نجدها مبعثرة في ثنايا الكتاب، وفقرات قد يقدم بها بين يدي الباب أو يختتمه؛ وليس أدل على طريق المؤلف هذه من مقدمة الكتاب؛ فقد ضمنها مقدمة كتاب الصاحبي لابن فارس (…) على أنّ هذا لا يحملنا على جحود عمل المؤلف ونكران فضله؛ فلقد وعى كتابه كثيرا مما حوته كتبُ اللغة، وبذل مجهودا مشكورا في ترتيب ما نقله ووضعِه في محله؛ وذلك لا شك يدل على اطّلاع واسع وإحاطة شاملة”[46]. كما يظهر وَلوع الشيخ ماء العينين بكتاب المزهر، فقد سلف في ذكر تآليفه اللغوية تأليف آخر نظمَ فيه هذا الكتاب وسمّاه ” ثمار المزهر”، ولا عجب، إذ المزهر موسوعة علم وديوان أدب لقيَ القبول والانتشار في المشرق والمغرب. ومما جاء في مطلعنظم المؤلف ماء العينين[47]:
قالَ عُبيدُ اللَّهِ ما العَيْنَيْنِ ** يَرْجُو القبولَ عندَ ذي الكَوْنَيْنِ
الحمدُ لِلَّهِ الذي شَرَّفَنا ** بلُغَةِ النبيِّ إذْ عَرَّفَنَا
صَلَّى عليهِ اللَّهُ ما قدْ فَتَحَا ** لسانُ شَخْصٍ عنْ ضَمِيرٍ شَرَحَا
وبعدُ ذَا فَهَاكُمُو أهلَ اللُّغَاتْ ** نَظْماً يُفيدُ في اللغاتِ السَّائِغَاتْ
نَظَمْتُهُ مِنْ مُزهِرِ السُّيُوطِي كَيْ ** يُفيدَ ذا فَصَاحةٍ وَكُلَّ عَيْ
نَوَّعْتُهُ كما لهُ قدْ نَوَّعَا ** لاكِنَّ ذا مُخْتَصَرٌ نَظْماً سَعَى
سَمَّيْتُهُ لِذَا ثِمارَ الْمُزْهِرِ ** وصُغْتُهُ مِنْ جَوهرٍ كالجَوْهَرِ
واللَّهَ أَسْأَلُ يَكُونُ نَافِعَا ** مُيَسِّراً لي وَلِقَارٍ شَائِعَا
بِجَاهِ أَفْضَلِ الوَرَى صَلَّى عليهِ ** ما دامَ نَفْعٌ يُجْتَنَى مِمَّا لَدَيْهِ
أما بخصوص تصميم الكتاب فيقول الشيخ ماء العينين: “وجعلت منه أبوابا على بعض الحروف، ليسهل تناوله للشريف والمشروف، وغير ذلك أدمجته ليتبصر من به مشغوف “..(الورقة 1)، بمعنى أنه جعل في الكتاب صعيدين: صعيد بيان الحروف التي يقع بينها الإبدال وهو المطلوب إدراكه للمبتدئين، وصعيد آخر موجّه لمن أراد الاستزادة من العلم وبلوغ درجة الشادين، فوظّف المؤلف مصادر هذا العلم وغيرها لهؤلاء الذين لم تكن الكتب في متناول أيديهم ومنها المزهر، لأن المغرب كان يعيش عصر المخطوطات والمطبعة الحجرية بالكاد طارئة عليه سنة 1865م، ولا تتعدى مطبوعاتها حواضر المغرب. هكذا قسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة عناصر هي:
1 – المقدمة: تواضعَ العلماء المسلمون على قواعد في المقدّمات سـمّوها الرؤوس الثمانية، ثم صارت فيما بعد عشرة سميت بالمبادئ العشرة نظموها في قولهم[48]:
إنَّ مَبـادي كـلِّ فَـنٍّ عَشَـرَهْ الحَدُّ وَالمَوْضُـوعُ ثُـمَّ الثَّمَـرَهْ
وَفَضْلُـهُ وَنِسْبَـةٌ وَالواضِـعْ وَالاِسْمُ الاِسْتِمْدادُ حُكْمُ الشَّـارعِ
مَسائِلٌ وَالبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَـى وَمَنْ دَرَى الجَميعَ حازَ الشَّـرَفَـا
وقد بسط المؤلفُ جلَّ هذه العناصر في مقدمته فذكر حدَّه أي تعريفه (تعريف الإبدال)، وموضوعَه (اللغة/ الصرف)، وثمرتَه أي غايته (تبيين إبدال بعض الحروف بعضها ببعض)، وفضلَه أي مكانته بين العلوم (من أهم العلوم على النساء والرجال)، ونسبتَه أي وظيفته في العلوم (تسهيل النطق)، وواضعَه (منهم الأصمعي وابن السِّكِّيت وأبو الطيب اللغوي)، واسمَه (الإبدال)، واستمداده أي مصدره ومرجعيته (القرآن والحديث وكلام العرب)، وحكمَ الشارع فيه (الجواز)، ومسائلَه (ما تعلق بإبدال حرف بحرف).
هكذا افتتح المؤلف المقدمة بضبط معنى الإبدال لغة وهو جعل ضيء مكان آخر، واصطلاحا وهو إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض، حسب ابن فارس في كتابه “الصاحبي في فقه اللغة العربية.” ويسوق قول أبي الطيب: “ليس المراد بالإبدال أن العرب تتَعَمَّد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغاتٌ مختلفة لمعانٍ متفقةٍ تتقارَبُ اللفظتان في لُغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرفٍ واحد”.[49] ثم يربط الإبدال بُروايُات القرآن السبع بسوْق قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لجبريل:
{ِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أمَّةٍ أمِّيِّينَ فِيهِمُ الشَّيْخُ الْفَانِي وَالْعَجُوزُ الْكبِيرَةُ وَالْغُلَامُ، قَالَ: فَمُرْهُمْ فَلْيَقْرَأوا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.}
2 – المتن: بعد المقدمة انصرف المؤلف إلى بيان إبدال الحروف بعضها ببعض، فجعله في أبواب منها:
- باب الهمزة: وفيه إبداله هاءً (إيّا/هِيّا)، وعَيْنًا (أديته/ أعديته)، وواوًا (أرخ/ ورّخ)، وياءً (ألمعي/ يلمعي).
- باب الباء: وفيه إبداله ميمًا (مهلا/ بهلا).
- باب التاء: وفيه إبداله دالًا (اعتده/ أعدّه)، وسينًا (حَفَيْتاء/ حَفَيْساء)، وطاءً (الأَقْطار/ الأَقْتار)، وواوا (التراث/ ورث).
- باب الثاء: وفيه إبداله دالا (جثوة/ جذوة)، وفاءً (الحُثالة/ الحفالة).
- باب الجيم: وفيه إبداله كافا (يرتجّ/ يرتكّ)، وقافًا (دمج/ دمق)، وراءً (زابج /زابر)، وياءً (أمسج/ أمضى).
- باب الحاء: وفيه إبداله عَيْنًا (بحثر / بعثر)، وحاءً (تَفَيْهَقَ/ تَفَيْحَقَ).
- باب الخاء: وفيه إبداله هاءً (صَخَدَ/ صَهَدَ).
- باب الدال: وفيه إبداله طاءً (مدَّ/ مطَّ)، ولامًا (معكود/ معكول)، وتاءً (اجدَمع /اجتَمع).
- باب الراء: وفيه إبداله لامًا (وجر/ وجل).
- باب الزاي: وفيه إبداله سينا (نزغ / نسغ)، وصادا (زمزمة/ صمصمة).
- باب الصاد: وفيه إبداله سينا (الصِّراط/ السِّراط)، وطاءً (اعتاص/ اعتاط).
- باب الضاد: وفيه إبداله صادا (مضَّ/ مصَّ)، ولاما (جَضْدٌ/ جَلْدٌ).
- باب الطاء: وفيه إبداله دالا (مطَّ/ مدَّ)، وتاءً (خبطُّ/ خبطتُ).
- باب في الفاء والكاف (حَسيفَة/ حَسيكَة).
- باب في الميم والنون (الغيم/ الغين).
- باب في المضاعف (دساها مندسس/ لم يتسنَّه من مسنون).
- باب الغين: وفيه إبداله قافا (الغمس/ القمس).. إلخ.
3 – الخاتمة: أورد فيها كلاما عن معنى اللثغة نقله من خاتمة الباب التاسع والثلاثين من المزهر ومنه: “قال صاحب المحكم: الألْثَغ الذي لا يستطيع أن يتكلم بالراء، وقيل هو الذي يجعل الراء في طرَف لسانه أو يجعل الضاد ظاء…”، وأضاف إليه كلاما مسوقًا من القاموس وتاج العروس ولسان العرب.
مصادره
ذكرتُ سلفا أن الكتاب مختصر من أبواب الإبدال الواردة في مزهر السيوطي، ومن ثمَّ فالمصدر الأساس له هو المزهر، مع زيادات من المعاجم (خاصة تاج العروس) التي توافرت عند المؤلف في مكتبته وهي “من المكاتب الضخمة مكتبة الشيخ ماء العينين.. فإنها مكتبة عظيمة”[50]. كما تكلّم عنها محمد العاقب بن مايابي الجَكَني (1327هـ) في قوله: “وكان شيخنا مع ما أعطاه الله من الحفظ والتفنن في العلوم، متعلق الخاطر بالكتب، باحثا عنها، ساعيا في جمعها، يشتري منها الأحمال الكثيرة، حتى جمع من صحاح الكتب ما لا يكاد يحويه أحد في ملْكه حتى ملكه، ولا يدخل مدينة ولا قرية إلا وجمع ما فيها من الكتب”.[51]
ولم يستنكف المؤلف عن ذكر المزهر مرة تلو الأخرى في المقدمة في قوله: وفي المزهر للجلال السيوطي.. وفي المتن في قوله: قال في المزهر.. ولنرجع لكلام المزهر.. إلخ. والغرض الأساس للاختصار تعليمي، ابتغاء تعريف المتلقين بالإبدال لأن به تعلّقا بالخطاب كيفما كان؛ شرعا وأدبا وكلاما يُتواصل به..
خلاصات
من بين ما يمكن قوله بعد القراءة الأولية في كتاب الشيخ ماء العينين:
- -يأبى الشيخ ماء العينين إلا أن يكون دائم الحضور في الحياة العلمية بالمغرب، من خلال آثاره التي تدلّ على نباهته وسعة اطّلاعه، “وإن شخصية فذة متميزة كهذه، لا ينبغي أن يسدل الستار على وجهها المشرق وتنضى، وإنما ينبغي أن تبعث وتخلد، لتبقى حيـة في ذاكرة الجيل الحاضر، والأجيال اللاحقة، لأنها تشكّ ـل – بفكرها النيّر، وعلمها الغزير، وسلوكها الممتاز- معلما مهما جدا من معالم الطريق، ما أحوج الناس في كل عصر، وفي كل مصر، إلى الاهتداء به، فإحياؤها إحياء للمثل العليا الرفيعة، وبعثها بعث للثقة والأمل في النفوس، والحديث عن مزاياها المتنوعة يشكل درسا تربويا مهما للغاية”[52].
- -تراث الشيخ ماء العينين ما يزال محتاجا إلى المزيد من البحث والتنقيب عنه في الخزائن الخاصة والعامة، والعربية والغربية، والعكوف على تحقيقه ونشره، ولم لا يفكَّر في مشروع يحمل اسم “الأعمال الكاملة للشيخ ماء العينين”، أو “الأعمال الكاملة للزاوية المعينية”، ترسم له غاية تحقيق التراث المعيني كله ونشره.
- -هذه الوقفة مع مخطوط صغير الجرم كثير النفع إلى اليوم، تُظهر ما كان للمؤلف من أبعاد تعليمية تربوية، بسعيه لتبسيط علوم اللغة العربية لبلديّيه وغيرهم، قبل أن يَدْهَمَ عليهم الاستعمار بخيله ورجله..
- -رقمنة المخطوطات ونشرها على الأنترنت أمر ضروري جدا اليوم، إذ فيه حفظها وتيسيرها للباحثين، فيكفيهم ذلك عناء البحث عنها في مظانّها. ومن جانب آخر، يسهم ذلك النشر في حركة البحث العلمي، وخير مثال هو هذا البحث، إذ لولا وجود نسختيْ “مفيد النساء والرجال” الإلكترونية لما أمكنه الظهور.
- -يجلّي الكتاب جانبا مغمورا من شخصية المؤلف العلمية، وهو جانب علوم اللغة العربية، ما يستدعي تحقيق هذه التآليف ودراستها ونشرها..
- -في الكتاب التفاتٌ هامٌّ إلى تراث السيوطي في المغرب، فبإمكان الباحثين الانكباب على موضوع غير مبحوث فيه كثيرا، وهو تلقي كتب المشارقة في المغرب بما فيها كتب السيوطي وغيره، من خلال التحشية والتعليق، والنظم، والاختصار، والنقد..
- -أن الكتاب – وهو مختصر لأبواب المزهر في الإبدال – له دواعٍ تسوّغِ نشره، لأن قرّاء اليوم في حاجة إلى من يلخّص لهم المطوّلات، ويقدم لهم زبدة الأفكار والأنظار، ويقتضي ذلك انتخالَ ما تصلحُ به الألسنة مما قلّ ودلّ، إذ في مطالعته واستيعابه اختصار للوقت والجهد، فيكون مُستفادًا للناطقين بالعربية وبغيرها.
صور النسختين:
الورقة الأخيرة من نسخة فرايبورغ
الهوامش
[1] -الموافقات:4 /115.
[2] -دليل الرفاق:1 /90. وينظر منهجه التعليمي في (الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي)، 1 /116.
[3] -المعسول:4 /83.
[4] -مملكة الكتاب، فوزي عبد الرزاق، ص:40.
[5] -ذكرت المؤلفات الآتية في معجم المطبوعات العربية والمعربة: 2/1605، ومعجم المطبوعات المغربية، ص:196، والمطبوعات الحجرية في المغرب، ص:176 – 197.
[6] -ذكر في مكتبة الجلال السيوطي، ص:316، وقد سجّله الطالب BOUAGOUN MOHAMED في بحث لنيل الدكتوراه في كلية الآداب بأكادير سنة 2018م، بإشراف ذ. النعمة علي ماء العينين.
[7] -سجلته الطالبة Fadoua Jmoula في بحث لنيل الدكتوراه في كلية الآداب بالرباط سنة 2014م، بإشراف ذ. محمد الظريف.
[8] – تصحيح ومراجعة: مكتب الروضة الشريفة للبحث العلمي، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، 2006م. وكان موضوع أطروحة لنيل الدكتوراه أعدها الطالب: حمزة الرشيد، إشراف الأستاذين: خالد سقاط وعبد الوهاب الفلالي، نوقشت في كلية الآداب، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في شهر دجنبر 2014م.
[9] -طبع على الحجر في مطبعة اليملاحي بفاس سنة 1316هـ/1898م، 248 ص، وفي مطبعة العربي الأزرق، د. ت، 299 ص، من نسخه المخطوطة نسخة في الخزانة الحسنية رقم 3093، وأخرى بالمكتبة الوطنية رقم 3044.
[10] -لا يُعلم كيف انتقلت هذه النسخة إلى باريس وكيف حازها المستشرق كولان، ولكن المعروف أن خزانة الشيخ ماء العينين تعرضت للإتلاف والحرق بعد احتلال مدينة السمارة من قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1913م.
[11] -مستشرق فرنسي (1977م)، تخصص في تاريخ المغرب وحضارته ولهجاته، وعمل مدرسا للغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية في باريس، ومعهد الدراسات العليا بالرباط. له دراسات وكتب كثيرة منشورة، وله قاموس صدر بعد وفاته بعنوان “قاموس كولان للعربية الدارجة المغربية” في ثمانية أجزاء. ترجمته في: موسوعة المستشرقين، ص:489، ومعلمة المغرب:
[12] -جرت عادة ماء العينيين وأبنائه أن يصدّروا مؤلفاتهم بالعبارة المعهودة “مبارك الابتداء ميمون الانتهاء”، والأمر نفسه هنا، أو ينظمونها، كما صنع ماء العينين في مقدمة ثمار المزهر في قوله من الرجز:
جاءَ ابْتِدا مُبارَكُ ابْتِداءِ * يَجي انْتِها مَيْمونُ الاِنْتهاءِ
[13] -“الظهرية هي الصفحات الأولى من المخطوطات أو صفحات عنوانها.” معجم مصطلحات المخطوط العربي، ص:240.
[14] -ترجمته في: الشعر والشعراء في موريتانيا، محمد المختار ولد اباه، ص:81.
[15] -توفي سنة 1334هـ/1916م. ترجمته في (الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي):1 /350.
[16] -عالم مشارك في كثير من الفنون وشاعر مجيد، أخذ أولا الطريقة على الشيخ حَسَنَّ، ثم عن الشيخ ماء العينين، وبعد مدة قصيرة رجع إلى الشيخ حسنَّ ولازمه زمنا طويلا، وله فيه مدائح كثيرة، له حاشية على الألفية، وتأليف في الأصول، وتأليف في البيان، وتعليق على مختصر خليل، ورسالة في التصريف. حياة موريتانيا، 2 /10، وتاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، ص:539، ومعجم المؤلفين المعاصرين،1 /164، توفي سنة 1337هـ/1919م، ترجمته في (الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي)، 1 /312.
[17] تاريخ التصفح:5 /1 /2019م، ذكرها أولريتش.
Maurische Literaturgeschichte, I, p. 486,: في فهرسه “التاريخ الأدبي المغاربي” بالألمانية Ulrich Rebstock ريبستوكn° 1400
[18] -ولد سنة (1323هـ/1913م)، أي بعد وفاة المؤلف بثلاث سنوات (1328هـ/1910م). شاعر ومتصوف، عاش في موريتانيا والسنغال والمغرب، وتوفي في قصر الطرشان. ترجمته في معجم البابطين لشعراء العربية.
[19] -كتاب في أصول الفقه طبع في المطبعة الحجرية بفاس، د.ت، وطبع حديثا بتحقيق: محمد بن أحمد رفيق، دار ابن حزم، بيروت، 2015م.
[20] -يقع على مسافة 20 كلم من مدينة أطار في ولاية أدرار غربي موريتانيا.
[21] -وهي منظومة للمؤلف وشرحها، إخراج وتعليق: محمد عيناق، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، الرباط، 1999م.
[22] -ذكرت النسخة في معجم المطبوعات المغربية، ص:196، والمطبوعات الحجرية، ص:196، والمنشورات المغربية، ص:329، توجد منها نسختان في المكتبة الوطنية برقم: 3296، والخزانة الحسنية برقم: 2708، ولم يتيسر لي الاطلاع عليها.
[23] -يقول المختار السوسي: “وهي أسرة علمية لا يطاولها في هذا المجد العلمي في كل شمال أفريقية إلا السنوسية في (برقة)، فكم أدب طفح من أيدي آل ماء العينين، وكم مؤلفات صدرت عنهم، ولا يزال بعض أبنائه الأجلاء لصلبه أحياء، يضرب بهم المثل في الحفظ والاستحضار والتفنن والشعر الفحل العربي القح.” سوس العالمة: ص:140.
[24] -العنوان حقيقته وتحقيقه في الكتاب العربي المخطوط، عباس ارحيلة، ص:115.
[25] -الورقة الرئيسية.. مركبة من (سر): رأس بالفارسية، والكلمة العربية (لوحة). معجم مصطلحات المخطوط العربي، ص:198.
[26] -سقطت أيضا في فهرسة المخطوط بمكتبة باريس في النص العربي بخلاف نظيره اللاتيني وفيه:
.Mufīd al-nisā’ wa-al-riğāl fī bayān baʿḍ mā ğāza min al-ibdāl
[27] -العنوان حقيقته وتحقيقه في الكتاب العربي المخطوط، ص:96.
[28] -وردت الكلمة في كثير من مؤلفات الشيخ ماء العينين مثل: مفيد السامع والمتكلم في أحكام التيمم والمتيمم، ومفيد الحاضرة والبادية بشرح هذه الأبيات الثمانية، والمفيد على تنوير السعيد، ومفيد الراوي على أني مخاوي، ومفيد الأصدقاء.
[29] -سحر البيان، ص:23.
[30] -من هذه الأوهام في التراث إدخال كتاب “إصلاح المنطق” لابن السكيت ضمن المنطق في حين أنه من اللغة.
[31] -منهم أولريتش ريبستوك أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ألبرت لودفيغ في فرايبورغ، ينظر فهرسه: Literaturgeschichte, I, p. 486, n° 1400. Maurische. والأبدال: جمع بدل، ومقام البدلية عند الصوفية ذو مواصفات معينة تنطبق على عدد محدود من الرجال.” المعجم الصوفي، ص:189.
[32] -رَمَى الكلامَ على عَواهِنِه: أَي لم يَتَدبَّره؛ وقيلَ: أَوْرَدَه مِن غيرِ فكْرٍ ورَوِيَّةٍ. تاج العروس: عهن.
[33] -ينظر نص المسامرة في كتاب (الاجتهاد والتحديث: دراسة في أصول الفكر السلفي بالمغرب)، سعيد بنسعيد العلوي، ص:200 – 229.
[34] -يقول في هذا ابنه ابن العتيق: “فإذا جلس في البيت اشتغل بأوراده ثم يشتغل بتعليم أولاده ذكورا وإناثا.” الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي، 1 /118.
[35] -الحياة الأدبية في الزاوية المعينية، محمد الظريف، ص:161.
[36] -المعسول، 3 /404.
[37] -سحر البيان، ص:23.
[38] -المنشورات المغربية، ص:206.
[39] -سوس العالمة، ص:97.
[40] -المزهر، 1 /475، وكتاب الإبدال (تقديم المحقق)، ص:13.
[41] -ينظر كتاب نجله الشيخ أحمد الهيبة الموسوم بـ “سراج الظُّلَم فيما ينفع المعلم والمتعلم”، وقد وهم محققه في عنوانه من وجهين: أولا في إسقاط العنوان الأول للكتاب وهو: السراج الوقّاد للمعلم النقّاد (ص:43). وثانيا: تحريف الكلمة الأخيرة في العنوان، والصحيح اسم المفعول “المُعَلَّم” لا اسم الفاعل ‘المتعلم”، حسب النسختين المعتمدتين (ص: 43 – 47)، وأيضا لاستقامة السجع. ينظر الكتاب، تحقيق: محمد الظريف، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، الرباط، 2016م.
[42] -الحياة الأدبية في الزاوية المعينية، محمد الظريف، ص:80.
[43] -اعتنى علماء المغرب بإنتاج السيوطي منهم أبو زيد الفاضي الملقب بسيوطي المغرب (1096هـ) في نظم تآليف السيوطي مثل: النُّقاية والاقتراح في أصول النحو والأشباه والنظائر وغيرها في كتابه “الأقنوم في مبادئ العلوم”، وابن الطيب الشرقي (1170هـ) في كتابه “المسفر عن خبايا المزهر”، وأحمد الشرقاوي إقبال في كتابه: مكتبة الجلال السيوطي، سجلّ يجمع ويصف مؤلفات جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، دار المغرب للتأليف والترجمة الرباط، 1977م.
[44] -ثمار المزهر، ص:48.
[45] -نور البصر في شرح المختصر، ص:107.
[46] -المزهر (مقدمة التحقيق):1/أ.
[47] -ثمار المزهر، ص:3. ويظهر أن “مفيد النساء والرجال” هو الأول تأليفا سنة 1309هـ، يتلوه “ثمار المزهر” سنة 1321هـ.
[48] -تنسب الأبيات إلى الشيخ الصبان (1206هـ). مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع، عباس ارحيلة، ص:71.
[49] -المزهر، 1 /460.
[50] -المعسول، 3 /327.
[51] -مجمع البحرين في مناقب الشيخ ماء العينين (نقلا عن “قبسات من حياة الشيخ ماء العينين”، شبيهنا حمداتي ماء العينين)، ص:40، ضمن أعمال ندوة “الشيخ ماء العينين فكر وجهاد.”
[52] -من تقديم اليزيد الراضي لأعمال ندوة ” الشيخ ماء العينين فكر وجهاد”، ص:9.
قائمة المصادر والمراجع
أ. المخطوطات:
- سحر البيان في مناقب شيخنا الشيخ ماء العينين، ماء العينين بن العتيق
مفيد النساء والرجال في بيانبعض ما جاز من الإبدال، الشيخ ماء العينين:
- نسخة المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس رقم: Arabe 7033.
- نسخة مكتبة جامعة فرايبورغ في ألمانيا رقم: MF Mau 2065، مصوّرة عن الأصل الموجود في مكتبة المعهد الموريتاني للبحث العلمي بنواكشوط.
ب. المطبوعات:
- الاجتهاد والتحديث، دراسة في أصول الفكر السلفي في المغرب، سعيد بنسعيد العلوي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2001م.
- تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، محمد المختار ولد ابّاه، دار الكتب العلمية، بيروت، 2008م.
- ثمار المزهر، الشيخ ماء العينين، مطبعة أحمد يمني بفاس، 1324هـ/1906م.
- الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماء العينين من التأسيس إلى قيام المسيرة الخضراء، محمد الظريف، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، الرباط، 2003م.
- حياة موريتانيا، المختار بن حامد، الجزء الثاني: الحياة الثقافية، الدار العربية للكتاب، تونس، 1990م.
- دليل الرفاق على شمس الاتفاق، الشيخ ماء العينين، تحقيق: البلعمشي أحمد يكَن، اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مطبعة فضالة المحمدية، 1982م.
- سوس العالمة، محمد المختار السوسي، مطبعة فضالة، المحمدية، 1960م.
- الشعر والشعراء في موريتانيا، محمد المختار ولد ابّاه، دار الأمان، الرباط، 2003م.
- الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي، الطالب أخيار بن الشيخ مامينا، منشورات مؤسسة الشيخ مربّيه ربّه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، الرباط، 2005م.
- العنوان حقيقته وتحقيقه في الكتاب العربي المخطوط، عباس ارحيلة، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، 2015م.
- قبسات من حياة الشيخ ماء العينين، شبيهنا حمداتي ماء العينين، ضمن أعمال ندوة “الشيخ ماء العينين فكر وجهاد”، منشورات المجلس البلدي لتزنيت، تقديم اليزيد الراضي، تنسيق: النعمة علي ماء العينين، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2001م.
- كتاب الإبدال، أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي (351هـ)، حققه وشرحه: عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، 1960م.
- كولان جورج سيرافان (مادة)، عبد الرحيم العطاوي، معلمة المغرب، ج 20، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا، 2004م.
- المزهر في علوم اللغة وأنواعها، عبد الرحمن جلال الدين السيوطي (911هـ)، شرحه وضبطه وصححه: محمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، منشورات المكتبة العصرية، بيروت، 1986م.
- المطبوعات الحجرية بالمغرب، فهرس مع مقدمة تاريخية، فوزي عبد الرزاق، مطبعة المعارف الجديدة بالرباط، 1989م.
- المعجم الصوفي، الحكمة في حدود الكلمة، سعاد الحكيم، دندرة للطباعة والنشر، 1981م.
- معجم المؤلفين المعاصرين في آثارهم المخطوطة والمفقودة وما طبع منها أو حقق بعد وفاتهم، وفيات (1315 – 1424هـ/1897 – 2003م)، محمد خير رمضان يوسف، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 1425هـ.
- معجم مصطلحات المخطوط العربي (قاموس كوديكولوجي)، أحمد شوقي بنبين ومصطفى الطوبي، منشورات الخزانة الحسنية، ط 3، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2005م.
- معجم المطبوعات العربية والمعربة، يوسف سركيس، مطبعة سركيس بمصر، 1928م.
- معجم المطبوعات المغربية، إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني، تقديم: عبد الله كَنون، مطابع سلا، 1988م.
- المعسول، محمد المختار السوسي، ج 3، 4، مطبعة النجاح، 1960-1961م.
- مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع، عباس ارحيلة، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2003م.
- مكتبة الجلال السيُوطي، سجلّ يجمع ويصف مؤلفات جلال الدين عبد الرحمان السيوطي، أحمد الشرقاوي إقبال، دار المغرب للتأليف والترجمة، سلسة الفهارس (2)، الرباط 1397ه/1977م.
- مملكة الكتاب، تاريخ الطباعة في المغرب 1865-1912م، فوزي عبد الرزاق، تعريب: خالد بن الصغير، منشورات كلية الآداب بالرباط، 1996م.
- المنشورات المغربية منذ ظهور الطباعة إلى سنة 1956، لطيفة الكَندوز، منشورات وزارة الثقافة، مطبعة دار المناهل بالرباط، 2004م.
- الموافقات في أصول الشريعة، أبو اسحاق الشاطبي، عني بضبطه: محمد عبد الله دراز، ج 4، دار الفكر العربي، د.ت.
- موسوعة المستشرقين، عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت، 1993م.
- نور البصر في شرح خطبة المختصر، أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، دراسة وتحقيق: أحمد فاضل والحسين أبو الوقار وعبد العزيز أيت المكّي، تصحيح وتقديم: إبراهيم الوافي، منشورات المجلس العلمي المحلي لإنزكَان أيت ملول، 1425هـ/2014م.