مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

إمارة المؤمنين ورعايتها للثوابت الدينية عبر التاريخ في السياق المغربي الإفريقي

الأستاذة رقية أحمد منيه
باحثة من جمهورية موريتانيا

ملخص البحث

إن المتفق عليه في الشرائع السماوية؛ حفظ الكليات الخمس؛ وهي: الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال. ولا جدال في أولوية حفظ الدين؛ باعتباره أصل الكليات، والحكمة من الخلق، والعلة من وجود البشرية؛ فالدين سبيل لمعرفة الخالق، وطريق للوصول لأحكام الشرع؛ الذي جاء ببيان ما تصلح به أحوال المكلف في العاجل والآجل، ولما كان المقصد من الخطاب التكليفي تحقيق العبودية الحقة لرب العالمين؛ كان لزاما أن يتناول القواعد المنظمة لشؤون الدين، جمعا بين الحسنيين في الدنيا والآخرة، لذا يلاحظ عناية الشريعة الإسلامية ببناء الدولة ووجوب طاعة ولي الأمر، ومنع الخلاف المفضي إلى التدابر، ونبذ الفرقة والحض على التلاحم واجتماع الكلمة، ولهذا كان للإمام مكانة في السياسة الشرعية لكونه القائم على أمر الناس والمسؤول الأول عن حراسة الدين، ومن ألقاب الإمام الأعظم؛ أمير المؤمنين؛ الذي يسوس الرعية بموجب عقد البيعة الشرعي القائم على جوهر حراسة الدين، وتطبيق أحكام الله تعالى فوق أرضه وبين عباده. وقد عاش المسلمون تحت سلطان إمارة المؤمنين، منذ عهد الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم استمر نظام إمارة المؤمنين بصور متفاوتة القرب والبعد من حقيقة النظام بعد ذلك من قبل الخلفاء والأمراء والملوك، وقد ظهر هذا النظام مجددا في إفريقيا بعد أن دخل الأشراف الكرام أرض المغرب، وقدمت الذرية الطيبة من آل بيت رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، ولقد تبنى المولى إدريس نظام إمارة المؤمنين بعدما بايعه أهل المغرب، تأسيسا على البيعة الشرعية في المدينة المنورة مهاجر النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلوات الله وسلامه عليه. لقد قامت إمارة المؤمنين في المغرب على أسس شرعية صحيحة، وتولى أمرها أهل العلم والورع ودوحة الشرف، وأقاموا أركان الدولة على ثوابت دينية تجمع الأمة عقيدة ومذهبا ومنهجا وسلوكا؛ فساد المذهب المالكي واستوطن إفريقيا، وتعلقت ساكنة هذه الأرض بالعقيدة الأشعرية الوسطية القائمة على تقديس النص واحترام العقل، وسلكوا طريق تزكية النفوس عبر التصوف السني بلا غلو ولا تفريط، وشكلوا منهجا متوازنا يقوم على الثوابت الدينية المشتركة، والانفتاح على الآخر، دون تخل عن الأصول والمميزات للمجتمع المسلم.

ولقد استمرت إمارة المؤمنين منذ قيام دولة الأشراف العلويين في القيام بواجب حفظ الدين والملة على الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح، وبيان سبل الهدى والخير، وتحقيق العدل وتقديم النصح، وإرشاد الناس للسير على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبذلت من أجل ذلك جهودا معتبرة؛ تبليغا وتعليما وإرشادا ونشرا للخير.

وتواصل نهج حفظ الثوابت من لدن المولى إدريس المؤسس للدولة الإسلامية في المغرب، إلى أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وأعزه؛ بالقيام بشرف نشر الدعوة، والتمكين للمذهب المالكي بالتوازي مع المذاهب السنية المعتمدة، والتأسيس لفكر وسطي لا غلو فيه ولا تفلتا من ربقة الدين؛ يبنى على الأصول ويصون المقدسات ويراعي الواقع والمستجدات.

وقد وجد في إفريقيا أرضية صالحة لنشر الدعوة، وتوصيل الصورة الناصعة للدين، ومن أمثلة ذلك؛ احتضان المذهب المالكي واعتماده من قبل كثير من الدول الإفريقية كمرجعية فقهية، وانتشار قراءة الإمام نافع براوييه ورش وقالون بطرقهما، وانتقال السند المتصل للقراءة مرورا بأئمة القراء المغاربة، كحلقة أساسية في السلسلة الذهبية للقراء،

واقتران كل ما سبق برعاية المدرسة الأشعرية في العقيدة، والحرص على نشر مبادئها، وتوفير الدعم العلمي لتوصيل الفهم الصحيح لآراء الإمام أبي الحسن الأشعري، وما تطلب ذلك من جهد معرفي؛ رفعا للبس، وتبيانا للحق، وحرصا على نقاء الفكر، وسلامة المنهج.

إن إمارة المؤمنين مع عنايتها بالمذهب المالكي، وتثبيت رؤيته الفقهية، القائمة على الأدلة الأصولية وتحقيق المناط، جمعا بين الحديث وفقهه، إلا أنها تعاملت مع المذاهب السنية الأخرى بقاعدة مراعاة الخلاف، والاعتماد على المشترك الأصولي، والتقدير لخروج كل المذاهب من مشكاة السنة المطهرة، وهذا التعامل مثل حاضنة جامعة لكل المذاهب السنية السائدة في البلاد الإفريقية.

إن إمارة المؤمنين كما كانت وعاء جامعا للمذاهب السنية، كانت سندا قويا للتصوف السني عبر التطور التاريخي لتشكل طرقه في المغرب وإفريقيا، منذ الإمام أبي القاسم الجنيد، مرورا بتمدد المشربين القادري والشاذلي، وصولا إلى الدور الريادي الذي صارت تقوم به المؤسسات الدينية في المحافظة على التصوف السني، ونشر مفهومه الصافي، وتوجيه الوعي السلوكي الجامع، نحو الفكر الراقي والفهم السليم لجوهر الدين، وحقيقة الشعور الوجداني القائم على السماحة والرحمة بالكائنات، والخضوع والاستسلام لرب الأرض والسماوات، والجمع بين الظاهر والباطن، والعلم بالأصول وفهم الوقائع، وحقيقة الدين وفقه الشريعة، والإيمان بالغيب واليقين بعالم الشهادة، والتحلي بالأخلاق المحمدية- صلى الله عليه وسلم- الفاضلة المتممة للمكارم، وتوجيه النفس نحو محبة الخالق، والإحسان للخلق.

إن رعاية المعاني السامية الموصلة إلى صفاء الروح، ونقاء السريرة وتخلية القلب من أمراض القلوب، وتحليته بالإيمان الصادق، وحب الخير للعالم، وتوحيد الجهود سبيلا إلى الرفع من سلوكيات المجتمعات الإفريقية وحماية ثوابتها الدينية؛ هو الهدف الأساسي لإمارة المؤمنين، وقد نجحت بصفة موفقة في تحقيق التكامل بين المغرب كمنطلق وإفريقيا كمستقر، ومخرجات ذلك النجاح بادية للعيان، ولعلنا نقطف الآن ثمرة من ثمارها اليانعة.

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه. الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي لا تعد؛ حمدا يليق بعظمته وجلاله.

الحمد لله القائل في كتابه العزيز:﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ﴾[1]، وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾[2].

الحمد لله القائل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[3].

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين؛ سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وإمام المتقين، بعثه الله هداية إلى طريق النجاة، فجعله رحمة مهداة، ونعمة مسداة، أكرم خلق الله عليه، وخير هاد إليه، وأعبد من قام بين يديه، وأحلم من دعا إليه، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين رحمة الله عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

أما بعد؛ وقبل البدء في تحرير البحث الذي عنونته: «إمارة المؤمنين ورعايتها للثوابت الدينية عبر التاريخ في السياق المغربي الإفريقي.»

لا بد أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لأمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وحفظه وأعزه؛ على ما يقدمه من جهود لخدمة الدين، ونشر العلم النافع والفكر السديد، والشكر موصول للرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الأستاذ أحمد التوفيق، والأمين العام للمؤسسة السيد د/ محمد رفقي،

مدخل إلى الموضوع

إن المتفق عليه في الشرائع السماوية؛ حفظ الكليات الخمس؛ وهي: الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال، وهي الضرورية كما ذكر الإمام الشاطبي: فمعناها أنها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع بالخسران المبين[4].

ولا جدال في أولوية حفظ الدين؛ باعتباره أصل الكليات، والحكمة من الخلق؛ قال الله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾[5]، يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن: «ومعنى ﴿شَرَعَ﴾ أي نهج وأوضح وبين المسالك»[6].

فالدين سبيل لمعرفة الخالق، وطريق للوصول لأحكام الشرع؛ الذي جاء ببيان ما تصلح به أحوال المكلف في العاجل والآجل؛ يقول صاحب المقاصد «فالشرائع كلها– وبخاصة الإسلام- جاءت لما فيه صلاح البشر في العاجل والآجل، أي في حاضر الأمور وعواقبها»[7].

ولما كان المقصد من الخطاب التكليفي تحقيق العبودية الحقة لرب العالمين؛ كان لزاما أن يتناول القواعد المنظمة لشؤون الدين، جمعا بين الحسنيين في الدنيا والآخرة، لذا يلاحظ عناية الشريعة الإسلامية ببناء الدولة ووجوب طاعة ولي الأمر؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأمَْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخَِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [8].

ولهذا منع الخلاف المفضي إلى التدابر، ونبذ الفرقة والحض على التلاحم واجتماع الكلمة؛ قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[9].

ولهذا كان للإمام مكانة في السياسة الشرعية لكونه القائم على أمر الناس والمسؤول الأول عن حراسة الدين، والإمام في الاصطلاح: هو الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعا[10]، وطاعته واجبة حفاظا على مكانة الأمير؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة– رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصي الأمير فقد عصاني)[11].

المرتكز الأول: رعاية إمارة المؤمنين للمدرسة الأشعرية عبر التاريخ (منذ فتوى ابن رشد جوابا على سؤال الأمير المرابطي، مرورا بنشرها وتعليمها في إفريقيا برعاية إمارة المؤمنين)

إن كيان الأمة؛ يحتاج لنظام يقوم بالحفاظ، على الثوابت الدينية الجامعة، لكل أفراده، إقامة لدين الله على الأرض، وتحقيقا لمبدإ الاستخلاف، ولذلك شرعت البيعة للإمام؛ ففي الصحيح من حديث عبد الله بن عمر– رضي الله عنهما- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة، لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية) [12].

وأوجب الشارع السمع والطاعة في المنشط والمكره، ما لم يأمر بمعصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والعهد يكون بين الأمة وأمير المؤمنين؛ الذي يسوس الرعية بموجب عقد البيعة الشرعي القائم على جوهر حراسة الدين، وتطبيق أحكام الله تعالى فوق أرضه وبين عباده، وقد عاش المسلمون تحت سلطان إمارة المؤمنين، منذ عهد الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم استمر نظام إمارة المؤمنين بصور متفاوتة القرب والبعد من حقيقة النظام بعد ذلك من قبل الخلفاء والأمراء والملوك، وقد ظهر هذا النظام مجددا في إفريقيا بعد أن دخل الأشراف الكرام أرض المغرب، وقدمت الذرية الطيبة من آل بيت رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، ولقد تبنى المولى إدريس نظام إمارة المؤمنين بعدما بايعه أهل المغرب، تأسيسا على البيعة الشرعية في المدينة المنورة مهاجر النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلوات الله وسلامه عليه.

وقد قامت إمارة المؤمنين في المغرب على أسس شرعية صحيحة، وتولى أمرها أهل العلم والورع ودوحة الشرف، وأقاموا أركان الدولة على ثوابت دينية تجمع الأمة عقيدة ومذهبا ومنهجا وسلوكا؛ فساد المذهب المالكي واستوطن إفريقيا، وتعلقت ساكنة هذه الأرض بالعقيدة الأشعرية الوسطية القائمة على تقديس النص واحترام العقل، وسلكوا طريق تزكية النفوس عبر التصوف السني بلا غلو ولا تفريط، وشكلوا منهجا متوازنا يقوم على الثوابت الدينية المشتركة، والانفتاح على الآخر، دون تخل عن الأصول والمميزات للمجتمع المسلم.

ولقد استمرت إمارة المؤمنين منذ قيام دولة الأشراف العلويين في القيام بواجب حفظ الدين والملة على الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح، وبيان سبل الهدى والخير، وتحقيق العدل وتقديم النصح، وإرشاد الناس للسير على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبذلت من أجل ذلك جهودا معتبرة؛ تبليغا وتعليما وإرشادا ونشرا للخير.

والثوابت الدينية المشتركة لساكنة المغرب وإفريقيا المسلمة؛ كانت الخيط الناظم لما قامت به إمارة المؤمنين من وظائف؛ لتحقيق الوحدة تجاه العناصر الأساسية المكونة للهوية الدينية؛ العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني الجنيدي؛ يقول ابن عاشر في نظمه[13]:

في عقد الأشعري وفقه مالك    وفي طريقة الجنيد السالك

وقد عرف المغاربة منذ الدولة الإدريسية، باستقرارهم السياسي، وتوجههم السني المعتدل، وخصوصا مع دخول المذهب المالكي، الذي وحد كلمتهم، وجمع صفهم، ولم شتاتهم عبر العصور، فتميزوا فيما بعد بوحدة العقيدة، والمذهب، والسلوك[14].

وتولت دولة دوحة الشرف نشر المذهب الأشعري، وحمل لواء الفكر المعتدل، والمنهج الوسطي الذي اختارته إمارة المؤمنين، عامل وحدة يجمع أهل عقيدة الإيمان، ويرتفع بالإنسان إلى مراتب الإحسان.

وقد عني المغاربة منذ تاريخ بعيد، بالبحث في حقيقة العقيدة الأشعرية، والتوصل لرأي شرعي في باب الاعتقاد، يعين على غلق باب الفساد، ويوصل أهل الحق إلى المراد، ولعل فتوى الإمام ابن رشد حول أئمة الأشاعرة، المرتكز الأول للتوصل لحكم شرعي حول تحديد الرأي الصواب نحو المنهج الأشعري السني.

سؤال أمير المسلمين يوسف بن تاشفين حول الأشعرية

  •  نص سؤال أمير المسلمين يوسف بن تاشفين رضي الله عنه: للقاضي أبي الوليد بن رشد، رضي الله عنه[15]:

ما يقول الفقيه، القاضي الأجل، الأوحد، أبو الوليد- وصل الله توفيقه وتسديده، ونهج إلى كل صالحه طريقه- في الشيخ أبي الحسن الأشعري، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأبي بكر الباقلاني، (وأبي بكر بن فورك، وأبي المعالي) وأبي الوليد الباجي ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام، ويتكلم في أصول الديانات ويصف الرد على أهل الأهواء؟ أهم أئمة رشاد وهداية، أم هم قادة حيرة وعماية؟ وما تقول في قوم يسبونهم، وينتقصونهم، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية، ويكفرونهم ويتبرؤون منهم. وينحرفون بالولاية عنهم، ويعتقدون أنهم على ضلالة وخائضون في جهالة، ماذا يقال لهم، ويصنع بهم، ويعتقد فيهم؟ أيتركون على أهوائهم؟ أم يكف من غلوائهم، وهل ذلك جرحة في أديانهم، (ودخل في إيمانهم)، أم لا؟

بيّن لنا مقدار الأئمة المذكورين، ومحلهم من الدين، وأفصح لنا عن حال المنتقص لهم، والمنحرف عنهم، وحال المتولي لهم، والمحب فيهم. مجملا. مفصلا ومأجورا، إن شاء الله تعالى.

وبعد الاطلاع على نص الفتوى، والوقوف لاحقا على الجواب عليها، يتضح جليا ما لعلماء المغرب من فضل، متمثل في المواقف الإيجابية من المذهب الأشعري منذ زمن المرابطين، حيث أنصفت الفتوى المذهب الأشعري، وجعلته يحظى بالقبول في دوائر دولة المرابطين[16].

  • جواب ابن رشد على سؤال الأمير المرابطي: الأشعرية هم العلماء على الحقيقة.

فأجابه ابن رشد، رحمه الله: تصفحت، عصمنا الله، وإياك، سؤالك هذا، ووقفت عليه.

وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير، وممن يجب بهم الاقتداء، لأنهم قاموا بنصر الشريعة، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات، فهم، بمعرفتهم بأصول الديانات، العلماء على الحقيقة، لعلمهم بالله عز وجل، وما يجب له، وما يجوز عليه، وما ينتفي عنه، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول.

فمن الواجب أن يعرف بفضائلهم، ويقر لهم بسوابقهم، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله أعلم) بقوله: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)، فلا يعتقد أنهم على ضلالة إلا غبي، جاهل، أو مبتدع زائغ، عن الحق مائل، ولا يسبهم، وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾[17] فيجب أن يبصر الجاهل منهم، ويؤدب الفاسق، ويستتاب المبتدع، الزائغ عن الحق، إذا كان مستسهلا ببدعته، فإن تاب وإلا ضرب أبدا، حتى يتوب، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بصبيغ المتهم في اعتقاده، من ضربه إياه حتى قال: «يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي »فخلى سبيله.

والله أسأله العصمة والتوفيق، برحمته، قاله محمد بن رشد.

المرتكز الثاني: رعاية إمارة المؤمنين للمذاهب الفقهية السنية عبر التاريخ) المذهب المالكي (ومراعاة المشترك الأصولي والخلاف المذهبي السني

إن استحضار الدور الريادي لإمارة المؤمنين في رعاية التراث العلمي الإسلامي عبر العصور المتلاحقة للقارة الإفريقية الأم، والمحافظة على وحدة المشترك الأصولي، وترسيخ العمل بالمذهب المالكي وإعمال قاعدة مراعاة الخلاف، واعتبار المذاهب السنية المقررة لدى أهل السنة والجماعة؛ يستدعي أولا الوقوف على مدلولات؛ أصول المذاهب الفقهية السنية، ومصادر التشريع الجامعة لجميع المذاهب، والمشترك الأصولي.

أولا: أصول المذاهب الفقهية السنية

إن الحديث عن الأصول التي يرجع إليها أئمة الهدى المجمع على علمهم، تعود في مجملها إلى أصول متفق عليها؛ الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وأصول مختلف فيها خاصة بكل مذهب؛ نشأت عن تباين طرق الترجيح، وأساليب فهم الرجال للأدلة الشرعية، والبحث في مسالك العلة، وغير ذلك.

وكل المذاهب الفقهية السنية المعتمدة تنهل من معين الوحي الصافي، بنوعيه؛ الكتاب والسنة، وهو المشترك الأول الأصولي الجامع لها.

وقيد السنية اسم جامع لمعاني الأخذ بالكتاب والسنة، وما درج عليه سلف هذه الأمة مما نطق به القرآن أو ورد في بيان سيد المرسلين والعلماء الصالحين،. .والمقصود بالمذاهب الفقهية المستحقة لهذه الصفة أيضا؛ المدارس التي شع سناها بفضل أعلام مبرزين أجمعوا على سنية العقيدة الأشعرية…[18]

  • أصول المذهب الحنفي

تميز مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى بالاعتماد على الرأي، وإعمال الاجتهاد، مع تمسكه بالكتاب والسنة؛ يقول في بيان ذلك: «آخذ بكتاب الله فما لم أجد فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بأقوال الصحابة، آخذ بقول من شئت منهم وأدع من شئت منهم، لا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم. أما إذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي وابن سيرين وعطاء وسعيد بن المسيب فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا»[19].

  • أصول المذهب المالكي

نشأ المذهب المالكي على يد الإمام مالك رضي الله عنه في المدينة المنورة في القرن الثاني الهجري، وقد بنى أصوله رحمه الله على طريقة أهل المدينة،… ويتمثل منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى في الاعتماد على القرآن الكريم ثم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسنة أهل المدينة التي تأخذها كل طبقة عن الأخرى، وعلمهم المستمر المجمع عليه، من لدن عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعبر عنه الإمام مالك في موطئه بـ: «السنة عندنا كذا»، أو «السنة التي لا خلاف فيها عندنا»، بالإضافة إلى ترجيحاتهم في مواطن الاختلاف[20]. وقد سلك الإمام مالك رحمه الله تعالى، سبيل التحقيق في المرويات، ووضع منهجا متفردا في نقد الأخبار، وأحوال الرجال، واتفقت كلمة النقاد على التسليم له بمنهجه المتفرد في انتقاء الرجال وانتقادهم، وفيما تفقه فيه، وفيما أفتى به، لتحقيق علم الإسناد[21].

وثمرة ما سبق كانت؛ قوة في الآراء، وتـأصيلا للفتاوى، وجمعا بين الحديث وفقهه.

  • أصول المذهب الشافعي

الإمام الشافعي يتمسك في مذهبه بالأصول المجمع عليها عند أئمة العلم، ويعتمد مذهبه في القديم على فقه شيخه الإمام مالك رحمه الله، وفي الجديد على القياس إعمالا للاجتهاد، يقول رحمه الله تعالى: «ليس لأحد أن يقول في شيء حل ولا حرم إلا من جهة العلم، وجهة العلم: الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس»[22].

  • أصول المذهب الحنبلي

الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، لقب بإمام الحديث، وإمام أهل السنة لشدة تمسكه بالحديث ولو كان ضعيفا، ذكر له ابن القيم خمسة أصول يرجع إليها مذهبه وفتاويه[23]:

  • الأصل الأول: النصوص، فإذا وجد النص أفتى بموجبه.
  • الأصل الثاني: فتاوى الصحابة.
  • الأصل الثالث: الاختيار من أقوال الصحابة إذا اختلفوا.
  • الأصل الرابع: الأخذ بالحديث المرسل والضعيف، إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه.
  • الأصل الخامس: إعمال القياس للضرورة.

ثانيا: مصادر التشريع الجامعة لجميع المذاهب

إن الحديث عن مصادر التشريع لدين الإسلام، يتوجه إلى أصول الدين وأصول الفقه؛ لأن لفظ الأصولي شامل لكليهما، وسنتحدث بإذن الله تعالى عن ذلك، مستفتحين بتناول الوحيين الربانيين القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ومن المعلوم أن أصول الدين تقوم على أساس استمداد النور الرباني من هذين الأصلين.

  • القرآن الكريم

إن من فضل الله على أمة الإسلام أن حفظ دينها وجعل له قواعد وأصولا ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان؛ فخصها بكتابه العزيز، وتعهد سبحانه بحفظه، فحفظ الشريعة من خلاله، فله الحمد والفضل والمنة.

إن هذا القرآن المكتوب في المصاحف الذي أوله سورة الفاتحة وآخره سورة الناس، هو كلام الله تعالى بألفاظه ومعانيه، كما صرح تعالى بأنه هذا المسموع هو كلام الله في قوله: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾[24]، فصرح بأن هذا الذي يسمعه المشرك المستجير هو كلام الله، فالكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري[25].

القرآن: هو المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف، المنقول عنه نقلا متواترا بلا شبهة.[26]

فالحاصل أن هذا القرآن المحفوظ في الصدور، المقروء بالألسنة المكتوب في المصاحف هو كلام الله تعالى بألفاظه ومعانيه تكلم به الله تعالى فسمعه جبريل منه وتكلم به جبريل فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم منه، وتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته منه أمته وحفظته عنه[27].

وقد عرفه صاحب مراقي السعود بقوله:

اللفظ المنزل على محمد        لأجل الإعجاز وللتعبد[28]

ويعني أن القرآن هو اللفظ المشتمل على المعاني الباهرة، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأجل إظهار عجز الخلائق عن الإتيان بسورة مثله، ولأجل التعبد بقراءته»…[29].

والقرآن عند علماء العربية والفقه وأصوله هو اللفظ: المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأجل الإعجاز بسورة منه ولأجل التعبد بتلاوته؛ أي طلبه تعالى إياها من العباد لما فيها من الثواب لفاهم معناها وغيره، بل هو أفضل العبادات بعد الفرائض[30].

ولا خلاف عند أهل العلم في حجيته، وإليه يرجع كل الأئمة الهداة في الاستدلال كما رأينا سابقا.

  • السنة النبوية المطهرة

منذ ظهور رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، والاحتجاج بالسنة النبوية قائم، والعمل بها محل إجماع، وفق ضوابط معلومة عند علماء المسلمين، فقد انبرى من الجهابذة من تصدى لوضع القواعد والضوابط لحفظ السنة، ونقلها عبر العصور، بالسند المتصل إلى خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وحجية السنة معلومة؛ لأنها التفسير العملي للقرآن الكريم والتطبيق الواقعي للرسالة الخاتمة.

إن السنة هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام اهتم أئمة الدين وأعلام الأمة بتدوينها، فألفوا في ذلك الكتب القيمة الحافلة والموسوعات الضخمة، فكان منها المعاجم والصحاح والسنن والمسانيد[31]، وذلك لأهميتها.

والسنة في اصطلاح الشرع: هي ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو قرر عليه[32].

فالسنة النبوية إذن: هي المنهاج التفصيلي لحياة الفرد المسلم والمجتمع المسلم. ..فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبين للقرآن الكريم، بقوله وعمله وسيرته كلها[33].

يقول صاحب إعلام الموقعين: «أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا»[34].

ثم أقسم سبحانه بنفسه على نفي الإيمان عن العباد حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الدقيق والجليل، ولم يكتف في إيمانهم بهذا التحكيم بمجرده حتى ينتفي عن صدورهم الحرج والضيق عن قضائه وحكمه، ولم يكتف أيضا منهم بذلك حتى يسلموا تسليما، وينقادوا انقيادا[35]، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾[36].

وحجية السنة لا خلاف فيها؛ يقول صاحب إرشاد الفحول: «الحاصل أن ثبوت حجية السنة، واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام»[37].

  • علم أصول الفقه

علم أصول الفقه؛ له أهمية كبيرة، وأدرج الحديث عنه هنا؛ لأنه الطرف الثاني للتأصيل، وبه عرفت حجية الأصول الأخرى كالإجماع والقياس؛ ولذلك عده أهل الفن قطعيا: إن أصول الفقه في الدين قطعية لا ظنية، والدليل على ذلك أنها راجعة إلى كليات الشريعة، وما كان كذلك فهو قطعي[38].

 علم أصول الفقه مركب إضافي؛ من كلمتين:

الأصل: وهو ما يبنى عليه غيره، والأصل: واحد الأصول، يقال: أصل مؤصل[39]، والأصول: جمع أصل، وهو في اللغة: عبارة عما يفتقر إليه، ولا يفتقر هو إلى غيره، وفي الشرع: عبارة عما يبنى عليه غيره، ولا يبنى هو على غيره، والأصل ما يثبت حكمه بنفسه، ويبنى عليه غيره[40]. والأصل في الاصطلاح هو: الدليل أو الأمر الراجح..، والدليل الإجمالي هو الذي لا يعين مسألة جزئية؛ كقاعدة مطلق الأمر والنهي وفعله صلى الله عليه وسلم، والإجماع والقياس والاستصحاب، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والناسخ والمنسوخ وخبر الآحاد[41]. وقد يطلق على الأصل القاعدة، والقواعد الأصولية خاصة بالمجتهد، يستعملها عند استنباط الأحكام الفقهية، ومعرفة حكم الوقائع والمسائل المستجدة في المصادر الشرعية[42]. الفقه: هو في اللغة: «عبارة عن فهم غرض المتكلم من كلامه»[43]، وفي الاصطلاح:

«هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية؛ والمراد بالأحكام: النسب التامة التي هي ثبوت أمر لآخر إيجابا أو سلبا»…[44]، وقيل: هو «الإصابة، والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم، وهو علم مستنبط بالرأي والاجتهاد ويحتاج فيه إلى النظر والتأمل»[45].

وأصول الفقه: هو العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى الفقه، والمراد من الأصول في قولهم: هكذا في رواية الأصول[46]؛ لذلك فقد ترك لنا علماء الشريعة من خلال الحقب الزمنية المتلاحقة تراثا زاخرا من العلوم والمعارف التي تستمد قوتها من الأصول الشرعية.

وتوارثت هذا التراث الأجيال المتلاحقة من الأمة، ولم تقف همم أهل العلم عند حد التأصيل، بل تعدت ذلك إلى البحث في الكليات الحاملة لأسرار الشريعة وحكمها.

وتوارثت هذا التراث الأجيال المتلاحقة من الأمة، فمنهم من حاول تنزيل النصوص على الوقائع، ومنهم من وقف موقف الشارح المقلد، ومنهم من أخذ بطريق التحقيق والتدقيق ومنهم من سلك طريق تدبر المعاني والغوص في المضامين…

ثالثا: المشترك الأصولي والاختلاف الفقهي المذهبي ومذهب الإمام مالك

إن المشترك الأصولي الذي نعني هنا، لا يختلف عن مصادر التشريع التي تحدثنا عنها سابقا، وحرص ولاة الأمور على التمسك بالكتاب والسنة؛ قوى هذا التوجه؛ الخطاب الذي وجهه المولى إدريس الأول (المتوفى 177هـ) إلى المغاربة وفيه ما يدل على ما ذكر: «أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم والأخذ بيد المظلوم، وإحياء السنة وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد»[47]، ولكن تنزيل الأدلة على ميدان العمل الفقهي الواقعي؛ خلف حقيقة توحي بظاهر الاختلاف بين المذاهب الفقهية السنية، ولا يعني هذا التفريق بين المذاهب الفقهية السنية السديدة، ولا حمل الناس على مذهب واحد، ولا تفريق جماعة مذهب معين، ولا رميهم بما لا يليق بحاملي العلم، يقول الإمام ابن عبد البر: «فكل قوم ينبغي لهم امتثال طريق سلفهم فيما سبق إليهم من الخير، وسلوك مناهجهم فيما احتملوا عليه من البر وإن كان غيره مباحا مرغوبا فيه»[48].

وجوهره تمايز الأصول الفرعية لكل مذهب، ولتقريب ما قيل للفهم؛ نختار أصلا من الأصول المختلف فيها، وهو حجة عند الإمام مالك؛ ألا وهو عمل أهل المدينة، وقد انبنى رأي الإمام مالك- رضي الله عنه- في عمل أهل المدينة على تقدير من تقدمه من الصحابة للمدينة، والأصل فيه ما ذكر القاضي عياض وغيره، قال في المدارك:

«ولفقه رجالها، وعمل صالح أهلها من المهاجرين والأنصار، ثم لمدارك الأئمة الذين كانوا بها، وكانوا مرجع الناس في نوازلهم..، وقال ابن مهدي: (السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث، وقال أيضا إنه ليكون عندي في الباب الأحاديث الكثيرة، فأجد أهل العرصة على خلافه فيضعف عندي أو نحوه)، وقال ربيعة:

(ألف عن ألف أحب إلي من واحد عن واحد…)..»[49].

ومع الخلاف بالأخذ بعمل أهل المدينة عند الأئمة الثلاثة، فقد اتفقوا على اعتبار ما يجري مجرى النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل نقلهم لمقدار الصاع والمد، وكترك صدقة الخضروات والأحباس، فهذا مما هو حجة باتفاق العلماء؛ أما الشافعي وأحمد وأصحابهما، فهذا حجة عندهم بلا نزاع – كما هو حجة عند مالك وذلك مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وقد رجع إليه أبو يوسف…[50]

وقد أفصح الإمام أبو الحسن الأشعري- رحمه الله- عن رأي الأشاعرة في عمل أهل المدينة بقوله: «مذهب أهل المدينة ينسب إلى مالك بن أنس رضي الله عنه، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له مالكي، ومالك رضي الله عنه إنما جرى على سنن من كان قبله، وكان كثير الاتباع لهم». ..[51].

إن جمع المذهب المالكي بين الثبات من جهة والتمسك بعمل أهل المدينة، والمرونة من جهة أخرى في أخذه بالمصالح المرسلة، كان سببا في تلقيه بالقبول في بلاد المغرب، منذ قيام الدولة الإدريسية، وكانت علاقة الإمام مالك بالإمام عبد الله الكامل وبأبنائه خاصة منهم محمد النفس الزكية- جد الأسرة العلوية-، ودعوة إدريس بن عبد الله الكامل المغاربة إلى مذهب مالك وقراءة الموطأ…[52]

المرتكز الثالث: رعاية إمارة المؤمنين للتصوف السني بمدارسه السلوكية المتنوعة عبر التاريخ

إن إمارة المؤمنين كما كانت وعاء جامعا للمذاهب السنية، كانت سندا قويا للتصوف السني عبر التطور التاريخي لتشكل طرقه في المغرب وإفريقيا، منذ الإمام أبي القاسم الجنيد الملقب بشيخ الصوفية الذي قال ابن كلاب في حق كلامه: «هذا كلام لا يمكن فيه المناظرة» واعترف بفضله[53]. فهو الجامع بين الحقيقة والشريعة، والواضع للمريدين أصول الطريقة… فمدرسة الإمام الجنيد هي قلب التصوف ولسانه وبيانه…[54]، وامتدت تلك العناية لبقية المدارس الصوفية خصوصا المشربين القادري والشاذلي؛ الذي تفرعت عنه عدة طرق[55].

ومحاولة لكشف الغطاء عن الجهود القيمة واللمسات الطيبة والمحطات المشرقة، لإمارة المؤمنين عبر التاريخ، في ترسيخ التصوف السني في بلاد المغرب وإفريقيا، نحاول التطرق للمنهج الصوفي الذي اختاره المغاربة، وزرعت بذرته في أرض معطاءة، ورعت نبتته يدٌ مباركة، وصارت شجرته طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وأثمرت وسطية واعتدالا، وحبا وسموا بالنفس، وصل إشعاعه الروحي ربوع إفريقيا.

أولا- التصوف في المغرب

إن طريقة تربية النفس وتزكيتها، مسلك اختاره المغاربة منذ أن ذاقوا حلاوة الشعور بالمحبة الصافية، وانتهجوا المنهج الصوفي ونحوا صوب عالم المعرفة، وتعلقت نفوسهم بالأسلوب الروحي القوي والأصيل لدى الإمام الجنيد، وقد لاقى قبولا منقطعا، لتمسكه بأصول الشريعة؛ فالإمام الجنيد هو أول- أئمة التصوف- من نادى صراحة بالتمسك بالكتاب والسنة، واتباع الشريعة في ميدان التصوف، فهو القائل: «الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلق الله عز وجل، إلا على المقتفين آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لسنته»[56]. وقد أدرك المغاربة سريعا، حقيقة التصوف باعتباره جوهر الإسلام وروحانيته؛ لأنه يحقق مقام الإحسان، ويقوي مبدأ تهذيب السلوك، ويمكن المجتمع من التعايش بمختلف طوائفه ومكوناته ومشاربه…

وقد ساعد على انتشار التصوف في بلاد المغرب، رعاية دولة العلويين الأشراف، للمنهج السني في السلوك، والعناية بالثوابت الدينية الأخرى؛ كالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.

وقد ساد التصوف السني بلاد المغرب في فترة وجيزة، وانتقل من مرحلة الاحتضان، إلى مرحلة الانتشار، وتمايزت مدارس صوفية أساسية، ترجع كلها لطريقة الإمام الجنيد.

الطريقة القادرية أو المدرسة القادرية؛ مدرسة سنية تنتهج طريق التربية الروحية للنفس، وتقوم على إصلاح القلب، وتخليته من الشواغل عن الله تعالى، وتحليته بذكر الله تعالى، والتخفيف من مغريات الحياة الدنيا، وهي أول مدرسة صوفية دخلت المغرب، وتنسب المدرسة القادرية إلى الإمام أبي صالح محيي الدين عبد القادر الجيلاني، والمدرسة الصوفية الشاذلية؛ تميزت بانتشارها الواسع في ربوع المغرب، ولها فروع متعددة، وتنسب إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي، والمدرسة الصوفية التجانية الواسعة الانتشار، وتنسب إلى الإمام أبي العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد بن سالم الشريف الحسني الكاملي التيجاني، يرفع نسبه إلى الإمام محمد النفس الزكية ابن عبد الله الكامل بن سالم.

ثانيا- دور المغرب في تدعيم المدارس الصوفية في إفريقيا

التصوف السني في إفريقيا، يمثل المعين النابض لحياة قلوب ملايين الأفارقة، المتعلقين باتباع السنة المطهرة، والسير على خطى الرعيل الأول، من الصحابة الكرام المتربين في مدرسة الحضرة النبوية الشريفة، والشاربين من نبع العقيدة الصافي، وما يرمز إليه من معاني الزهد والورع، وما تستدعيه الذاكرة التاريخية للأمة حال الحديث عن أهل الصفة.

وهذا لمحاولة الابتعاد عما يرمى به أهل التصوف، مما ليس فيهم، وقد رأينا سابقا في جواب الإمام ابن رشد، الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين، ما يستدل به على خطأ القائلين بخروج الأشعرية عن جادة الطريق، وليست هذه الفتوى بدعا من القول، فقد زكى أهل العلم وحواضره، الثوابت الدينية لأهل التربية؛ التصوف السني، وسموه بتسميات متعددة؛ مقام الإحسان، سبيل أهل المعرفة، مقامات المقربين، صفاء السريرة، تحلية القلب بمحبة الله…

وقد انتقل المنهج الصوفي السني، من بلاد المغرب إلى إفريقيا، مرورا بمحطة العبور وجسر التواصل، بلاد شنقيط، حيث تلقفته الحواضر العلمية هناك، واطمأنت نفوس علماء شنقيط، بعلم السلوك والتربية، وسلموا رايته لأهل السنغال، ومن ثم انتشر في إفريقيا، برعاية كريمة من الدولة العلوية الشريفة.

وقد دخلت عدة طرق صوفية بلاد شنقيط، قادمة من حاضرة علم التربية والسلوك، مدينة فاس وأخواتها من مدن المغرب العريقة، والتحم في بلاد شنقيط التصوف بالعلم في رحاب المحاضر الشنقيطية العتيقة؛ فتم تدريس التصوف الجنيدي مقرونا بالعقد الأشعري وفقه مالك، رحمه الله تعالى، وكانت الزوايا بالبلاد سندا للمحاضر في تدريس علوم القرآن والحديث والفقه المالكي أصولا وقواعدا وفروعا، والعقائد الأشعرية والتصوف والسيرة النبوية العطرة، والتاريخ الإسلامي، وعلم اللغة العربية، وعلوم أسرار الحروف، وعلم المنطق…[57] وتعتبر هذه المدرسة الصوفية، امتدادا للمدرسة المغربية، ونشرا للمدارس الصوفية في شنقيط؛ القادرية، التجانية، البكائية، الفاضلية، الشاذلية.

لقد نجحت الحواضر العلمية والزوايا الصوفية، في تقديم نماذج كان لها السبق، في تقوية وشائج الأخوة الدينية بين أبناء القارة الإفريقية، وبث روح الوئام والتآلف والتآخي، في قلوب الشعوب الإفريقية المسلمة، وتقوية الجانب الروحي القائم على التعلق بالله تعالى، وحب الخير لبني الإنسان، وبث روح السلام والاستقرار، ونبذ الكراهية والبغضاء.

وهذا الاستقرار الروحي هو الدعامة الأساسية لتحقيق الأمن الحضاري وهو ما يقوم عليه المنظور الصوفي الذي يجمع بينهما في توافق وترابط وتلازم وتكامل[58].

وعرفت عدد من الطرق الصوفية انتشارا واسعا في ربوع إفريقيا انطلاقا من المغرب، وأبرز هذه الطرق وأكثرها انتشارا القادرية والتيجانية. ومع كون منبع القادرية من المشرق، إلا أنها لم تنتشر في مناطق إفريقيا إلا عن طريق المغرب. أما التيجانية فتأسست بفاس، ومنها عرفت انتشارا كبيرا نحو مناطق عديدة بالربوع الإفريقية. حتى صار أتباعها يعدون بعشرات الملايين، كلهم يهفون بقلوبهم نحو فاس، ويعتبرون مبايعة شيخهم سيدي أحمد التيجاني للسلطان مولاي سليمان، مبايعة لازمة لأتباعه مع الدوحة العلوية الشريفة، فلا يخاطبون ملوك المغرب المتعاقبين إلا بصفة «أمير المؤمنين»[59].

ثالثا- من مظاهر رعاية إمارة المؤمنين للمدارس الصوفية في إفريقيا

لقد تولت إمارة المؤمنين، منذ استقرارها في بلاد المغرب، القيام بوظيفة حفظ الدين والملة على الأصول التي أجمع عليها سلف الأمة، وانطلقت في نشر الدعوة السمحة في ربوع إفريقيا، قياما بواجب الذود عن الثوابت الدينية، وإشاعة لروح السلام والمحبة، وصولا إلى الدور الريادي الذي صارت تقوم به المؤسسات الدينية في المحافظة على التصوف السني، ونشر مفهومه الصافي، وتوجيه الوعي السلوكي الجامع، نحو الفكر الراقي والفهم السليم لجوهر الدين، وحقيقة الشعور الوجداني القائم على السماحة والرحمة بالكائنات، والخضوع والاستسلام لرب الأرض والسماوات، والجمع بين الظاهر والباطن، والعلم بالأصول وفهم الوقائع، وحقيقة الدين وفقه الشريعة، والإيمان بالغيب واليقين بعالم الشهادة، والتحلي بالأخلاق المحمدية- صلى الله عليه وسلم- الفاضلة المتممة للمكارم، وتوجيه النفس نحو محبة الخالق، والإحسان للخلق.

  • الاعتماد على الكتب والأسانيد الصوفية المغربية

إن انتشار الكتب الصوفية المغربية في إفريقيا، واعتماد الحواضر العلمية الإفريقية على تدريس مصنفات المغاربة وشروحهم، وتلقي الأسانيد للطرق المختلفة؛ كسند الطريقة الناصرية الشاذلية على يد الشيخ الدرعي محمد ابن ناصر وازدادت إشعاعا على يد ابنه أحمد بن ناصر الدرعي (المتوفى سنة 1129ه)، وقد كان لهذه الأسرة الفضل في الجمع بين العلم والتصوف وتنقية موارده من الشوائب، فلاقت بهذا إقبالا كبيرا واستحسانا واسعا في المغرب والبلاد الإفريقية[60].

  • إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

وقد توجت إمارة المؤمنين، جهودها في حفظ الثوابت الدينية، وجوهرها التصوف السني، ومهمتها الكبيرة في نشره في ربوع إفريقيا، وتوحيد مدارس التصوف السني؛ بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛ سعيا لتوحيد جهود علماء المغرب وباقي الدول الإفريقية لخدمة مصالح الدين الإسلامي، وفي مقدمتها التعريف بقيمه السمحة ونشرها، وتشجيع الأبحاث والدراسات في مجال الفكر والثقافة الإسلامية[61].

إن ما يقدمه صاحب الجلالة أمير المؤمنين، أيده الله ونصره، في هذا العصر من خدمة للإسلام والأمة الإسلامية، بل والإنسانية جمعاء في مجالات متعددة، يستحق الوقوف عنده والإشادة، واعتباره نموذجا يستحق الدراسة. …[62]

إن رعاية المعاني السامية الموصلة إلى صفاء الروح، ونقاء السريرة وتخلية القلب من أمراض القلوب، وتحليته بالإيمان الصادق، وحب الخير للعالم، وتوحيد الجهود سبيلا إلى الرفع من سلوكيات المجتمعات الإفريقية وحماية ثوابتها الدينية؛ هو الهدف الأساسي لإمارة المؤمنين، وقد نجحت بصفة موفقة في تحقيق التكامل بين المغرب كمنطلق وإفريقيا كمستقر، ومخرجات ذلك النجاح بادية للعيان، ولعلنا نقطف الآن ثمرة من ثمارها اليانعة.

خاتمة

هذا ما وفقني إليه الله تعالى جل في علاه، أسأله أن يسامحني بعفوه، ويمدني بعونه، ويسددني بحوله، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانه وبحمده، كما أنني أعتذر لكل القارئين من علماء وشيوخ وأساتذة وباحثين عن التقصير، فما كان من توفيق فمن الله جل وعلا، وما كان من نقص فمن نفسي والشيطان، والله المستعان، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الهوامش

[1] -سورة الأنعام، الآية 1.

[2] -سورة الكهف، الآية 1.

[3] -سورة فاطر، الآية 1.

[4] -الشاطبي، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، الموافقات في أصول الشريعة، شرحه وخرج أحاديثه عبد الله دراز، وضع تراجمه محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1426هـ – 2005م، المجلد الأول، القسم الثالث، كتاب المقاصد، ص 7.

[5] -سورة الشورى، الآية 13.

[6] -القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق، المجلد الثامن، ص427.

[7] -ابن عاشور، محمد الطاهر، مقاصد الشريعة الإسلامية، الطبعة الرابعة، نشر مشترك؛ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، 1430هـ – 2009م، ص 14.

[8] -سورة النساء، الآية 59.

[9] -سورة آل عمران، الآية 103.

[10] -الجرجاني، علي بن محمد بن علي، التعريفات، ضبط نصوصها وعلق عليها: محمد علي أبو العباس، الطبعة الأولى، دار الطلائع، القاهرة، 2014م، باب الألف، فصل الميم، الإمام، ص 42.

[11] -مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، بدون رقم الطبعة، دار صادر، بيروت، المجلد الثالث، -33- كتاب الإمارة، 8- باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، رقم الحديث: 4768، ص 712.

[12] -مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، بدون رقم الطبعة، دار صادر، بيروت، المجلد الثالث، -33- كتاب الإمارة، 8- باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة، رقم الحديث: 4814، ص718.

[13] -ابن عاشر، أبو محمد عبد الواحد، متن ابن عاشر المسمى المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، صححه وراجعه: محمد خالد، دار الفكر، بيروت، 1414هـ- 1993م، مقدمة لكتاب الاعتقاد، ص 3.

[14] -شاوف أحمد، وسطية العقيدة الأشعرية وأثرها في صد النزعات المتطرفة، ص 63.

[15] -ابن رشد، أبو الوليد محمد بن أحمد ( الجد)، البيان والتحصيل؛ مسائل أبي الوليد بن رشد (الجد)، تحقيق المخطوط؛ محمد الحبيب التجكاني، مخطوطة رقم 934، مكتبة العهد الديني، تطوان، النسخة المحققة، الطبعة الثانية، دار الجيل، بيروت، دار الآفاق الجديدة، المغرب، 1414هـ- 1993م، ص 716 – 717.

[16] -بطار، عبد القادر، تاريخ العقيدة الأشعرية في المغرب وإفريقيا، المحور الأول، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، العقيدة الأشعرية التاريخ والقواعد، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12 /16 / فبراير /2018م، فاس، ص 5.

[17]سورة الأحزاب، الآية 58.

[18] -العلمي، عبد الحميد، المشترك الأصولي لدى المذاهب السنية، مشاركة في المحور الأول، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، المذاهب الفقهية السنية والمشترك الأصولي، ص 2.

[19] -الذهبي، شمس الدين محمد بن قايماز، مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه، تحقيق محمد زاهد الكوثري، الطبعة الثالثة، لجنة إحياء المعارف النعمانية، حيدرأباد، الهند، الجزء الأول، ص 34.

[20] – الإمام مالك بن أنس، المدونة الكبرى، رواية سحنون بن سعيد التنوخي، ضبط نصها وأخرج أحاديثها؛ محمد محمد تامر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2004م، الجزء الأول، ص 20.

[21] -الإمام مالك بن أنس، كتاب الموطأ، رواية يحيى بن يحيى الليثي، الطبعة الأولى، منشورات المجلس العلمي الأعلى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1434هـ 2013م، القسم الأول، تقديم، ص 15.

[22] -الشافعي، محمد بن شافع المطلبي، الرسالة، تحقيق؛ محمد أحمد شاكر، كتب أبو الأشبال، 1939م، ص 39.

[23] -ابن قيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق وتعليق؛ عصام الدين الصبابيطي، دار الحديث، القاهرة، 1427هـ- 2006م، الجزء الأول، ص34.

[24] – سورة التوبة، الآية 6.

[25] – الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، مذكرة أصول الفقه، جمع، عطية محمد سالم، دار الإتقان، الإسكندرية، ص 64.

[26] -الجرجاني، علي بن محمد بن علي، التعريفات، ضبط نصوصها وعلق عليها، محمد علي أبو العباس، دار الطلائع، القاهرة، 2014م، باب القاف، فصل الراء، ص174.

[27] -الشتقيطي، مذكرة أصول الفقه، مرجع سابق، ص64.

[28] -سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، متن مراقي السعود، دار الآثار للطباعة والنشر والتوزيع، 2002م، كتاب القرآن ومباحث الأقوال التي هي الأمر والنهي والعلم إلى غير ذلك، ص 25.

[29] -الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار «صاحب أضواء البيان»، نثر الورود على مراقي السعود، تحقيق: محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي.

[30] -سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم العلوي، نشر البنود على شرح مراقي السعود، تحقيق محمد الأمين بن محمد بيب، الطبعة الأولى، حقوق الطبع للمحقق، 1426هـ- 2005م، الجزء الأول، ص238 – 239.

[31] -ابن دقيق العيد تقي الدين، إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، حققه وراجع نصوصه حسن أحمد إسبر، دار ابن حزم، 1430هـ – 2009م، ص8.

[32] -الشنقيطي، مذكرة أصول الفقه، مرجع سابق، ص 107.

[33] -ابن دقيق العيد، إحكام الأحكام، مرجع سابق، ص6.

[34] -ابن القيم، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق وتعليق عصام الدين الصبابيطي، دار الحديث، القاهرة،1427هـ-

[35] -المرجع السابق.

[36] -سورة الأحزاب، الآية 36.

[37] -الشوكاني، محمد علي، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، دار المعرفة، بيروت، ص 29.

[38] -الشاطبي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، الموافقات في أصول الشريعة، شرحه وخرج أحاديثه عبد الله دراز، وضع تراجمه محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1426هـ – 2005م، المجلد الأول، الجزء الأول، ص 19.

[39] -الرازي محمد ابن أبي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح، دار الحديث، القاهرة، 1429هـ- 2008م، باب الهمزة، (أ ص ل)، ص 17.

[40] -الجرجاني، التعريفات، مرجع سابق، باب الألف، فصل الصاد، أصول الفقه، ص 34.

[41] -العلوي، نشر البنود شرح مراقي السعود، مرجع سابق، الجزء الأول، ص 60.

[42] -الزحيلي محمد مصطفى، القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 1428هـ-

[43] -الجرجاني، التعريفات، مرجع سابق، باب الفاء، فصل القاف، ص 169.

[44] -العلوي، نشر البنود شرح مراقي السعود، مرجع سابق، الجزء الأول، ص 67.

[45] -الجرجاني، التعريفات، مرجع سابق، باب الفاء، فصل القاف، ص 169.

[46] -الجرجاني، التعريفات، مرجع سابق، باب الألف، فصل الصاد، أصول الفقه، ص 35.

[47] -العلمي، عبد الحميد، المشترك الأصولي لدى المذاهب السنية، مشاركة في المحور الأول، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، المذاهب الفقهية السنية والمشترك الأصولي، مرجع سابق، ص 3.

[48] -المغراوي، فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر، الطبعة الأولى، مجموعة التحف النفائس الدولية، الرياض، 1416هـ – 1996م، المقدمة، ص 30.

[49] -اليحصبي عياض ابن موسى، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب، 1390هـ – 1970م، الجزء الأول، ص 38.

[50] -الشنقيطي محمد الشيباني بن محمد بن أحمد، تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك، تقديم أحمد بن عبد العزيز آل مبارك، الطبعة الثالثة، دار ابن حزم، 1420هـ – 1999م، الجزء الأول، ص 22.

[51] -ابن عساكر، أبو القاسم علي ابن الحسن، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي، ص 118.

[52] -ابن خلدون عبد الرحمن، مقدمة ابن خلدون، تحقيق عبد الواحد الوافي، طبعة نهضة مصر، 2004م، ص449.

[53] -ابن العماد الحنبلي أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد الصالحي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، مكتبة القدسي، القاهرة، 1350هـ، ص 2292.

[54] -البكاري عبد السلام محمد، العقيدة-الشريعة-التصوف عند الإمام الجنيد، الطبعة الأولى، مركز التراث المغربي، الدار البيضاء، 1429هـ – 2008م، ص22.

[55] -درنيقة محمد، الطريقة الشاذلية وأعلامها، الطبعة الأولى، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1990م، ص 14 – 19 بتصرف.

[56] -البكاري عبد السلام محمد، العقيدة-الشريعة-التصوف عند الإمام الجنيد، الطبعة الأولى، مركز التراث المغربي، الدار البيضاء، 1429هـ- 2008م، ص28.

[57] -النحوي الخليل، بلاد شنقيط المنارة والرباط، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1987م، ص 120 وما بعدها، بتصرف.

[58] -بوعمري كريمة، التصوف والاستقرار الروحي في المغرب وإفريقيا، المحور الأول؛ ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12/ 16/ فبراير /2018م، فاس، ص 49.

[59] -مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تقديم، منشورات المؤسسة، وثيقة مقدمة للمشاركين في اجتماع المجلس العلمي الأعلى الأول، المنعقد بفاس، 19 – 20 – 21 ربيع الأول 1439هـ- الموافق 8 – 9 – 10 دجنبر 2017م، ص 28.

[60] -أكونين وديع، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، التصوف السني وامتداده الإفريقي، بحث منشور في مجلة دعوة الحق، العدد 415، ص 50 وما بعدها.

[61] -الظهير الشريف رقم 1.15.75، الصادر في 7 رمضان 1436هـ /24 يونيو 2015م، المتعلق بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.

[62] -الحسيني الشريف إبراهيم صالح، كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة، اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الجمعة والسبت والأحد 19 – 20 – 21 ربيع النبوي 1439هـ- موافق 8 – 9 – 10 دجنبر 2017م، قراءة في الصحافة، ص 15.

 

 قائمة المراجع

  • – الشاطبي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، الموافقات في أصول الشريعة، شرحه وخرج أحاديثه عبد الله دراز، وضع تراجمه محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1426هـ – 2005م.
  • – القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق مجدي محمد سرور سعد باسلوم، الطبعة الأولى، دار البيان العربي، 1429هـ- 2008م.
  • – ابن عاشور محمد الطاهر، مقاصد الشريعة الإسلامية، الطبعة الرابعة، نشر مشترك؛ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، 1430هـ- 2009م.
  • – الجرجاني علي بن محمد بن علي، التعريفات، ضبط نصوصها وعلق عليها محمد علي أبو العباس، الطبعة الأولى، دار الطلائع، القاهرة، 2014م.
  • – مسلم أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، بدون رقم الطبعة، دار صادر، بيروت، د. ت.
  • – ابن عاشر أبو محمد عبد الواحد، متن ابن عاشر المسمى المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، صححه وراجعه محمد خالد، دار الفكر، بيروت، 1414هـ- 1993م.
  • – شاوف أحمد، وسطية العقيدة الأشعرية وأثرها في صد النزعات المتطرفة، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، العقيدة الأشعرية التاريخ والقواعد، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12 – 16 فبراير 2018م، فاس.
  • – ابن رشد أبو الوليد محمد بن أحمد (الجد)، البيان والتحصيل؛ مسائل أبي الوليد بن رشد (الجد)، تحقيق محمد الحبيب التجكاني، مخطوطة رقم 934، مكتبة العهد الديني، تطوان، النسخة المحققة، الطبعة الثانية، دار الجيل، بيروت، دار الآفاق الجديدة، المغرب، 1414هـ- 1993م.
  • – بطار عبد القادر، تاريخ العقيدة الأشعرية في المغرب وإفريقيا، المحور الأول، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، العقيدة الأشعرية التاريخ والقواعد، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12 – 16 فبراير2018م، فاس.
  • العلمي عبد الحميد، المشترك الأصولي لدى المذاهب السنية، مشاركة في المحور الأول، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، المذاهب الفقهية السنية والمشترك الأصولي، ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، العقيدة الأشعرية التاريخ والقواعد، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12 – 16 فبراير 2018م، فاس.
  • – الذهبي شمس الدين محمد بن قايماز، مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه، تحقيق محمد زاهد الكوثري، الطبعة الثالثة، لجنة إحياء المعارف النعمانية، حيدر أباد، الهند.
  • – الإمام مالك بن أنس، المدونة الكبرى، رواية سحنون بن سعيد التنوخي، ضبط نصها وأخرج أحاديثها؛ محمد محمد تامر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2004م.
  • – الإمام مالك بن أنس، كتاب الموطأ، رواية يحيى بن يحيى الليثي، الطبعة الأولى، منشورات المجلس العلمي الأعلى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1434هـ- 2013م.
  • – الشافعي، محمد بن شافع المطلبي، الرسالة، تحقيق محمد أحمد شاكر، كتب أبو الأشبال، 1939م.
  • – ابن قيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق وتعليق عصام الدين الصبابيطي، دار الحديث، القاهرة، 1427هـ- 2006م.
  • – الشنقيطي محمد الأمين بن محمد المختار، مذكرة أصول الفقه، جمع عطية محمد سالم، دار الإتقان، الإسكندرية.
  • – العلوي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، متن مراقي السعود، دار الآثار للطباعة والنشر والتوزيع، 2002م.
  • الشنقيطي محمد الأمين بن محمد المختار صاحب «أضواء البيان»، نثر الورود على مراقي السعود، تحقيق محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي، الطبعة الثالثة، دار ابن حزم، توزيع دار المنارة، جدة، 1423هـ- 2002م.
  • – العلوي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، نشر البنود على شرح مراقي السعود، تحقيق محمد الأمين بن محمد بيب، الطبعة الأولى، حقوق الطبع للمحقق، 1426هـ- 2005م.
  • – الطبري أبو يحيى محمد بن صمادح التجيبي، مختصر تفسير الطبري، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى، 1430هـ- 2009م.
  • – ابن دقيق العيد تقي الدين، إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، حققه وراجع نصوصه حسن أحمد إسبر، دار ابن حزم، 1430هـ- 2009م.
  • – الشوكاني محمد علي، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، دار المعرفة، بيروت، د. ت.
  • – الشاطبي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، الموافقات في أصول الشريعة، شرحه وخرج أحاديثه عبد الله دراز، وضع تراجمه محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1426هـ- 2005م.
  • – الرازي، مختار الصحاح، دار الحديث، القاهرة، 1429هـ- 2008م.
  • – الزحيلي محمد مصطفى، القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 1428هـ- 2007م.
  • – المغراوي، فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر، الطبعة الأولى، مجموعة التحف النفائس الدولية، الرياض، 1416هـ- 1996م.
  • – اليحصبي عياض ابن موسى، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب، 1390هـ- 1970م.
  • الشنقيطي محمد الشيباني بن محمد بن أحمد، تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك، تقديم أحمد بن عبد العزيز آل مبارك، الطبعة الثالثة، دار ابن حزم، 1420هـ- 1999م.
  • – ابن عساكر أبو القاسم علي ابن الحسن، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي، د. ت.
  • – ابن خلدون عبد الرحمن، مقدمة ابن خلدون، تحقيق عبد الواحد وافي، طبعة نهضة مصر، 2004م.
  • – ابن العماد الحنبلي أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد الصالحي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، مكتبة القدسي، القاهرة، 1350هـ.
  • – البكاري عبد السلام محمد، العقيدة-الشريعة-التصوف عند الإمام الجنيد، الطبعة الأولى، مركز التراث المغربي، الدار البيضاء، 1429هـ- 2008م.
  • – درنيقة محمد، الطريقة الشاذلية وأعلامها، الطبعة الأولى، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1990م.
  • – النحوي الخليل، بلاد شنقيط المنارة والرباط، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1987م.
  • – بوعمري كريمة، التصوف والاستقرار الروحي في المغرب وإفريقيا، المحور الأول؛ ثوابت النموذج الديني المغربي والمشترك الإفريقي، محاضرة، الدورة التكوينية التواصلية الأولى، التعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، 12 – 16 فبراير 2018م، فاس.
  • – مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تقديم، منشورات المؤسسة، وثيقة مقدمة للمشاركين في اجتماع المجلس العلمي الأعلى الأول، المنعقد بفاس، 19 – 20 – 21 ربيع الأول 1439هـ- الموافق 8 – 9 – 10 دجنبر 2017م.
  • – أكونين وديع، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، التصوف السني وامتداده الإفريقي، بحث منشور في مجلة دعوة الحق، العدد 415.
  • – الظهير الشريف رقم 1.15.75، الصادر في 7 رمضان 1436هـ /24 يونيو 2015م، المتعلق بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
  • – الحسيني الشريف إبراهيم صالح، كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة، اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الجمعة والسبت والأحد 19 – 20 – 21 ربيع النبوي 1439هـ- موافق 8 – 9 – 10 دجنبر 2017م.

تحميل المقال بصيغة PDF