مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

الشيخ إسماعيل إبراهيم كروما
رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بسيراليون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على صفوة خلقه وخليله، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

فهذا بحث مختصر يبين جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة، خدمةً لدين الله  أولاً، واستكمالاً لهذا الفضل الذي تتبناه وترعاه مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ثانياً، في ظل توجيهات حكيمة من أمير المؤمنين، الملك محمد السادس– حفظه الله ورعاه-، وهي مبادرة ملكية كريمة سامية، تقدم أعظم الخدمات وأنفع الوسائل لخدمة الإسلام والمسلمين، متمثلة في خدمة تلك الثوابت المشتركة بين المملكة المغربية وبين أشقائها الأفارقة، وتتجلى هذه الثوابت في: إمارة المؤمنين، المذهب المالكي، العقيدة الأشعرية، التصوف؛ وقد اقتضت طبيعة الموضوع أن يتكون من مقدمة وخمسة محاور وخاتمة.

ونسأل الله العون والتوفيق والسداد في الرأي، ومنه سبحانه المدد.

المحور الأول: ترسيخ مفهوم: إمارة المؤمنين

من المعلوم أنه لكل بلد من البلدان نظامه الذي ينضوي تحته، وترتسم معالمه بناء على أسسه وأفكاره وسياساته، وشأن بلاد أفريقيا شأن غيرها من هذه البلدان ،التي لها كامل الحرية في اختيار نظام الحكم وطريقة الانتخاب والاختيار؛ لكن المسلمين في بقاع الأرض يعظمون مفهوم إمارة المؤمنين، أيَّما تعظيم، وله مركزية مشتركة عند جميع من يدين بالإسلام، وهم يحفظون للمملكة المغربية تراثها العملي في الحفاظ على هذه المكانة الإسلامية الأصيلة؛ فلهذا المسمى: إمارة المؤمنين،  أهميةٌ روحيةٌ عبَّر الأفارقةُ عنها باستمرار،  وتجلت في بعض مواقف الزعماء الدينيين الأفارقة الذين حَرِصوا على تقوية الصلات مع أجدادهم فكانوا يَفِدُون عليـهم؛ بل إن بعضهم شد الرحال لزيارة أمير المؤمنين: محمد الخامس في منفاه، وما تزال تتجلى هذه الرمزية في النظرة الروحية التبركية التي ينظرون بها إلى أمير المؤمنين، ولا يُنْكِرُ هذا الأمرَ إلا جاهل أو جاحد  .

أما تاريخ إمارة المؤمنين في المغرب؛ فالأفارقة ينظرون إليها بتعظيم وإجلال لأحقيتها ومشروعيتها بواقعها ومعالمها السُّنية.

فقد قدم المولى إدريس إلى المغرب، وبيده وصية أخيه محمد بن عبد الله النفس الزكية له بالخلافة التي كان قد بويع بها بيعة شرعية من أهل الحل والعقد بمدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، قبل بيعة أبي جعفر المنصور العباسـي، وعلى أساس هذه الشرعية بايع أهل المغرب المولى إدريس، فهو أول من حَمَلَ لَقَبَ أميرِ المؤمنين في الغرب الإسلامي، وأسس أول دولة إسلامية مستقلة عن المشرق. وكان الإمامان مالكُ بن أنس وأبو حنيفة بالمشرق، يُرَجِّحَانِ إمامتَه على بني العباس، ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر المنصور لانعقاد بيعة محمد بن عبد الله النفس الزكية قبله.

وهكذا تكون إمارة المؤمنين دخلت المغرب وهي مستوفية لكل شروط الصحة التي أساسها البيعة الشرعية المزكاة من طرف إمامين عظيمين من أئمة المسلمين: مالك بن أنس وأبي حنيفة، فتأسست بذلك أول إمارة للمؤمنين بالربوع المغربية.

وعندما بدأ انفتاح المغرب الإسلامي في العقد السادس من القرن الهجري الأول كانت الأزمة قد استحكمت بظهور الفرق واستمرار المعارضة للأُمويين ثم للعباسيين ولاسيما من أنصار آل البيت.  وبينما كان هؤلاء يعانون من اضطهاد الدولتين المذكورتين بين عام 40 للهجرة، تاريخ تولي معاوية، وعام 169 للهجرة، تاريخ مقتل محمد بن عبد الله النفس الزكية في وقعة فَخٍّ، قرب مكة المكرمة، كان قد مضـى قرن من الزمن على سوء تدبيـر عدد من عمال الأمُويين ثم العباسيين على المغرب. وفي هذا السياق من الظلم المشترك لجأ إدريس بن عبد الله إلى المغرب، وقد نجا من القتل في موقعة فخ، فكان أول أمير للمؤمنين بويع خارج نطاق الحرب والانقلاب بعد الخلفاء الراشدين.

ولا يخفى أن النظام السياسـي يكون مشروعا بصلاحه وبما يوفره من الأمن والاستقرار لممارسة شؤون الدنيا التي بها يتـهيأ الناس لحسن المعاد في الآخرة، ذلك لأن الإسلام خطاب الله تعالى إلى كافة عباده فيما يهمهم من أمور دنياهم ودينـهم ،وقد كان لزاما أن يشتمل على كل ما يُنَظِّمُ شؤونَهم في دنياهم التي فيـها معاشُهم ،وفي آخرتهم التي إليـها معادُهم، لذا كان أول ما شغل بال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحط رحاله بالمدينة، النظرُ في وضع النواة الأولى لمجتمع يسوده الأمن والاستقرار، والتعاونُ بين مكوناته في جلب المصالح ودرء المفاسد، مجتمعٍ تسهر على تدبيـره دولة حاكمة وحكيمة، حتى تجري حياة الناس على نظام واستقامة.

المحور الثاني: المذهب المالكي

يعدّ المذهب المالكي في منطقة المغرب العربي منذ قرون خلت مذهب الدولة الرسمي في كل من موريتانيا، المغرب، ليبيا، الجزائر وتونس وبلاد إفريقيا، ويعد واضعه إمام دار الهجرة مالك بن أنس، إمام المسجد الأكبر بالمدينة المنورة في القرن 9 ميلادي و2 للهجرة.

تاريخيًا تعد الحواضر الدينية الكبرى مثل قرطبة وفاس والقيروان أكثر المدن التي اشتهرت بنبوغ فقهاء مالكيين فيها خلال القرون الأولى وبعدها، ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر الأئمة أسد بن الفرات وسحنون بن سعيد التنوخي وابن أبي زيد القيرواني وابن عبد البر المالكي وابن رشد وغيرهم من الأسماء التي تركت بصمتها في مجال الفقه والفتوى.

ويعتبر الإمام سحنون (تونسي قيرواني) أول من أدخل المذهب المالكي إلى المغرب العربي، والإمام سحنون هو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي، أصله شامي، من حمص، ولد بمدينة القيروان سنة 160هـ وتتلمذ على أكبر علمائها.

كان رفيع القدر، عفيفًا، أبي النفس، رحل إلى المشرق طالبًا للعلم سنة 188هـ فزار مصر والشام والحجاز ثم عاد إلى القيروان سنة 191هـ وعمل على نشر المذهب المالكي ليصبح بذلك المذهب الأكثر انتشارًا في إفريقية والأندلس، تولى القضاء سنة 234هـ/848م حتى وفاته في رجب سنة 240هـ، ودفن بالقيروان.

من أشهر مؤلفاته المدونة الكبرى التي جمع فيها مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس، وأصل «المدونة» أسئلة، سألها أسد بن الفرات لابن القاسم، فلما ارتحل سحنون بها عرضها على ابن القاسم، فأصلح فيها كثيرًا، وأسقط ثم رتبها سحنون وبوبها، واحتج لكثير من مسائلها بالآثار من مروياته.

تذكر المصادر التاريخية أن عدد الأفارقة الذين رحلوا إلى الإمام مالك بن أنس- رضي الله عنه- في ذلك الوقت يربو على الثلاثين، وفي ذلك يقول الخشني: «كانت إفريقية قبل رحلة سحنون قد غمرها مذهب مالك بن أنس، لأنه رحل منها أكثر من ثلاثين رجلاً كلهم لقي مالكًا وسمع منه، وإن كان الفقه والفتيا في قليل منهم.»

ويذكر القاضي عياض في مداركه أنه قبل المذهب المالكي، كان المذهب السائد في القيروان وما وراءها من المغرب، مذهب الكوفيين إلى أن دخل علي بن زياد وابن أشرس والبهلول بن راشد وبعدهم أسد بن الفرات وغيرهم بمذهب مالك فأخذ به كثير من الناس، ولم يزل يفشو إلى أن جاء سحنون فغلب في أيامه.

وقد ذهب الشيخ الشاذلي النيفر إلى القول بأن علي بن زياد هو في الحقيقة المؤسس الحقيقي للمدرسة التونسية- القيروانية- بأجل مظاهرها التي لا تزال إلى اليوم ممتدة الفروع، ثابتة الأصول، إذ هو الذي بث في المغرب- يعني الغرب الإسلامي- بكامله المالكية، فعمت جميع أقطاره بدون استثناء، وهو وإن شاركته المدرسة المصرية، فهو الذي دل عليها، ولولاه ما قصد سحنون ابن القاسم.

وبعد عودة الذين رحلوا لطلب العلم إلى بلادهم بدأت فكرة انتشار مذاهب فقهية معينة في بلاد المغرب خاصة مذهب أبي حنيفة النعمان ومذهب مالك بن أنس وبدرجة أقل مذهب الأوزاعي.

ثم كثر أتباع الإمام مالك وانتشروا في البلاد انتشارًا واسعًا حتى استحوذ هذا المذهب على الساحة الفقهية المغربية حتى صار لا يُفتى إلا به ولا يُولى إلا من انتسب إليه؛ وبذلك تشكل واقع متميز تمكن من القضاء على المذاهب المنافسة- أو تحجيمها على الأقل- حتى إن الرحالة المغاربة كانوا يتفاجؤون من تعدد المذاهب التي يرونها في رحلاتهم إلى المشرق إضافة إلى بعض التصريحات الدالة على هذه السيادة مثلما قال ابن التبان: «لو نشرت بين اثنين ما خالفت مذهب مالك» أو مثلما تعبر عنه بعض الأمثال الشعبية الشائعة: «سيدي خليل والألفية، الحكمة ثمة مخفية» دون أن ننضى تأثر القوانين الحالية بالمذهب المالكي.

ومما ساعد على نمو هذه العلاقة بين المغاربة والمذهب المالكي تفسير العلماء لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- «يُوشِكُ أَن يَضرِبَ النَاسُ أَكبَادَ الإِبِلِ يَطلُبُونَ العِلمَ فَلاَ يَجِدُونَ أَحَدًا أَعلَمَ مِن عَالِمِ المَدِينَةِ» فقد قال العلماء إن مالكًا بن أنس هو المقصود بالحديث، وكان هذا التفسير بمثابة الحجة الشرعية الدالة على مبلغ علم الإمام مالك، وهذه الميزة لا تتوفر لأي مذهب من المذاهب الأخرى. حتى قال محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطي (ت 1363هـ) في نظمه دليل السالك:

ووصـفُـهُ بعـــالـم المدينة *** فـيـه مـن الـفـوائـد الثمينة

أن حديث يوشكُ الذي اشتهرْ *** وكان في امتداحه نصا ظهرْ

ليس من المـذاهـب المتبعة *** مُــنـازعٌ فـيـه لـه فاتـبـعـهْ

إذ مالك عالمها والمنصرفْ *** لها في الاطلاق سُماه فاعترفْ

ولم يقع ضربٌ لأكباد الإبلْ *** لـغـيره كـمثـل مـاله فُـعِـلْ

ومِن مميزات هذا المذهب إذا تتبعناها نراها كثيرة، وأهمها تلك التي ترتبط بالأصول فهو: مذهب نبت على فقه الموطأ، المؤسس على الدعائم الصحيحة من الحديث والآثار وغير ذلك مما وقف عليه مالك بن أنس وبنى عليه مذهبه المدعم بما عليه الجماعة بالمدينة المنورة، ولشدة حرص هذا المذهب على اتباع هذه الأصول كان منهجهم تصحيح الروايات، وبيان وجوه الاحتمالات، مع ما انضاف إلى ذلك من تتبع الآثار، وترتيب أساليب الأخبار، وضبط الحروف على حسب ما وقع في السماع.

المحور الثالث: انتشار العقيدة الأشعرية

من الثوابت الدينية المشتركة: العقيدة الأشعرية في توحيد الله، وصفاته المثلى، أو مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري المتوفى سنة 324هـ.

إن العقيدة الأشعرية، كما هو معلوم، مذهب علمي فريد، استهدف تصحيح ما في علم الكلام من مزالق وأهواء المتكلمين المبتعدين عن نهج الإسلام القويم، وعن الغاية من عقيدته الأسمى. وهذا المذهب، في أصوله وجوهره، مذهب أهل السنة والجماعة، المؤسس على براهين وأدلة، من الكتاب والسنة، ولذلك التزمه الغرب الإسلامي عامة والمغاربة بصفة أخص الذين عضوا عليه بالنواجذ، بعد أن جرّبوا غيره من المذاهب التي لم تقنعهم، إذ لم يجدوا فيها ضالتهم المنشودة، في الإيمان والعقيدة، وفق الكتاب والسنة، ووفق مقتضى العقل الراجح والفكر السليم. فأصبح ثابتا من ثوابت الدولة المغربية ومعلما من معالمها وركنا منيعا من أركانها وارتبط فيها بنزعة وسطية تميل إلى التوازن في الاعتقاد والاعتدال فيه.

تنسب الأشعرية إلى أبي الحسن الأشعري وهو علي بن إسماعيل بن إسحاق. ولد سنة 260هـ في البصرة وتتلمذ على صفوة علماء عصره وعلى رأسهم أبو علي الجبائي.

وقد ظهرت براعته في علم الكلام والفقه والحديث والمناظرة. وكان ميالا إلى حياة الورع محافظا على النقل. بدأ حياته بالاعتزال ثم تراجع عنه وأعلن مذهبه المعارض للمعتزلة ووضع جملة من التآليف التي أظهر فيها فكره الأشعري ونقض حجج الخصوم. ومن بين ما ألّف في ذلك كله كتابه “العمد” وكتابه “مقالات الإسلاميين” وكتابه “الرد على المجسمة” وكتابه “اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع.”

لقد تراجع الأشعري عن مذهب الاعتزال لما وجد فيه من الغلو وتغليب العقل على النقل فتحول إلى الاعتدال السني القائم على التوفيق والدمج بين العقل والنقل في صياغة لفكر منسجم أثبت جدارته عبر قرون بمزايا الوسطية والاعتدال في الاعتقاد.

فأسس مذهبه على استقراء آراء الخصوم من أصحاب الملل والنحل والفرق الأخرى والرد عليها بتصنيفها وإقامة الدليل على ضعف مواقفها العقدية والفكرية. ثم يستنتج رأيه ويدلي به بكل صراحة ووضوح معلنا عن اتباعه للكتاب والسنة والاستنتاج العقلي في توازن متين ووسطية فكرية قلما نجد لها نظيرا في الإسلام عند الفرق الأخرى.

ولقد كانت القيروان المركز الأساسي لانطلاق الأشعرية، وانتشارها في الغرب الإسلامي، قبل منتصف القرن الخامس الهجري، إذ هي العاصمة العلمية في الغرب الإسلامي كله حينذاك، وقبلة طلاب العلم من كل جهة، ونقطة الانطلاق إلى المشرق. ومن أبرز علماء القيروان الذين عرفوا الأشعرية وأخذوا بها، إبراهيم بن عبد الله الزبيري، المعروف بالقلانسي، (ت:359)، والمعروف بمواقفه القوية ضد الشيعة، وبما تعرض له جراءها من أذى كثير. فقد ذكر البرزلي (ت:844)، أنه كان من مشايخ الأشعرية، ونَسَب إليه بعضَ آراء الأشعري، التي أدخلها القيروان. وكذلك كلٌ مِن: أبي ميمونة دراس بن إسماعيل الفاضي (ت:357)، فقد رحل إلى المشرق والتقى بأئمة الأشعرية، وأخذ عنهم، ثم حل بالقيروان مدرسا بها مدة، قبل أن يستقر بفاس.

والإمام ابن أبي زيد القيرواني، (ت386)، فقد رحل إلى المشرق والتقى بأئمة الأشعرية، وأخذ عنهم، كما كان وثيق الصلة بتلميذ أبي الحسن الأشعري: أبي محمد بن أحمد بن مجاهد، (ت:370)، وكانت بينهما مراسلات وتبادل مؤلّفات.

وللإمام أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت.403)، حامل لواء الأشعرية، أثر كبير في نشر مذهب الأشعري في المغرب، والسبب في ذلك أنه كان إلى جانب أشعريته في الأصول، مالكيا في الفروع، لذلك أقبل عليه طلبة العلم من المغرب يأخذون عنه المذهب المالكي والطريقة الأشعرية، في آن واحد. وممن أخذوا عنه من أهل المغرب مجموعة من العلماء، نذكر منهم: عبد الجليل بن أبي بكر الربعي، المعروف بالديباجي، وبابن الصابوني. وأبا عمران الفاضي (ت:430ه)، فقد رحل إلى بغداد سنة 399هـ وتلقى أصول المذهب عن القاضي الباقلاني، الذي أعجب بذكائه وحفظه، ولما رجع إلى القيروان وجلس بها وظهر علمه قصده الناس، من كل جهة. كما أرسل الباقلاني إلى المغرب عالمين من أبرز تلاميذه، لنشر مذهب الأشعري وبثه، وهما: أبوطاهر البغدادي الناسك الواعظ، وكان متقنا لعلم الكلام. والحسين بن عبد الله بن حاتم الأزدي الذي دخل القيروان واستوطنها.

كما كان لأبي ذر الهروي (ت:434ه) دور كبير في نشر الأشعرية في المغرب، بل هو الذي علم أهل المغرب هذا المذهب وبثه فيهم، فقد أقبل عليه طلبة العلم من المغرب لكونه كان يجمع بين الأشعرية في الأصول والمذهب المالكي في الفروع. قال ابن كثير:” والمغاربة إنما أخذوا الأشعرية عن أبي ذر الهروي”. وممن أخذ عنه: الإمام أبو عمران الفاضي، خلال رحلته إلى المشرق، وبعد رجوعه قام بنشر المذهب في المغرب، وعلى يده تم ترويج كتب الهروي، وتناسخها بين المغاربة.

إن ما حفز المغاربة وإخوانهم من باقي بلدان إفريقيا على الاهتمام بالعقيدة الأشعرية هو ما وجدوا فيها من الحفاظ على لب العقيدة وجوهرها ورفض التشبيه وترسيخ الوسطية التي تنبني على المزاوجة بين النص والعقل والدعوة إلى التأويل المعتدل .بالإضافة إلى دورها الكبير في إشاعة روح التسامح والحوار والتضامن والتآخي، ونشر ثقافة الاعتراف بالحقوق وأداء الواجبات، وبناء قيم السلام والتعايش بين الثقافات والأديان، وتثبيت فضائل الإيثار ومحاسن الأخلاق، وترشيد السلوكيات وتصحيح التصورات،  والانفتاح والاعتدال والسماحة والشمول والتوازن،  ونبذ التطرف والعنف والتعصب، وتعزيز التربية على المواطنة وإعمال الحق في التنمية الإنسانية ،ونشر القيم الأخلاقية السامية التي تدعو إلى تحقيق مجتمع تسوده رعاية حقوق الإنسان. وهذا يحتم تعميق الدراسات والأبحاث في الأدبيات الحقوقية العالمية من منظور عقدي، ومواصلة البحث في التأصيل الإسلامي لرعاية الحقوق، وأهمية المنهج العقدي في مجال تربية الفرد والمجتمع.

وبناء عليه فإن المغاربة وإخوانهم الأفارقة قد ألفوا في العقيدة الأشعرية بواسطة علمائهم الذين ذاع صيتهم واشتهروا في الآفاق في المغرب وباقي دول إفريقيا.

إننا في حاجة ماسة اليوم إلى إعادة الاعتبار إلى هذا التاريخ المغربي الإفريقي المشترك على مستويات العقيدة الأشعرية التي ضمنت للمغاربة وإخوانهم في إفريقيا إيمانا معتدلا راسخا بعيدا عن نزعات التطرف والإرهاب والتكفير الذي لا مبرر له.

والمذهب الأشعري– كما هو معروف– يمثل الوسطية والاعتدال في الإسلام، ويجمع ما بين الثبات والمرونة، ويدحض كل المكائد والأفكار المنحرفة التي تحاول تشويه الإسلام وتتهمه بالجمود.

ومن أبرز العلماء الذين يعتنقون هذا المذهب الإمام النووي شارح صحيح مسلم وصاحب رياض الصالحين، والإمام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري في كتابه الكبير فتح الباري، ومن العلماء من أهل التفسير وعلوم القرآن كل من القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والسيوطي والألوسي والزرقاني، ومن أهل الحديث وعلومه الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والعز بن عبد السلام والهيثمي وابن حجر.

وخلاصة القول: إن العقيدة الأشعرية هي العقيدة الرسمية في الغرب الإسلامي كله، وقد قال ابن عاشر، منذ القرن العاشر، مبينا أسس منظومته المشهورة، على ثوابت الأمة المغربية:

وبعـد فالعـون مـن الله المجـيـد *** فـي نظم أبيات للأمي تفيد.

في عقد الأشعري وفقه مـالـك *** وفـي طريقة الجنيد السالك.

المحور الرابع: التصوف

بدخول الإسلام أرض المغرب على يد الصحابة، واستقراره على يد المولى إدريس الأكبر ثم بعده المولى إدريس الأزهر، كانت إفريقيا على موعد مع طلوع شمس الإسلام عليها من بوابة المغرب بعد أن أشرق على مصر والحبشة من بوابة المشرق. وإن كان امتداده عن طريق المغرب أوسع باعتبار الدول المتعاقبة على حكم المغرب وعلاقاتها بالدول الإفريقية من جهة، ثم لكون المغرب قطبا تجاريا ومحطة عبور للقوافل التجارية المتجهة من وإلى إفريقيا من جهة أخرى.

فكان تدين أهل القارة السمراء يحمل طابعا مغربيا تميز بالتوجه الصوفي الروحي المتماهي مع وحدة العقيدة الأشعرية والأخذ بمذهب الإمام مالك في الأحكام الشرعية الفقهية. حيث كان الطابع الأخلاقي يجسد التربية الصوفية لدى الأفارقة من جهة، والتبادل والتفاعل العميقين بين المغرب وإفريقيا من جهة أخرى.

ولقد تأثرت بلدان إفريقيا بتصوف أهل المغرب من خلال تلاميذ الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش والشيخ أبي الحسن الشاذلي، فأنشئت رباطات وزوايا كان لها أتباع كثر بكل من الجزائر وتونس على عهد الدولة الحفصية، وكذا ليبيا مع الدولة السنوسية، وصولا إلى السنغال ودولة ماسنا في مالي والدولة السوكتية في نيجيريا والتشاد والسودان وإثيوبيا وغيرها.

وكانت مظاهر التدين عندهم تمتح من الحقل الصوفي أخلاقا وسلوكا والتفافا حول الشيوخ المربين، كما كانت مناسباتهم وثقافاتهم تترجم مدى تأثرهم الروحي بالحقل الصوفي، كما التزموا في طرقهم وتربيتهم الصوفية بالأخذ عن الشيخ المربي المأذون، فانتمى أغلب المسلمين في الدول الإفريقية إلى الطريقة القادرية أو التيجانية أو المريدية، معتمدين في طرقهم تلك على الأذكار بأعداد وأوراد معلومة وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتحسين الجانب الأخلاقي لدى المريد، بتربيته على الزهد والكرم والتسامح.

إن الطرق الصوفية في إفريقيا ملأت ذلك الفراغ المهول الذي صنعته الخرافة على مدى قرون في عقول الناس، بشكل جعل الكثير منهم يمارس الطقوس الوثنية ويؤمن بتأثير قوى سحرية خارقة على الإنسان، فكانت الحركة الصوفية بمثابة الدواء والعلاج لتعليق هذا الإنسان بالإله الواحد وتعريفه بمصيره وربطه بقصده الأصلي الذي وجد لأجله كما كانت الطرق والزوايا الصوفية مراكز علمية تخرج منها علماء في شتى الدول الإفريقية وتركوا مؤلفات تشهد برسوخهم في علوم الشريعة والحقيقة معا، بالإضافة إلى كونها الحجر الأساس للدفاع عن عقيدة تلك الدول وحدودها ومقدساتها،  فانطلقت منها الحركات الجهادية التي حاربت المحتلين والمستعمرين.

ومما تجدر الإشارة إليه هو توحد دول القارة الإفريقية روحيا كما توحدت على مستوى التمذهب العقدي والفقهي، فأغلب ساكنة دول إفريقيا هم صوفية وأغلبهم تيجانيون في مشربهم الصوفي، كما أن أغلبهم أيضا مالكيون فقها وأشعريون عقيدة، الشيء الذي يعطي مؤشرا قويا على عمق الروابط التاريخية والدينية بين تلك الدول بفضل تصوفهم السني والتزامهم السلوكي، كما يدل عليه رحلة شيوخ الطرق بين الأقطار ولقاءاتهم ببعض كما هو الحال عند شيوخ التيجانية.

لقد انتشرت الصوفية في إفريقيا بفضل جهود الشيوخ المربين، الذين نشروا الإسلام فقها وسلوكا وعقيدة، فهم من أدخل الإسلام إلى عامة تلك الدول، بل إنهم هم من واجه حملات التنصير التي مهدت للاستعمار وبقيت عقب خروجه، ففضل الزوايا الصوفية على ترسيخ الإسلام وبقائه وامتداده في إفريقيا كبير، وتأثيرها ظاهر بشكل ملحوظ. ونظرا لتشبث الأفارقة بالإسلام. نجد طوائف منهم تأثروا واغتروا بتيارات ودعوات متشددة لبَّست عليهم بدعاوى عريضة نحو إقامة السنة ومحاربة البدع والشرك، وطوائف أخر استهجنت تلك الدعوات، وتمسكت بموروثها وانتمائها الروحي وهويتها الدينية التي صبغتها منذ قرون.

والتصوف الإسلامي– كما هو معلوم- مظهر من مظاهر الزهد الذي تطور في العصر الأول للإسلام وخاصة زمن الصحابة والتابعين، وقد ظهر التصوف الإسلامي في السنغال منذ عهد المرابطين الذين أدخلوا الإسلام في المنطقة بصفة رسمية في القرن الحادي عشر الميلادي، وكان يغلب عليهم حياة الزهد والتقشف ومجاهدة النفس.

ومن أشهر الطرق الصوفية في السنغال: القادرية والتيجانية والشاذلية، ويكاد يجمع معظم السنيغاليين على ضرورة الانتساب إلى طريقة صوفية، ولا يتم إسلام المرء دون تعلق بشيخ صوفي يهديه ويرقيه وذلك اتباعا واعتقادا بالأثر الصوفي القائل” من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه“.

وقد تم نشر هذه الطرق بواسطة الشيخ أحمد البكاي الكنتي الذي لقي الشيخ عبد الكريم المغيلي وأخذ عنه.

وانتشرت الطريقة التيجانية في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا منذ حياة المؤسس الشيخ أحمد التيجاني، الذي كان له الفضل في نشر هذه الطريقة.

ولا نستطيع أن ننكر جهود الشيخ عمر الفوتي تال التكروري (ت1864م). وقد أخذ الشيخ عمر الفوتي الطريقة التيجانية عن الشيخ مولود فال، وعن الشيخ عبد الكريم بفوتا جالون، وفي عام (1827م) ذهب الشيخ عمر إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج وقد لقي هناك الشيخ محمد الغالي وأعطاه من جديد الورد التيجاني بعد أن لازمه ثلاث سنوات وخدم له ثم جعله مقدما للطريقة التيجانية وخليفة للشيخ أحمد التيجاني في البلاد السودانية. وللشيخ عمر مدونات وكتب في الطريقة التيجانية منها:

  • كتاب (تذكرة المسترشدين وفلاح الطالبين).
  • كتاب (ديوان سفينة السعادة لأهل الضعف والنجادة) وغيرها.

والتاريخ الإسلامي المجيد حافل بالرموز الروحية التي كانت وما تزال تعيش في ضمير الأمة المغربية، فهي مصدر إشعاعها الوجداني الروحي، ومثلها الأعلى في الالتزام بالشريعة الإسلامية السمحة.

والإمام الجنيد رحمة الله عليه واحد من أولئك الذين تركوا بصماتهم واضحة في الحقل الصوفي، بسيرته العطرة، وبمنهجه السلوكي التربوي الذي جمع فيه بين العلم والعمل به، ووُصف بسلوك طريق الرياضة ومجاهدة النفس من أجل بلوغ مرتبة الإحسان، والتحقّق بأعلى الكمالات الخلقية.

كان هذا التوجه الشرعي هو الذي جعل منهج الإمام الجنيد ينال القبول والاستحسان من الفقهاء والصوفية على السواء،  فلم ينكروا عليه شيئا من مسلكه، بل اعتمدوه وساروا على دربه، لما يمتاز به من رسوخ وتمكين، واعتدال وصحو، وربط بين الحقيقة والشريعة، وهذا ما يفسر ذيوع طريقته الصوفية في المشرق والمغرب، فهي مبنية على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،متمسكة بالأصول الشرعية من توحيد كامل، وإيمان راسخ، ويقين ثابت، ساعية إلى تحقيق أعلى المراتب الخلقية الرفيعة، التي نادى بها ديننا الحنيف، فكانت من أسسه ومقوماته المحققة للمعرفة الإلهية، والقرب من الحضرة الربانية.

المحور الخامس: جهود العلماء الأفارقة في نشر الثقافة العربية والإسلامية

قد كان للممالك والعواصم والمراكز العلمية، التي ذاع صيتها في غرب إفريقيا مثل: تمبكتو وجنى وأغاديس وكنو وكتشنا الفضل العظيم، في نشر الثقافة العربية والإسلامية، وازدهرت الثقافة العربية والإسلامية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر من الميلاد.

تلك الفترة التي اشتهرت بكثرة علمائها ومؤلفاتهم العلمية، والتي أسهمت بدور كبير في نشر الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا وخارجها، وقد حفلت مدينة تمبكتو –العاصمة الثقافية لإمبراطورية سنغي– بالعديد من مشاهير العلماء الذين ألفوا في شتى العلوم الدينية واللغوية والتاريخية.

ومن أشهر علمائها؛ الشيخ أحمد بابا التمبكتي. لم يحظ عالم في تمبكتو بمثل سعة علمه وشهرته، وكان عالماً موسوعياً، مؤرخاً، عالماً بالشريعة، ومن المتبحرين في اللغة العربية وآدابها، يذكر مترجموه أنه ألّف ما يزيد على أربعين كتاباً. وقد درس في دولة سنغي وخارجها، وذلك في مدينة مراكش المغربية لما نُـفي إليها، وحضر دروسه مئات من طلاب العلم في مراكش وخارجها.

ومن أشهر مؤلّفاته: (كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج)، وهو كتاب ذيَّـل به كتاب ابن فرحون المالكي (الديباج في معرفة أعيان علماء المذهب)، وله شرح على (مختصر خليل)، و(كفاية المحتاج)، و(معراج الصعود) وغيرها من الكتب.

ومن العلماء الذين أسهموا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في السودان الغربي في عهد إمبراطورية سنغي؛ المؤرخ المشهور الشيخ محمود بن كعت الكرمني صاحب كتاب (تاريخ الفتاش).

ومنهم الشيخ العاقب بن عبد الله الأنسمني الأغدسي، وهو فقيه نبيه زكي الفهم ,حاد الذهن, وقّاد الخاطر, مشتغل بالعلم، وله كتاب: (الجواب المحدود عن أسئلة القاضي محمود).

ومن العلماء الأفارقة الذين لهم إسهامات في الثقافة العربية الإسلامية؛ الشيخ أحمد فورتو البرنوي، وله كتاب في التاريخ.

وفي هذا المجال أيضاً: الشيخ محمد بلو بن عثمان بن فوديو، وله مؤلّفات عدة، ومن أشهرها (إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور).

ومن علماء مالي: الشيخ أحمد حمد لبو الماسني، وكان له جهود في نشر المدارس القرآنية في مالي.

ومنهم: الشيخ عبد القادر كن (1728م –1810م) مؤسس الدولة الإمامية فيحوض السنغال، وكان للشيخ عبد القادر كن دور كبير في إنعاش الثقافة الإسلامية ونشرها في السنغال.

ومنهم: الشيخ محمود بن عمر باه مؤسس المدارس النظامية في غرب إفريقيا، وبخاصة مدارس الفلاح، وقد افتتح حوالي 77 مدرسة عربية في غرب إفريقيا.

خاتمة

في إطلالة سريعة على الثوابت الأربعة التي تجمع شعوب إفريقيا بدولة المغرب، نرى بكل وضوح أنها عامل وحدة بين بعضها البعض، وهي ثوابت بالغة الأهمية في باب حراسة الدين.

ومن ثمار عناية أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس- أيّده الله بنصره – بالبلدان الإفريقية، وهي كثيرة، هذه المؤسسةُ العلمية الإفريقية التي تحمل اسم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي مقرها بفاس منارِ العلمِ والإيمان ،وهي تجمع في بداياتها صفوة من عالمات القارة وعلمائها، لِتَبادُلِ الرأي، والتواصـي بالحق والتواصي بالصبر، والنقاش فيما يهم قارتنا وعلماءَ ديننا وشريعتنا، وما يُمَكِّنـُهم من أن يُسهموا به في تحقيق الأمن المعنوي لقارتهم، والحفاظ على تراثها الإفريقي الإسلامي، ومع بروز ثمرات عمل هذه المؤسسة، إن شاء الله، سيرى الجميع الآثار الحميدة لهذا العمل النبيل من أجل صيانة الثوابت الدينية للمسلمين في إفريقية ومن ثمة الإسهام في الأمن الروحي والأمن العام لهذه البلدان وأمن العالم أجمع.

والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل

 المصادر والمراجع

  • أحكام القرآن المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ).
  • إرشاد السالك إلى أفعال المناسك المؤلف: برهان الدين إبراهيم بن فرحون المدني المالكي (المتوفى: 799هـ/1397م).
  • بحر العلوم المؤلف: أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي(المتوفى: 373هـ).
  • بداية المجتهد ونهاية المقتصد المؤلف: أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد (المتوفى: 595هـ).
  • البرهان في علوم القرآن المؤلف: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ).
  • التصوف السني: حال الفناء بين الجنيد والغزالي. الكاتب: مجدي محمد إبراهيم. الناشر: مكتبة الثقافة الدينية.
  • تفسير الماوردي: النكت والعيون المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ).
  • الجامع من المقدمات، للإمام القاضي الفقيه النظار الأصولي المتكلم أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الحفيد الأندلسي (ت595هـ).
  • جهود علماء السنغال في خدمة المذهب الأشعري من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلادي، تأليف د. محمد بشرى عيسى جيي.
  • فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي.
  • الفتح الرباني والفيض الرحماني اسم المؤلف: عبد القادر الجيلاني.
  • الكافي في فقه أهل المدينة المؤلف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ).
  • كتاب التصوف في المغرب العربي وأفريقيا، د: محمد المختار جيي.
  • لوامع الدرر في هتك أستار المختصر شرح «مختصر خليل» للشيخ خليل بن إسحاق الجندي المالكي (ت: 776 هـ).
  • مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ).
  • مـشـكـاة الأنـوار ومـصـفـاة الـأسـرار المؤلف حجة الإسلام الإمام/ محمد أبو حامد الغزالي (ت:505هـ).
  • معالم التنزيل في تفسير القرآن: تفسير البغوي المؤلف: محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى: 510هـ).
  • المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ).

تحميل المقال بصيغة PDF