مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

جهود علماء المغرب الأقصى في نشر الثقافة والحضارة الإسلامية بغرب إفريقيا عبر التاريخ

الأستاذ الحسين حديدي
الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله بسيدي إفني- المملكة المغربية

جهود علماء المغرب الأقصى في نشر الثقافة والحضارة الإسلامية بغرب إفريقيا عبر التاريخ

مقدمة

لا يجادل أحد في أهمية الانفتاح والتلاقح الحضاري بين بلدان شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء، هذا الانفتاح الذي تعزز وتطور مع بدايات انتشار الإسلام بالشمال الإفريقي في القرون الأولى للهجرة، مما حدا بالمنتسبين له إلى نشر تعاليمه بين ساكنة دول جنوب الصحراء. ومن ثم كانت آثار الدين الإسلامي بادية للعيان ثقافة وحضارة وصرحا علا في الأفق، ومنارا جذب بنوره إليه عددا مهما من الأفارقة من مناطق غرب إفريقيا، ممن تمكنوا من تكوين ممالك إسلامية رائدة، مثل مملكة غانة ومملكة مالي ومملكة سنغاي وكانم بورنو، ومملكة ماسنا وغيرها من الممالك الإسلامية التي أسهم علماؤها وملوكها بشكل لافت في نشر قيم الثقافة والحضارة الإسلامية على نطاق واسع، قبل أن يتدخل الاستعمار الأجنبي في تقويض هذه التجربة، ودعم حملات التبشير المسيحية، لاسيما في القرن 19م، وما ترتب عن ذلك من بسط الاستعمار لثقافته وحضارته في ظل مقاومة محلية شرسة.

فما هي جهود علماء المغرب الأقصى في نشر قيم الثقافة والحضارة الإسلامية بغرب إفريقيا؟

أولا: أسباب ودواعي انفتاح علماء المغرب الأقصى على مناطق غرب إفريقيا في العصر الوسيط

1 – الوضع العام بغرب إفريقيا قبل وصول تعاليم الدين الإسلامي

عرفت إفريقيا الغربية شأنها شأن باقي مناطق إفريقيا جنوب الصحراء انتشار الفعل الأرواحي قبل مجيء الإسلام، المتمثل في تقديس أهالي غرب إفريقيا للأرواح الموجودة بالمخلوقات الطبيعية والحيوانية، وعبادة الروح في الجمادات والأجسام الضخمة، والاعتقاد في هذه الطقوس البدائية أنها تحمي الناس من الأذى وتجنبهم أخطار الطبيعة، وتجلب لهم السعادة. وعليه، فقد عرف الباحث الدكتور سعيد سامي مفهوم الأرواحية «بكونها فعل إنساني: يستهدف تحقيق الأمن الروحي والسلام الاجتماعي، واحترام النظام بالخضوع للشرائع والأحكام، وعدم إتيان المحرمات… كما قامت على عبادة الأسلاف والتضامن بين أفراد العشيرة والولاء لرموزها المؤسسة»[1].

إن الحديث عن المفهوم الأرواحي يذهب بنا إلى تفسير هذا المصطلح، الذي يبدو أنه مشتق من كلمة الروح التي هي المسؤولة عن الحياة والاستمرارية في كل مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، ومن ثم كان من الضروري توفير الحماية للجسم الحامل لهذه الروح والاعتناء به في الحياة وبعد الموت، اعتقادا بفكرة خلود الروح بعد الموت. وقد تحدث القرآن الكريم في عدة آيات عن حال الأقوام السابقة، التي اتخذت من الأرواحية دينا لها، ومنه قول إبراهيم عليه السلام معاتبا قومه على عبادة الأصنام: «أئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللهِّ تُريِدُونَ»[2].

وهي قصة بليغة تبرز الصراع العقائدي بين معتقدات وثنية، ورسالة سماوية خالدة، في كل العصور السابقة على ظهور الإسلام، ومنها حال العصر الجاهلي، الذي تميز بعبادة قريش لعدد من الأصنام واعتقاد نفعها وتحكمها في الإنسان والطبيعة، إلى أن أرسل الحق سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لتطهير الناس من عبادة الأوثان إلى عبادة الملك المنَّان، والإقرار له بالتوحيد.

والوضع نفسه عاشته عدة مناطق في العالم، ومنها إفريقيا الغربية. فالفعل الأرواحي يسيطر على العقول وامتلاك القلوب، وسار المنقذ الوحيد والدافع لكل مكروه، إنها عقلية ربطت الإنسان بالأرض وجمدت فكره وعقله، وجعلت منه عبدا لرموز الطبيعة، بعد أن محت منه إمكانية التأمل في الوجود والتفكر في ملكوت الله. فقد مارس أهل السودان طقوسهم الوثنية بطرق مختلفة وبكل حرية، فمنهم من لجأ إلى عبادة الدكاكير[3]، التي أشار إليها البكري، في معرض حديثه عن أحوال السودان الغربي بقوله: «… بالغابة المقدسة وحول مدينة الملك، قباب وغابات وشعراء، يسكن فيها سحرتهم، وهم الذين يقيمون دينهم وفيها دكاكيرهم وقبور ملوكهم»[4]. كما قدس أهالي السودان الغربي الأفاعي، مثل الثعبان الذي قدسته قبائل السوننك بغانة، والذي يعتبرونه المسؤول عن الرخاء الاقتصادي والاستقرار البشري، وحامي الديانة الوثنية. فقد تحدث البكري عن هذه العبادة بقوله: « وهم صنف من السودان يعبدون حية كالثعبان… ومسكن قوم منهم متعبدين معظمين لتلك الحية»[5].

وارتباطا دائما بالفعل الأرواحي، فقد عرفت قبائل الدغون بالسودان الغربي عبادة أجسام طبيعية ضخمة، ومنها صخرة ديان كيدي، التي سقطت من السماء فأحدثت هوة عظيمة امتلأت بالمياه، واعتبرت مكانا لعبادة قبائل الماندي والدغون، كما كانت سندانا للحدادين.[6] ولم تقف الممارسة الأرواحية عند هذا الحد، بل تم تبجيل السحرة والعرافين والإيمان بخوارقهم، في جلب المنافع ودرء المفاسد، وحماية أنفسهم من القوى الشريرة التي تهدد حياتهم.[7]

هكذا كان الفعل الأرواحي فعلا إنسانا يقتضي السيطرة على قوى الطبيعة وتسخيرها لخدمة مصالح الإنسان، من خلال الاهتمام بعبادة الأرواح (الأجداد)، لضمان هذه السيطرة والتقرب منهم، بمجموعة من الطقوس والمعتقدات، التي تجلب لممارسيها الخير وتدرء عنهم الشر، وبذلك مارست الأرواحية نوعا من السيطرة الاجتماعية والروحية، على معتنقيها من خلال التحكم مبدئيا في سلوكاتهم وتصرفاتهم، ودفعت بهذه الشعوب إلى الإيمان بالسحر والعرافة في تغيير الظواهر الطبيعية. فكيف تخلص أهالي غرب إفريقيا من عبادة هذه الطقوس؟ وكيف تخلوا عن عبادة الأسلاف والأجداد إلى عبادة رب العباد؟ وما السبل التي مكنتهم من اعتناق الدين الإسلامي؟ وما علاقة سكان المغرب الأقصى بذلك؟

2 – دور الدعاة والتجار المغاربة في انبعاث الممالك الإسلامية بغرب إفريقيا

كما سبق القول، فقد كانت مناطق غرب إفريقيا شأنها شأن باقي ربوع المعمور- قبل ظهور الإسلام- غارقة في معتقداتها الأرواحية[8]، ممارسة لها بكل حرية عبر تقاليد وطقوس وثنية، الغاية منها حماية الفرد والمجتمع من أخطار الطبيعة، وتسخير هذه الأخيرة في خدمة الإنسان. وظل أهالي غرب إفريقيا أوفياء لهذه المعتقدات، والارتباط بآلهة وثنية تحالف معها الأجداد، فصارت طاعتها ملزمة للأحياء، إلى أن تبين عجزها وفشلها الذريع في حماية الإنسان، بعدما ظهرت معجزات الديانة السماوية الوافدة، ومقوماتها الدينية الثابتة، وقواعدها الصلبة التي ظهرت ببيئات أرواحية سابقة (شبه الجزيرة العربية مثلا)، فطهرت الإنسان من رموز الشرك وأوحاله، وربطته بمولاه وخالقه. وهذا ما تأتى بغرب إفريقيا مع ظهور عدة ممالك سودانية رفعت شعار نشر الإسلام وإشاعة العلم، والانفتاح على المجتمعات الإسلامية الأخرى عن طريق دعم الصلات التجارية والفكرية. وهذا ما سنعمل على توضيحه بدءا بإعطاء لمحة موجزة عن أهم ممالك السودان الغربي التي شاع بها الإسلام وتجذرت بها الثقافة والحضارة الإسلامية، انطلاقا من تخوم الصحراء الشمالية.

  • أ- انتشار الإسلام في مملكة غانة مع الدعاة

تأسست مملكة غانة ما بين القرنين 3 و5 الهجريين، وكانت تضم المناطق الواقعة إلى الشمال من نهر السنغال، وكذا نهر النيجر إلى مشارف الصحراء الكبرى، ووصلت تخوم هذه المملكة إلى أوداغست Awdaghost. وانتشر بها الإسلام على يد التجار المسلمين، وكانت كومبي صالح العاصمة الغانية أهم مدن هذه المملكة، حيث وصفها الجغرافي أبو عبيد الله البكري بأنها مدينتان، إحداهما للملك والثانية للمسلمين، بها اثنا عشر مسجدا: «ومدينة غانة مدينتان سهليتان، إحداهما المدينة التي يسكنها المسلمون، وهي مدينة كبيرة فيها اثني عشر مسجدا…، ومدينة الملك على ستة أميال من هذه، وتسمى بالغابة…، وفي مدينة الملك مسجد يصلي فيه من يفد عليه من المسلمين»[9]. وهذا الجغرافي الإدريسي تحدث هو الآخر عن تاريخ هذه المملكة التي شاع بها الإسلام، قادما إليها من الشمال بقوله: «وغانة مدينتان على ضفتي البحر الحلو، وهي أكبر بلاد السودان قطرا وأكثرها خلقا وأوسعها متجرا، وإليها يقصد التجار المياسير من جميع البلاد المحيطة بها ومن سائر بلاد المغرب الأقصى، وأهلها مسلمون»[10].

ونتج عن تعرف أهل هذه المملكة على الدين الإسلامي وحضارته الخالدة، أن بلغت هذه المملكة أوج عظمتها، في الفترة ما بين القرن 3هـ إلى منتصف القرن 5هـ /9 – 11م، حيث امتدت رقعتها من نهر النيجر إلى ساحل المحيط الأطلسي غربا عند حافة الصحراء الكبرى،[11] وحدد الإدريسي مكانها بدقة بقوله: «تتصل من غربيها ببلاد مفزاوة، ومن شرقيها ببلاد ونقارة، وبشمالها بالصحراء (…) وتتصل بجنوبها بأرض الكفار من اللملمية وغيرها»[12].

والباحث في تاريخ هذه المملكة التي كانت غارقة في تقاليدها الوثنية قبل مجيء الإسلام، يدرك تماما الدور الكبير الذي لعبه التجار المسلمون في حمل ساكنتها على الامتثال لتعاليم الثقافة الإسلامية، كما أشار إلى ذلك الجغرافي أبو عبيد الله البكري.[13] إذ سرعان ما تبدلت أحوالها واستقامت عقيدتها بحلول الدين الجديد مع فئة التجار العرب، خاصة التجار الخوارج، الذين انتشروا في الغرب الإسلامي ككل، بعد اضطهادهم في الشرق من قبل أهل السنة، فكان لامتهانهم التجارة دور مهم في انفتاحهم على بلدان ما وراء الصحراء المعروفة بتجارة الذهب والعبيد، بفضل مرونة تعاليمهم المذهبية القائمة على السلم وقبول الآخر، وذلك ما عبر عنه الباحث محمود إسماعيل بقوله: «فهما (الإباضية- الصفرية) أكثر فرق الخوارج ميلا للمسالمة والتسامح مع المخالفين»[14].

وعليه، فقد دخل الإسلام إلى أرض الذهب بالطريق السلمي ودون غزو عربي يذكر.[15] وإنما بفعل الحوار والتعايش وقبول الآخر، إذ رسخ التجار الإباضية قدم الإسلام بمنطقة غرب إفريقيا، عن طريق تنظيمهم لتجارة القوافل الصحراوية، وتركيزهم في دعوتهم للدين الجديد على الملوك والحكام وكبار الرعية ورؤساء القبائل لضمان تأمين مواردهم التجارية، وهو ما جعل بعض الباحثين ينعت الإسلام بالمنطقة في هذه الفترة على أنه إسلام نخبوي لم ينفذ إلى قلوب العامة.[16]

فبهذه الأخلاق والمزايا التي عرف بها التجار المسلمون والدعاة، تأثر ملك غانة، الذي كان يعبر عن حبه للإسلام والمسلمين. ويزكي هذا الكلام، الذي يوحي بهذا السلوك الحسن والتأثر المعلن، ما أورد البكري عن ملك غانة بسي، الذي توفي عام 455هـ /1063م، قال: «كان محمود السيرة محبا للعدل مرثدا للمسلمين.»[17] كما كان ابن أخته تنكامنين الذي خلفه في الحكم يعتمد أساسا على المسلمين في تسيير دواليب الحكم، متخذا منهم تراجمته وأكثر وزرائه.[18]

لقد ترتب إذن عن احتكاك التجار المسلمين الوافدين من المغرب بالأفارقة القاطنين بغرب إفريقيا، أن انتشر الإسلام تدريجيا بين الأفارقة انطلاقا من الحواضر، التي امتد تأثير إشعاعها الديني والروحي إلى المناطق المجاورة لها.[19] وقد حدد الجغرافيون العرب موطن غانة أو بلد أوكار[20] بين وادي النيجر الأدنى شرقا والمحيط الأطلسي غربا، وبين صحراء الملثمين شمالا ومنابع النيجر والضفة اليمنى لنهر السنغال جنوبا.[21]

والجدير بالذكر أن هذه المملكة التي زحفت على مجالات شاسعة من مجال الصحراء، لم يكتب لها أن تعمر طويلا رغم المقومات الاقتصادية المهمة التي كانت بمجالها، ورغم القوة العسكرية التي توفرها أعداد جيوشها التي قدرها البكري بحوالي مائتي ألف، منهم أزيد من أربعين ألف رماة[22]، إلا أن سقوطها واندراسها يلفه اللبس والغموض، مما دفع عددا من الباحثين إلى القول بغزوها من طرف الحركة المرابطية، وهو ما فنده الباحث أحمد الشكري في كتابه «مملكة غانة وعلاقتها بالحركة المرابطية»، من خلال إيراده لعدد من الأدلة المستوحاة من مصادر معاصرة، تكذب أطروحة الغزو المرابطي، وترجع فرضية سقوط مملكة غانة لأسباب داخلية محضة.[23]

كانت هذه معطيات سريعة عن مملكة غانة وعن انتشار الإسلام بها؛ فماذا عن مملكة مالي أو ملل؟ وهل تمكنت هذه المملكة من ترسيخ الحياة الفكرية والدينية بالغرب الإفريقي؟

  • ب – تطور الإسلام في مملكة مالي

تأسست مملكة مالي على أنقاض مملكة غانة، التي تعرضت لهجوم قبائل الصوصو الوثنية، ودور سوندياتا (الزعيم المالي) في الإطاحة بحكمهم، وتأسيس مملكة مالي، وتوحيد قبائل الماندينغ. فقد قال عنه ابن خلدون: «… وكان ملكهم الذي تغلب على سلطان صوصو، وافتتح بلادهم وانتزع الملك من أيديهم، اسمه ماري جاطة»[24]. ومضى هذا الزعيم في حكم مالي مدة 25 سنة، خلفه بعد وفاته عدد من الملوك، أهمهم منسى موسى الحاج ومنسى سليمان[25].

والذي لا مراء فيه، أن الدولة المرابطية التي انطلقت من أقصى غرب الصحراء الكبرى، وتمكنت من توحيد المغرب والأندلس، كان لها تأثير كبير في نشر الإسلام بغرب إفريقيا من خلال دعاة المالكية وعلمائها، الذين منهم من فضل التوغل جنوبا لنشر الإسلام بين سكان غرب إفريقيا وملوكها. فقد تحدث البكري عن قصة إسلام أحد ملوك مالي، بقوله: «وملكهم يعرف بالمسلماني، وإنما سمي بذلك لأن بلاده أجذبت عاما بعد عام، فاستسقوا بقرابينهم من البقر حتى كادوا يفنونها… وكان عنده ضيف من المسلمين يقرأ القرآن ويعلم السنة، فشكا إليه الملك ما دهمهم من ذلك، فقال له: أيها الملك، لو آمنت بالله تعالى وأقررت بوحدانيته وبمحمد عليه الصلاة والسلام…، فلم يزل به حتى أسلم وأخلص نيته، وأقرأه من كتاب الله ما تيسر عليه، وعلمه من الفرائضـ [كذا] والسنن ما لا يسع جهله…، فأمر الملك بكسر الدكاكير وإخراج السحرة من بلاده، وصح إسلامه وإسلام عقبه، وخاصته وأهل مملكته مشركون، فوسموا ملوكهم منذ ذاك بالمسلماني»[26].

ونظرا لما تميز به المذهب السني المالكي من صرامة في تطبيق الدين الإسلامي، الذي عم غرب إفريقيا، فقد كان يطلق على دعاته اسم (توري) في مقابل الخوارج الذين كانوا يسمون بصغنغو.[27] والدليل على انتشار المذهب المالكي بالمنطقة، إقرار منسى موسى إبان رحلته لمصر أنه مالكي المذهب، واقتناؤه منها عدة مصادر وبعض الكتب في الفقه المالكي.[28] واهتمامه ببناء المساجد والمدارس والمراكز التعليمية، واقتناؤه للكتب، وإحياؤه لليالي رمضان وليلة عيد المولد النبوي على شاكلة البلاط المريني بالمغرب.[29]

بل إن هذا الزعيم وسع رقعة الإسلام بهذه المملكة التي زارها الحسن الوزان، وقال عنها: «تمتد على طول أحد فروع النيجر في مسافة نحو ثلاثمائة ميل… وتحدها غربا غابات مهجورة تمتد إلى المحيط وشرقا إقليم كاغو… والسكان أغنياء بفضل تجارتهم، إذ يزودون غِينيا وتمبكت بكثير من المنتجات، ولهم مساجد كثيرة وأئمة، وأساتذة يدرسون في المساجد لعدم وجود المدارس، وهم أكثر تحضرا وذكاء واعتبارا من بين جميع السود، لأنهم كانوا من السباقين إلى اعتناق الإسلام»[30].

وكان من نتائج هذا الانفتاح المبكر لمملكة مالي على الجوار العربي والإسلامي، أن ترسخت بها قيم الحضارة الإسلامية وتعاليمها، فقد نوَّه الرحالة المغربي ابن بطوطة بالمظاهر الإسلامية لأهل مالي، وذكر حفاظهم على الصلاة والتبكير إلى المساجد يوم الجمعة، لحضور الصلاة مع الإمام، ولبسهم البياض من الثياب. وهي عادات وخصال إسلامية محمودة، لخصها ابن بطوطة في قوله: «منها مواظبتهم على الصلوات، والتزامهم لها في الجماعات، وضربهم أولادهم عليها. وإذا كان يوم الجمعة ولم يبكر الإنسان إلى المسجد، لم يجد أين يصلي لكثرة الزحام…، ومنها عنايتهم بحفظ القرآن العظيم، وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه»[31].

هذا التأثير الإسلامي، أدى إلى تفكك العادات الوثنية شيئا فشيئا، وحلول القيم الإسلامية بديلا عنها، واكتساب الأهالي الأسماء العربية، والتشبع من معين الفكر الإسلامي. كما كان من نتائجه تلاشي الفوارق الطبقية، ونسب الولد لأبيه في العلاقات الاجتماعية.[32]

وقد شاع عن الملك منسى موسى حبه لرجال العلم، فقد ذكر ابن بطوطة بعض خصاله ومزاياه الحميدة، ومنها إجزاله العطايا على العلماء البيضان.[33] وبلغت الثقافة الإسلامية أوجها في عهده، لاسيما بعد حجته الشهيرة لمكة المكرمة عام 1324م، حيث صار ملوك غرب إفريقيا فيما بعد على نهجه في حج بيت الله الحرام، وأعظمهم الحاج الأسكيا محمد الكبير[34]. واهتمامه ببناء المساجد وإصلاحها، وهو ما يفسر كثرة المساجد المشيدة بهذه المملكة التي أشار إليها كل من ابن بطوطة وعبد الرحمان السعدي[35].

وبانتشار الإسلام عم العدل والأمن أرجاء مملكة مالي في عهد منسى سليمان، حيث حظي القضاة والعلماء بهالة من الاحترام والتقدير، جعلت ابن بطوطة يشيد بإشاعة العدل والأمن بمملكة مالي بما نصه: «… قلة الظلم، فهم أبعد الناس عنه، وسلطانهم لا يسامح أحدا في شيء منه، ومنها شمول الأمن في بلادهم فلا يخاف المسافر فيها ولا المقيم من سارق ولا غاصب، ومنها عدم تعرضهم لمال من يموت ببلادهم من البيضان ولو كان من القناطر المقنطرة، إنما يتركونه بيد ثقة من البيضان حتى يأخذه مستحقه»[36].

وأشار الباحث أحمد الشكري إلى عدد من علماء هذه المملكة، ومنهم كاتب موسى، الذي أرسله منسى موسى إلى فاس للأخذ عن علمائها، فعاد ليتولى منصب قاضي تمبكت؛ ثم الفقيه عبد الرحمان، وهو من أصل سوداني، كان قاضيا بنياني العاصمة المالية زمن السلطان منسى سليمان؛ ثم الفقيه محمد الكابري، الذي توطن تنبكت وتوفي بها؛ ثم العالم عبد العزيز التكروري، الذي حج ودخل مصر في منتصف القرن التاسع الهجري.[37]

وتعتبر البعثة العلمية المكونة من العلماء والفقهاء والمهندسين المعمارين، التي بعث بها السلطان أبو الحسن المريني إلى مملكة مالي، دعما قويا للحياة الفكرية بإفريقيا الغربية، التي ترتب عنها تبادل البعثات العلمية. فقد حل بالبلاط المالي عدد من الأدباء والعلماء المغاربة، وبدوره شهد المغرب الأقصى زمن سلطان المرينيين، هجرة عدد من طلبة السودان نحو فاس للأخذ عن فقهاء القرويين، وهو ما أسهم في تكوين هؤلاء الطلبة وتمكنهم من الثقافة المالكية.[38]

  • ج – إشعاع الثقافة الإسلامية في مملكة سنغاي والسلطة الروحية للعلماء زمن الأساكي

تمكنت شعوب السنغاي بزعامة علي كلن من التخلص من سلطان مالي، وتوجيه الضربات الأخيرة لهذه المملكة في عهد ملكها ماري دجاطة الثاني، مما فتح المجال أمام المملكة السنغية الجديدة لتوسيع حدود مجالها، خاصة زمن القائد العسكري سني علي، الذي استولى على باقي أقاليم مالي وحاصر مدينة جني[39] مدة سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، كما أورد ذلك عبد الرحمان السعدي[40]. بيد أن حكم أسرة سني علي لم يدم طويلا، بسبب سوء معاملة هذا الحاكم لأهل العلم؛ فقد واجه معارضة علماء تمبكت لقسوته وسوء معاملته لهم،[41] مما عجل بسقوط الحكم من سلالته وانتقاله بعد وفاته إلى أسرة الأساكي، الذين استفادوا من التوتر الحاصل بينه وبين علماء تمبكت.

ونتيجة للتحالف بين العلماء والحكام الأساكي، تطورت الحياة الفكرية بالغرب الإفريقي، وشاع العلم في جميع القرى والأمصار، فأنجبت الأرض السودانية ثلة من العلماء الأكفاء- الذين استفادوا من الترسب الفكري والحضاري الطويل المدى، بدءا من دخول الإسلام والثقافة العربية إلى إفريقيا الغربية- وهم محمود كعت صاحب تاريخ الفتاش، والسعدي صاحب كتاب تاريخ السودان، ثم أحمد بابا الذي أسهبت كتب التراجم في التعريف بسيرته ومكانته[42]، وذكر مستواه الفكري والتعليمي، وأهم أساتذته وتلامذته،[43] إلى جانب مؤلفاته العلمية، ومنها تلك التي ألفها إبان إقامته الإجبارية بمراكش خلال العهد السعدي، وغيره من العلماء. وبهذا التحالف بين السلطتين السياسية والروحية، لاقت انتصارات وأعمال الأسكيا محمد الكبير تنويها من العلماء المسلمين. فهذا محمود كعت صاحب كتاب الفتاش يقول عن منجزاته: «… ومنَّ الله علينا بأن أظهر لنا في زماننا هذا الإمام الصالح، الخليفة العادل، والسلطان الغالب، والمنصور القائم، أسكيا الحاج محمد بن أبي بكر التوردي… فانفسح له بحمد الله البلدان شرقا وغربا، وتداعت له الوفود فردا وجمعا، فأذعنت له الملوك كرها وطوعا، فصرنا من بركاته بخير ونعمى» …[44].

واستفاد الأسكيا محمد، الذي لقب بالحاج – إثر حجته الشهيرة (902هـ/1496م)- من وضعه الجديد كخليفة لبلاد التكرور، لما قلده شريف مكة هذا المنصب، في ترسيخ نفوذه بالغرب الإفريقي، بالتقرب من رموز السلطة الروحية (العلماء)، والإنصات لهم والأخذ بمشورتهم، وإجزال العطايا لهم، لتأثيرهم في الرعية، مستفيدا بالتالي من أخطاء سلفه سني علي، الذي نكل بالعلماء، فألبوا ضده الرعية. فلا غرو أن يمدح العلماء الأسكيا محمد، فقد أدلى محمود كعت بشهادة في حقه بقوله: «… وله من المناقب وحسن السياسة والرفق بالرعية والتلطف بالمساكين، ما لا يحصى ولا يوجد له مثل، لا قبله ولا بعده، وحب العلماء والصالحين»[45].

والشيء نفسه امتاز به الأسكيا داود، الذي كان سادس سلاطين الأساكي، تولى عرش سنغاي ما بين 1549 – 1582م، حيث أفاضت المصادر التاريخية في الثناء على أعماله، ومنها اهتمامه بالعلم والعلماء طيلة مدة حكمه، ليؤول عرش هذه المملكة في أواخرها للأسكيا إسحاق الثاني (1588 – 1591م)، الذي دخل في صراع مع إخوته على عرش المملكة، التي انتهت بسقوطها إبان الحملة السعدية عام 1591م.[46] كانت هذه معطيات سريعة حول تاريخ انتشار الإسلام بممالك غرب إفريقيا، وتوسيع رقعتها، وما أفرزته هذه الثقافة من نشر للعلم والحضارة بين أبناء الغرب الإفريقي، حيث حقق الإسلام في ظل هذه الممالك عدة نتائج همت الفرد والمجتمع، وربطت غرب إفريقيا بباقي بلدان العالم الإسلامي، لاسيما بلاد المغرب الكبير.

فما هي صور ومظاهر جهود علماء المغرب في نشر الثقافة الإسلامية وقيمها الحضارية في غرب إفريقيا؟

ثانيا: جهود علماء المغرب الأقصى في نشر الثقافة الإسلامية بغرب إفريقيا في الفترة الحديثة والمعاصرة.

1 – جهود العلماء المغاربة في دعم الثقافة والحضارة الإسلامية بغرب إفريقيا خلال الفترة الحديثة

تميزت الفترة الحديثة بانتشار الإسلام بشكل لافت في الغرب الإفريقي، حيث ازدهرت المراكز التجارية بالعلم، الذي يعد رديفا للتجارة، يشهد على ذلك بروز المعاهد والمدارس، ومنها مركز تمبكت خلال القرن السادس عشر الميلادي، وهي المدينة التي شكلت منارة علم استقطبت الطلاب والتلاميذ من كل حدب وصوب، وصارت سوقا رائجة لبيع الكتب والمخطوطات.[47]

وسجل الحسن الوزان كشاهد عيان طريقة التعليم بالكتاتيب القرآنية إبان زيارته للسودان الغربي، بقوله بداية العصر الحديث: «ويقتصر درس كل يوم على آية من القرآن، ويختم القرآن في سنتين أو ثلاث سنوات، ثم يستأنف ذلك عدة مرات، إلى أن يجيد الطفل تعلمه بصورة متقنة جدا، ويحفظه عن ظهر قلب»[48]. هاته الكتاتيب التي أحصاها محمود كعت في زمنه في حوالي 180 كُتَّابًا.[49] وهي المرحلة الأولية للتعليم قبل بلوغ الطالب مرحلة التعليم العالي، الذي يتم تدريسه في المساجد والجوامع المشهورة بالمنطقة.

هذه الخصائص أدت إلى ازدهار حركة التأليف عند علماء السودان الغربي إبان القرنين 15 و16 الميلاديين، حيث ألفوا في الفقه وأفتوا فيه، وفي النحو والصرف، والتصوف الإسلامي والأخلاق، والتاريخ والسير، ونظموا قصائد في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها قصائد أحمد بابا التمبكتي الشهيرة، مثل: «الدر النظير في ألفاظ الصلاة على البشير النذير»، و»خمائل الزهر في كيفية الصلاة على سيد البشر»[50]. واستفادوا من عشرات الكتب الموجودة آنذاك، مثل «درر الحسان» و «نيل الابتهاج» و «تاريخ السودان» للسعدي، و»تاريخ الفتاش» لمحمود كعت، وغيرها من الكتب المتوفرة حينها.[51]

ولمكانة العلم والتعلم، شجع السودانيون أنفسهم على اكتسابه وإنفاق الغالي والنفيس في سبيل امتلاكه، وهم لأجل ذلك كله يتفانون في بناء المدارس والكتاتيب، ويجلبون لها أنبغ العلماء لتعليم الصبيان عدة علوم، اشتملت على علم القراءات والتفسير، وعلم الحديث الشريف، ثم علوم الفقه والأصول، وعلم التصوف، وعلم الكلام والمنطق، وعلوم اللغة العربية كالنحو والبلاغة والشعر والنثر وعلم التاريخ والتراجم، وهي علوم أفاض في الحديث عنها الباحث أحمد مطير سعد، وأعطى نماذج عن علمائها والذين ألفوا مصنفات بشأنها، وتم تدريسها في أشهر المساجد كجامع سنكري ومسجد سيدي يحيي والجامع الكبير بمدينة جاو.[52]

ونتيجة لهذه الحركية الفكرية حظي العلماء بمكانة هامة، فالعالم كلامه مسموع ورأيه مطاع، هذا فضلا عن تقريب الأساكي للعلماء وجعلهم من أهم حاشيتهم في القصر، حتى لُقب الأسكيا بصديق العلماء في عصره[53]. وقد أورد محمود كعت شهادة في حقه، فقال: «وله من المناقب وحسن السياسية والرفق بالرعية والتلطف بالمساكين ما لا يحصى، ولا يوجد له مثل لا قبله ولا بعده، وحب العلماء والصالحين والطلبة وكثرة الصدقات وأداء الفرائض والنوافل…، والتواضع للعلماء وبذل النفوس والأموال لهم، مع القيام بمصالح المسلمين وإعانتهم على طاعة الله وعبادته»[54].

هكذا شاع عن الأسكيا محمد الكبير احترامه للعلماء المسلمين الموجودين بمملكته، وكذا الوافدين عليه من ربوع العالم الإسلامي، ومنهم العالم المغربي المغيلي، الذي كان له الفضل في نصح الأسكيا بالعمل بمقتضى الشريعة الإسلامية في حكمه، مما زاد من إعجاب الأسكيا به وقربه إليه ووجه إليه أسئلة فأجابه المغيلي عليها بمقتضى الشرع الإسلامي، في مؤلفه المسمى: «أسئلة الأسكيا وأجوبة المغيلي،» الذي بين له فيه دور الحاكم المسلم في إرساء الحق والمساواة والعمل بالشريعة.[55]

إلى جانب الحضور القوي للعالم المغيلي بإفريقيا الغربية، والدور الذي قام به في نشر الورد القادري، نذكر علماء آخرين من أقاصي الجنوب المغربي نزحوا في فترة مبكرة لمدينة تمبكت، وسطع نجمهم بها، ومن هؤلاء أسرة أقيت الصنهاجية، التي اشتهر من أفرادها أحمد بابا التمبكتي (تـ 1036هـ)، الذي أغنى الحياة الفكرية بمؤلفاته الكثيرة، منها «تحفة الفضلاء ببعض فضائل العلماء»، و «جلب النعمة ودفع النقمة بمجانبة الولاة الظلمة»، ثم «نيل الابتهاج بتطريز الديباج»، و «كفاية المحتاج في معرفة من ليس في الديباج». فهاذان الكتابان الأخيران ألفهما في حاضرة مراكش، لما نفي إليها زمن السعديين، وبمراكش جلس لتدريس «مختصر خليل» و «صحيح البخاري» و «الشفا» للقاضي عياض و«الموطأ» للإمام مالك؛ إذ قضى بمراكش مدة عشرين سنة إلا ستة أشهر، وعاد بعدها إلى موطنه بتمبكت، حيث تفرغ للتعليم باقي حياته إلى أن وافته المنية بها عام 1623م.[56]

هكذا أثمرت الحياة الفكرية والعلمية التي غرسها مجيء الإسلام إلى غرب إفريقيا، أن أنجبت هذه الأرض علماء كبارا شاع صيتهم في تمبكت، من قبيل عبد الرحمان السعدي ومحمود كعت، الذي أرَّخ لإمبراطوريتي مالي وسنغاي في كتابه «الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس». وكان مقربا من الأسكيا محمد، حيث ذهب معه إلى الحج، وكان أحد مستشاريه مما مكنه من الاطلاع عن كثب على أحوال السلطان ومملكته، وتقلد مهمة التدريس في تمبكت، وغلب على تأليفه المنهج المغربي.[57]

كما تميزت بداية المرحلة الحديثة بالحملة السعدية على إفريقيا الغربية، التي كان من نتائجها انتشار الحضور المغربي في عدة مجالات، لاسيما الثقافية منها، ومد جسور التواصل بين العلماء المغاربة وطلبة السودان الغربي، ممن تشبعوا بالثقافة الإسلامية ومظاهرها الحضارية، حيث رحل علماء السودان للمغرب للاستزادة من العلم ومجالسة مشايخه. فشاع استعمال اللغة العربية في الكتابة وفي التداول اليومي، وفي توثيق جميع المعاملات التجارية، لدرجة التقديس كما يقول أمطير سعد غيث: «وقد احترم مسلمو تلك البقاع اللغة العربية احتراما يقرب من التقديس، لأنها لغة القرآن الكريم، بها يؤدي المسلم صلاته ويتلو القرآن الكريم، وبواسطتها يُلم بعلوم الدين»[58].

عرفت هذه المرحلة أيضا تأثر زعماء الإصلاح بغرب إفريقيا بتجربة بعض العلماء المغاربة وآرائهم الفكرية والروحية، ومنهم الشيخ عبد الكريم المغيلي، الذي يعد واحدا من أبرز رجالات العلم المغاربة الذين كان لهم دور كبير في نشر الثقافة العالمة والثقافة الإسلامية بشكل عام ببلدان غرب إفريقيا، من خلال مؤلفاته الكثيرة التي تأثر بها أبناء وزعماء الإصلاح بالغرب الإفريقي، كيف لا وقد كان له الفضل بعد الله في نشر الورد القادري بهذه المناطق، ومساهمته الفعالة في تأليف عدة كتب وفتاوى تجيب على إشكالات معاصريه، ومن جملتها «أسئلة الأسكيا وأجوبة المغيلي. »فقد نجم عن الزيارة التي قام بها المغيلي إلى مناطق الغرب الإفريقي، نتائج عظيمة تركت أثرًاً واضحاً في ولايات الهوسا جميعاً، حيث تأثر بكتاباته علماء السودان، وقد أشار المرحوم الشيخ آدم الألوري في كتابه الذي سماه: “مصباح الدراسات الأدبية في الديار النيجيرية” إلى التأثير الذي تركه المغيلي في الثقافة السودانية بقوله:

«فقد استفادت البلاد منه كثيرًاً، وآثاره كثيرة في ميادين عديدة واضحة ملموسة لكل صغير وكبير، في الحكم والسياسة والعلم والأدب… ولقد تعلم منه الكثيرون، والكثيرون من علماء هذه البلاد؛ واتصل بسلاطين كانو وكَشِنَة وأكذر وتَكَدَّ؛ ووضع لهم وصايا سياسية على القواعد الشرعية، وهي محفوظة في الدوائر الحكومية، ومعمول بها في الأوساط الرسمية»[59].

كما تأثر عثمان بن فودي أيضا بكتابات العالمين المغربيـيـن ابن الحاج أبي عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي (ت737هـ)، وأبي علي اليوسي (تـ 1102هـ)، بشأن محاربة البدع والشعوذة والخرافات، والدعوة إلى الإصلاح، حيث نقل الشيخ عثمان بن فودي من كتب هذين العالمين، مثل كتاب اليوسي: “نصيحة الزمان، ”وكتابه المسمى “نجم الإخوان”، وكتب ابن الحاج وأهمها كتابه «المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على كثير من البدع المحدثة والعوائد المنتحلة، »الذي تداوله الناس كثيرا في السودان الغربي، كما المغرب والمشرق.2

وبدوره تأثر الشيخ عبد الله بن فُودي في آدابه وأشعاره، ولا سيما مجموعته المسماة “تزيين الورقات” بالعالم المغربي الحسن اليوسي صاحب “الدالية” في مدح شيخه أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي، فاقتدى به عبد الله في مدح شيخه جبريل في قصيدته المسماة: “عُج.”[60]

ومما يبرز التأثير المغربي في التكوين العلمي والروحي لأفراد الأسرة الفودية، هو ذلك الاهتمام الكبير للشيخ عثمان بن فودي وأخيه عبد الله وابنه محمد بلَّو بالمصادر المغربية، والرجوع إليها في مؤلفاتهم، خاصة مصادر الفقه والتصوف والعقيدة الأشعرية، أمثال الشيخ أحمد زروق ومحمد بن عبد الكريم المغيلي، والقاضي عياض، وابن فرحون، والونشريسي صاحب “المعيار”، وميارة الفاسي، والعربي الفاسي، وعبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي، وغيرهم كثير.

2 – مظاهر نصرة العلماء المغاربة للثقافة الإسلامية والحركات الصوفية خلال الفترة المعاصرة

لم يكتف العلماء المغاربة بنشر الدين والعلم في إفريقيا الغربية، بل ساهموا في نشر وإشاعة التصوف المغربي المبني على التسامح والأخوة الإيمانية، ونبذ الخلاف والفرقة، وإعلاء كلمة الله، فأثمر هذا المجهود الروحي في ظهور عدة أوراد صوفية قادرية كنتية وفاضلية وتجانية، وبسطت لواءها الروحي على مناطق شاسعة من الغرب الإفريقي، في شكل إمبراطوريات إسلامية امتد إشعاعها جنوبا نحو المناطق الاستوائية، لاسيما خلال القرن 19م، بيد أن وصول بعثات التبشير المسيحية والقوى الاستعمارية في النصف الثاني من القرن 19م سمح بمزاحمة المد الصوفي الإسلامي بالمنطقة.

وعليه، يعد الشيخ عثمان بن فودي[61] أحد أبرز زعماء الطرق الصوفية القادرية بغرب إفريقيا، الذي ساهم بشكل لافت في نشر تعاليمها بين سكان منطقة الفلان. ويرجع الفضل في انتشارها أول الأمر بالغرب الإفريقي إلى العالم المغربي عبد الكريم المغيلي، الذي زار مناطق غرب إفريقيا في القرن 16م؛ إذ نلمس هذا التأثير الصوفي المغربي في زعماء الغرب الإفريقي، ومنهم الشيخ عثمان بن فودي، من خلال المؤلفات التي ألفها واعتمد فيها على أقوال وحجج الشيخ عبد الكريم المغيلي. كما تأثر الشيخ عثمان بن فودي بمشايخ القادرية الكنتية المغربية الأصول في القرن 18م، حيث جمعته مع الشيخ المختار الكنتي، عدة روابط وعلاقات روحية لخصها أخوه عبد الله بن فودي بقوله: «ولما قام هؤلاء العلماء بنصر الدين في بلادنا زاد اشتهاراً وكثر أتباعه، وجاء إلى الشيخ عثمان رضي الله عنه الناس أفواجا شرقا وغربا يمينا وشمالا، حتى وصل أمره إلى بلاد الشيخ العالم الصالح المشهور في بلاد المغرب وغيرها بلقبه المختار، وكان فيما نسمع يحض الناس على اتباع ما يقول الشيخ عثمان، حتى جاء إلينا رجل عربي من ناحيته وقال لنا إنه من تلاميذه يقال له الشريف، فأكرمناه غاية الإكرام، وسألناه عن أحوال الشيخ المختار، وكان يصف لنا أحواله حتى تهيأ للرجوع إلى الشيخ المختار»[62].

والشيء نفسه يمكن قوله مع باقي أفراد الأسرة الفودية الذين دافعوا عن الورد القادري الكنتي، وتأثروا بمشايخه من قبيلة كنتة، إذ نجد في هذا الصدد وفرة المراسلات والقصائد التي دونها الشيخ عبد الله بن فودي والشيخ محمد بلو نجل الشيخ عثمان بن فودي، والتي تتضمن عبارات المدح لمشايخ كنتة، فترتب عن هذه الدعوة الصوفية والحركة الإصلاحية السودانية أن تطور إشعاع القادرية «وانتشر المريدون في أرجاء السودان الغربي من السنيغال إلى مصب نهر النيجر (…)، وتسلطت القادرية على كل من يتصل بها شيئا فشيئا، وسرعان ما تطور الدخول في الإسلام من حالات فردية إلى حالات جماعية، ومن هؤلاء الذين أسلموا كانوا يرسلون إلى مراكز الطائفة لإتمام دراستهم، أو كانوا يبعثون إلى معاهد القيروان أو طرابلس، أو فاس…، وربما قضوا في تلك البلاد عدة سنوات، حتى يتقنوا دراستهم الدينية، ثم يعودون لأوطانهم لنشر عقيدتهم»[63].

وعلى كل حال، يكاد المؤرخون يتفقون على أن الفضل في انتشار الطريقة القادرية الكنتية بإفريقيا الغربية يرجع بالأساس لأسرة الشيخ المختار الكنتي، التي ربطت علاقات متينة مع حكام دولة سكوتو، وخاصة مع الشيخ عثمان بن فودي خلال القرن 19م، وأيضا مع حكام دولة ماسينا الإسلامية بزعامة أحمدو من سنة 1814 إلى 1845م، ثم مع ابنه من بعده أحمدو شيخو، والدولتان الإفريقيتان اللتان ربط الكنتيون معهما علاقات روحية وفكرية كانتا تتّبعان الورد القادري.[64]

وبدورها شهدت الطريقة الفاضلية نسبة للشيخ محمد فاضل بن مامين انتشارا واسعا لتعاليمها قبل نهاية القرن 19م، في إفريقيا الغربية، حيث دخلت العديد من القبائل تحت حماية الشيخ محمد فاضل وأخذت ورده.[65]

وربما يرجع ذلك إلى ما تتميز به الطريقة الفاضلية من مرونة تعاليمها وعدم تعصب أهلها لوردهم، بل تلقينهم لكل الأوراد الصوفية مهما اختلفت تعاليمها، إذ المريد حر في اختيار الذكر الذي يناسبه، بخلاف التجانية والقادرية والشاذلية التي لا تمنح المريد هذه الإمكانية.[66]

فمن حظ انتشار هذه الطريقة بغرب إفريقيا سمعة روادها ومشايخها الأعلام، وعلى رأسهم الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل المتوفى عام 1335هـ /1917م، ومن بعده ثلة من أبنائه وأحفاده. ذلك أن كرامات وخوارق الشيخ سعد أبيه لعبت دورا مهما في اجتذاب الأفارقة لدعوته، خاصة كونه من الشرفاء، إلى جانب مؤاخاته للطرق الصوفية الأخرى.[67] ويرى البعض أن انتساب الطريقة الفاضلية للنسب النبوي الشريف، كان سببا مباشرا ومقنعا في إقبال السودان عليها بقوة[68]، بل إن الإداري بول مارتي Paul Marty يرجع انتشار الورد الفاضلي في إفريقيا الغربية لمكانة شيخ الطريقة محمد فاضل بن مامين.[69] والشيء نفسه أكده محمد فاضل ولد الحطاب، في مقاله «الفاضلية والشيخ سعد أبيه على ضفتي النهر» من ارتفاع مريدي هذه الطريقة في السنغال.[70]

وغني عن البيان أهمية الإشعاع الذي حصل للطريقة التجانية بالصحراء وغرب إفريقيا، بعدما قام الشيخ محمد الحافظ العلوي بزيارة الشيخ أحمد التجاني في زاويته بفاس، وأخذ عنه تعاليم هذا الورد، وأتى به إلى مجال الصحراء، وعمل على نشره بين عائلته وذويه وتلامذته ومحبيه. ومن أبرزهم تلميذه محمد مولود فال العلوي، الذي لقن هذا الورد لطلبة غرب إفريقيا، ومنهم عبد الكريم الناقل الفوتاجلوني شيخ الحاج عمر الفوتي.[71]

وبذلك يرجع الفضل فيما بلغته التجانية من إشعاع في غرب إفريقيا لمجهودات علماء الصحراء، الذين ساهموا في تأطير الحاج عمر روحيا ودعمه ماديا ونفسيا في حركته الصوفية الإصلاحية بغرب إفريقيا، التي رام من خلالها نشر الإسلام بين ممالك غرب إفريقيا، التي سيطر عليها المد الوثني والتبشير المسيحي في القرن 19م، بل قام علماء الصحراء بهجرة جماعية إلى منطقة نيورو Nioro معقل الحركة العمرية، ومنهم سيدي محمد بن حبت الغلاوي (تـ 1288هـ/1871م)،[72] ثم المختار بن محمد ببانه، والمصطفى بن أحمد بن محمد، وأحمد فال بن محمد فال التندغي، ثم أحمد بن محم بن العباس العلوي.[73]

كما كان أحمد بن محم العلوي أكثر صلة بالحاج عمر، حيث لازمه في حركته وأصبح مستشاره الخاص، وسفيرا له يعرف به وينشر دعوته ويدافع عنه،[74] وبدوره وطد أبو العباس أحمد العلوي الشنقيطي لبنة العلاقات الروحية بين علماء الصحراء والمجاهد الحاج عمر، من خلال مشاركته الفعلية في الأحداث التي مهدت لقيام الدولة التجانية إلى جانب الحاج عمر، وتأريخه المفصل لأحداث هذه الحركة في كتابه (روض شمائل أهل الحقيقة في التعريف بأكابر الطريقة)، هذا فضلا عن دعمه لحركة الحاج عمر بإخبار أنصار التجانية بإنجازاته وانتصاراته، حيث بعث في هذا الصدد بعدة رسائل إلى تجانيي المغرب يخبرهم فيها بتطور إشعاع الحركة العمرية بالمنطقة.[75]

خاتمة

لعب العلماء المغاربة دورا مهما في نشر الثقافة الإسلامية بكل تجلياتها الحضارية والإنسانية بغرب إفريقيا، منذ وصول تعاليم الإسلام من المشرق لشمال إفريقيا مع الفاتحين العرب، حيث توجه الدعاة والتجار المسلمون من بلاد المغرب لغرب إفريقيا مبشرين بالدين الإسلامي، الذي عرف إشعاعا تدريجيا في ظل الممالك الإسلامية الإفريقية الثلاث: غانة، ومالي، وسنغاي؛ وما ترتب عنه من إشعاع الحياة الفكرية والعلمية بانتشار المدارس والمساجد ومراكز العلم بتمبكت، وجني، وغاو، وحمد الله، وغيرها من الحواضر السودانية التي استقبلت علماء مغاربة تركوا بصمات واضحة في الثقافة الإفريقية، منهجا وسلوكا، برز تأثيرها مع الحركات الإصلاحية السودانية في نشر الإسلام والتصوف المغربي، لاسيما في القرنين 18 و19م، عهد المصلح الفلاني الشيخ عثمان بن فودي، وأخيه الشيخ عبد الله بن فودي، ثم الشيخ محمد بلو نجل الشيخ عثمان بن فودي، وكذا المصلح الفوتي الحاج عمر.

الهوامش

[1] سعيد سامي، العلماء ومجتمع السودان الغربي خلال العصر الإسكي (1493-1591م)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، الجزء الأول، موسم 2000-2001م، ص:10.

[2] سورة الصافات، الآية 86.

[3] – المقصود بها الأصنام.

[4] – سعيد سامي، م. س، ص:9.

[5] – أبو عبيد الله البكري، المسالك والممالك، (جزآن)، حققه ووضع فهارسه، جمال طلبة، منشورات محمد علي بيضون، نشر كتب السنة والجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1424هـ/2003م، الجزء الثاني، ص:361.

[6] – عبد الكريم الربون، الإسلام والقبيلة وجذور الدولة بإفريقيا ما وراء الصحراء، مرحلة سقوط غانة وقيام دولة مالي من القرن 8 إلى القرن 13م، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، وجدة، موسم 1999-2000م، ص:192.

[7] – نعيم قداح، إفريقيا الغربية في ظل الإسلام، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية، 1975م، ص:40.

[8] – عرف الباحث سعيد سامي الأرواحية بأنها فعل إنساني «يستهدف تحقيق الأمن الروحي والسلام الاجتماعي، واختراع النظام بالخضوع للشرائع والأحكام وعدم إتيان المحرمات، وتركيز هذه الديانة على التأمل والاعتماد على معنى القوة الروحية، التي منحت الجسم مناعته الخاصة، كما قامت على عبادة الأسلاف والتضامن بين أفراد العشيرة والولاء لرموزها المؤسسة». انظر سعيد سامي، العلماء ومجتمع السودان الغربي خلال العصر الإسكي (1493 – 1591م)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجزء الأول، موسم 2000 – 2001م، ص:10.

[9] – أبو عبيد الله البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، وهو جزء من كتاب المسالك والممالك، نشر مكتبة المثنى، ببغداد، د. ت، ص:175.

[10] – أبو عبد الله محمد بن محمد الشريف الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، (جزآن)، مكتبة الثقافة الدينية، د.ط، د. ت، القاهرة، المجلد الأول، ص:23.

[11] – الهادي المبروك الدالي، التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى، ربيع الثاني 1420هـ/غشت 1999م، ص:21.

[12] – أبو عبد الله محمد بن محمد الشريف الإدريسي، م. س، ص:24.

[13] – أبو عبيد الله البكري، م. س، ص:175.

[14] – محمود إسماعيل، الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، دار الثقافة، الطبعة الثانية، الدار البيضاء، 1406هـ/1985م، ص:42.

[15] – جوان جوزيف، الإسلام في ممالك إمبراطوريات إفريقيا السوداء، ترجمة محمد السويقي، دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ/1984م، ص:62.

[16] – عبد العزيز العلوي، تأثير بلاد المغرب على حضارة السودان الغربي، (جزآن)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس- فاس، 1998 – 1999م، الجزء الأول، ص:45 – 46.

[17] – أبو عبيد الله البكري، م. س، ص:174.

[18] – نفسه، ص:175.

[19] – أحمد الشكري، مملكة غانة وعلاقتها بالحركة المرابطية (هل حقا قام المرابطون بغزو غانة؟)، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، السويسي، الرباط، الطبعة الأولى، 1997م، ص:27.

[20] – أبو عبيد الله البكري، م. س، ص:174.

[21] – نعيم قداح، إفريقيا الغربية، م. س، ص:67.

[22] – أبوعبيد الله البكري، م. س، ص:177.

[23] – للتوسع في هذه المسألة، يرجى الرجوع إلى كتاب أحمد الشكري، مملكة غانة وعلاقتها بالحركة المرابطية، م. س؛ ثم أطروحة الباحث عبد الكريم الربون، دور المذهب السني المالكي والحركة المرابطية في سقوط دولة غانة وقيام إمبراطورية مالي (1050 – 1300م)، الرواية الشفوية مصدرا، أطروحة لنيل الدكتوراه في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، وجدة، 2000 – 2001م.

[24] -نفسه.

[25] – – أحمد الشكري، الإسلام والمجتمع السوداني- مملكة مالي (1230 – 1430م)، منشورات المجمع الثقافي، أبو ظبي الإمارات العربية المتحدة، 1999م، ص:180 – 184.

[26] – أبو عبيد الله البكري، م. س، ص:178.

[27] – الهادي المبروك الدالي، التاريخ الحضاري لإفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر، الشركة العامة للورق والطباعة، الطبعة الثانية، مطابع الوحدة العربية، 2001م، ص:233 – 237.

[28] – عبد الكريم الربون، م. س، ص:241.

[29] – أحمد الشكري، مملكة مالي السودانية بين المرينيين والمماليك في مصر زمان ابن بطوطة، مجلة فاس وإفريقيا- العلاقات الاقتصادية والثقافية والروحية، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، الرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس- سايس، أيام 28 – 30 أكتوبر الطبعة الأولى، 1996م، ص:116.

[30] – الحسن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، (جزآن)، تحقيق محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 1983م، الجزء الثاني، ص:161.

[31] – شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، (5 أجزاء)، تحقيق وتقديم عبد الوهاب التازي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط،، 1417هـ/1997م، الجزء الرابع، ص:265.

[32] الهادي المبروك الدالي، مملكة مالي الإسلامية وعلاقتها مع المغرب وليبيا، دار الملتقى للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، م، ص:78

[33] – الهادي المبروك الدالي، مملكة مالي الإسلامية، م. س، ص:33.

[34] – جميلة امحمد التكيتك، مملكة سنغاي الإسلامية في عهد الأسكيا محمد الكبير (1493 – 1528م)، منشورات مركز الجهاد الليبي للدراسات التاريخية، الطبعة الأولى، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، 1998 مص:38.

[35] – أحمد الشكري، الإسلام والمجتمع السوداني، م. س، ص:209.

[36] – – شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، م. س، ص:265.

[37] – أحمد الشكري، الإسلام والمجتمع السوداني، م. س، ص:218.

[38] – أحمد الشكري، الإسلام والمجتمع السوداني، م. س، ص:212.

[39] – نفسه، ص:197.

[40] – عبد الرحمان السعدي، تاريخ السودان، طبعة هوداس، باريس، فرنسا، 1981م، ص:14.

[41] – جميلة امحمد التكتيك، م. س، ص:45.

[42] – ناصر الدين سعيدوني، من التراث التاريخي والجغرافي للغرب الإسلامي، تراجم جغرافيين ومؤرخين ورحالة، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، بيروت، 1999م، ص:318.

[43] – محمد عبدو زبير، السيرة الذاتية لأحمد بابا التمبكتي، ( 1556 – 1627م)، مجلة أحمد بابا التمبكتي، بحوث الندوة التي عقدتها منظمة إسيسكو بمناسبة أربعة قرون على ولادته، مراكش 22-25 صفر 1412هـ /2 – 5 شتنبر 1991مص:72 – 73.

[44] محمود كعت، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، تحقيق: هوداس ودولافوس، أنجي بريدن، م، ص:10 – 11.

[45] – نفسه، ص:59.

[46] – بشأن هذه الحملة، انظر عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء، دراسة وتحقيق: عبد الكريم كريم، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، 1977م، ص:117 – 169.

[47] – محمذن بن أحمد بن المحبوب، التواصل المعرفي بين الوطن الشنقيطي والغرب الإفريقي (قراءة في الرباط الثقافي بين الشناقطة والأفارقة)، مجلة التاريخ العربي، عدد 37، صيف 1427هـ/2006م، ص:280.

[48] – الحسن الوزان، وصف إفريقيا، (جزآن)، تحقيق محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 1983م، الجزء الثاني، ص:168.

[49] محمود كعت، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان، م. س، ص:180.

[50] – الهادي المبروك الدالي، التاريخ الحضاري، م. س، ص:189 – 190.

[51] – علي كلطغ، الثقافة الإسلامية بإفريقيا، مجلة دعوة الحق، عدد 266، محرم 1408هـ/غشت 1987م، ص:27.

[52] – الثقافة العربية الإسلامية وأثرها في مجتمع السودان الغربي دراسة في التواصل العربي- الإفريقي، دار المدار الإسلامي، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان، 2004م، ص:236 – 262.

[53] جميلة امحمد التكتيك، م. س، ص:167.

[54] – – محمود كعت، م. س، ص:51 – 52.

[55] – جميلة امحمد التكيتك، م. س، ص:186.

[56] نفسه، ص:192.

[57] – جميلة امحمد التكيتك، م. س، ص:190.

[58] – أمطير سعد غيث، التأثير العربي الإسلامي في السودان الغربي فيما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، الطبعة الأولى، 1996م، ص194.

[59] – انظر مقال لعلي الودغيري، ملامح التأثير المغربيّ في الحركة الإصلاحية للشيخ المجدّد عثمان بن فُودي على الأنترنيت

[60] – – محمد بلو، إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، تحقيق بهيجة الشاذلي، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس السويسي، الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1996م، ص:246.

[61] – ولد الشيخ عثمان بن فودي بنيجيريا عام 1168هـ/1754م بولاية غوبر بسكوتو من قبائل الفلان، وجال في طلب العلم في مناطق غرب إفريقيا. انظر: محمد فاضل باري، المسلمون في غرب إفريقيا، ص:189.

[62] – عمر أحمد سعيد، عبد الله دان فودي رائد الأدب والعلوم في غرب إفريقيا، ملتقى الجامعات الإفريقية، دار جامعة إفريقيا للطباعة والنشر، 2006م، ص:24.

[63] – عبد الله سالم محمد بازينة، انتشار الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء، منشورات جامعة 7 أكتوبر، دار الكتب الوطنية، الطبعة الأولى، ليبيا، 2010م، ص:205.

[64] – قاسم جاخاتي، مقومات الوحدة والتضامن في الطرق الصوفية: تجربة الطريقة القادرية والتجانية في غرب إفريقيا نموذجا، مجلة المغرب الإفريقي، عدد07، مطبعة المعارف الجديدة، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، السويسي، الرباط، 2006م، ص:8 – 9.

[65] Rahal Boubrik, Saints et Société en Islam la confrérie ouest saharienne Fadiliyya, cnrs, éditions, Paris, , pp : 111-114

[66] – محمد الظريف، الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (1800 – 1956م)، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2002م، ص:128.

[67] – محمد فاضل ولد الحطاب، الفاضلية والشيخ سعد أبيه على ضفتي النهر، مجلة مصادر كراسات التاريخ الموريتاني، العدد الرابع، ندوة علمية حول حوض نهر السنغال فضاء ثقافيا ومجالا للتواصل، نواكشوظ، 27 – 28 فبراير 2002م، ص:85.

[68] – خديم محمد سعيد أمباكي، التصوف والطرق الصوفية في السنغال، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، 2002م، ص:39.

[69] – Paul Marty, Les Fadilia, Revue du Monde Musulman, éditeur Vendeln/ hiechtensteur , Kraus reprint, Paris, 1974, p : 143.

[70] – محمد فاضل ولد الحطاب، م. س، ص:81.

[71] – David Robinson, La guerre sainte D’AL- Hajj Umar, le Soudan occidental au milieu du 19 siècle, traduite de l’anglais par Henry tourneux et Jean – Claude Vuillemin, éditions karthala, Paris, p : 95.

[72] – الخليل النحوي، بلاد شنقيط المنارة والرباط، عرض للحياة العلمية والإشعاع الثقافي والجهاد الديني، من خلال الجامعات البدوية (المحاضر)، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تونس، 1987م، ص: 514.

[73] – نفسه، ص:311.

[74] – محمذن بن أحمد بن المحبوب، التواصل المعرفي بين الوطن الشنقيطي والغرب الإفريقي ( قراءة في الرباط الثقافي بين الشناقطة والأفارقة)، مجلة التاريخ العربي، عدد 37، صيف 1427هـ /2006م، ص:302.

[75] – أحمد الأزمي، دراسات في تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية خلال القرن 19 (التراث الصوفي المشترك)، دار ما بعد الحداثة، الطبعة الأولى، فاس، 2009 ص:38 – 39.

لائحة المصادر والمراجع

  • أبو عبيد الله البكري، المسالك والممالك، (جزآن)، حققه ووضع فهارسه، جمال طلبة، منشورات محمد علي بيضون، نشر كتب السنة والجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1424هـ/2003م، الجزء الثاني.
  • أبو عبيد الله البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، وهو جزء من كتاب المسالك والممالك، نشر مكتبة المثنى، بغداد، د. ت.
  • أبو عبد الله محمد بن محمد الشريف الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، (جزآن)، مكتبة الثقافة الدينية، د. ط، د.ت، القاهرة، المجلد الأول.
  • أحمد الشكري، مملكة غانة وعلاقتها بالحركة المرابطية (هل حقا قام المرابطون بغزو غانة)، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، السويسي، الرباط، الطبعة الأولى، 1997م.
  • أحمد الشكري، الإسلام والمجتمع السوداني: مملكة مالي (1230 – 1430م)، منشورات المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، 1999م.
  • أحمد الشكري، مملكة مالي السودانية بين المرينيين والمماليك في مصر زمان ابن بطوطة، مجلة فاس وإفريقيا: العلاقات الاقتصادية والثقافية والروحية، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، الرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس- سايس، أيام 28 – 30 أكتوبر، الطبعة الأولى، 1996م.
  • أحمد مطير، الثقافة العربية الإسلامية وأثرها في مجتمع السودان الغربي: دراسة في التواصل العربي- الإفريقي، دار المدار الإسلامي، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان، 2004م.
  • أمطير سعد غيث، التأثير العربي الإسلامي في السودان الغربي فيما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، الطبعة الأولى، 1996م.
  • أحمد الأزمي، دراسات في تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية خلال القرن 19(التراث الصوفي المشترك)، دار ما بعد الحداثة، الطبعة الأولى، فاس، 2009م.
  • جوان جوزيف، الإسلام في ممالك إمبراطوريات إفريقيا السوداء، ترجمة محمد السويقي، دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ /1984م.
  • جميلة امحمد التكيتك، مملكة سنغاي الإسلامية في عهد الأسكيا محمد الكبير (1493 – 1528م)، منشورات مركز الجهاد الليبي للدراسات التاريخية، الطبعة الأولى، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، 1998م.
  • الحسن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، (جزآن)، تحقيق محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 1983م، الجزء الثاني.
  • خديم محمد سعيد أمباكي، التصوف والطرق الصوفية في السنغال، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، 2002م.
  • الخليل النحوي، بلاد شنقيط المنارة والرباط، عرض للحياة العلمية والإشعاع الثقافي والجهاد الديني، من خلال الجامعات البدوية (المحاضر)، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تونس، 1987م.
  • سعيد سامي، العلماء ومجتمع السودان الغربي خلال العصر الإسكي، (1493 – 1591م)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الدار البيضاء، الجزء الأول، موسم 2000 – 2001م.
  • شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، (5 أجزاء)، تحقيق وتقديم عبد الوهاب التازي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط،، 1417هـ/1997م، الجزء الرابع.
  • عبد الكريم الربون، الإسلام والقبيلة وجذور الدولة بإفريقيا ما وراء الصحراء، مرحلة سقوط غانة وقيام دولة مالي من القرن 8 إلى القرن 13م، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، وجدة، موسم 1999 – 2000م.
  • عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء، دراسة وتحقيق: عبد الكريم كريم، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، 1977م.
  • عبد العزيز العلوي، تأثير بلاد المغرب على حضارة السودان الغربي، (جزآن)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس- فاس، 1998 – 1999م، الجزء الأول.
  • عبد الكريم الربون، دور المذهب السني المالكي والحركة المرابطية، في سقوط دولة غانة وقيام إمبراطورية مالي، الرواية الشفوية مصدرا، أطروحة لنيل الدكتوراه في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، وجدة، 2000 – 2001م.
  • عبد الرحمان السعدي، تاريخ السودان، طبعة هوداس، باريس، فرنسا، 1981م.
  • علي كلطغ، الثقافة الإسلامية بإفريقيا، مجلة دعوة الحق، عدد 266، محرم 1408هـ/ غشت 1987م.
  • عمر أحمد سعيد، عبد الله دان فودي رائد الأدب والعلوم في غرب إفريقيا، ملتقى الجامعات الإفريقية، دار جامعة إفريقيا للطباعة والنشر، 2006م.
  • عبد الله سالم محمد بازينة، انتشار الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء، منشورات جامعة 7 أكتوبر، دار الكتب الوطنية، الطبعة الأولى، ليبيا، 2010م.
  • علي الودغيري، ملامح التأثير المغربيّ في الحركة الإصلاحية للشيخ المجدّد عثمان بن فُودي، على الأنترنيت
  • محمد عبدو زبير، السيرة الذاتية لأحمد بابا التمبكتي، ( 1556 – 1627م)، مجلة أحمد بابا التمبكتي، بحوث الندوة التي عقدتها منظمة إسيسكو بمناسبة أربعة قرون على ولادته، مراكش 22 – 25 صفر 1412هـ /2 – 5 شتنبر 1991م.
  • محمود كعت، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، تحقيق: هوداس ودولافوس، أنجي بريدن، 1913م.
  • محمذن بن أحمد بن المحبوب، التواصل المعرفي بين الوطن الشنقيطي والغرب الإفريقي (قراءة في الرباط الثقافي بين الشناقطة والأفارقة)، مجلة التاريخ العربي، عدد 37، صيف 1427هـ /2006م.
  • محمد بلو، إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، تحقيق بهيجة الشاذلي، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، السويسي، الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1996م.
  • محمد الظريف، الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية 1800 – 1956م، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2002م.
  • محمد فاضل ولد الحطاب، الفاضلية والشيخ سعد أبيه على ضفتي النهر، مجلة مصادر كراسات التاريخ الموريتاني، العدد الرابع، ندوة علمية حول (حوض نهر السنغال فضاء ثقافيا ومجالا للتواصل)، نواكشوط 27 – 28 فبراير 2002م.محمذن بن أحمد بن المحبوب، التواصل المعرفي بين الوطن الشنقيطي والغرب الإفريقي (قراءة في الرباط الثقافي بين الشناقطة والأفارقة)، مجلة التاريخ العربي، عدد 37، صيف 1427هـ /2006م.
  • محمود إسماعيل، الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، دار الثقافة، الطبعة الثانية، الدار البيضاء، 1406هـ /1985م.
  • ناصر الدين سعيدوني، من التراث التاريخي والجغرافي للغرب الإسلامي، تراجم جغرافيين ومؤرخين ورحالة، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، بيروت، 1999م.
  • نعيم قداح، إفريقيا الغربية في ظل الإسلام، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية، 1975م.
  • قاسم جاخاتي، مقومات الوحدة والتضامن في الطرق الصوفية: تجربة الطريقة القادرية والتجانية في غرب إفريقيا نموذجا، مجلة المغرب الإفريقي، عدد07، مطبعة المعارف الجديدة، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، السويسي، الرباط، 2006م.
  • الهادي المبروك الدالي، التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى، ربيع الثاني 1420هـ/ غشت 1999م.
  • الهادي المبروك الدالي، التاريخ الحضاري لإفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر، الشركة العامة للورق والطباعة، الطبعة الثانية، مطابع الوحدة العربية، 2001م.
  • الهادي المبروك الدالي، مملكة مالي الإسلامية وعلاقتها مع المغرب وليبيا، دار الملتقى للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2001م.
  •  David Robinson, La guerre sainte D’AL- Hajj Umar, le Soudan occidental au milieu du 19 siècle, traduite de l’anglais par Henry Tourneux et Jean – Claude Vuillemin, éditions karthala, Paris
  • Paul Marty, Les Fadilia, Revue du Monde Musulman, éditeur Vendeln/ Hiechtensteur , Kraus reprint, Paris, 1974
  •  Rahal Boubrik, Saints et Société en Islam la confrérie ouest saharienne. Fadiliyya, cnrs, éditions, Paris, 1999

 

تحميل المقال بصيغة PDF