مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

دور الطرق الصوفية في تعزيز الأمن والسلام – المريدية نموذجا

د. محمد أمباكي جوف
أستاذ الدراسات العربية الإسلامية، والثقافة السياسية – السنغال

تعتبر قضية الأمن والسلام من القضايا الدولية التي حظيت باهتمام الباحثين والسياسيين والمفكرين ورجال الدين على حد سواء. وتتضح أهمية هذه القضية بالنسبة للمجتمع الدولي، في مدى تأكيد ميثاق كل من عصبة الأمم، وميثاق الأمم المتحدة على تحقيق هدف الأمن والسلم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى -4191 1918م على العموم، ونهاية الحرب العالمية الثانية على الخصوص.

كما أن السلام ضرورة حضارية طرحها الإسلام منذ قرون عديدة من الزمن باعتباره ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع، فبه يتأسس ويتطور المجتمع.

والطرق الصوفية بحكم كونها مرجعية دينية تهدف إلى تهذيب النفوس لإقامة مجتمع سعيد، لها دور في إيجاد ظروف تهييئ الوصول إلى جو يسوده السلام والمحبة.

وبناء على ذلك سيدور بحثنا حول النقاط الآتية:

أولا: مدخل للتصوف والطرق الصوفية:

  • – التصوف والطرق الصوفية
  • – المريدية

ثانيا: مفهوم الأمن والسلام

  • – الأمن
  • – السلام

ثالثا: أهمية السلام في الإسلام

رابعا: دور الطرق الصوفية في تعزيز الأمن والسلام

خامسا: الخاتمة

أولا: مدخل للتصوف والطرق الصوفية

1 – التصوف والطرق الصوفية

يختلف الباحثون اختلافا كبيرا في تعريف التصوف، ذلك أن كلا منهم يعبر عن ذوقه وإحساسه الوجداني الخاص به. ولهذا، نجد صعوبة في تحديد معنى التصوف. يقول السائح علي حسين بأن عبد القادر البغدادي جمع على الترتيب الأبجدي من مؤلفات أقطاب الصوفية الثقات ما يقرب من ألف تعريف [1].

وبناء على هذا، نشير إلى أن التصوف السني[2] الذي يعتبر مسلكا في التخلق يطهر الباطن ويزين الظاهر ويضبط التصرفات بضابط الإنصاف، هو الذي يهمنا في هذا البحث، وسنورد بعضا من تعريفاته:

  • التصوف هو الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا وباطنا، وهي الأخلاق الإلهية.

وقد يقال بإزاء إتيان مكارم الأخلاق وتجنب مفاسدها. [3]

  • يقول شيخ الإسلام إبراهيم عبد الله نياس الكولخي: “سئل سيدنا ومولانا وأستاذنا السيد أبو العباس التجاني رضي الله عنه عن حقيقة التصوف، فأجاب رضي الله عنه بقوله: اعلم أن التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى لامن حيث ترضى”[4] .
  • يرى الدكتور أبو الوفاء التفتزاني بأن التصوف: فلسفة حياة تهدف إلى الترقي بالنفس أخلاقيا، وتتحقق بواسطة رياضات عملية معينة تؤدي إلى الشعور في بعض الأحيان بالفناء في الحقيقة الأسمى، والعرفان بها ذوقا وعقلا، وثمرتها السعادة الروحية، ويصعب التعبير عن حقائقها بألفاظ اللغة العادية[5].

واعتمادا على ما سبق يمكن القول: إن الطرق الصوفية هي المدارس الروحية التي تتولى إعداد النفوس للترقي بها أخلاقيا. أو بعبارة أخرى هي استمرارية لمهمة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لإتمام مكارم الأخلاق. وقد تعددت تسمياتها على مر التاريخ وعلى مختلف الأماكن لكن تبقى مهمتها الأولى هي تهذيب النفوس للوصول إلى سعادة روحية.

وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام في السنغال يتميز بالطابع الصوفي، مما جعل معظم مسلمي السنغال ينتمون إلى طرق صوفية، مثل: القادرية، التيجانية، المريدية.

وسنخصص دراستنا هذه للطريقة المريدية لما لها من طابع خاص في الواقع السنغالي.

2 – المريدية

المريدية هي طريقة صوفية سنية، أسسها الشيخ أحمد بمب -خديم رسول الله صلى الله عليه وسلم- على الإيمان والإسلام والإحسان. تعتمد على العلم والعمل والعبادة والآداب الحسنة بمقتضى أحكام التوحيد والفقه والتصوف. وتنتسب الطريقة المريدية إلى أهل السنة والجماعة، وإلى المدرسة المالكية في الفقه بحكم تكوين مؤسسها في منطقة حوض السنغال التي لم يغادرها إلا عندما نفته السلطة الاستعمارية إلى الغابون. وهي طريقة تأخذ بالأوسط في كل الأمور في العبادة والعمل، في الدين والدنيا، في الفقه والتصوف. بعيدة عن الإفراط والتفريط اللذين شاعا بين الطرق والفرق الإسلامية، التي أضاعت جوهر الإسلام وأمسكت بالقشور[6].

والمريدية هي الطريقة الأحدث في الظهور والانتشار في السنغال، ولكنها لم تأت من خارج حدودها كالتجانية والقادرية… وهي من الطرق الأكثر حضورا في المجتمع والأكثر تأثيرا في حياة الأفراد والجماعات فيه. كما تهدف إلى إقامة مجتمع إسلامي تحكمه مبادئ الحق والعدل، ويستتب فيه الأمن والسلم، ويعمه الرخاء والرفاهية والسعادة المادية والروحية في هذه الدنيا وتلك الآخرة، إنها صياغة جديدة معاصرة للمبادئ الإسلامية الأصيلة الخالدة، وترجمة أمينة لتعاليم القرآن السامية التي تلائم كل عصر وتصلح لكل أمة[7].

أما المريد في تعريف الشيخ أحمد بمب: هو العبد الذي جرد نفسه من إرادة ما سوى مولاه. أو بعبارة أخرى: هو المؤمن المسلم المحسن الذي لا يريد سوى مرضاة الله في كل أقواله وأفعاله وتصرفاته سكونا وحركة، حبا وبغضا، هو الذي تذوب إرادته في إرادة الله فيصبح مريدا بإرادة الله راضيا بحكمه مذعنا لقضائه خاضعا لمشيئته، وقد قال الشيخ الخديم:

إذ المريد لا يريد أبدا ***غير رضى الرحمان حيث قصدا[8] 

وصف المريد تركه الإراده*** لوجه من يفعل ما أراده

من لم يرد شيئا سوى مولاه *** يصل له وخيره أولاه[9]

وهناك صفات يميز من خلالها المريد الصادق:

صفات صادق المريد باختصار *** أربعة نظمتها خوف اغترار

الصدق في محبة الشيخ أبد *** ثم امتثال أمره حيث ورد

وترك الاعتراض مطلقا ولو *** بباطن عليه فيما قد رووا

ومعه سلب الاختيار *** لحسن ظنه بلا إنكار

فكل من جمع هذه الصفات *** من المريدين فيدرك الثقات[10]

ويرى الباحث مرتضى أمباكي شيخ فاط فال أنه تنتشر في أوساط المريدين في كل مكان داخل السنغال وخارجها تنظيمات تعرف باسم (الدائرة) تقوم بدور الموحد والمنسق لجهود الأعضاء المنتمين إليها في مجال العبادة والعمل والإنفاق في سبيل الله، وتنفيذ أوامر الخليفة وتحقيق الأهداف الكبرى للطريقة المريدية. كما تقوم (دائرة) بدور هام في إيجاد التعارف والتحاب والتعاون بين المريدين، فهي تمثل عاملا أساسيا في وحدة صف الأعضاء وتوثيق صلات الود وتوطيد علاقات التضافر لمجابهة المشاكل الاجتماعية والكوارث الطبيعية، حيث يكون مصاب كل عضو مصاب الآخرين يمدونه بالمساعدة كل حسب قدرته. وتتأكد الخاصية التعاونية في المناسبات الاجتماعية العادية مثل الزواج والولادة والوفاة، وعند النكبات الطبيعية[11].

وهذا المستوى من التنظيم والتنسيق والتماسك، هو الذي جنب الطريقة المريدية كثيرا من النزاعات والخلافات الحادة، التي حدثت وتحدث في الطرق والجماعات الدينية، فتسبب فيها انقساما وتجزؤا يقسم الجماعة إلى مجموعات صغيرة متناحرة تنحرف عن أهدافها الأصلية، لتتورط في خصومات وربما في حروب تنهك قواها وتستنفد جهودها فتنتهي إلى الانقراض والاضمحلال أو الضعف المميت[12] .

ثانيا: مفهوم الأمن والسلام

1 – الأمن

الأمن في اللغة، هو ضد الخوف، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله -سبحانه تعالى: – ﴿فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف﴾[13] هو شعور الفرد أو الجماعة بالطمأنينة، وإشاعة الثقة والمحبة بينهم، بعدم خيانة الأفراد لبعضهم البعض، والقضاء على الفساد، بإزالة كل ما يهدد استقرارهم وعيشهم، وتلبية متطلباتهم الجسدية والنفسية؛ لضمان قدرتهم على الاستمرار في الحياة بسلام وأمان.

ويلاحظ أن مفهوم الأمن مفهوم عام لاسيما عندما ننتقل من الخاص إلى العام، ليكون الأمن القومي هو حماية الوطن والشعب من أي اعتداء أو عدوان خارجي عن طريق عدة وسائل تعكس المصالح السياسية والاقتصادية الحيوية للدولة، وبالتالي فإن تهديد أو فقدان الدولة لأي من مصالحها العسكرية أو الاقتصادية، حتى العقدية فيه تهديد مباشر أو غير مباشر لوجود الدولة. يرى الدكتور مصطفى عبد الله خشيم أن العلاقة ما بين مفهوم الأمن ومفهوم السلم في العلاقات الدولية، هي علاقة وثيقة جدا منذ القدم. فالسلم الدولي لا ينحصر فقط في غياب مؤقت لحل الحرب التي يشهدها النظام الدولي، وعليه فإن ديمومة واستمرار حال السلم الدولية، مرهونة إلى حد كبير، بوجود نظام للأمن على غرار نظام الأمن الجماعي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة[14].

أما في الإسلام فنجد أنه قد ورد ذكر الأمن في مواضع عدة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، للدلالة على السلامة والاطمئنان النفسي، وانتهاء الخوف في حياة الناس. ولقد جعل دين الإسلام الأمن من أعظم النعم على الإنسان، حيث حث الرسول عليه الصلاة والسلام على كل عمل يعود بالأمن على المسلمين، ونهى وحرم كل عمل يهدّد أمنهم وسلامتهم. في حين أن تشريع الأمن في الإسلام لم يقتصر على المسلمين فقط، بل امتدّ إلى غير المسلمين، ممن يعيشون في البلاد الإسلامية، حيث حرم قتلهم والاعتداء على أرزاقهم وأعراضهم، مثل أهل الذمة وغيرهم.

أما مؤسس المريدية الشيخ أحمد بمب فقد كان داعية سلام مشهور، يمقت العنف ولا يراه وسيلة لنشر دعوته، فها هو يقول:

وبي جدد السبيل *** بلا عدى أو ألم[15]

2 – السلام

السلام في اللغة العربية: مصدر (سلم) ويستعمل اسماً بمعنى الأمان والعافية والتسليم والتحية. ويرد هذا اللفظ كثيرا في القرآن، وأقدم آية ورد فيها لفظ (السلام) هي الآية الخامسة من سورة القدر؛ إذ تقول عن ليلة القدر: ﴿سلام هي حتى مطلع الفجر﴾ [سورة القدر، الآية: 5].

والسلام يمكن أن يكون معناه السلامة في الدارين، وهو يستعمل بهذا المعنى في كلمة “دار السلام”. والسلام تحية الفائزين بالجنة في الآخرة. قال تعالى: ﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام﴾[16]. وهو اسم الجنة (دار السلام)، وهو تحية المسلم في صلاته للنبي الخاتم الذي جاء بالإسلام دين المحبة والسلام وعند الفراغ من الصلاة تحية للخروج من الصلاة والفراغ منها[17]. وقد جعل الله تعالى السلام تحية المسلم، بحيث لا ينبغي أن يتكلم الإنسان المسلم مع آخر قبل أن يبدأ بكلمة السلام، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «السلام قبل الكلام»[18]. وسبب ذلك أن السلام أمان، ولا كلام إلا بعد الأمان، وهو اسم من أسماء الله الحسنى.

فالسلام هو حالة الهدوء والسكينة، حيث يُستخدم مصطلح السلام كمعاكس ومنافٍ للحرب وأعمال العنف الحاصلة بين الشعوب المختلفة أو طبقات المجتمع المتباينة أو الدّول المتنافسة، فحتى في وقت السلم يدخل الناس في الصراعات كالحملات الانتخابية والسجالات وتعارض الآراء وغيرها. ومما يتبين من التاريخ جنوح الغالبية إلى صنع السلام ومحاولة إحلاله كحالة طبيعية وعادية يجب أن تكون مستمرة في مسار التطور والنّماء الإنساني، منافية للحرب والعنف كحالة شاذة معاكسة للحالة الطبيعية وهي السلام، الأمر الذي لا يتماشى والازدهار والرقي الإنساني. .. [19]

والسلام لا يشعر به ولا يعرف قيمته النفسية والروحية والاجتماعية والمادية إلا من عاش ويلات الحرب وقذاراتها. والسلم والسلام هما شرطان ضروريان في أي تطور وازدهار ونماء ورقي إنساني، في جميع جوانبه المادية والأخلاقية.

وعلى هذا، فالإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة. ولا غرابة في أن كلمة الإسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع.

وهناك نقطة مهمة يجب الوقوف عندها عند الحديث عن الأمن والسلام، وهي كيفية بناء السلام؟ ولعل الإجابة عن التساؤل هي: تشييد ظروف المجتمع حتى يستطيع أن يعيش في سلام دائم. وهذا يشتمل على عدة مراحل مثل التربية وتعزيزها وممارستها، والتنمية الاقتصادية، والإصلاح السياسي، والشفافية، والحكم الراشد، وزيادة المساعدات والتكافل الاجتماعي.

ثالثا: أهمية السلام في الإسلام

بالرغم من أن فكرة السلام قديمة قِدَم المجتمع الإنساني إلا أن العلماء اهتموا بمقابلتها -الحرب – أكثر مما اهتموا بالسلام، وهكذا فإن الدراسات تنزع إلى التركيز على الحروب كوحدات تحليل أكثر من فترات السلام، كما أن الكلمة نفسها غير متعارف على تعريفها الاسمي، فيعرفونها بضدها فيقولون ببساطة: إن السلام هو عدم الحرب، وذلك من وجهة النظر العسكرية والسياسية.

أما السلام -برؤية الإسلام- هو الأصل، والحروب والنزاعات هي الاستثناء، ولها مبرراتها وشروطها وآدابها التي يجب أن تُراعَى وتُحتَرَم. والإسلام (دين السلام) يدعو للسلام (بمعناه السياسي) وحل الخلافات بالطرق السلمية. قال تعالى: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله﴾[20]. وهكذا ينص القرآن الكريم على الاحتكام إلى السلام إذا دعا أحد طرفي الصراع إلى ذلك.

وإن للسلام العالمي شأناً عظيماً في الإسلام، فما كان أمرًاً شخصياً ولا هدفاً قومياً أو وطنياً، بل كان عالميا وشموليا. فالسلام هو الأصل الذي يجب أن يسود العلاقات بين الناس جميعاً، فالمولى عز وجل عندما خلق البشر لم يخلقهم ليتعادوا أو يتناحروا ويستعبد بعضهم بعضاً، وإنما خلقهم ليتعارفوا ويتآلفوا ويعين بعضهم بعضا. فالإسلام يدعو إلى استقرار المسلمين واستقرار غيرهم ممن يعيشون على هذه الأرض. ويكشف لنا التاريخ أن جميع الحضارات كانت تواقة إلى تحقيق السلام العالمي. ..

 تصنـيفات السـلام

هناك تصنيفان للسلام هما:

  • السلام السلبي: ويُعرف بأنه غياب العنف في التجمعات الإنسانية الرئيسية، كالأمم (الدول)، وأيضاً بين التجمعات العرقية والعنصرية.
  • السلام الإيجابي: ويُعرف بأنه نموذج للتعاون والدمج بين التجمعات البشرية الرئيسية.

والنوع الثاني (السلام الإيجابي) هو الذي تدرسه الورقة من خلال دور الطرق الصوفيَّة في تحقيقه وتعزيزه.

رابعا: دور الطرق الصوفية في تعزيز الأمن والسلام

إن الطرق الصوفية -كما أسلفنا- هي المدارس الروحية التي تتولى إعداد النفوس للترقي بها أخلاقيا. وهي استمرارية لمهمة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لإتمام مكارم الأخلاق. وقد تعددت تسمياتها على مر التاريخ وعلى مختلف الأماكن، لكن تبقى مهمتها الأولى هي تهذيب النفوس للوصول إلى سعادة روحية. فهي بهذا، تعد من أهم أركان قواعد بناء المجتمعات الآمنة في نفوسها -النفس المطمئنة- وفي أهلها وفي سربها، حتى تتفكر في خلق السماوات والأرض، وتحقق قيمة العبوديَّة الحقَّة والخالصة لله رب العالمين، وتقوم بواجب التبليغ والدعوة بالحُسنى والموعظة الحسنة، وهذا ما لن يتحقق في ظل التنازع. وبالتالي فإن أوجب واجبات مشايخ هذه الطرق -وكذلك أتباعها– هو تحقيق السلام الاجتماعي والأمن الجماعي.

فللطوائف والطرق الصوفية الدور الأكبر –كما رأينا– في تعزيز قيمة السلام الاجتماعي بالكثير من الوسائل التي قد تتاح لها أكثر من الحكومة، وبوسائل ومجالات مختلفة.

ويمكن النظر إلى الطرق الصوفية باعتبارها مؤسسات مجتمعيَّة فاعلة في تعميق أسباب السلم والأمن الاجتماعي. فهي مؤسسات دينية في الأساس تبذل جهودا بارزة في المجتمع، ذلك أن شيخ الطريقة هو المرجعية لأتباعه، ويتمتع بكلمة مسموعة في جملة من القضايا. أما الأثر الأكبر لهذه المؤسسات فتمثله الطوائف ذلك أن هذه الطوائف التي هي بالدرجة الأولى مؤسسات دينية تمدد نشاطها ليصل إلى الحقل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي[21] .

فعلى سبيل المثال ساهمت الطرق الصوفية في تعزيز الاستقرار في البلاد عبر المجالات الآتية:

التربية

فعن طريق التربية الروحية، والتعليم المبني على التصوف تكوَّن مواطنون صالحون لهم دور الريادة في تجسيد الأمن والاستقرار، بناء على الأخلاق وحسن المعاملة. فيما يخص المريدية، يقول الشيخ مام مور مرتضى أمباكي: “ليس من شك أن الشيخ أحمد بمب -رضي الله عنه- يعتبر من الرجال الذين مارسوا في عالم الواقع التربية الإسلامية الصحيحة، وحققوا فيها نتائج بهرت العقول ودوخت الأفهام، وهي ملموسة بشكل جلي على الصعيدين الواقعي والتطبيقي. “[22]

ذلك يبرهن أن المريدية طريقة للتهذيب الخلقي والتربية الروحية والبدنية، تعلم المريد الالتزام بالأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة والسلوك السوي، وتدعو إلى الرحمة والشفقة، وإلى الصدق والأمانة والنزاهة والإخلاص في الأعمال والمعاملات، كما تحارب العنف والقسوة، وتشجب الكذب والغيبة والوشاية والخيانة، وغيرها من كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقات الإنسانية، ويفضي إلى نزاعات غير مجدية بل مؤذية بين الناس، وضد الأمن والسلام. يقول الشيخ الخديم في قصيدته

(المناهل الصافية لكل ظمآن فيما اختير لكل من يقرأ القرآن):

وصيتكم يا جملة الطلاب *** بطلب العلم مع الآداب

اجتهدوا في العلم والتأدب *** والسعي وهي جالبات الرغب

ولتجسيد هذا المعنى، رسم الشيخ الخديم منهجا تربويا مبنيا على أركان، وهذهالأركان بدورها تنبني على ثلاثة محاور: محور نظري، هو العلم النافع، ومحور تطبيقي، هو العمل الصالح، ومحور قيمي وأخلاقي، هو الأدب المرضي. وفي ذلك يقول: “الأمور على ثلاثة أقسام: العلم النافع، والعمل الصالح، والأدب المرضي: فالعلم النافع يتولد من علم عيوبك، والعمل الصالح يتولد من الانقياد إلى الله، والأدب المرضي يوصلك إلى الله ويقربك منه “[23].

وهكذا نجد أنه عن طريق التربية الروحية ساهمت الطرق الصوفية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في البلد، بفضل القيم النبيلة التي يتمتع بها أتباعها الذين يعتبرون دعاة سلام أينما وجدوا.

المجال الاقتصادي

رؤساء الطرق الصوفية هم أعمدة البلد في هذا المجال، وقد ساهموا في محاربة البطالة والفقر اللذين هما من أسباب عدم الاستقرار والأمن، مساهمة بارزة. فالمريدية مثلا، طريقة للعمل والإنتاج، زراعة وصناعة وتجارة، تراعي أحكام الشريعة، وبفضلها أصبحت السنغال من أكبر الدول المصدرة للفول السوداني، كما تنتج حبوبا غذائية تكفي للاستهلاك المحلي، ولنأخذ (خِيلْكُوم [24](KHelcom كمثال حي لذلك. وقد عرف المريدون عن طريق الشركات المتعددة الجنسية، في مجالات مختلفة. وفي ميدان الصناعة يحيي المريدون الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، كما يشارك رجال الأعمال المريدون في شركات تجارية وإنتاجية بأسهم كبيرة[25]، بينما يقوم الشيوخ بإصلاح الأراضي الشاسعة للزراعة وإنشاء قرى فلاحية في الغابات، وهي لا تلبث أن تتحول إلى مدن يجمع سكانها بين الزراعة والتسويق. كما يؤكد الدكتور خادم سيلا في أطروحته بأن هناك أكثر من أربعمائة قرية مريدية (دار )[26] أنشئت للتربية الروحية، ثم نمت وكبرت إلى أن تحولت إلى قرى لها دور في الميدان الاقتصادي وفي تنمية البلد، الشيء الذي يضمن الأمن والسلام[27].

المجال السياسي

إن زعماء الطرق الصوفية هم الملاذ كلما اشتد الوطيس، أو تحرك البلد سياسيا. يرى المفتش سام بص عبد الرحمان أن علاقة الطريقة المريدية بالسياسية تعتبر من القضايا التي حظيت بقدر لا بأس به من الدراسة والتحليل من المنظور التاريخي. وفي السنوات الأخيرة، وبناء على التطورات الديمقراطية والتغيرات الطارئة في الحقل السياسي، لوحظت وجوه بارزة تنتسب للمريدية، تتقلد مناصب عليا في الدولة (رئاسة الدولة، رئاسة مجلس الشعب ومجلس الشيوخ، الوزارات…)؛ ذلك لأن المريدية تزخر في المجالات المختلفة بالكفاءات اللازمة، القادرة على بلورة رؤية استراتيجية تواجه التحديات التربوية والاقتصادية والاجتماعية… التي تواجه المريدين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام[28].

ونظرا لما تتمتع به الطريقة المريدية من تأثير ديني، اجتماعي، اقتصادي وسياسي، يجعل الساسة مدينة طوبى قبلة لهم للبحث عن دعم معنوي لهم، خاصة أثناء الحملات الانتخابية منذ الاستقلال إلى الآن، أو عندما يكون البلد مهددا سياسيا لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار.

وفي مجال حوار الحضارات

بذلت الطرق الصوفية دورا هاما، نلاحظه فيما يلي:

– على الصعيد الطائفي والمذهبي، يرى الباحث خديم مصطفى عبد الرحمان لوحأن الشيخ الخديم كان بخلاف كثير من زعماء عصره منفتحا لا يتعصب لطريقة ولامذهب[29]، وقد صرح بذلك في أكثر من موضع بقوله:

أئمتي في الفقه مالك العلي *** والشافعي والحنفي والحنبلي[30]

——

فكل ورد يورد المريدا *** لحضرة الله ولم يحيدا

سواء انتمى إلى الجيلاني *** أو انتمى لأحمد التيجاني

أو لسواهما من الأقطاب *** إذ كلهم قطعا على الصواب

إذ كلهم يدعو المريدين إلى *** طاعة رب العرش حيثما جلا

بالاستقامة فلا تسخر أحد *** منهم ولا تنكر عليه أبد

——

فلا تعادوا من رأيتم فاه ***  يخرج لا إله إلا الله[31]

——

عَلَيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الْإِخْوَانِ *** بِطَاعَةِ اللَّهِ بِلَا عُدْوَانِ

تَحَابَبُوا فِي اللَّهِ ذِي الْجَلَالِ *** بِلَا تَنَازُعٍ وَلَا إِضْلَالِ

إِنَّ التَّحَابُبَ هُوَ الْإِيمَانُ   لِأَهْلِهِ السُّرُورُ وَالْأمَانُ

أَمَّا التَّحَاسُدُ فَلِلشَّقَاوَهْ   يَقُودُ أَهْلَهُ بِلَا حَلَاوَهْ

وَأَفْضَلُ الْخِصَالِ حُبٌّ فِي الْجَمِيلْ  وَفِي الرَّسُولِ حِبِّهِ نِعْمَ الْخَلِيلْ[32]

وعلى الصعيد الدعوي، فقد قدموا الإسلام على حقيقته، مجتنبين كل ما يوقظ الفتنة، مع قبول اختلاف الرؤى والمعتقدات، جاعلين الإخلاص في العمل منهجهم، مؤمنين بأن الدين معاملة…

وهذا يجرنا إلى موضوع مهم له مكانته في تعاليم الطرق الصوفية، والمريدية على وجه أخص، وهو موضوع اللاعنف في تعاليم الشيخ الخديم رضي الله عنه وجهاده.[33] يرى الباحث سام بص عبد الرحمان أن الشيخ تجسيد لروح الإسلام وتعاليمه السامية، تبنى في جميع مراحل حياته مبادئ السلم واللاعنف بصورة إيجابية ناجعة، وقد تجلى ذلك في كتاباته ومواقفه العملية، كما سنوضحه على الأوجه التالية:

أولا: بيّن أن الهدف الأساسي لمهمته ورسالته يكمن في تجديد الدين، وإنقاذ الناس من براثن الجهل، وحماية قومه وتحريرهم من جور الملوك الطغاة وسيطرة المستعمرين. ولكن الشيخ أراد واختار أن يكون جهاده لتجديد الدين وإنقاذ قومه جهادا سلميا لا يرافقه عنف ولا ألم، ولذا يقول في ابتهالاته ومناجاته في قصيدة “جذب القلوب لعلام الغيوب:”

وبي جدد السبل *** بلا عدوى أو ألم[34]

ثانيا: استعمل الشيخ في جهاده الوسائل الأكثر فعالية وانسجاما مع روح الإسلام، ومن ذلك: إعداد الأجيال وتزويدهم بسلاح العلم والإيمان ومكارم الأخلاق، يقول رضي الله عنه في رده البليغ على اتهامات السلطات الاستعمارية في قصيدة “يا جملة:”

أخرجتموني ناطقين بأنني *** عبد الله وإني لمجاهد

ومقالكم إني أجاهد صادق *** إني لوجه الله جلّ أجاهد

إني أجاهد بالعلوم وبالتقى *** عبدا خديما والمهيمن شاهد

وقد أكد التاريخ أن هذه الوسائل هي أنفع وأنجع للإسلام والمسلمين، لأنه ظهر جليا أن الأمم تتسابق ويتفوق بعضها على بعض بالعلم والسلوك، ولذا تركز اهتمامها على سياساتها التربوية. وقد اعترف الآن العلماء الباحثون في الحركات الإسلامية الإصلاحية بأولوية الجهاد الأكبر على الجهاد الأصغر[35].

ثالثا: إرساء روح التعاون مع المسلمين أينما وجدوا: وأبلغ برهان على ذلك، تلك المعونات التي كان يقدمها الشيخ المجدد لعلماء موريتانيا ولمشايخ الحرمين الشريفين، اقرأ إن شئت ديوان الشعراء الموريتانيين ومراثي علماء المدينة المنورة لجنابه العلي، وعلى سبيل المثال، قال الشيخ سيدي بابا في الديوان نفسه:

الشيخ أحمد نعمة أولاها *** هذه الخلائق كلها مولاها[36]

أما عبد الله سالم فقال:

ففي أي أرض كنت ينتابك الورى *** ولو خلف أرض الصين والهند والترك

إذا كنت في بَرّ أتتك ركابهم *** وإن كنت في بحر أتوك على الفلك[37]

أما أهل المدينة المنورة فقالوا له:

شيخ الحقيقة والطريقة والهدى *** هادي الورى للحق والإيمان[38]

رابعا: نية الخير للبشرية جمعاء: لقد أعطى الشيخ أحمد بمب خديم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نموذجا رائعا في محبة الخير للبشرية، وظهرت هذه المحبة عبر معاملاته وكتاباته، فلا يخلو مؤلف من مؤلفاته من دعاء لصالح الأمة الإسلامية أو للخلق بشكل عام، ففي قصيدته المقيدة بحروف “رحمن رحيم” كتب الشيخ رضي الله عنه يقول[39] :

يا مالك الملك يا من جل عن قود *** ارحم جميع الورى يا هاديا ردءا[40]

ويقول:

ولتكفني أذى جميع العالمين *** ولتكفهم أذاي يا رب آمين

هذا، إيمانا منه بأن الرحمة وعاء حوى كل الخيرات، فيريد أن يدخل جميع الخلق في هذا الوعاء. فها هو يقول:

قلبي ينوي الخير للخلائق *** لوجه باق كان لي بلائق[41]

كونوا محبين الخيور لجميع *** خلق إلهنا المقدم البديع[42]

وفي إحدى بياناته كتب يقول: “ليعلم كل من وقف على هذا الخط أن كاتب هذا الرسم عفا عن كل من ظلمه، وأنه لا يدعو على ظالم، وأنه يستغفر لكل مؤمن تعلق به، وأنه يحب لمن لم يتعلقوا به مثل ما يحب لمن تعلقوا به” [43].

وبناء على هذه القيم الأخلاقية، نجد أن الطرق الصوفية وبالأخص الطريقة المريدية ساهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في البلد وخارجها، مما مكن أتباعها من المشاركة في حوار الحضارات الذي أصبح من موضوعات الساعة[44]، في الوقت الذي أسيئت فيه سمعة الإسلام من قبل جماعات أخرى باسم الدفاع عن الإسلام.

وعليه، يمكن القول خلاصة بأن الطرق الصوفية برهنت بتعاليمها على أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام. وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية. والسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءاً من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض.

وأثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس، ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات، لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية، وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك. وقد حان الوقت لنقف على عتبات المجتمع الدولي، ونقرأ لهم ما قاله أهل التصوف على لسان حال الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه في قصيدته “مطلب الشفاء:”

وهب لنا مكارم الأخلاق *** مع التحابب بلا شقاق

واجعل صغيرنا يوقر الكبير* ** واجعل كبيرنا يعين للصغير

واجعل قلوبنا على التوادد *** بلا تنازع ولا تحاسد

ولا تخاصم ولا تدابر *** ولا تباغض ولا تنافر

خامسا: الخاتمة

رأينا أن قضية الأمن والسلام من القضايا التي تشغل بال المفكرين والعلماء لكونها قضية مركزية لها تأثير كبير في حياة المجتمعات ومصيرها، فلا يمكن لسياسة تربوية واقتصادية أو اجتماعية أن تنجح وتحقق غاياتها مع فقدان الأمن والسلام.

وقد كان للطرق الصوفية دور بارز في تعزيز الأمن والسلام، بفضل ما للتصوف من مقومات لبناء شخصية إيجابية تتشبع بقيم المحبة والتسامح والانفتاح، باعتباره تجسيدا للإسلام الحق.

وللبشرية فرصة ثمينة لتحقيق الأمن والسلام، وذلك بتفعيل وتوظيف تعاليم التصوف وقيمه. وهنا تكمن أهمية إيجاد مؤسسات تربوية تحمل وتنشر الفكر الصوفي لدى أوساط الشباب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الهوامش

[1] – السائح علي حسين، لمحات من التصوف وتاريخه، ص 29.

[2] – بالنسبة للتصوف السني، انظر: أحمد آيت إعزة، إدريس بن الضاوية وآخرون، سبيل العلماء، ص 85.

[3] – الشيخ الدكتور أنور فؤاد أبي خزام، معجم المصطلحات الصوفية، ص 06.

[4] – شيخ الإسلام إبراهيم عبد الله نياس، في حقيقة التصوف وأصل تلقين الأذكار، دار الحسام للنشر والتوزيع، ص 14.

[5] -السائح علي حسين، لمحات من التصوف وتاريخه، ص03.

[6] انظر: الشيخ محمد الأمين جوب الداغاني، إرواء النديم من عذب حب الخديم، حققه وعلق عليه: الدكتور محمد شقرون، طبعة مؤسسة الأزهر الإسلامية بالسنغال(2006م)، ص 4 – 6.

[7] مرتضى بك شيخ فاط فال، المريدية الحقيقة، والواقع، وآفاق المستقبل، مطبعة المعارف الجديدة للطباعة -الرباط- المغرب، ط2011)1م)، من منشورات الأزهر الإسلامية بالسنغال، ص: 97 – 98

[8] مسالك الجنان في جمع ما فرقه الدّيماني، دراسة وتعليق: دائرة روض الرياحين بطوبى السنغال، مطبعة المعارف الجديدة للطباعة- الرباط- المغرب، ط.2 (1439هــ2017م) ص: 121.

[9] المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص:51.

[10] -المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص: 601.

[11] -مرتضى بك شيخ فاط فال، المريدية الحقيقة، والواقع، وآفاق المستقبل.

[12] -المرجع السابق.

[13] -سورة قريش/ الآيتان:3 – 4.

[14] -انظر: الدكتور مصطفى عبد الله خشيم، موسوعة علم العلاقات الدولية، ص 55 – 65.

[15] – مسالك الجنان في جمع ما فرقه الدّيماني، دراسة وتعليق: دائرة روض الرياحين بطوبى السنغال، مطبعة المعارف الجديدة للطباعة- الرباط- المغرب، ط2 (1439 هـ / 2017 م)، ص: 121.

[16] – سورة يونس/ الآية: 01.

[17] – انظر: حزب الاتحاد الديمقراطي الأصلي، دور الطرق الصوفية في تعزيز السلام الاجتماعي بالسودان، الطريقة الختمية نموذجاً، ورقة مقدمة لمعهد دراسات الكوارث واللاجئين– جامعة إفريقيا العالمية 2014م.

[18] – سنن الترمذي، كتاب الاستئذان والآداب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في السلام قبل الكلام.

[19] -انظر: حزب الاتحاد الديمقراطي الأصلي، دور الطرق الصوفية في تعزيز السلام الاجتماعي بالسودان، الطريقة الختمية نموذجاً، ورقة مقدمة لمعهد دراسات الكوارث واللاجئين – جامعة إفريقيا العالمية 2014م.

[20] – سورة الأنفال/ الآية: 16.

[21] -انظر: حزب الاتحاد الديمقراطي الأصلي، دور الطرق الصوفية في تعزيز السلام الاجتماعي بالسودان، الطريقة الختمية نموذجاً، ورقة مقدمة لمعهد دراسات الكوارث واللاجئين – جامعة إفريقيا العالمية 2014م.

[22] -الشيخ مام مور أمباكي مرتضى، تحفة المتعلم، ملاحظات ونصائح في الحقل التعليمي والتربوي، الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه نموذجا، ص: 01.

[23] -المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص:26.

[24] -وهي من القرى التي أسسها الشيخ صالح أمباكي للتربية والعبادة وكسب الحلال وفرصة للخدمة بالنسبة للمريدين، وقد ساهمت في اقتصاد البلاد مساهمة فعالة، وقد أسفرت مقابلة أجراها الدكتور خادم سيلا مع السيد مُود غي-وهو كان من معاوني الشيخ صالح المقربين- عن بلوغ استثمارات الشيخ صالح في 1992م في “خيلكوم “700 مليون فرنك في شراء الآلات الزراعية والأسمدة والبذور، وقد بلغت محصولاته من الفستق في العام نفسه 1000 طن بالرغم من قلة الأمطار.

دراسات حول المريدية، من منشورات دائرة روض الرياحين، ص:100.

[25] DIOUF Mouhamdou Mbacké, le mouridisme en France, entre pratiques religieuses et migration

.economique, thèse de doctorat, Aix Marseille Université, 2015

[26] -مصطلح “دار” بفتح الدال والراء، عبارة عن مكان للتعليم والتربية الروحية عند الطرق الصوفية في السنغال، تقام عادة في أماكن بعيدة عن المدن وأماكن التجمع.

[27] SYLLA Khadim, Mouridisme et migration, Thèse de Doctorat, INALCO, Paris, 1999 -.

[28] انظر: سام بص عبد الرحمان، المريدية والسياسة… نظرة مستقبلية، مدونة سام بص

[29] – خديم مصطفى عبد الرحمان لوح، السنغال وأزمة البحث عن مثل أعلى للأمة، ص. 44.

[30]  -القصيدة المقيدة بحروف بسم الله الرحمن الرحيم.

[31] – كتاب تزود الشبان إلى اتباع الملك الديان.

[32] – المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص 81.

[33] بالنسبة لجهاد الشيخ أحمد بمب، انظر: محمد أمباكي جوف، الشيخ أحمد بمب جاهد الاستعمار واحتمل الإقامة الجبرية، صحيفة الدعوة الإسلامية، العدد 648، طرابلس، ليبيا.

[34] مسالك الجنان في جمع ما فرقه الدّيماني، دراسة وتعليق: دائرة روض الرياحين بطوبى السنغال، مطبعة المعارف الجديدة للطباعة- الرباط- المغرب، ط.2 1439(هـ/2017م) ص: 121.

[35] حول أولوية الجهاد الأكبر على الجهاد الأصغر انظر: الأستاذ محمد غالاي أنجاي، الشيخ أحمد بمبا سبيل السلام، ص. 99.

[36] دواوين شعراء أهل الزوايا الموريتانيين في ذكر مزايا الشيخ أحمد بامبا أمباكي خديم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[37] المرجع السابق.

[38] دراسات حول المريدية، من منشورات دائرة روض الرياحين، ص:721.

[39] المرجع السابق، ص: 421

[40] قصيدة “مطلب الفوزين.”

[41] قصيدة “لاريب فيه فقد فاز.”

[42] المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص:81.

[43] -المجموعة المشتملة على بعض أجوبة ونصائح ووصايا له، ص 461.

[44] DIOUF Mouhamadou Mbacké, les immigrés et le dialogues des cultures, le cas des Mourides de :انظر-

.Marseille, Sarrebruck, Editions universitaires Européennes, 2011

المصادر والمراجع

القرآن الكريم.

  • كتب السنة.
  • أحمد آيت إعزة، إدريس بن الضاوية وآخرون، سبيل العلماء، المجلس العلمي الأعلى، الرباط، الطبعة الأولى، 2016م.
  • أحمد الخادم منتقى بشير أمباكي، خلاصة عن حياة المربي الحكيم، الشيخ أحمد الخديم، دار المنن قصائد، د. ت.
  • الأستاذ شعيب كببي، الشيخ الخديم
  • الأستاذ محمد غالاي أنجاي، الشيخ أحمد بمبا سبيل السلام، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2011م.
  • التليلي العجيلي، الطرق الصوفية والاستعمار الفرنسي بالبلاد التونسية 1881 – 1939م، منشورات كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، طبعة ثانية، 2009م.
  • دراسات حول المريدية، من منشورات دائرة روض الرياحين -طوبى- السنغال. مطبعة المعارف الجديدة للطباعة – الرباط- المملكة المغربية، الطبعة الأولى 1431 هـ / 2010 م).
  • السائح علي حسين، لمحات من التصوف وتاريخه، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا، الطبعة الثانية، 1997م.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة يا جملة.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة مطلب الشفاء.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، نهج قضاء الحاج.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، مسالك الجنان في جمع ما فرقه الديماني.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، تزود الشبان إلى اتباع الملك الديان.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة جذب القلوب.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة رحمان رحيم.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة لا ريب فيه فقد فاز.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة مطلب الفوزين.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، قصيدة مقيدة بحروف بسم الله الرحمن الرحيم.
  • الشيخ أحمد بمب أمباكي، المجموعة المشتملة على بعض أجوبة شيخ الخديم، وبعض وصاياه، مخطوط.
  • الشيخ الدكتور أنور فؤاد أبي خزام، معجم المصطلحات الصوفية، مكتبة لبنان ناشرون، الطبعة الأولى، 1993م.
  • الشيخ مام مور أمباكي مرتضى، تحفة المتعلم، ملاحظات ونصائح في الحقل التعليمي والتربوي، الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه نموذجا، سلسلة لو سمحتم ألقي كلمة؟ الأزهر للطباعة، دكار، 2008م.
  • الشيخ محمد الأمين جوب الداغاني، إرواء النديم من عذب حب الخديم، تحقيق وتعليق محمد شقرون، مؤسسة الأزهر الإسلامي بالسنغال، 2006م.
  • الدكتور مصطفى عبد الله خشيم، موسوعة علم العلاقات الدولية، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى، بنغازي، 1996م.
  • حزب الاتحاد الديمقراطي الأصلي، دور الطرق الصوفية في تعزيز السلام الاجتماعي بالسودان، الطريقة الختمية نموذجاً، ورقة مقدمة لمعهد دراسات الكوارث واللاجئين –جامعة إفريقيا العالمية 2014م.
  • خديم مصطفى عبد الرحمان لوح، السنغال وأزمة البحث عن مثل أعلى للأمة، منن للطباعة، د. ت.
  • سام بص عبد الرحمان، اللاعنف في تعاليم الشيخ الخديم، مدونة سام بص عبد الرحمان.
  • سام بص عبد الرحمان، دعوة زعماء التصوف إلى الوحدة ودور الشباب في تفعيلها، مدونة سام بص عبد الرحمان.
  • سام بص عبد الرحمان، المريدية والسياسة… نظرة مستقبلية، مدونة سام بص.
  • شيخ الإسلام إبراهيم عبد الله نياس، في حقيقة التصوف وأصل تلقين الأذكار، دار الحسام للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، القاهرة، 2015م.
  • شيرين الضاني، الأمن القومي ومشروعيته في الإسلام.
  • محمد أمباكي جوف، الشيخ أحمد بمب جاهد الاستعمار واحتمل الإقامة الجبرية، صحيفة الدعوة الإسلامية، العدد 648، طرابلس، ليبيا.
  • مرتضى بك شيخ فاط فال، المريدية الحقيقة، والواقع، وآفاق المستقبل، مطبعة المعارف الجديدة للطباعة- الرباط- المغرب، ط.1 (2011م)، من منشورات الأزهر الإسلامية بالسنغال.

-المراجع باللغة الأجنبية

  • DIOUF Mouhamadou Mbacké, les immigrés et le dialogues des cultures, le cas des mourides de Marseille, Sarrebruck, Editions universitaires Européennes, 2011
  • DIOUF Mouhamdou Mbacké, le mouridisme en France, entre pratiques religieuses et migration economique, thèse de doctorat, Aix Marseille Université, 2015
  • SYLLA Khadim, Mouridisme et migration, Thèse de Doctorat, INALCO, Paris, 1999

 

تحميل المقال بصيغة PDF