مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

التواصل الروحي واَلثُقافي للعلماء التجانيين المغاربة في مدينة كنو النيجيرية في القرن العشرين

ذ. طاهر لون معاذ
جامعة بايرو كنو- نيجيريا

شهدت منطقة غرب إفريقيا خلال القرن العشرين الميلادي نهضة روحية كبيرة على يد علماء وشيوخ من الطريقة التجانية تحت قيادة الشيخ إبراهيم نياس الكولخي السنغالي، حتى صار هذا التجديد الروحي الذي يعرف بحركة الفيضة أكبر تجمع ديني منفرد بإفريقيا في يومنا هذا[1]. وقد لعبت هذه الحركة دورا محوريا في التقدم العلمي والفكري حيث أنتج التابعون لها آلاف المؤلفات الإسلامية منذ تأسيسها إلى اليوم. وتعكس مؤلفات التيجانيين التابعين لحركة الفيضة في نيجيريا بشكل كامل أنشطة مؤلفيها، ليس فقط كمروّجين لمجموعة صوفية معينة، ولكن كعلماء ينشطون في ترويج شامل للمعرفة الإسلامية الأصيلة؛ فأصدروا كتيبات وتعليقات ومختصرات في الفقه المالكي، بالإضافة إلى بعض الأعمال المتعلقة بالتاريخ المحلي للطريقة[2]. وعلى الرغم من أن المؤسس لهذه الحركة سنغالي من مدينة كولخ، إلا أن بداية حركته الروحية وجدت تربة خصبة وطريقا ممتدا مهّدها لها العلماء التجانيون القادمون من بلاد المغرب العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين. ولما كانت مدينة ” كنو” بمثابة عاصمة هذه النهضة الروحية فسيسعى بحثنا هذا إلى تتبع الآثار الروحية التي خلفها العلماء المغاربة في علماء مدينة ” كنو” وشمال نيجيريا بصفة عامة سواء عن طريق استقطاب المريدين إلى الطريقة، أو إعطاء الإجازة للشيوخ، أو بناء المساجد والزوايا.

مدينة ” كنو” وأهميتها التاريخية

تعد مدينة ” كنو” الواقعة شمال غرب نيجيريا من أعرق المدن في غرب إفريقيا فهي من أهم المراكز التجارية القديمة في المنطقة؛ حيث تمر عبرها قوافل التجار القادمة من كبرى المراكز التجارية في شمال إفريقيا، مثل طرابلس وفاس عبر سجلماسة، وغدامس وتوات وقيروان إلى تنبكت، ومنها إلى بلاد الهوسا وبالتحديد مدينة ” كنو” وكشنا. وهذا ما يجعل التواصل المعرفي بين المغرب وبلاد الهوسا واردا من بداية دخول الإسلام إلى بلاد الهوسا، بصورة مباشرة. وأول مظاهر تأثير المغرب في هذه البلاد أن الإسلام جاء إليها بصبغة صوفية مالكية. فالإسلام في غرب إفريقيا صوفي الولادة والنشأة تأثرا بشمال إفريقيا المعروفة بتصوفها وأقطابها وطرقها المتعددة. أما بالنسبة لكيفية دخول الإسلام ووقته إلى المنطقة ففيه أقوال كثيرة متضاربة، فلا يعرف على التحديد متى دخل الإسلام إلى هذه المنطقة القديمة التي قامت فيها عدة مماليك؛ كل هذا لعدم توفر المراجع التي كتبت في ذلك الوقت، أي قبل القرن العاشر الميلادي[3]. لكن المتفق عليه أن الإسلام دخل بصورة سلمية على يد التجار من بلاد المغرب، حيث كانت العلاقة بين المنطقتين موجودة قبل ظهور الإسلام بمئات السنين[4]؛ وهذه الصلة القديمة مهدت للإسلام طريقا ممتدا من شمال إفريقيا إلى غربها على أيدي التجار الذين يسيرون إلى غرب إفريقيا في القوافل عبر الطرق التي تصل المنطقتين.

ومنذ ذلك الحين، توافدت وفود العلماء من الصوفية إلى ولايات الهوسا ونشروا التعاليم الإسلامية على المنهج الصوفي، وبالأخص الطريقة القادرية، ومن هؤلاء الوفود وفد وَنْغَرَهْ الذين أتوا من مالي ما بين 1465 – 1476م. ثم الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني الذي زار مدينة ” كنو”، واتخذه أميرها محمد رُمْفَا(1463 – 1499م) مستشارا سياسيا، وألف له المغيلي كتاب “نصائح الملوك”[5] ورسالة أخرى فيما يجوز للحكام في ردع الناس عن الحرام[6]. وكان له أثر في نظام الملك وسياسة الأمراء في ” كنو” إلى الآن.

وأما ما يتعلق بانتشار الطريقة التجانية فقد انطلقت من المغرب على يد شيخ الشناقطة الشيخ محمد الحافظ العلوي عن الشيخ التجاني مباشرة، وقام بنشرها ببلاده أولا، وانتقلت عن طريقه إلى ما وراء نهري السنغال والنيجر، غير أن الذي عمق جذورها ووطد أركانها في غرب إفريقيا هو المجاهد الحاج عمر الفوتي بفضل فتوحاته بالمنطقة التي مكنته من إنشاء إمبراطورية إسلامية تجانية خلال النصف الأول من القرن 19م[7]، وقد أخذ التجانية أولا عن شيخه الشيخ عبد الكريم الناقل عن سيدي مولود فال عن سيدي أحمد التجاني[8]، ثم بعد رحلته إلى الحج التقى بشيخه سيدي محمد الغالي بو طالب أحد أكابر خلفاء سيدي التجاني فأخذ عنه وصار شيخه المربي، وقد بدأ بنشر الطريقة في عهد الشيخ عثمان عندما زار صكتو ومكث بها سنين حين مروره بالديار الهوساوية في طريقه راجعا من الحج، فنزل ضيفا على الشيخ عثمان، وتذهب الروايات إلى أن الضيف قد عرض على مضيفه الطريقة التجانية، وحاول أن يكسبه لها ولكنه لم ينجح، وعندئذ عقد العزم على الرحيل فغادر البلاد متوجها صوب بلاده الواقعة في منطقة مرتفعات فوتا جالون” [9]. لكن في هذا نظر، حيث توفي الشيخ عثمان عام 1817م، ومجيء الشيخ عمر الفوتي كان عام 1826م حسب المستكشف البريطاني هوغ كلابيرتون (Hugh Clapperton) الذي كان متواجدا في ذلك الوقت للقيام بعمل استطلاعي للبلاد التي ظلت مجهولة للبريطانيين حتى القرن التاسع عشر[10]، وإن كانت هذه المعلومة مشكوكا فيها فعند مراجعة مذكرات هوغ وجدته يذكر الحاج عمر الذي قدم من فوت تورو في طريقه للحج، لكن محقق هذه المذكرة ذهب إلى أن هذا ليس بالشيخ عمر الفوتي المجاهد استنادا إلى أن الأعمال التي قدمت حوله جميعا تتفق على أنه جاء إلى بلاد الهوسا عام 1825م أي قبل مجيء هوغ بسنة[11]، ومكث بها سبعة أشهر زوّجه خلالها السلطان بللو ابنته، وذهب إلى برنو حيث زوّجه سلطانها ابنته أيضا[12]، قبل أن ينطلق للحج بعد نشاطات دعوية في المنطقة، ولم يرجع إلا عام 1831م حيث ظل في صكتو حتى وفاة السلطان بللو عام 1837م. ساعد خلال هذه المدة السلطان “بللو” في قمع التمرد في شتى بلاد الهوسا، خاصة بانتصاره الحاسم في واقعة غاوكوكى (Gawakuke). وشاع أن “بللو” نفسه أخذ الطريقة التجانية على يد عمر الفوتي.

وقد استمرت العلاقات الروحية والمعرفية بين المغرب وبلاد الهوسا، وبالأخص مدينة ” كنو” في القرن العشرين، حيث توافد عدد من العلماء المغاربة إلى مدينة ” كنو” واستفاد منهم علماؤها وتركوا فيهم أثرا علميا وروحيا عميقا ما يزال ساريا إلى الآن. وسوف نسلط الضوء فيما يلي على بعض العلماء المغاربة الذين لهم أثر ملموس في ثقافة أهل ” كنو” ممن مرّ حاجا أو اتخذ بلاد الهوسا مسكنا.

الشيخ الشريف محمد حفيد التجاني دفين مدينة لوكوج

من الشيوخ الربانيين الذين دخلوا مدينة ” كنو” وأفادوا أهلها تربية وإجازة الشيخ الشريف محمد من مريدي السيد القطب العبدلاوي، ويبدو من لقبه أنه من أحفاد سيدي أحمد التجاني. وهو من أوائل من نشروا الطريقة التجانية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وقد ضن التاريخ بتفاصيل حياته، ولعل ذلك يعود إلى مغادرته بلاد الهوسا وذهابه إلى مدينة لُوْكُوْجَا (Lokoja)، حيث قضى حياته بها ودفن بها، فكل ما نعرف عنه إشارات خاطفة من خلال ترجمة الشيخ محمد سلغ في كتاب تحصيل الوطر للشيخ أبي بكر عتيق، حيث يقول عن محمد سلغ:

“أخذ الطريقة بالتقديم على الولي الجليل الشريف الحسني الشهير بلقبه حفيد التجاني، دفين لُكَجَهْ، هو الشريف محمد المدفون في لُكَجَهْ[13]، وسنده على الأصح الذي تلقاه مشايخنا عنه عن العبدلاوي، عن علي التماسيني، عن سيدنا أحمد التجاني[14].” هذا يدل على أن سيدي محمد هو أول من قدم لمحمد سلغ الطريقة التجانية. وقد قيل إنه قدم ” كنو” في أوائل عهد أمير ” كنو” محمد عباس (1903 – 1919م) ومكث في حارة دَنْدَلِنْ تُوراوا، وقال الباحث الألماني رومن لوميار إن سلسلة الشريف محمد تعود إلى والده وهو عن الشيخ التجاني مباشرة[15]. وهو أمر لم نتأكد من صحته إلى الآن، حيث لم نقف على هذه السلسلة بعد عند أي أحد في مدينة ” كنو” أو في لوكوجا، لكن الإجازة التي حصلنا عليها عند عائلة الشريف محمد المعروف بالشريف زَنْغِنَ لوكوجا تلقاها من شيخه الشيخ عبد السلام بن أبي بكر شاوَيْ كَشِنَا عن الشريف سيدي محمد الفاسي، عن عمه سيدي عبد الكريم عن محمد العربي عن سيدي محمد الكبير عن والده سيدي أحمد التجاني4.

هذا وما يزال قبره موجودا في مدينة لُوْكُجَ يعرف بقبر سيدي محمد. ومن أشهر من تلقوا عنه في لوكوج، الشيخ عبد السلام بن أبي بكر شاوَيْ من مدينة كَشِنَهْ، والشيخ الشريف زَنْغِنا خليفة الشيخ عبد السلام[16]. وإلى هذا أشار الشيخ الشريف إبراهيم صالح بأن بعض تلامذة سيدي علي التماسيني قد أدخلوا سلاسل الطريقة التجانية بعد السلسلة العمرية المنسوبة إلى الشيخ عمر الفوتي في القرن التاسع عشر، وقاموا بنشر الطريقة التجانية في قطر لوكوج عند ملتقى نهري النيجر وبنوى[17]. ويذهب جون فادن إلى أن الشريف محمد كان من سكان مدينة فاس، وهو أول من قدم مدينة ” كنو” من سكان فاس وسكن حارة دَنْدَلِنْ تُوراوا (Dandalin Turawa) [18] في عهد الأمير علي بن عبد الله (1894 – 1903م) المعروف ب أَلُو مَيْ سَنْغُو (Alu Mai Sango) (تـ 1926م) [19].

الشيخ الشريف مولاي عبد الرحمن

من الشخصيات المغربية التي ساهمت في التربية الروحية وعقد جسر التواصل المعرفي بين المغرب ومدينة ” كنو”، الشريف مولاي عبد الرحمن، لكننا لا نعرف تفاصيل حياته، بل جل ما ذكر هو إشارة الباحث الأمريكي جون فادن الذي أخبره الشيخ عتيق أيضا عندما كان يعد بحثه في ” كنو” في السبعينات، أن محمد سَلْغَ أخذ إجازة التقديم من الشريف عبد الرحمن الساكن في حارة دَنْدَلِنْ تُوراوا (Dandalin Turawa) [20]، وهو أيضا قدم ” كنو” في عهد الأمير محمد عباس عن طريق غاوو شمال مالي[21].

الشيخ عبد الواهب أجدود

نظرًا لتأثير الطريقة القادرية باعتبارها الطريقة “الرسمية” لخلافة صكتو خلال القرن التاسع عشر، ظلت الطريقة التجانية هامشية نسبيًا في نيجيريا مقارنة بالمناطق الأخرى في غرب إفريقيا [22]. لذا يعد قدوم الشيخ عبد الواهب المعروف بالشريف أجدود إلى ” كنو” بداية عصر الاستعمار البريطاني نقطة تحول مهمة في تاريخ الإسلام والتصوف في مدينة ” كنو”. فجميع الأمراء قبل ذلك الوقت كانوا متمسكين بالطريقة القادرية منذ تأسيس خلافة سوكوتو عام 1804م، فهي الطريقة التي كانت سائدة بين العامة والخاصة لقرون في بلاد الهوسا.

ويرى جون فادن بأن هناك اضطرابا حول وقت قدومه بالضبط، فالشيخ عتيق ذهب إلى أنه جاء قبل الحرب العالمية الأولى، في حين تقول السيدة سودة إحدى زوجات والي ” كنو” الشيخ سليمان أنه قدم بين عام 1918 و1919م، لكن يبدو أنه قدم عام 1914م ومكث لمدة ست سنوات، وغادر بعد أن تولى الإمارة أمير ” كنو “عثمان (1919 – 1928م) أنجب خلالها ابنا سماه محمد الحبيب، لكنه توفي، وهناك ابن له يسمى محمد الكبير الذي قدم إلى ” كنو” وغادر بعد وفاة والده[23]. وتؤكد الروايات المحلية هذا الرأي حيث تقول إن صداقة قوية نشأت بين الشريف أجدود وأمير ” كنو” عباس، فقد كان يذهب إليه كل مساء بعد قراءة الوظيفة التجانية بالقرب من سوق كرمي ويجلس مع الأمير حتى المغرب. وخلالها سأله الأمير بأن يدله على شيء يفعله هو وجماعة ” كنو” للتكفير عن الخطايا التي ارتكبوها أيام الحرب الأهلية في ” كنو”[24] ؛ وهنا اقترح الشريف أجدود على الأمير بأن يقوم بالصلح بين الأشقاء ورد المظالم، ثم يتمسك بالطريقة التجانية ويتزوج من امرأة شريفة.

وبالفعل، نفذ الأمير جميع مطالب الشريف أجدود، وتزوج من امرأة شريفة أنجب منها ابنه تراكي هاشم، وأخذ الطريقة التجانية؛ ومنذ ذلك الوقت تحول تاريخ إمارة “كنو” من كونها تابعة للطريقة القادرية إلى الطريقة التجانية [25]. ولم يتوقف تأثير الشريف أجدود في ” كنو” بل وصل إلى مدينة كشنه الواقعة على بعد 179 كيلو متر من مدينة ” كنو”، فأميرها محمد دِكُّو تحول أيضا إلى التجانية على يد أجدود.

وعلى الرغم من أهمية الشيخ الشريف عبد الواهب هذه واستغراقه ست سنوات، إلا أنه ظل قليل الشهرة ولم تتنبه إليه مصادر المدراء البريطانيين، ولم يكن يتحدث بلغة الهوسا طوال هذه السنوات، مما جعله بعيدا عن العامة، فأكثر من كانوا يترددون عليه من الطبقة الحاكمة، مثل الوالي سليمان الذي كان يتردد عليه يوميا، فقدمه الشريف ليصبح من أكابر العلماء التجانيين في المدينة، حتى صار منزله محل اجتماع جميع التجانيين من الطبقة الحاكمة أو في منزل إمام جامع ” كنو “الشيخ آدم نائبي الذي قدم قبل قدوم الشريف إلى ” كنو”[26]. ومن آثاره أيضا أنه درّس الشيخ محمد سلغ كتاب صحيح البخاري. أما بالنسبة لإجازة الطريقة فالشريف أخذ الإجازة عن الشيخ محمد النظيفي في مراكش[27]، كما أخذها أيضا عن والده الشيخ محمد الكبير العلوي[28]. توفي الشيخ الشريف أجدود في كشنة في طريقه إلى مسقط رأسه في موريتانيا فدفن بها.

الشيخ محمد الحلواني

عرّفه الشيخ أبوبكر عتيق بقوله: “هو السيد الجليل والعارف المثيل سيدي ومولاي الحاج محمد بن المحجوب الحلواني المراكشي، كان مستترا بصنعة الحلواء بمدينة ” كنو”، وله دكان يبيع الكتب فيه وغير ذلك من الأعطار والبضائع، ثم اشتغل بصنعته أواخر عمره وترك الدكان[29].” قدم المدينة على غير الطريقة التجانية لكنه أخذها في ” كنو” عند شيخ يسمى الشيخ زكرياء بن شعيب الملقب بمعلم (جبَّ) الفلاتي بعد حادثة كادت تؤدي إلى هدم بيته من قبل المستعمرين لبناء شارع[30]. ومن آثاره في منطقة غرب إفريقيا بصفة عامة ما أخبر به الشيخ أبا بكر عتيق بلسانه أنه حج بيت الله الحرام، وفي أثناء طريقه مر ببعض البلاد وأخذ عنه أكثر من ألف رجل وبنى لهم الزاوية، وقدم عليهم مقدما كما قدم آخرين في طريقته، واجتمع في رحلته هذه بكثير من الأولياء العارفين [31]. ويبدو أن هذا حدث بعد تحوله إلى الطريقة التجانية في ” كنو.”

وقد كان الشيخ الحلواني عالما بالأوفاق والحساب وأسرار الحروف والطب ومع ذلك لم يعرفه إلا النادر القليل لشدة حبه للخمول، فعاش لا يعرفه الناس من حوله لولا ترجمة الشيخ عتيق له. ولا تزال بقايا ذريته في ” كنو” في الحارة التي تسمى زقة صانعي الحلويات (Lungun Yan Alewa)، ولا نعرف بالتحديد متى قدم هذا الشيخ إلى مدينة ” كنو”، لكنه قدم من مراكش بعد التجول في تونس ومالي، ففيهما شيوخه، يحكي لنا الشيخ عتيق حادثتين يستشف من خلالهما بعض شيوخه؛

الأولى يقول فيها: ” كان لا يمنعني شيئا سألته ولا يكتم عليّ شيئا من الأسرار، وربما دفع إلي كناشه وأمرني بتفتيش بعض الأسرار ولم يستثن علي شيئا إلا ذكرين. قال لي: ليس لي إذن من شيخي بإعطائهما للغير حتى أرسل إليه وأطلب الإذن، فأرسل إلى الشيخ المذكور فقدر الله رجوع الجواب بخبر وفاة ذلك الشيخ وهو الحاج أحمد التونسي رضي الله عنه، وهو أول من أطلعني على دائرة الإحاطة الأحمدية المحمدية وسر جوهرة الكمال مع اسمها الخاص بها ” [32]. نفهم من النص السابق أن للحلواني شيخا أخذ عنه ربما في تونس، حيث لم يأذن لعتيق في الذكر المذكور إلا بعد مراجعة شيخه الذي تبين بعد مراسلته أنه توفي دون علمه. ولا نعرف تفاصيل عن الشيخ أحمد التونسي هذا.

والحادثة الثانية حدثت قرب وفات الحلواني بقليل، يقول عنها الشيخ عتيق في تعداد كرامات الحلواني: “ومنها أنه لما قربت وفاته حضر الشيخ الشريف مولاي عبد الرسول من بلد غاوة كأنما نودي فدفع إليه كناشه الذي فيه جميع أسراره لأنه هو الذي أعطاه غالبها وهو شيخه فيها ” [33]. يدل هذا على أن الشيخ الحلواني أخذ عن شريف مغربي آخر، وهو أيضا قدم ” كنو” عام وفاة الحلواني 1359هـ (سبتمبر 1940م) حيث توفي في شهر شعبان من هذا العام. وقد كان الشيخ الحلواني على اتصال مباشر مع الشيخ النظيفي في مراكش، ويبدو أن المعرفة بينهما سبقت قدومه مدينة ” كنو” حيث يقول بنفسه إن الإجازة جاءته من الشيخ النظيفي في أقل من سنة على انضمامه للتجانية.

الشيخ محمد بن عثمان العلمي

هو العارف بالله الولي الصالح سيدي ومولاي الشريف الحسيني محمد بن عثمان العلمي رضي الله عنه، وهو من مريدي العارف بالله الشيخ عبد الواحد النظيفي مؤلف كتاب الياقوتة الفريدة. نزل مدينة ” كنو” كما ذكر ذلك الشيخ أبوبكر عتيق سَنْكَ في عهد الأمير عثمان بن عبد الله في الخامس عشر أو اثنين وعشرين من شهر رمضان عام 1341هـ [34] (1 أو 8 من مايو 1923م). كان للشيخ العلمي تأثير كبير جدا في أوساط أتباع الطريقة التجانية في المدينة، فكان عاملا أساسيا في بث روح الوحدة والأخوة بينهم، وتنشيط الحركة العلمية وتعلم اللغة العربية [35]. وفي ذلك يقول الشيخ عتيق:

” وهو الذي أمر ببناء الزاوية في ” كنو”، جمع العلماء والمقدمين والتجار وغيرهم، وَعَظَهُم وعظا مبكيا، وزجرهم وأمرهم بالتآلف والتوادد ونهاهم عن التقاطع والتحاسد وكان يوما مشهودا، ثم شاورهم في بناء الزاوية فبنيت على أحسن وجه وأكمله بإذن سلطان ” كنو” أمير المؤمنين عثمان ابن سلطانها عبد الله، وأعانهم بأشياء عظيمة، وقد تلقوا منه أسرارا وأنوارا وأذكارا سنية، وبمجيئه انتشرت الطريقة التجانية في ” كنو” وما والاها من البلاد القريبة والبعيدة بسبب بناء هذه الزاوية، وإن كانت منتشرة قبل مجيئه ولكن ما انتشرت انتشارا زائدا إلا بعد مجيئه فدخل الناس فيها فوجا فوجا لما شاهدوه من لوائح الأنوار “[36].

وقد انتفع به العلماء عن طريق الإجازة في الطريقة التجانية وتلقين الآلاف من العامة الطريقة، حتى بدأت الشكوك تزاول المستعمر في ذلك الوقت بسبب الجم الغفير من الأتباع الذين يجتمعون لذكر هيللة الجمعة وأداء الوظيفة الجماعية للطريقة في كل يوم، حيث قدر الشيخ عتيق أنه يذكر فيها بعد العصر يوم الجمعة ما يناهز ألف رجل [37]، وفي غير الجمعة يذكر فيها أكثر من مائة رجل. وقد بدأ المحتلون في بث العيون بين أتباع الطريقة التجانية لتعقب حركاته وسكناته لمعرفة إذا ما كانت له أية صلة بالحركة المهدية التي بدأت في السودان واشتدت شوكتها في نيجيريا لفترة طويلة، حيث سجلوا كل ذلك في تقاريرهم، فقد ذكر أحد هذه التقارير أن الشيخ محمد العلمي جاء إلى ” كنو” عام 1923م وبين النجاح الساحق الذي حققه في المدينة، وأنه زار مدينة زاريا أيضا في العام نفسه.

وقبل مغادرته قام بإعداد الكثير من المقدمين والعلماء ليستمروا في التربية من بعده، وأحضر معه كتبا لا تزال المرجع الأساسي في شؤون الطريقة، ومن أبرزها: الياقوتة الفريدة والمواهب اللطيفة للنظيفي، والدرة الخريدة، والكوكب الوهاج، وكشف الحجاب، وتيسير الأماني شرح شهدة الجاني، والإفادة الأحمدية، وغيرها من كتب الطريقة [38]. ولا تزال هذه الكتب وبالأخص “الياقوتة الفريدة” وشرحها “الدرة” ضمن المنهج الدراسي في الكتاتيب التجانية التقليدية في مرحلة متقدمة.

وتظهر أهمية زيارة العلمي والشريف عبد الوهاب أجدود قبله من الناحية في الإجراءات الصارمة التي اتخذها المستعمرون حيالها، فكلا الشيخين ينتسبان إلى الزاوية التجانية بمراكش تحت الشيخ محمد بن عبد الواحد النظيفي، فليس إنجازهما فقط إدخال أمير ” كنو” وكشنا وكثير من العامة إلى الطريقة التجانية، بل يتجاوز ذلك إلى ترويجهما فكرة كون شيخهم النظيفي هو قطب زمانه.

وأما الإجازة التي أعطاها لمقدمي التجانية في ” كنو” فهي عنه عن الشيخ أحمد سكيرج عن القطب العبد لاوي عن الشيخ علي التماسيني عن الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه. وهذه السلسلة يسميها علماء ” كنو” سلسلة المعارف، وبه أخذوا عنه صيغة الفاتحة بنية الشكر وغيرها من الأسرار [39]. ومن أكبر من انتفع به خلال هذه الرحلة الشيخ أبوبكر بن محمد الملقب ب مِجِنْيَوَ، فقد لازمه خادما وسكرتيرًاً حتى مغادرته للمدينة، يقول في وصف العلمي:

” كان رضي الله عنه ذا همة عالية وقوة هاشمية ومكاشفة جلية يعرف ذلك ويعترف به كل من حضره وجالسه على الصدق والتسليم، فإذا شرع في نصح الحاضرين في الله ووعظهم بما وعظهم الله به فما يزال ينقي قلوبهم ويكنس خواطرهم ويبدي في ضمن النصيحة والوعظ ما في ضمائرهم كأنه يتلوا ببصيرته ما في سرائرهم، وما رأيت ولا سمعت من رجال الطريقة الأحمدية أعرف بأسرارها وأورادها الخاصة، وأسمائها وأحكامها وآدابها وكيفياتها ومقاصدها وشروطها ولوازمها وملزوماتها وتواسلاتها وتوجهاتها وجدواتها ومواصلتها وخواصها وعزائمها وظواهرها وبواطنها ودوائرها وخلواتها وجدواتها مثله، وما انتفعت بأحد كانتفاعي به “[40].

ومن الإجازات التي أخذها عنه مِجِنْيَوَ إجازة قراءة كتاب “جواهر المعاني” فقد عثرنا على هذا السند في إجازة كتبها مِجِنْيَوَ لبعض تلامذته يقول فيها: ” فليعلم الواقف على هذ المكتوب المبارك بأن كاتبه العبد الجاني أبابكر بن حمد الكنوي التجاني أجاز بكتاب “جواهر المعاني في فيض غوث العالم التجاني” لتلميذه محبه في الله العالم سليمان ابن الإمام أبي بكر لكونه قرأ عنده هو والشريف مصطفى بن آدم بن أبي بكر من أوله إلى آخره، وسندنا فيه هو أنني أجازني به شيخي محمد بن عثمان العلمي عن شيخه سيدي أحمد سكيرج عن شيخه سيد أحمد العبد لاوي، عن سيدي محمد العربي ابن السائح العمري عن شيخه القطب مولاي بن الأحمر، عن مؤلفه الواسطة المعظم سيدي علي حرازم بن العربي برادة الفاسي رضي الله عنه وعنا به عن رضى شيخنا التجاني نفعنا الله بذلك في الدنيا والأخرى…” [41] يدل النص السابق على تأثير الشيخ عثمان العلمي على شيوخ الطريقة التجانية في ذلك الوقت، ويبين كيف ساهمت معرفته العميقة بالطريقة التجانية وأسرارها الروحية في جمع شمل التجانيين في المدينة.

ومن الذين أجازهم الشيخ محمد بن عثمان العلمي أيضا إمام المسجد الذي بناه العلمي وشيخ جميع التجانيين في ” كنو” وما جاورها الشيخ محمد سلغ بن عمر، الذي إليه تنسب الحركة الفقيهية الإصلاحية في ” كنو” خلال القرن العشرين “مدرسة سلغ”، وقد قدّمه الشيخ محمد العلمي على جميع المقدمين، وإن كان قد حدث انشقاق بعد مغادرة الشيخ العلمي وترك “سلغ” إمامة المسجد وانتقل إلى حارة أخرى، ليؤسس خلفاؤه وتلامذته مدرسة فقهية مستقلة عن المدرسة الأم في حارة مدابو، وفيما بعد أقاموا جسر التواصل مع الشيخ إبراهيم نياس الكولخي وأسسوا معه حركة الفيضة التجانية [42]. يقول العلمي في حقه: لما أتيت إلى ” كنو “اجتمع بين يدي خمسة وخسمون مقدما فما رأيت أكمل من الشيخ محمد سلغ[43].

لم يستمر وجود العلمي في ” كنو” لمدة طويلة حيث غادر في 1924م تقريبا، ارتحل كما يقول بعض علماء ” كنو” الذين انتفعوا به في عهد الأمير عثمان نفسه (1920 – 1926م) [44].

كل هذا دليل قاطع على الدور الفعال الذي لعبه العلمي وغيره من العلماء المغاربة في نشر الوعي والثقافة خلال الترويج للطريقة التجانية. وحسب ما قاله جون فادن مكث العلمي في الدار البيضاء حتى وفاته عام 1969م وقد زاره أمير ” كنو” الحاج آدو بايرو مع كبار مقدمي الطريقة قبل وفاته أمثال الشيخ أبي بكر عتيق والشيخ التجاني بن عثمان والشيخ محمود سلغ والشيخ عثمان القلنسوي[45]. وقد ذكر الشيخ عتيق تفاصيل لقائه بالشيخ عثمان العلمي في رحلته المسماة “نشر طيب الآس في الرحلة لزيارة سيدنا أبي العباس” بفاس[46]، وذلك بمنزله في الدار البيضاء وأجازه مباشرة بما أجاز به شيخه محمد سَلْغَ وإجازة أخرى.

الشيخة خديجة القارعة وابنها الشيخ علي حرازم

من الشيوخ المغاربة الذين دخلوا مدينة ” كنو” وتركوا أثرا روحيا كبيرا في نفوس علمائها السيدة خديجة بنت محمد الشهيرة بالقارعة مؤلفة كتاب “السيف اليماني في الذب عن سيدي أحمد التجاني”. وصفها الشيخ أبوبكر عتيق بقوله: هي الشيخة الصالحة والولية العارفة بالله الغارفة في بحر محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه وعنهم وعنا بهم، خديجة بنت محمدْنَ شيخة المغرب، اجتمعت بها عام 1353هـ[47]ـ حين مرورها بنا ولازمتها ملازمة تامة ودعت لي بدعوات عادت علي بركاتها وبشرتني بأمور أنالها في هذه الطريقة فظهر مصداق ذلك، وهي التي أمرت الشيخ محمد سَلْغَ أن يقدمني ويأذن لي في تلقين الورد الأحمدي. ثم قالت: ستكون خليفة من خلفاء الشيخ، كذا بشرني الشيخ المختار بمثل ذلك. ولما أخبرته باجتماعي بها، وأنني ممن قام بخدمتها وأكلت الطعام معها عانقني قائلا: يا أخي تستحق أن يتبرك بك. وقال: تلك امرأة قرعت بابا في الولاية لم يقرعه رجل بالمغرب في زمنها، عندها الاسم الأعظم ودائرة الإحاطة، وكانت تجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، وكذلك تجتمع بسيدنا أحمد التجاني يقظة “[48].

مرت هذه الشيخة كما ذكر الشيخ عتيق بمدينة ” كنو” على طريقها إلى الحجاز، حيث هاجرت وسكنت وتوفيت. ويبدو أن أثر الشيخة القارعة في علماء ” كنو “جاء من قبل شيخين كبيرين والذين لهما تأثير تربوي روحي كبير في غرب إفريقيا؛ وهما الشيخ أبوبكر مجنيو الذي يعد مدرسة روحية لجميع من جاء بعده في” كنو”، والشيخ أبوبكر عتيق سنك وهو من ألمع الشخصيات الصوفية خلال القرن العشرين في نيجيريا وما جاورها ومن قادة حركة الفيضة التي انبثقت بعد هذه اللقاءات مع الشيوخ القادمين من المغرب العربي. فأثناء تواجد خديجة القارعة في ” كنو” أملت عليه كتابها “السيف اليماني” من حفظها، وطلب عتيق منها الإذن في طبع الكتاب، وهو ما حدث بالفعل فأرسل به إلى مصر وطبع بمطبعة الشيخ عبد الكريم العطار الحسني الحسيني التجاني صاحب مطبعة السادة الأشراف التجانية، وقد أرسلت خطاب شكر للشيخ عتيق من مقرها بالمدينة المنورة[49]. ومما يشير أيضا إلى سعيها لتوحيد صفوف التجانيين في ” كنو” تحت قائد واحد أمرها لكبار من العلماء التجانيين بالانقياد للشيخ أبي بكر مجنيو ومنهم وزير ” كنو” آنذاك محمد غِطَاطُو،[50] مشيرة إلى مقامه في التصوف وعلوم الشريعة.

توفيت السيدة خديجة عام 1367هـ / 1948م بالمدينة ودفنت بالبقيع رحمها الله تعالى. وكان يصاحبها في سفرها إلى ” كنو” ابنها الشيخ محمد علي حرازم (تـ 1363هـ – 1944م).

وممن مروا بمدينة ” كنو” أيضا بنتها الشيخة عائشة بنت القارعة وزوجها الشيخ محمد المختار المجذوب، إلا أننا لا ندري في أي سنة قدما مدينة ” كنو”، فكل ما لدينا هو أنها مرت وأفادت بعض الشيوخ[51]. وقد ترجم لها ولوالدتها خديجة الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الكَتَاغُمِي الذي خلف الشيخ ألفا هاشم الفوتي في المدينة المنورة، وهو ممن عاصرها في المدينة في كتابه: كشف الحجب والعوائق إلى معرفة الأولياء أهل الحقائق[52]. كما ترجم الشيخ عتيق لهم جميعا في كتابه الفيض الهامع في تراجم أهل السر الجامع.

خاتمة

تبين لنا مما سبق الدور الروحي والثقافي الذي لعبه العلماء المغاربة خلال رحلاتهم إلى مدينة ” كنو” شمال نيجيريا، وأنهم من وطّدوا الطريق لانتشار الطريقة التجانية في القرن العشرين قبيل ظهور حركة الفيضة المنسوبة للشيخ إبراهيم السنغالي، مما يمكن القول إن هذه الحركة تبرز الدور الفعال للعلماء التجانيين من المغرب.

الهوامش

[1] -Zachary Valentine Wright Embodied Knowledge in West African Islam: Continuity and Change in the Gnostic Community of Shaykh Ibrāhīm Niasse from M. Hiskett, The Development of Islam in West Africa, Longman studies in African history (New York: Longman,1984), p.287.

[2] -Brigaglia, Andrea (2014), “Sufi Revival and Islamic Literacy: Tijani Writings in Twentieth-century Nigeria “, Annual Review of Islam in Africa, 12. 104

[3] -شيخ أحمد علادنثى (الدكتور)، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، ص:22 بتصرف.

[4] -آدم عبد الله الإلوري، الإسلام في نيجيريا وحركة عثمان بن فوديو الإسلامية، ص:17.

[5] -علي أبو بكر، (الدكتور) الثقافة العربية في نيجيريا، الطبعة الأولى 1972م، ص:46.

[6] -الإلوري، آدم عبد الله، الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفلاني، الطبعة الثالثة، ص:83.

[7] -محمد الأزمي، الطريقة التجانية في المغرب والسودان الغربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية، ج 3، ص:349.

[8] -المرجع السابق، ج 2، ص:357.

[9] -علي أبو بكر، ص:200.

[10] -محمد الأزمي، ج 2 ص:370.

[11] -Jamie Bruce Lockhart and Paul E. Lovejoy Hugh Clapperton into The Interior Of Africa Records Of The Second Expedition 1825-1827. Leiden Brill, 2005, PP.299.

[12] -Omar Jah, Sufism and nineteenth century jihad movements in West Africa : a case study of al-Ḥājj ‘Umar

al-Fūtī’s philosophy of jihad and its Sufi bases, PhD Theses McGill 1973, pp.130.

[13] -تقع لوكوجا عند التقاء نهري النيجر وبينو، وهي عاصمة ولاية كوجي حاليا.

[14] -تحصيل الوطر بترجمة الشيخ محمد سلغ بن عمر، مطبعة ين قسا ” كنو”، ص:2.

[15] -Roman Loimeier, Islamic Reform and Political Change in Northern Nigeria, Northwestern University Press, Illinois, 1997, p.28. شكرا لمساعي الأخ محمد غِمْبَ والشريف حمزة من أسباط الشريف محمد زَنْغِنَ في البحث عن هذه الإجازة وإرسالها إلي-4

[16] -M.D. Suleiman, The Hausa in Lokoja, 1860-1966, Gaskiya Cooperation, Zaria, Nigeria, 2001, p.176-177.

[17] -Roman Loimeier, p. 26.

[18] -دندلن توراوا بالهوسا تعني نادي الأوروبيين، وهي حارة مشهورة بالوافدين من العرب والأتراك، وسميت هكذا لسبب الأتراك، وقديما في الهوسا يطلق كلمة Bature أي الأوروبي على الأتراك لقربهم منها وتمييزا عن العرب Larabawa.

[19] -Paden, Religion and Political culture in Kano, p.87.

[20] -تحصيل الوطر، ص:2. وفادن، ص:87.

[21] -Paden, p.87.

[22] -Brigaglia, (2014), p.102.

[23] -Paden, p.82.

[24] -الحرب الأهلية في ” كنو” وقعت بين عام 1893م حتى عام 1895م، بين الأمير محمد تُكُرْ ومعارضيه تحت إمرة يوسف بن الأمير عبد الله راضى.

[25] -هذه الرواية مشهورة سمعتها مرارا في بيت إمارة ” كنو” في حفلات الموالد وهيللة الجمعة وغير ذلك.

[26] -Paden, p.83.

[27] -Paden, p.82.

[28] -عتيق، تحصيل الوطر، ص:2.

[29] -الشيخ أبو بكر عتيق سنك، الفيض الهامع في تراجم أهل السر الجامع، ضمن مجموع أربعة كتب، مصطفى البابي، القاهرة، ص:119.

[30] -الفيض الهامع، ص:120.

[31] -الفيض الهامع، ص:119.

[32] -المرجع السابق، ص:121.

[33] -المرجع السابق.

[34] -الفيض الهامع، ص:100.

[35] -John Paden p.88.

[36] -الفيض الهامع، ص:100 – 101.

[37] -السابق، ص:101.

[38] -عتيق، الفيض الهامع، ص:100.

[39] -الفيض الهامع، ص:102.

[40] -عتيق، الفيض الهامع، ص:102.

[41] -رسالة مخطوطة بخط الشيخ أبي بكر عتيق، وهو من ضمن من أجاز لهم الشيخ مِجِنْيَوَ في آخر المخطوط، وقد نقلها مباشرة من خط المجيز.

[42] -Brigaglia, Andrea (2014), P.104.

[43] -عتيق، الفيض الهامع، ص:101.

[44] -Pade, p.89.

[45] -Paden, p.89.

[46] -مطبعة مصطفى البابي الحلبي القاهرة 1969م، ص:36 – 39.

[47] -عام 1934 ميلادي.

[48] -الفيض الهامع، ص:110 – 111.

[49] -الفيض الهامع، ص:111.

[50] -السابق، ص:96 – 97.

[51] -عتيق، الفيض الهامع، ص:117.

[52] -الكتاب ما يزال مخطوطا في أكثر من مائتي صفحة، وهو شرح لمنظومته “الروضة الفواكهية الجوهرية في تهذيب أسماء أهل المناقب الأبهرية”، ترجم فيه للأولياء الساكنين في بلاد الحرمين وخاصة من الوافدين الأفارقة. النسخة الوحيدة موجودة بدار الشيخ عتيق في حارة سنك مدينة ” كنو.”

تحميل المقال بصيغة PDF