مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

المخطوط الإسلامي في التراث الإفريقي وإسهامه في خدمة العلوم الإنسانية: مراكز المخطوطات بالنيجر نموذجا

د. علي يعقوب
الجامعة الإسلامية بالنيجر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فإن غرب إفريقيا من المناطق التي تزخر بالمخطوطات العربية الإسلامية، وفيها مراكز للمخطوطات التي أسستها الحكومات بعد الاستقلال من الاستعمار الغربي لحفظ تراثها الحضاري والثقافي، والمكتبات الخاصة في الأسر العلمية.

ومن الدول التي اعتنت بجمع مخطوطاتها جمهورية النيجر التي أسست معهدا خاصا لجمع تراثها الحضاري والثقافي في العاصمة نيامي، وأسست مراكز أخرى في بعض الأقاليم.

وتعتبر مراكز المخطوطات العربية في النيجر من المراكز المهمة في المنطقة عامة والنيجر خاصة؛ لما تحتويه من المخطوطات العربية والعجمية الأصلية الخاصة بتاريخ البلاد وشعوبها، ومنطقة غرب إفريقيا.

ومن أهم مراكز المخطوطات في النيجر: قسم المخطوطات العربية والعجمية في معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي، ومركز إحياء التراث العربي الإفريقي بالجامعة الإسلامية، ومركز مخطوطات مدينة أبلغ في إقليم تاوا (Tahoua) ومخطوطات في مكتبات خاصة بإقليم تيلابيري (Tillaberi)، وكذلك باقي الأقاليم، وتضم المراكز مخطوطات مهمة في العلوم الإسلامية واللغة العربية والتاريخ، ومخطوطات باللغات المحلية مثل: الهوسا وسنغي/زرما، وفلانية.

ونريد من خلال هذا المقال الذي يحمل عنوان: “المخطوط الإسلامي في التراث الإفريقي وإسهامه في خدمة العلوم الإنسانية: مراكز المخطوطات بالنيجر نموذجا”، تسليط الضوء على بعض مراكز المخطوطات في النيجر من حيث المحتوى، ومن حيث إسهامها في خدمة العلوم الإنسانية.

وجعلنا المقال في مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.

تحدثنا في التمهيد عن أهمية المخطوطات العربية في غرب إفريقيا. وجعلنا المبحث الأول حول قسم المخطوطات العربية ومخطوطاته. وأفردنا المبحث الثاني للحديث عن مركز إحياء التراث العربي الإفريقي بالجامعة الإسلامية بالنيجر ومخطوطاته. وجعلنا المبحث الثالث متمحورا حول مركز أبلغ ومنطقة تيلابيري ومخطوطاتهما، مع التطرق لإسهام المراكز في خدمة العلوم الإنسانية. وضمّنا الخاتمة أهم النتائج والتوصيات.

تمهيد: أهمية المخطوطات العربية في غرب إفريقيا

تعتبر المخطوطات العربية أهم موروث ثقافي في غرب إفريقيا، وهي في الوقت ذاته تمثل الذاكرة العلمية والثقافية للمنطقة برمتها قبل الاستعمار الغربي لها، ذلك أن الحركة الفكرية والنهضة العلمية والثقافية التي عرفتها المنطقة في القرون الوسطى، كان من أسبابها ما وفره الحكام والملوك من جو مفعم بالأمن والاستقرار، إضافة إلى التقدير والاحترام الفائقين اللذين حظي بهما الفقهاء والعلماء والدعاة، كل هذا دفع بالكثير من النخبة المثقفة من المشرق والمغرب وبلاد الأندلس إلى أن يتوجهوا نحو هذه البلاد التي نعمت برخاء اقتصادي زاهر، ومستوى معيشة طيبة، فكان لهذه الظروف مجتمعة الفضل الأكبر في خَلْق جو علمي جذاب في مدن منحنى نهر النيجر فانتشرت المدارس والجامعات في المدن والقرى، مثل: جامعة سنكُرى، وجِنْغري بيير (المسجد الكبير) في مدينة تنبكتو، ومسجد جني وغاو، ومسجد أغاديس وتغيدا (Tigedda) وفي مساجد مدينة كتشينا وكانو.

وبلغت المدارس القرآنية المئات حيث أحصت بعض المصادر التاريخية المحلية أكثر من مائة وثمانين مدرسة (180) في مدينة تمبكتو وحدها، وذكر المؤرخون وجود حوالي أربعة آلاف ومائتي (4200) فقيه وعالم في مدينة جني وحدها أثناء إسلام ملك من ملوكها في القرن السادس الهجري[1].

لقد كان العلماء والفقهاء والصلحاء يؤسسون مكتبات خاصة في بيوتهم، وفي دور التعليم، وفي الجوامع وفي أحيائهم المتنقلة، ويحملون كتبهم على ظهور الجمال أثناء ظعنهم، وكذلك فعل بعض الملوك والسلاطين في المنطقة حيث أسسوا مكتبات بقصورهم الملكية التي زخرت بالكتب القيمة، والمخطوطات النفيسة في شتى الفنون والمعارف، وتذكر المصادر قصة الملك الأسكيا داود الذي كان مولعاً بالكتب شغوفا باقتنائها، فكانت له مكتبة ضخمة تعج بالكتب النادرة والثمينة، وكان له نُساخ ينسخون له الكتب، وقد بلغ شغفه بالكتب أنه اشترى القاموس المحيط بمبلغ بلغ ثمانين مثقالا من الذهب الخالص[2].

ويذكر العلامة أحمد بابا التنبكتي في هذا السياق في جمع الكتب وتأسيس المكتبات: “أنا أقل عشيرتي كتبا، نهب لي ألف وستمائة مجلد. ”

كان الشيخ العلامة سيد المختار الكبير الكنتي يرسل مع كل قافلة تمر بمحلته إلى بلاد المغرب من يشتري له الكتب التي يحتاج إليها من هنالك، وراسل الملوك والأمراء والعلماء، ومريديه في بلاد المغرب الأقصى بما يطرأ عندهم من كتب ومؤلفات، بل راسل الشيخ مرتضى الزبيدي وغيره من العلماء لهذا الغرض، وكذلك فعل أبناؤه وأحفاده من بعده، حيث نجد مراسلاتهم للملوك والسلاطين والأمراء في البلاد الإسلامية وفي أغلبها نجد طلبات للكتب وغيرها مما يتبادل بين العلماء والأعيان.

وتسفر ما تزخر به المنطقة في الوقت الحالي من مخطوطات، عن ضخامة الموروث الثقافي والفكري الذي تركه أعلام تلك الحقبة من العلماء، وأنهم أثروا الحياة العلمية والثقافية، ولاشك أن ما تحفل به مكتباتنا، وما تراكم في جنبات مراكزنا العامة والخاصة من وثائق نادرة، ومخطوطات قيمة ونفيسة أصدق دليل على ما أسلفنا ذكره، ولا شك أن المخطوطات تمثل الجانب المهم من التراث، والجانب المعرض في نفس الوقت للضياع والتلف إن لم نكرس طاقاتنا وإمكانياتنا لنجدتها، ونبذل الوقت والجهد في البحث عنها وجمعها وصيانتها والحفاظ عليها، قبل أن تعصف بها عوامل الطبيعة من أمطار وتصحر وأرضة وسوء تخزين.

مراكز المخطوط العربي الإسلامي في النيجر: تعتبر النيجر من المناطق التي دخلها الإسلام في وقت مبكر من تاريخه، وبخاصة في شمالها الشرقي (محافظة بلما Bilma بإقليم أغاديس) وذلك في القرن الأول الهجري الموافق للقرن السابع الميلادي، بعد انتشار الإسلام واللغة العربية فيها، وبخاصة في عهد الدول الإسلامية التي قامت في المنطقة، ازدهرت حركة التعليم والكتابة فيها. لقد اهتم النيجريون باللغة العربية والثقافة الإسلامية ودرسوها ودرّسوها، وجمعوا الكتب وكَوَّنوا مكتبات عامة وخاصة، وبفضل الله تعالى تمّ جمع محتويات بعض هذه المكتبات في مراكز خاصة في البلاد، وكان الهدف من تأسيس مراكز المخطوطات:

  • – العناية بالتراث الإسلامي بأنواعه المختلفة، والتنقيب عنه لمعرفة أماكن وجوده والتعريف به وجمعه وإحصائه وفهرسته، وتمكين الباحثين من الوصول إليه.
  • – توعية الشعب بأهمية المخطوطات والحفاظ عليها، وبيان مكانتها عند الشعوب والأمم.
  • – توفير الخدمات المتعلقة بالمخطوطات للباحثين الذين يريدون الإسهام في هذا التراث بتحقيقه، والعمل على نشره[3].

المبحث الأول: قسم المخطوطات العربية والعجمية بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية في جامعة عبدو مومني بنيامي

يقع قسم المخطوطات العربية والعجمية في جنوب المعهد في مبنى متوسط ومستطيل يحتوى على مكاتب، وقاعة المخطوطات، وقاعة للقراءة مزودة بطاولات وكراسي لرواده، ويستفيد القسم من الميزانية السنوية التي تقدمها الحكومة النيجرية للجامعة الوطنية لتسيير الشؤون الأكاديمية والإدارية والبحثية، ولمزيد من السعي من أجل اقتناء أكبر عدد ممكن من هذا التراث المخطوط، وصيانته وحفظه مع العمل على جعل القسم يسير نحو مواكبة تطور العصر في حفظ وصيانة وفهرسة هذا التراث الضخم، الذي يعتبر اليوم المصدر الأساسي الأول لكثير من العلوم الإنسانية والاجتماعية والتاريخية للشعب المطل على حوض نهر النيجر [4].

يعتبر السيد “بوُبوُ هَما “(Boubou hama) رئيس مجلس النواب (البرلمان) بالنيجر من عام 1958م إلى عام 1974م، أول من أسس مركزا للمخطوطات في النيجر، وهو مهتم بتاريخ النيجر وقبائلها وعاداتها، وأثناء كتاباته حول تاريخ النيجر وقبائلها “ظهرت له أهمية التراث المخطوط العربي الإسلامي في إعادة كتابة تاريخ بعض القبائل النيجرية، وبدأ سعيه في جمع واقتناء هذا النوع من التراث العربي الإسلامي من المكتبات الأسرية الخاصة والفردية، وقد جمعها لأول مرّة في مكتبه الخاص في مجلس النواب النيجري، ومن هنا يمكن اعتبار مكتبه بهذه الصفة النواة الأولى لمراكز المخطوطات التراثية في النيجر”[5].

استطاع السيد “بوبوهما” أن يجمع قدرا كبيرا من المخطوطات من مكتبات خاصة وأفراد عن طريق الشراء، أو الإهداء أو الاستنساخ، أو التصوير من داخل النيجر والدول المجاورة، مثل: مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو وموريتانيا، واستطاع كذلك إقناع شركات محلية والبنك الوطني النيجري لتقديم دعم مادي له في حملته الهادفة إلى جمع قدر كبير من المخطوطات.

بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر عام 1974م تم في العام نفسه فتح قسم المخطوطات العربية والعجمية بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية التابع لجامعة نيامي، فتم نقل كنوز مكتبة السيد “بوبو هما” الخاصة إلى المعهد “الذي تحمّل مهمة الاهتمام بالمخطوطات واقتنائها والحفاظ على سلامتها والحرص على اجتلابها من مختلف مناطق الدولة وخارجها، والعمل على دراسة وتحقيق نفائسها”[6].

وقد اتخذ المعهد سبلا ووسائل في الكشف والتنقيب عن المخطوطات، والتعريف بها وبيان أهميتها في التراث الوطني، فأقام معرضه الأول للمخطوطات في مدينة أغاديس التاريخية، شمال النيجر عام 2012م [7].

أنواع مخطوطات القسم: في القسم نوعان من التراث المخطوط

أولهما: مخطوطات مكتوبة باللغة العربية وهي الكثيرة الغالبة، وتتمثل في مؤلفات العلماء المحليين القدماء، وبعض العلماء المعاصرين وغيرهم من علماء المشرق والمغرب في شتى العلوم والفنون، وبعضها منسوخة من الكتب المقررة في المدارس القرآنية والحلقات العلمية التقليدية، ومن الزوايا العلمية.

ثانيهما: مخطوطات باللغات المحلية مكتوبة بالحرف العربي مثل: لغة الهوسا، وسنغي/زرما، واللغة الفلانية، وقد كانت الشعوب في إفريقيا الغربية قبل الاستعمار تستخدم الحرف العربي في كتابة لغاتها المختلفة، وفي إدارة شؤون الدول في المراسلات والمعاهدات والوصايا وغيرها.

عمل القائمون على القسم فهرسا للمخطوطات التي يحويها القسم، ويقدر عددها بحوالي أربعة آلاف وخمسمائة (4500) مخطوطة مختلفة الأحجام والصفحات والمواضيع، وتم فهرستها ما بين عام 2005 و2008م من قبل مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن في ثماني مجلدات، إثر توقيع مذكرة تعاون ثقافي مع المؤسسة المذكورة على هامش الدورة التدريبية في مهارات فهرسة المخطوطات الخاصة بالعاملين في مجال صيانة المخطوطات في منطقة غرب إفريقيا بمدينة الرباط المغربية في فترة 18يونيو إلى 16 يوليو 2001م.

وقد تم فهرستها ببيانات شاملة عن كل مخطوطة في ستة أجزاء، يشتمل كل جزء منها على معلومات عامة عن كل مخطوطة، مثل: رقم السجل والتسلسل، واسم المؤلف، والموضوع، ومتن المنظوم، ونسخة المؤلف، وتاريخ كتابة المخطوطة، وقيود التملك، وألوان الحبر، واسم الناسخ، وتاريخ النسخ، ووصف الخط والتجزئة، ومادة الصحائف والمقاس، وعدد الأوراق، والأسطر، والتجليد، وجهة الإصدار، ثم فاتحة المخطوطة وخاتمتها، وتلخيص موجز عن المخطوطة وملاحظات عامة عنها[8].

وتتناول مخطوطات القسم علوما كثيرة في اللغة العربية وآدابها والعلوم الشرعية والتاريخ المحلي، والسيرة النبوية، والمدائح النبوية، والتصوف، والطب المحلي، وعلم الرمل والآفاق، والرسائل المتبادلة بين حكام المنطقة وأعيانها وبعض الأفراد.

وأما من حيث الخط فهو الخط المغربي والسوداني.

إسهام القسم في خدمة العلوم الإنسانية

يسهم قسم المخطوطات العربية والعجمية بجامعة عبدو موموني، في خدمة العلوم الإنسانية بحفاظه على المخطوطات العربية الإسلامية في النيجر وغرب إفريقيا، وذلك بجمعها بكل الوسائل المتاحة لديها، ثم فهرستها، والاتصال بالمؤسسات التي تهتم بالتراث المخطوط في المنطقة والتعاون معها في سبل العناية بهذا التراث الحضاري الإسلامي والحفاظ عليه.

ويتوافد على القسم الباحثون من المنطقة وخارجها لإنجاز بحوثهم العلمية.

ومن تجليات إسهامه في خدمة العلوم الإنسانية تحقيق بعض مخطوطات القسم ونشرها، منها على سبيل المثال:

  • فتح البصائر، تأليف الشيخ عثمان بن فودي، تحقيق: د. سالو الحسن، طبع في باريس، في فبراير عام 2012م.
  • ضياء الحكام فيما لهم وعليهم من الأحكام؛ للشيخ عبد الله فودي، تحقيق: د. سالو الحسن، وطبع ونشر في مكتبة دار الإحسان، جمهورية نيجيريا الاتحادية، عام 2019م.
  • فتح الجنان بجمع تاريخ بلاد السودان؛ للإمام محمد مرحبا، تحقيق: الأستاذ سفيان سوادغو، ود. سالو الحسن عام 2020م، بدار المعارف للطباعة والنشر كنو، نيجيريا.
  • أجوبة محررة على أسئلة مقررة؛ للشيخ عثمان بن فودي، تحقيق: د. أيوب لولي، عام 2021م بدار المعارف للطباعة والنشر كنو، نيجيريا.
  • مصباح الظلام، للشيخ بخاري تانودي، تحقيق: د. أيوب لولي، عام 2022م، بدار المعارف للطباعة والنشر كنو، نيجيريا.

المبحث الثاني: المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي بالجامعة الإسلامية بالنيجر

نشأة المركز وأنواع مخطوطاته

أنشئ المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي في الجامعة الإسلامية بالنيجر عام 1415هـ / 1995م بمبادرة من رئيس الجامعة في ذلك الوقت الأستاذ الدكتور عبد العلي الودغيري، والهدف من إنشائه هو جمع التراث الإفريقي العربي الإسلامي المخطوط في غرب إفريقيا، وحفظه وصيانته وإنقاذه من التلف والضياع، وتحقيقه ونشره [9]، بعدما تنبه إلى أهمية التراث الإسلامي في المنطقة بصفة عامة، والنيجر بصفة خاصة، فعزت الجامعة انطلاقا من رغبتها في خدمة العلوم الإنسانية من خلال مخطوطاتها.

ولما كان العمل في ميدان المخطوطات محفوفا بالعقبات والصعوبات الناجمة من طبيعة مجالها، فإن الجامعة الإسلامية بالنيجر وهي في بدايات خطواتها الأولى، قامت بالتنسيق مع مراكز البحوث والمخطوطات بالمنطقة للاستفادة من خبراتها، فنسقت مع كل من:

  1. مركز معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية في نيامي (IRCH) التابع لجامعة عبدو موموني في نيامي، النيجر.
  2. مركز أحمد بابا للبحوث الإسلامية والدراسات العليا في تنبكتو بمالي.
  3. مركز الدراسات الإسلامية ودار الوثائق ومكتبة الوزير جنيد الخاصة في صكتو بنيجيريا [10].

وهكذا انطلقت الأعمال التأسيسية الأولى للمركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي في الجامعة الإسلامية بالنيجر، واستطاعت الجامعة بجهودها اقتناء عدد لا بأس به من المخطوطات العربية والعجمية.

أنواع مخطوطات المركز

خصصت الجامعة قاعة متوسطة الحجم ضمن قاعات مبنى إدارتها في ساي في الطابق الأول منه، مقرا للمركز تحتوي مخطوطاتها التراثية، ومكتب مدير المركز، وخصصت قاعة أخرى للقراءة.

يحتوي المركز على صنفين من المخطوطات مع مجلات وبعض الكتب.

الصنف الأول: كتب مخطوطة باللغة العربية واللغات المحلية.

الصنف الثاني: الرسائل العلمية (رسائل الماجستير والدكتوراه) لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالنيجر وغيرها.

عدد المخطوطات ومصادرها

يبلغ عدد المخطوطات المفهرسة في المركز ألفا وأربع وخمسين مخطوطة (1054) وتنقسم إلى قسمين:

1ـ ـ المخطوطات الأصلية؛

2ـ المخطوطات المصورة؛

وتوجد مخطوطات مطبوعة طباعة محلية (أي بخط اليد مع غلاف محلي).

وتنقسم من حيث اللغة إلى مخطوطات عربية ومخطوطات عجمية مكتوبة بالحرف العربي.

أولا: المخطوطات العربية من حيث المحتوى العلمي: تنقسم مخطوطات المركز من حيث المحتوى العلمي إلى:

  • ـ مصاحف مخطوطة: وتبلغ سبعة وثلاثين (37) مصحفا، بعضها كاملة وبعضها ناقصة، ونوع الخط مغربي صحراوي؛
  • ـ العلوم الشرعية: وتشمل: التفسير، وعلوم القرآن، وأصول الدين، وأصول الفقه، والأذكار والأدعية، والسياسة الشرعية، والتربية والتعليم.
  • ـ اللغة العربية وآدابها: وتشمل النحو والصرف والبلاغة والشعر والعروض؛
  • . العلوم الاجتماعية: وتشمل السيرة النبوية والتاريخ والتراجم والأنساب؛
  • مخطوطات في الطب وعلم الفلك.

ثانيا: المخطوطات العجمية: توجد في المركز مائة وإحدى عشرة مخطوطة باللغات العجمية المحلية المكتوبة بالحرف العربي، مفهرسة، وهي موزعة على اللغات الآتية:

  • مخطوطات باللغة الفلانية وعددها (72) مخطوطة؛
  • مخطوطات بلغة الهوسا وعددها (35) مخطوطة؛
  • مخطوطات بلغة سنغي/جرما (3) مخطوطات،
  • مخطوطة واحدة بلغة الطوارق.

(وهناك مخطوطان بلغة ولوف غير مفهرستين).

موضوعات هذه المخطوطات مختلفة:

فمنها مخطوطات تعليم اللغات المحلية، ومخطوطات لتعليم مبادئ الدين الإسلامي، ومخطوطات الشعر الديني.

مصادر مخطوطات المركز

مصدر أغلب مخطوطات المركز من شمال نيجيريا وبخاصة من ولاية صكتو(sokoto)، وجلها من مؤلفات الشيخ عثمان بن فوديو، وعبد الله بن فوديو، ومحمد بلو، وغيرهم من علماء المنطقة، وهناك مخطوطات من جمهورية النيجر، ومالي وغينيا والسنغال وغانا.

أما الرسائل العلمية لأساتذة الجامعة فتبلغ أربعا وثمانين (84) رسالة علمية ما بين الماجستير والدكتوراه، موزعة بين العلوم الشرعية واللغوية والاجتماعية.

وقد قام مدير المركز عام تأسيسه الدكتور علي ليمان بفهرسة مخطوطات المركز والرسائل العلمية، ثم أكمله المدير الذي جاء بعده الدكتور مصطفى فضيل.

إسهام المركز في خدمة العلوم الإنسانية

إن مركز المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالنيجر، يسهم في خدمة العلوم الإنسانية بحفاظه على المخطوطات العربية الإسلامية في النيجر وغرب إفريقيا، وذلك بجمعها ثم فهرستها، والاتصال بالمؤسسات التي تهتم بالتراث المخطوط في المنطقة، وكذلك بواسطة طلاب الجامعة الذين يمدونه بمخطوطات.

ومن إسهاماته في خدمة العلوم الإنسانية تحقيق المخطوطات ونشرها، وقد تم تحقيق ونشر جملة من مخطوطات المركز وعلى الخصوص منها:

  1. رسالة في التعريف بالمصطفى التوردي، تأليف الشيخ عبد الله بن القاضي محمد الحاج، تحقيق ودراسة الأستاذ الدكتور عبد العلي الودغيري، الرئيس الأسبق للجامعة الإسلامية بالنيجر، ونشرها معهد الدراسات الإفريقية بالمغرب، عام 2001م.
  2. أجوبة أمير المؤمنين أبي بكر عتيق بن عثمان فوديو عن كتاب الفقيه أحمد بن أبي بكر لبو إمام أهل ماسينا، تحقيق ودراسة الدكتور علي يعقوب، أستاذ بالجامعة الإسلامية بالنيجر، عام 2010م.
  3. كفاية العوام في البيوع، تأليف الشيخ محمد بلو بن عثمان، حقق جزءا منه الطالب علي أدو شريف كبحث للتخرج من كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية بالنيجر.

وأسهم بعض الطلاب في مرحلة الماجستير في تحقيق مشترك لبعض المخطوطات.

وما زال المركز يستعمل الطريقة التقليدية في حفظ المخطوطات، وذلك لعدم توفر أجهزة ووسائل حديثة لحفظ وصيانة المخطوطات، فالمخطوطات في المركز محفوظة في مظاريف مصفوفة في خزانات مخصوصة بها، مما يعرضها للخطر في المستقبل، وللمركز بعض النشاطات المحدودة في الجامعة. ويأمل المركز في المستقبل أن يجمع مخطوطات المنطقة ويعمل على فهرستها وصيانتها، ويأمل أن يتم تطويره من الجوانب الآتية:

  1. أن يتوسع مقر المركز بحيث يكون له مبنى خاص مزود بالأجهزة والوسائل الحديثة لحفظ وصيانة المخطوط، ربط قنوات اتصال مع مؤسسات عالمية تهتم بشأن المخطوطات.
  2. إقامة ندوات دولية تهتم بالمخطوطات العربية في غرب إفريقيا لإيجاد وسائل لجمعها، حتى لا تتعرض لما تعرضت له مخطوطات تنبكتو.
  3. توفير ميزانية لجمع المخطوطات، وذلك بتوفير سيارات جيدة تجوب المناطق الصحراوية والغابات لزيارة الأسر التي تمتلك المخطوطات.

المبحث الثالث: مركز مخطوطات مدينة “أبلغ” ومنطقة “تيلابيري”

تعتبر النيجر من الدول التي تزخر بالمخطوطات العربية والعجمية، فلا تكاد محافظة أو مدينة تخلو من مكتبة للمخطوطات العربية والعجمية، وبخاصة في بيوتات العلماء والأمراء، لكنها لم تحظ بعناية أو دراسة تشيد بها إلا نادرا.

ولقسم المخطوطات العربية والعجمية بجامعة نيامي جهود فردية في العناية بالمكتبات الخاصة، ومن ذلك ما قام به بعض الباحثين في القسم من التعريف بمركز المخطوطات بمدينة “أبلغ” الواقعة بشمال مدينة “تاوا”، وما قام به الرئيس السابق للقسم الدكتور حسين مؤمن مع بعض موظفي القسم؛ حيث قاموا بجولة في إقليم تيلابيري للوقوف على مكتبات خاصة زاخرة بالمخطوطات.

ونريد في هذا المبحث تسليط الضوء بصورة موجزة على مركز مدينة “أبلغ، “ومنطقة “تيلابيري”.

أ ـ مركز مخطوطات مدينة أبلغ (Ablag)

يعود الفضل في التعريف بهذا المركز إلى فضيلة الشيخ محمد أغ محمد شفيع الذي أشار إلى المركز ومؤسسه في بعض بحوثه، وهذا ما لفت أنظار الباحث بقسم المخطوطات العربية والعجمية بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي الدكتور سالو الحسن حيث زار المركز واطلع على مخطوطاته، وكتب عنها في رسالته للماجستير عام 2009م بعنوان:

“فهرس المخطوطات العربية بمدينة أبلغ بالنيجر عرضا وتوصيفا”، بكلية الآداب والدراسات الإسلامية، قسم اللغة العربية، جامعة عثمان بن فودي بصكتو، نيجيريا.

ينسب تأسيس المركز إلى مجهودات فردية قام بها الشيخ محمد إبراهيم بن عبد المؤمن الذي بذل جهودا كبيرا في سبيل جمع هذا التراث المخطوط من مختلف المناطق وبخاصة في منطقة أزواغ والصحراء.

مخطوطات المركز: يقع المركز في مبنى بجوار المسجد العتيق بمدينة أبلغ في حي “أمنوكل”، ويقدر عدد مخطوطاته بحوالي ثلاثمائة واثنتي (302) مخطوطة، وهي موزعة ما بين علوم الدين، واللغة، والأدب، والتصوف، والمنطق، وعلم الفلك، وكلها باللغة العربية، وأغلبها مخطوطات في فقه المالكية.

وعلق الباحث سالو الحسن على وضع المركز بقوله: “وما زال وضع هذه المكتبة تقليديا، حيث إن مخطوطاته غير مفهرسة بشكل من الأشكال، ليست مسجلة في سجل، وليس لها بطاقات، فضلا عن أن تكون مفهرسة بالترقيم الآلي. ومخطوطاتها محفوظة في صناديق كبيرة من حديد، في قاعة متوسطة لا شرقية ولا غربية؛ أي إنها غير معَرَّضة لرطوبة زائدة ولا لحرارة شديدة، أسهمت جمعية الدّعوة الإسلامية العالمية بطرابلس (ليبيا)، بتوسيع هذه المكتبة وتزويدها بمعدات تساعد في الحفاظ على سلامة مخطوطاتها، ومع هذا الجهد المبذول فإن كثيرا من مخطوطاتها بحاجة إلى اهتمام زائد بالصيانة والترميم”[11].

ب ـ مراكز مخطوطات تيلابيري

إن منطقة تيلابيري من المناطق النيجرية التي دخلها نور الإسلام في وقت مبكر من تاريخه، وكانت جزءا من إمبراطورية سنغي، ونبغ فيها علماء كبار في العلوم الشرعية واللغوية وغيرهما مثل: الشيخ يوسف بن خليل الذي عده المستشرق الفرنسي بول مارتي في كتابه “الإسلام والقبائل في مستعمرة النيجر “[12] من الشخصيات المهمة، والعلماء المعتبرين في إقليم تيلابيري في زمانه أي عام 1920م. وكان الشيخ يوسف خليل من محبي اقتناء الكتب وجمعها، وكانت له مكتبة عامرة بأمهات الكتب، وهو الذي أهدى مخطوط تاريخ السودان للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومخطوط تاريخ الفتاش للشيخ محمود كعت -وهما من أهم المراجع التاريخية لدولة سنغي الإسلامية- أهداهما إلى دي غِرُونكور (Degironcor)[13] الذي بدوره أوصلهما إلى فرنسا وطبعا بتحقيق المستشرق كفتارو هوداس، في فرنسا.

والفقيه حسين محمد ويعرف بحسين ببو، وشهرته ألفا لاربو أو ألفا نَيْن، مؤسس مكتبة نَيْنِي غُنْغُو، وللشيخ مؤلفات من أشهرها: سنن الهدي، وإحياء السنة من الهدي. طبعهما في مصر (ولم نقف عليهما).

وفي المنطقة مكتبات أسرية تحتوي على مخطوطات كثيرة، وعلى سبيل المثال:

  • مكتبة قرية سِنْدَرْ التي يقدر عدد المخطوطات فيها بثلاثمائة (300) مخطوطة، وتضم المكتبة مخطوطات نادرة ووثائق تاريخية وعلمية مهمة.
  • مكتبة قرية فِرْغُن، ويقدر عدد المخطوطات فيها بمائتين وخمسين (250) مخطوطة.
  • مكتبة الشيخ كَاوُسَنْ بمحافظة وَلامْ، ويقدر عدد المخطوطات فيها بثمان وتسعين (98) مخطوطة.
  • مكتبة نَيْنِي غُنْغُو تضم أكثر من مائتي (200) مخطوطة.
  • مكتبة مدينة أيَورُو وتضم مائتين وثمان وأربعين (248) مخطوطة.
  • ومكتبة مدينة كِيُوتَا مَياكِي، تحتوي على آلاف من المخطوطات النادرة، وهي ملك للشيخ المرحوم أبي بكر هاشم، الزعيم الروحي للطريقة التجانية في النيجر.
  • مكتبة تَبَلاَ والتي تحتوي على ثلاثمائة (300) مخطوطة.
  • مكتبة قرية حمد الله وتحتوي مخطوطات كثيرة.

وهناك مكتبات في منطقة آيير، وفي محافظة كوار القريبة من حدود النيجر وليبيا، ومكتبة مسجد أُسُودي بمدينة أَغادِيس وفي غيرها من المدن النيجرية، مثل مرادي وزندر وديفا.

وكل هذه المكتبات لا تملك قائمة أو فهرسا للمخطوطات، وهي معرضة للضياع إذا لم تجد من يهتم بها ويقوم بإعداد فهرس لها للاستفادة منها [14].

وننوه هنا بأن جلّ المخطوطات في تلك المكتبات عبارة عن كتب مقررة في الحلقات العلمية في المنطقة قبل الاستعمار وأثناءه منها مؤلفات، ومنها دواوين شعرية، وغيرها.

ومن مخطوطاتها المنشورة: كتاب: خطوات أهل سندر في التاريخ، للشيخ يوسف بن عمر/ تحقيق ونشر د. سيني موموني، ود. سالو الحسن، 2017م.

الخاتمة

نورد في الختام النتائج المتوصل إليها وهي:

  • – أن منطقة غرب إفريقيا من المناطق الإفريقية الزاخرة بالمخطوطات العربية.
  • – أن قسم المخطوطات العربية والعجمية بجامعة نيامي يحتوى على مخطوطات عربية كثيرة، وكذلك على مخطوطات مكتوبة بالحرف العربي.
  • – أن للقسم إسهاما في خدمة العلوم الإنسانية في المنطقة.
  • – أن مركز إحياء التراث العربي الإفريقي في الجامعة الإسلامية بالنيجر، له إسهامات في خدمة العلوم الإنسانية في النيجر وغيرها.
  • – أن النيجر من الدول التي تكثر فيها المخطوطات العربية والعجمية.

ونوصي بالآتي:

  • – على مراكز البحث العلمي في الجامعات الإفريقية أن تتولى العناية بمراكز المخطوطات ومكاتبها المنتشرة في إفريقيا. وذلك بنشرها أو المساعدة على نشرها، وبخاصة دول الشمال الإفريقي التي تربطها العلاقة التاريخية الوثيقة مع دول جنوب الصحراء حتى لا تتعرض للتلف والضياع.
  • – حث الطلاب الذين يدرسون في جامعاتها بتحقيق مخطوطات المنطقة الجيدة.

الهوامش

[1] -انظر: تاريخ السودان، عبد الرحمن السعدي، باعتناء هوداس، باريس 1964م.

[2] -المصدر السابق، ص 12.

[3] -عبد المجيد حنكوكو، الحرف القرآني المنمط في منطقة غرب إفريقيا جنوب الصحراء، دراسة ببليوغرافية في المخطوطات والوثائق التاريخية، واقع المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي بالنيجر، بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه، في جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، المغرب، عام 2017 /2018م. ص 302.

[4] -مولاي حسن، مقدمة فهرس المخطوطات الموجودة بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية، النيجر.

[5] -سالو الحسن، المخطوطات العربية في النيجر، مجلة العربي الكويتية، العدد 619، 2010م، ص: 64.

[6] -المصدر السابق.

[7] -انظر: سالو الحسن، المصدر السابق.

[8] -حنكوكو، المصدر السابق، ص 19.

[9] -انظر: نشرة المركز عام 2010م.

[10] -انظر: فهرس المخطوطات العربية المودعة بقسم المخطوطات بمكتبة الجامعة الإسلامية بالنيجر، بشير عثمان أحمد، (حوليات الجامعة الإسلامية بالنيجر، العدد:1، 1994م)، ص:108.

[11] -سالو الحسن، المصدر السابق.

[12] -بول مارتي، الإسلام والقبائل في مستعمرة النيجر، ص 354.

[13] -المصدر السابق، ص 194.

[14] -انظر: سالو الحسن، المصدر السابق.

المصادر والمراجع

  • – الإسلام والقبائل في مستعمرة النيجر، طبعة 1923م، باريس بول مارتي.
  • – تطريز الديباج بهامش الديباج المذهب لابن فرحون، أحمد بابا التنبكتي، مكتبة الشعب، بيروت.
  • – تاريخ السودان، لعبد الرحمن السعدي، طبع باعتناء كفتارو هوداس، باريس 1964م.
  • – الحرف القرآني المنمط في منطقة غرب إفريقيا جنوب الصحراء، دراسة ببليوغرافية في المخطوطات والوثائق التاريخية، واقع المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي بالنيجر، عبد المجيد حنكوكو، بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه، في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المغرب، عام 2017 / 2018م.
  • – حوليات الجامعة الإسلامية بالنيجر، العدد الأول، 1994م.
  • – فهرس المخطوطات بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية النيجر، مولاي حسن.
  • – المخطوطات العربية في النيجر، سلو الحسن، مجلة العربي الكويتية، العدد 619، عام 2010م.
  • – نشرة مركز التراث بالجامعة الإسلامية بالنيجر، بعناية الدكتور إبراهيم كوني، 2013م.

تحميل المقال بصيغة PDF