مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

جهود علماء شرق إفريقيا في خدمة مذهب الإمام الشافعي

د. عبد الرحمن محمد علي شمس الدين
رئيس الهيئة العليا للإفتاء في جمهورية جيبوتي

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد، فمن المعلوم أنَّ الإمام الشافعي– رحمه الله– هو أحد كبار العلماء المسلمين الذين سجلوا أسماءهم بقوة في سجل التاريخ الإسلامي،  وأحد أئمة المذاهب الأربعة، وكان عالما تنوعت معارفه، واتسعت مداركه، وأخذ من كل فن بحظ وافر فهو مجدد وصل إلى رتبة الاجتهاد المطلق، أسس مذهباً قويا في الفقه الإسلامي ،وانتشر مذهبه في كثير من أنحاء العالم الإسلامي ومنها منطقة القرن الإفريقي التي تقع فيها جمهورية جيبوتي والجمهورية الفيدرالية الصومالية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية وهي منطقة استراتيجية يمثل المسلمون أغلبية سكانها، كما أنها تطل على المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب من ناحية أخرى.

والبحث الذي بين أيدينا يسعى إلى إبراز العلماء المشاهير من أبناء شرق إفريقيا الذين قدموا إسهامات علمية سواء في التأليف أو في التدريس لخدمة المذهب الشافعي، وكان هدفهم من ذلك نشر العلم الشرعي وتبليغ رسالة الإسلام، والعمل المثمر الذي يعود على الناس بالنفع في أمور دينهم ودنياهم، وقد استطاع علماء المنطقة بعون اللّه وتوفيقه أن يحافظوا على هويّة شعوبهم الإسلامية في مرحلة كان فيها الاستعمار الأوروبي يستخدم كل ما لديه من وسائل لغرس ثقافته الأجنبية ومحاربة الهوية الإسلامية والعربية.  وكانت العناية بالتعليم الديني المتخصص من أسباب بقاء العلم الشرعي الذي هو أصل الدين وقوامه، بل هو سرّ قوتها ونهضتها، ولا يخفى على أحد ما للعلم والعلماء من أثر كبير في الدعوة  إلى اللّه، وحث الناس على الالتزام بشرائع الإسلام وإقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا رفع اللّه شأن أهل العلم بقوله تعالى: (يرفع اللّه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات واللّه بما تعملون خبير[1]). وخصّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الخيرية فيمن يرغب أن يتعلم ويتفقه أمور الدين لحديث مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين[2])[3].

الهيكل التنظيمي للبحث

لقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وثلاثة فصول، وذلك على النحو الآتي:

المقدمة

الفصل الأول: تاريخ انتشار المذهب الشافعي في المنطقة وأبرز المراكز الحضارية

المبحث الأول: تاريخ انتشار المذهب الشافعي في المنطقة

المبحث الثاني: أبرز المدن الحضارية ونظام تدريس الحلقات

المبحث الثالث: خصائص الحلقات العلمية

الفصل الثاني: تأليف الكتب ودوره في التمكين للمذهب الشافعي

المبحث الأول: المؤلفات الفقهية والأصولية لعلماء الصومال

المبحث الثاني: مؤلفات العلماء الجيبوتيين

المبحث الثالث: مؤلفات العلماء الإثيوبيين

الفصل الثالث: العلاقة بين تطبيق الشريعة الإسلامية وتطور الفقه الإسلامي

المبحث الأول: السلاطين والأمراء الذين طبقوا نظام الشريعة

المبحث الثاني: النظام التقليدي للقبائل

وختاماً، أسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن ينفع بهذا البحث، وأن يسدد خطى الجميع على طريق العمل لخدمة الإسلام والمسلمين، والله ولي التوفيق.

الفصل الأول: تاريخ انتشار المذهب الشافعي في المنطقة وأبرز المراكز الحضارية

المبحث الأول: تاريخ انتشار المذهب الشافعي في شرق إفريقيا

يعتبر المذهب الشافعي هو السائد في منطقة القرن الإفريقي منذ القرن السابع الهجري، ونجد ذلك من خلال الكتابات، وكانت أول إشارة تفيد بوجود المذهب الشافعي في القرن الإفريقي، رحلة ابن بطوطة (ت779هـ)، بقوله: «وسافرتُ من مدينة عدن في البحر أربعة أيام، ووصلت إلى مدينة زيلع وهي مدينة البرابرة، وهم طائفة من السودان شافعية المذهب، وبلادهم صحراء مسيرة شهرين: أولها زيلع، وآخرها مقديشو[4]». فهذا من الدلائل التي تشير إلى أن المذهب الشافعي قد انتشر في عهد مبكر في القرن الإفريقي، عن طريق اليمنيين الحضارمة الذين هاجروا إلى هذه المناطق بحكم القُرب، وغيرهم ممن كانوا يدينون بالمذهب السني، كما كانوا شوافع في الفقه ووصلوا إلى الصومال وأرتيريا وجيبوتي.

وأما أثيوبيا (الحبشة) فبها قسم كبير من الشافعية، خصوصاً في الأقاليم المجاورة للصومال، وقد اشتهر منهم مجموعة من العلماء. وفي جنوب إثيوبيا، وخاصة في ولاية بني شنقول وهي قومية مسلمة، يوجد هناك المذهب المالكي بحكم مجاورتهم للسودان[5].

إن اليمن أكثر البلاد التي تأثرت بها الحركة العلمية في منطقة القرن الإفريقي بشكل عام، فالإسلام وصل إلى الصومال عن طريق اليمن، وكذلك الطرق الصوفية دخلت عن طريقها، وكانت مدينة زبيد أقرب المراكز العلمية اليمنية إلى مدينة زيلع الصومالية، ونشأت بين المدينتين علاقة تأثر وعطاء، فالعالم الذي ينبل في زيلع كان يدرس في زبيد، وبالعكس أحيانا[6].

يقول التاج السبكي (ت771ه): «ومنهم أهل اليمن والغالب عليهم الشافعية، لا يوجد غير شافعي، إلا أن يكون بعض زيدية[7]». وفي عهد الدولة القعيطية كتب مشروع قانون للمحاكم الشرعية مستمد بأكمله من المذهب الشافعي، وتعد هذه ظاهرة فريدة تميز بها هذا القطر، يقول المؤرخ السيد سقاف الكاف: وكانت جميع المحاكم الشرعية والنظم البلدية تأخذ أحكامها من هذا المذهب، ولا يجوز للقاضي ولا غيره الخروج عن المذهب والانتقال إلى غيره مطلقا، إلا في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي، حيث أدخل على نظام التشريع والقضاء مسائلَ مختارة من المذاهب الفقهية الأخرى، رأى أن المصلحة تقتضيها، وذلك سنة 1341ه. وللإمام الشافعي صلة باليمن وطيدة، وله إليها عدة رحلات، ولكن انتشار المذهب الشافعي في اليمن كان في بداية القرن الخامس الهجري، أي بعد استقرار المذهب، وللأيوبيين دور كبير في نشر دعائم المذهب باليمن[8] .

المبحث الثاني: أبرز المراكز الحضارية ونظام التدريس

هذه المراكز نشأت في الصومال كما في زيلع ومقديشو ومركا وبراوة وبارديرا وجكجكا وهرجيسا وبورما. وفي جمهورية جيبوتي: العاصمة جيبوتي، وعلي صبيح، وتجرا. وفي إثيوبيا نجد مثل «هرر»، و»دردوا «، و»ودى» في منطقة وللو وجما. وأيضا في إقليم أوسا مركز العفر، ومراكز أخرى. وهذه المراكز اهتمت بالبحوث والمسائل الفقهية والنحوية، والتعليقات على الحواضي، ووضع شروح للمختصرات، ونظم المنثورات، واختصار المطولات، وضيء من مؤلفات التاريخ، إلا أن جل ما كان يكتب ويدرس للطلبة لم يجد طريقه إلى الطبع، وذلك لقلة الإمكانات[9].

وقد تأسست المراكز العلمية بفضل الهجرات العربية، وقيام مدن تمثل وحدات إدارية على شكل مشيخات وسلطنات، وكان طلاب العلم في جميع العهود السابقة وإلى اليوم يرتحلون إلى المناهل العلمية في مقديشو، وفي غرب الصومال (نواحي هرر وجكجكا وما جاورها)، أو إلى عمق بلاد الأورمو لوجود عوامل جذب مهمة، وهو توفر الإقامة وعدم الظعن والتنقل كما في مناطق القحط والجفاف.

وقد انتشر المذهب وتوسع نطاقه عن طريق تلك المراكز في قراءة المصنفات الفقهية على مذهب الإمام الشافعي، وهي المصنفات المعهودة في الفقه الشافعي والوصول إلى مستويات معقولة في فهم المسائل وتصويرها.  وكل هذا يجري على سبيل التدرج في التعليم، ووفق منهج متبع في المراكز العلمية المعروفة. ومن هذه الكتب: سفينة النجاة، وسفينة الصلاة، ومتن أبي شجاع وشروحه كالقاسمي، والتوشيح وحاشية الباجوري، والإقناع، والبجيرمي على الإقناع، وعمدة السالك، والمنهاج للنووي. وأخيرا عرف كتاب الإرشاد لابن حجر الهيثمي. وقد قال الفقيه الشيخ محمد بن عبد السلام المشهور بالشيخ محمد جود: إن المنهج العلمي المتبع في الحلقات العلمية في الصومال يبدأ من المتون الصغيرة، ثم يتدرج إلى المؤلفات المتوسطة ثم الكبيرة؛ فيبدأ من كتاب سفينة الصلاة، ومتن أبي شجاع لأحمد القاضي حسين، وشرح ابن القاسم، والتوشيح الذي هو أحد شروح أبي شجاع، ويليه منهاج الطالبين للإمام النووي، ثم الإرشاد لابن المقرئ، ويليه التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي. ثم يحصل الطالب على الإجازة العلمية، ويسمح له بالتدريس في الحلقات العلمية.

وهناك كتب تعتبر مراجع مثل فتاوى ابن حجر الهيثمي، ونهاية المحتاج للرملي (8 مجلدات)، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني. وهناك عبارة معروفة لدى الدارسين في الحلقات العلمية بحيث يقولون: فلان تعلم الأحكام الاثني عشر، ويعنون بذلك: 4 أجزاء للمنهاج، و4 أجزاء للإرشاد، و4 أجزاء للتنبيه.

أمّا في العصر الحاضر فإنّ كثيرا من طلبة العلم الذين أكملوا المرحلة الثانوية في المدارس العربية فإنّهم يسافرون إلى بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر والسودان واليمن لدراسة المرحلة الجامعية والدراسات العليا، ومع ذلك لا يزال تدريس الحلقات التقليدية في المساجد وغيرها.

المبحث الثالث: خصائص الحلقات العلمية

يتعلم الناس في الحلقات العلمية أصول الدين وفروعه ومتطلباته في العقيدة والتفسير والحديث والفقه واللغة العربية، لأن الدروس العلمية الشرعية هي أسلم طرق التربية في نشر الدين الإسلامي، وهي كذلك أعظم وسائل العلم والتعليم والتربية في القديم والحديث[10].

ومن خصائص ومميزات هذه الحلقات العلمية:

  1. أنها مجالس يتحقق فيها الذكر أكثر من غيرها؛ لأنها تكون في بيت من بيوت الله وهو المسجد.
  2. أن المتلقي فيها يكون أكثر التزاما للأدب والإنصات.
  3. أن المتلقي فيها يكون أكثر استعدادا لقبول العلم.
  4. أن الحلقات العلمية تساهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية.
  5. أنها تحصن الفرد والمجتمع من الأفكار الهدامة والمذاهب المنحرفة.
  6. أن الدراسة فيها مجانية غالبا.
  7. أن المواد التي تدرس فيها كثيرة ومتنوعة وشاملة للعلوم الشرعية واللغوية[11].

الفصل الثاني: تأليف الكتب ودوره في التمكين للمذهب الشافعي  

المبحث الأول: المؤلفات الفقهية والأصولية لعلماء الصومال

فيما يتعلق بالمؤلفات الفقهية على مذهب الشافعي في الصومال- على سبيل المثال- نذكر منها ما يلي:

  1. شرح الإرشاد، مع ما في شرحيه جواهر النفائس ونفائس الجواهر، للشيخ بروا شيخ عبد اللطيف؛ وهو كتاب في الفقه الشافعي، يتناول: أحكام الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وهو مخطوط.
  2. تنبيه مختصر في أحكام النكاح، للشيخ حسن يوسف محمد علي، مخطوط.
  3. حاشية الشاشي، للشيخ أحمد بن عثمان محمد الشاشي المقدسي المعروف بـ (أحمد منبر)، وهي حاشية وضعها على كتاب إعانة الطالب للنووي في شرح إرشاد الغاوي، لابن عبد الله الحسين بن أبي بكر النزيلي، وما زالت هذه الحاشية مخطوطة .
  4. الاعتماد في حل ألفاظ الإرشاد، للشاشي نفسه، وهو شرح لطيف على كتاب (الإرشاد)، الذي هو من أهم الكتب المعتمدة في التدريس والإفتاء في الصومال.
  5. فتح الغوامض لمريد علم الفرائض، للشيخ علي مؤمن الشافعي الصومالي، وهو شرح لكتاب الفرائض من كتاب (المنهاج) للإمام النووي، وهو صغير الحجم، يقع في 67 صفحة، وطبع بدار العالم العربي بالقاهرة في عام 1407هـ/1987م.
  6. الغيث الفائض في علم الفرائض، للشيخ بشير محمد عثمان المقدسي الصومالي، وهو كتاب نفيس ومطول جداً، وقد حرص المؤلف على أن يسهل علم الميراث لطلبة العلم، ويقرب مسائله، بسهولة العبارات، ووضوح المعاني، وقد طبع الكتاب بمطبعة المركز الصومالي للطباعة مقديشو 1420هـ/1999م.
  7. كشف الغمام عن أحكام مخالفة الإمام، للشيخ حاج على بن عبد الرحمن فقيه (رسالة مخطوطة).
  8. الشيخ علي عبد الرحمن فقي خيري (على المجيرتيني) – عاش في منطقة شرق الصومال، في بداية القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي، وكانت له رحلات إلى الحجاز ثم الشام ثم اليمن ثم الهند وكذلك زنجبار وغيرها من البلدان. وقد أسس عدة مراكز لنشر العلم، وكان يتجول في القبائل الصومالية في مناطق الشرق يدرس أحوالها، ويصلح ما يجري فيها من الخلافات والتعصب القبلي. وقد ترك مساهمات كثيرة بعضها في الفقه وأكثرها في العلوم الشرعية الأخرى، وأغلب تلك المصنفات مفقود، ومن أشهرها، كشف الغمام عن أحكام مخالفي الإمام، وكشف القناع عند أولي التعصب والابتداء، والقول المقبول بتحريم الملاهي والطبول، وفتاوي بعنوان (فتح المولى في أجوبة الشيخ علي)، والأجوبة الغيبية للسؤلات الغربية.
  9. الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله المعروف بالشيخ صوفي: هو العالم الكبير والأستاذ الشهير شيخ علماء الصومال في عهده، ينتمي في نسبه إلى الإمام أبي بكر القفال الشاشي الزهري أحد أركان المذهب الشافعي، ومن سلالة عبد الرحمن بن عوف الصحابي رضي الله عنه. ولد بمقديشو 1245ه ونشأ بها، وكان للشيخ عبد الرحمن الصوفي دور ملموس في إنهاض الثقافة الإسلامية في بلاده، وقد جلس للتدريس والدعوة واٍلإرشاد ومحاربة المنكرات، وله ديوان شعري متميز يتضمن أكثر من ستين قصيدة. وتوفي في 29 من شهر صفر عام 1322هـ.
  10. الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الزيلعي، فقيه شافعي شهير، وصوفيّ قادريّ، وأديب شاعر، ومؤلف متعدد الثقافة. ولا تعرف سنة ميلاده بالتحديد، ولكن المشهور أنه ولد بقرية جدلى بمنطقة باي بكول في جنوب الصومال، ونشأ في منطقته نشأة صالحة، وله مؤلفات في معظم الفنون الإسلامية في النحو والصرف وعلم القراءات، وله شعر في المدائح النبوية مشهور لدى المناطق الصومالية، وتوفي في قرية قلنقول في الخامس من شهر ربيع الأول عام 1299ه الموافق 24 يوليو 1882م.
  11. الشيخ علي جوهر بقرى والد الشيخ عبد الله بن علي جوهر، من علماء بورما ،ولد رحمه الله تعالى في نواحي بورما 1892م، وتعلم في هرر المعمورة والمشهورة بالعلم، وتجول في المناطق الغربية الصومالية ثم سافر للحجاز من طريق زيلع ،وسكن الحرمين الشريفين واستفاد من علماء الحجاز كثيرا من العلوم. له تلاميذ كثيرون، وتوفي بجيبوتي 1972م (19/12/1391ه)، وصلى عليه رفيقه السيد علي السقاف قاضي جيبوتي، ونقل جثمانه إلى بورما ودفن بها.

وأما المؤلفات الأصولية، فمنها الآتي:

أ‌. «حجية الإجماع في الشريعة الإسلامية»، للشيخ أحمد حاج محمد شيخ ماح، تناول فيه المؤلف الأدلة الشرعية في الإسلام، ثم حقيقة الإجماع وأركانه، ثم تناول حجية الإجماع بإسهاب، مبيناً آراء الأصوليين فيه، ويقع الكتاب في 241 صفحة.

ب‌. رسالة بعنوان: «كشف القناع عن أهل التعصب والابتداع»، للشيخ حاج علي بن عبد الرحمن فقيه (مخطوطة).

المبحث الثاني: مؤلفات العلماء الجيبوتيين

  1. قرة العين في الرحلة إلى الحرمين الشريفين، للشيخ القاضي، عبد الله بن علي أبي بكر رحمه الله؛ وكان لهذا الكتاب من مسماه أوفر نصيب، وقد حوى كل ما يحتاجه المسلم من شروط وأركان وواجبات الحج، مع أنوار تتلألأ برسومات للأماكن المقدسة والبقع المباركة، في وقت لم يكن يعرف فيه كثير من الناس رسومات تلك المقدسات؛ لعدم توفر التقنيات الحديثة التي تنقل لنا الصور الحية من المشاعر المقدسة وقتئذ.
  2. مقدمة في مبادئ القواعد الفقهية، للشيخ عبد اللّه علي جيله، كما ألف الشيخ كتبا أخرى مثل كتاب لمحات في آيات وأحاديث الصفات، وكتاب بحوث في المعاملات المالية. وقد قضى الشيخ عبد الله علي جيله أكثر من 35 سنة في تدريس الفنون العلمية المختلفة، ولا يزال مستمرا حفظه الله. والجدير بالذكر أن الشيخ له طريقة فريدة في التدريس، يبدأ بالمختصرات ويتدرج بالطلبة للوصول إلى المطولات؛ ففي مصطلح الحديث- مثلا- يبدأ بالبيقونية حتى يصل إلى الألفيات المعروفة، مثل ألفية العراقي وألفية السيوطي. وفي الحديث يبدأ بالأربعين النووية، وصولا في النهاية إلى تدريس البخاري ومسلم والترمذي. والشيخ من عادته الاعتناء بإعداد الدرس، حيث يمضي جزأ كبيرا من الوقت في الإعداد والبحث، ولا يكتفي بالترجمة الحرفية، بل يقصد توصيل المفاهيم والمعلومات، ويحل الإشكالات على حسب فهم الطلبة.
  3. رسالة المسجد في الإسلام للشيخ أمين محمد عمر المولود عام 1958م في تاجوره، وقد نشأ في أسرة علمية، حيث كان والده عالما جليلا، فحفظ على يديه القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، كما درس عليه مبادئ العلوم الشرعية، ثم رحل إلى مكة المكرمة في عهد الملك فيصل رحمه الله لطلب العلم، فدرس في المسجد الحرام على يد كبار العلماء، منهم: الشيخ ابن حميد، والشيخ حسن مشاط، رحمهما الله.
  4. ألف الشيخ ياسين أحمد ياسين رحمه الله تفسيرا كاملا للقرآن باللغة العفرية، مكتوب بالحرف العربي، مطبوع منه ثلاثة أجزاء (جزء قد سمع، وجزء تبارك، وجزء عم).
  5. في منطقة توجورا نجد الشيخ عبد القادر حُمُد جبا، من كبار علماء جيبوتي في عصره، وكان قاضيا، توفي عام 1407هـ.

المبحث الثالث: مؤلفات العلماء الإثيوبيين

  1. مفتي داوود، واسمه داوود بن أبي بكر بن حسين بن أبي بكر بن أدهم الهاشيمي، الذي غلب عليه اللقب بـ/ مفتي داوود. ولد في قرية «سبقل «في 27 رجب 1156هـ الموافق 16 سبتمبر 1734م ونشأ بها، وهي إحدى القلاع العلمية الإسلامية المشهورة في «دوي». ويعتبر العلامة مفتي داوود بن أبي بكر من علماء القرن الثامن عشر- من وسط إثيوبيا – هو أحد الأمثلة النموذجية لخدمة المذهب الشافعي في منطقة القرن، ويعد رائدًا للحركة العلمية الإسلامية في إثيوبيا بشكل أخص. يقول الشيخ محمد تاج الدين في ترجمة مفتي داوود: وأحيي العلم الديني في الحبشة بعدما خبت أنواره ودرست آثاره، وأفتى وأفاد وكان مجددا للدين، وأقبل إليه العلماء الكبار وتلمّذوا له، واشتهر عند الخواص والعوام ولقبوه بمفتي الأنام، ولعمري إنه هو الشافعي الثاني للعلماء الشافعية الحبشيين[12].

خلف مفتي داوود إنتاجا علميا غزيرا، تمثل فيما نسخه من الكتب في المجالات المختلفة، بعضها ضخم متعدد الأجزاء، مثل: كتاب فتح الباري، وتفسير البغوي. كما كانت له أعمال خاصة به، مثل كتاب مختصر الترغيب والترهيب، كتاب الفتاوي الكبير والصغير، كتابفي التاريخ، كتاب في العقيدة، وغيرها من الكتب التيكانت جميعها ثمرة انقطاع للتدريس والتفاني في نشر العلم، وإكباب على النسخ والتصنيف سنين عديدة. وقد نسخ مفتي داوود وهو في مدينة الزبيد ما يزيد على ثلاثة مائة كتاب، حسبما يرويه أهل البلاد بشكل تواتري.

  1. شيخ محمود(السبقلي)، كان عالما علامة فقيها في المذهب الشافعي نحويا مفسرا عارفا بعلم أصول الدين، وكان قاضيا للمسلمين في بلاد دوّي وما دناها مدة طويلة، وكان مع كونه مشغولا بأمر القضاء مدرسا في الفقه والنحو والتفسير وأصول الدين، وأخذ عنه مفتي داوود قبل رحيله إلى الجزيرة العربية العلوم المذكورة، وتوفي رحمه الله في آخر رمضان سنة 1215هـ. وفي أريتريا وإقليم أوسا العفري، نجد- مثلا- الشيخ محمد عمر الشهير بالحاج سيد، المفتي العام لأوسا، وهو والد الأمين العام للمجلس الإسلامي بجيبوتي حاليا الشيخ أمين محمد عمر، وكان الحاج سيد صاحب مساهمات قوية في نشر المذهبين الحنفي والشافعي، ومبرزا في الفقه المقارن، وتوفي رحمه الله عام 1408هـ/1988م[13].

الفصل الثالث: العلاقة بين تطبيق الشريعة الإسلامية وتطور الفقه الإسلامي

المبحث الأول: السلاطين والأمراء الذين طبقوا نظام الشريعة

العلاقة بين تطبيق الشريعة وبين العلوم الإسلامية ولاسيما الفقه علاقة وثيقة جدا، إذ أن العلم لا ينتشر إلا في ظل تطبيقه، وحل المشكلات على ضوئه، ونشوب المعضلات التي تتطلب الحلول من الفقهاء. وإن وجود دولة تطبق المذهب نصر كبير له، فالمذهب الشافعي أيدته الدولة الأيوبية والدول التي تعاقبت على حكم المدن، وعلى هذا الأساس عدَّ الجيزاني المشهور بعرب فقيه صاحب كتاب (فتوح الحبشة، ص3-4 من المقدمة) الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي (أحمد غري) بأنه كان أحد المجددين، فقال: «منهم من يجدده بنشر العلوم في الآفاق، ومنهم من يجدده بضرب السيف لذوي الشقاق والنفاق، ومنهم من يجدده بحسن السياسة والدراية.»

قال عرب فقيه: ثم إن الإمام قال للأمراء والسلطان الذي سلطنه مكان أخيه أبي بكر كما ذكرناه واسمه عمر دين في  أمر الزكاة؛ لأن السلطان والأمراء وأربابهم ومن تولى بر سعد الدين يأخذون الزكاة من المسلمين يأكلونها ويصرفونها في مصالحهم ،ولا يعطون للفقراء والمساكين ومن يستحقها منها شيئا، فقال لهم الإمام أحمد–رحمه الله-: «الحمد لله إن الله أكرمنا بالإسلام، وأعزنا، وأحل لنا الغنائم من أموال المشركين، وغنمنا غنائم ما غنموها، آباؤنا ولا أجدادنا ولا من كان قبلنا، فهي تكفينا نأكلها ونشتري منها آلة الحرب للقتال، وأما الزكاة ففرِّقوها على الثمانية الأصناف .

فقال الأمراء والسلطان في حال الموقف– من خيفة الإمام أحمد رحمه الله تعالى: مرحبا بالذي تأمرنا فيه، ولا نخالفك فيه. فحينئذ أرسل الإمام أحمد عمَّاله على أهل البلاد وأهل المواضي والزارعين، وأخذ منهم الزكاة.»

وقد رأينا أحد المؤرخين الكبار وهو العلاّمة الشوكاني يترجم لبعض ملوك تلك الممالك، فقد ورد في البدر الطالع ترجمة رقم 421: محمد بن أبي البركات بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر الجبرتي الحنفي المعروف بابن سعد الدين سلطان المسلمين بأرض الحبشة.. أصلهم فيما قيل من قريش فرحل بعض سلفهم من الحجاز حتى نزل بأرض جبرت، فسكنها إلى أن ملّك ملك الحبشة بعضهم مدينة أفات (كذا) وأعمالها، فعظم وقويت شوكته، وحمدت سيرته وتداولها ذريته حتى انتهت إلى صاحب الترجمة في سنة 828 هجرية فملك كثيرا من تلك البلاد، وامتلأت الأقطار من الرقيق الذين سباهم، ودام على ذلك حتى مات شهيدا في بعض غزواته في جمادى الآخرة سنة 835 خمسا وثلاثين وثمان مئة. قال السخاوي: وكان ديّنا عاقلا عادلا خيّرا وقورا مهابا، ذا سطوة على الحبشة، أعزّ الله الإسلام في أيامه .وملك بعده أخوه فاقتفى أثره في غزواته وشدّته». وقال ابن حجر في أنبائه: وكان صاحب الترجمة شجاعا بطلا مديما للجهاد، وعنده أمير يقال له حرب لا يطاق في القتال، كان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه، فهزم الكفار من الحبشة مرارا وغزاهم السلطان مرّة وهو معه، فغنم غنائم عظيمة، حيث بيع الرأس من الرقيق بربطة (ورق– أي– قات). وكان من خير الملوك دينا ومعرفة، يصحب الفقهاء والصلحاء، وينشر العدل في أعماله حتى في ولده وأهله، وأسلم على يديه خلائق من الحبشة، حتى ثار عليه بنو عمّه فقتلوه في التاريخ المتقدم.

أما في الصومال فقد «كان الصوماليون وخاصة في الجنوب يحتكمون لأحكام الشريعة الإسلامية، وكان العلماء والفقهاء يمثّلون السلطة الحقيقية، ويتمتّعون بولاء الأمة قاطبة، وكان العالم الفقيه في منطقة معيّنة يحترم ويقدر قضاء وفتوى غيره في منطقة أخرى. فإن أشكل عليه حكم حادثة معيّنة أمر مستفتيه بالانتظار حتى يتأكد ويستبين نص الحكم في المسألة من أولي العلم والحكمة، وقد يسافر لمسافات بعيدة، ويقطع القفار طلبا لحكم القضية من عالم آخر. وخير ما نمثّل به، ما فعله الشيخ محمد شيخ حسين الورشيخي، أشكل عليه حكم مسألة فقهيّة عرضت عليه في مجلسه، فما كان منه– على غزارة علمه في الفقه– إلا أن سافر مع رفقائه إلى الشيخ الجليل الحاج شعيب بن الحاج عمر نزيل مدينة مصر الشهيرة (قرب جوهر) بعلمائها الأقطاب، والشيخ الحاج شعيب بعد أن عرضت عليه المسألة أمر بإحضار كتاب التحفة لابن حجر فوجدت المسألة في الجزء الأخير منه، وهنا رجع الشيخ– رحمه الله– مغتنما بفائدة حكم المسألة[14].

في عهد أبي بكر بن عمر هلوله (من قبيلة أبغال) زار ابن بطوطة مدينة مقدشو، وتحدّث طويلا عن سلطانها، وعن مجلس وزرائه، وطعامه وشرابه، وتكلّم بإسهاب عن كرمه وتقديره للفقهاء والعلماء، وعن نظام الشورى الذي كان متبعا في مملكته، وعن الأبنية العظيمة بالمدينة، مما يفيد أنّ مدينة مقدشو كانت تنعم بحياة الرّفاهية والازدهار وكان يلقب الأمير بلقب الإمام، وكان يوم تنصيبه عيدا، يفد الناس من البادية والقرى المجاورة لمدينة مقديشو لاستقباله، وإعطاء البيعة والولاء له. كما ذكر ابن بطوطة عن ممباسا وكلوة أن أهلها أهل جهاد لأنهم في برّ واحد متصل مع كفّار الزنوج، والغالب عليهم الدين والصلاح وهم شافعية». ومن الواضح أن الجهاد عملية تحتاج إلى وجود قيادة تنظم الشؤون، وتوجه الطاقات نحو البناء والجهاد، فاقتضى ذلك وجود نظام إسلامي أيا كان شكله ودرجة تطبيقه للشريعة الإسلامية.

أضف إلى ذلك، أن الممالك المسماة بممالك الطراز الإسلامي التي قامت في الأجزاء الشمالية الشرقية، في فترة بعيدة جدا من التاريخ، كانت تلك الممالك اتخذت الشريعة الإسلامية شعارا لها وأساسا لوجودها وشرعيتها. وهذا يتبين من جهاد بعض هذه الممالك المتواصل، ومن الدور الدعوي الذي لعبته أكثر هذه الممالك ،وبالجملة، فقد تشدد السلاطين على الالتزام بخلق الإسلام في السلوك الاجتماعي وفي الإدارة الحكومية، واتخذ سلاطين مملكة أوفات التي تزعمت حركة الجهاد الإسلامي ،ألقابا متصلة بالدين مثل سعد الدين، وجمال الدين، ونصر الدين، وشهاب الدين .كما أصبح العلماء طبقة ذات وجود مؤثر في البلاط السلطاني وفي الحياة الثقافية والاجتماعية،  فقادوا حركات الجهاد،  حيث استشهد في موقعة واربلى في سنة 1414م، والتي كانت بين السلطان سعد الدين وبين النجاشي إسحاق– استشهد فيها 400 شيخ من الشيوخ الكبار، تحت كل منهم عدد كبير من العلماء والطلبة والشبان. كما استشهد فيها السلطان سعد الدين نفسه. وقد ورد في تقرير هيئة أركان حرب مأمورية هرر في محرم 1292هـ أثناء دخولها لهرر في 11 أكتوبر 1875م، عن حالة القضاء فيها[15]: كان النظام المتبع في القضاء وفي الفصل في الدعاوى الهامة يشبه النظام القبلي، فلكل قبيلة في هرر مجلس للفصل في المنازعات، وللمجلس رئيس يلقب (بالبوكو) يغير كل ثلاث سنوات، كما كان هناك مجلس آخر أعلى من المجالس السابقة يتكون من 30 شخصا يختارون من كبار أعضاء مجالس القبائل المتعددة، وله رئيس يلقب (بالبوكو الكبير). وهذا المجلس الكبير له السلطة العليا على مجالس القبائل، وتعرض عليه المسائل الخطيرة، كمسائل الحرب والسلم. ولا شك أن هذا النظام يتيح لهم إلى حد ما فرصة اختيار الرؤساء الصالحين، فهو نظام ديمقراطي. وقد كانت أحكام هذه المجالس محترمة وملزمة للجميع إلى حد كبير.

ثم قال التقرير: والقاتل في مدينة هرر يقتل والسارق تقطع يده، ومن يقترف جريمة أقل يجلد أو يسجن، وقد كان يوكل إلى قاضي هرر الفصل في القضايا العادية بينما يفصل أميرها بنفسه في القضايا الهامة.

وقد أبقى المصريون على جوهر هذا النظام الديمقراطي، مع الاهتمام بنشر التعليم وبخاصة التعليم الديني، وأدى ذلك إلى القضاء على الشوائب المخالفة للدين الصحيح، فأصبحت أحكام الشريعة الإسلامية الغراء هي النافدة، ولم يكن الحكام المصريون يتدخلون في شؤون القضاء إلا فيما يمس الأمن العام. وقد أنضئ في هرر مجلس للفصل في قضايا الأهلين على نسق المجالس التي شكلت في مصوع وسواكن.

وإلى جانب هذه الإشارات الدالة على تطبيق الأحكام الشرعية، فإنهم في أحكامهم العامة يلتزمون إلى حد ما بأحكام القرآن الكريم والمذهب الشافعي كما يفهمونه. وهم هنا يتفقهون في الدين إلى حد كبير.

المبحث الثاني: النظام التقليدي للقبائل

إنّ أهل بربرة أو زيلع أو غيرهم من سكان هذه الجهات، الذين كما ذكرنا كانوا يدينون بالإسلام،  لكنهم يجهلون كل الجهل أحكام الشريعة،  وسادت الأعراف القبلية، وعادات الشعوب الإفريقية في مناحي الحياة، فعلى سبيل المثال نجد من العادات العميقة الجذور في المجتمع الصومالي عادة (الحير) وهو نظام يضعه أفراد القبيلة الواحدة أو القبيلتان فيما بينهما أو مجموعة قبائل مختلفة ليتحاكموا إليه، وليصدروا عنه، وليس مستمدا من الشريعة الإسلامية، ولكنه خلاصة تجارب القبائل وما استحسنوه من أفعال، وهذا النظام ليس مكتوبا على الإطلاق، بل محفوظ في صدور الأفراد، وله رجاله المختصون الذين يعرفون دقائقه وفروعه ،والذين يستدعون عند الحاجة إليهم، وهؤلاء يشبهون رجال القانون والقضاء ،وبهذا فإن (الحير) بمثابة قانون وضعي ينظم شؤون الأفراد والقبائل لفصل القضايا الطارئة ومعالجتها، وبهذا المعنى فهو قانون غير مكتوب. فإذا حدثت حادثة بين الأفراد أو القبائل، واحتيج إلى مشاورة الذين تخصّهم القضية هل يذهبون إلى الفقيه المتخصص بالشريعة الإسلامية أو إلى رجال الحير المتخصصين به؟ منهم من يختار حكم ذلك القانون، وآخرون يختارون حكم الشريعة، ويتفق الطرفان في نهاية المطاف على اختيار إحدى الطريقتين في إنهاء الحكم. وغالبا ما يكون الاختيار

للقانون المذكور الذي لا علاقة له بالشريعة الإسلامية. الإسلامية تارة، وتحل بالطرق القبلية والعرف المحلى تارة أخرى[16].


الهوامش

[1] سورة المجادلة، الآية 01.

[2] رواه البخاري برقم 71، ومسلم برقم 7301.

[3] انظر: الشافعي حياته وعصره، لأبي زهرة (ص: 33).

[4] ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ،411/2

[5] محمد الطيب اليوسف، أثيوبيا والعروبة والإسلام عبر التاريخ، (المكتبة المكية، مكة المكرمة، ط1، 1416هـ).

[6] محمد عبد اللّه ريراش، كشف السدول عن تاريخ الصومال، ص: 661

[7] التاج السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 822/1.

[8] محمد بن أحمد الشاطري، أدوار التاريخ الحضرمي، دار المهاجر، اليمن ،1994م، ط3، (104/2)

[9] الدكتور علي الشيخ أحمد أبو بكر، الدعوة الإسلامية المعاصرة في القرن الإفريقي، ط 1987م.

[10] الدكتور ناصر العقل، أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد، بتصرف ص16-17

[11] نعيمة عبد الحكيم، مفهوم الحلقات العلمية ومكانتها لدى الصوماليين، ص 33-23

[12] محمد سعيد عبد الله، مساهمات مفتي داوود 1743-1819(م) في نشر العلم والثقافة الإسلامية في الحبشة، وأصلها ورقة قدمت بمؤتمر الشباب الإفريقي بالخرطوم 2008م، جامعة أمدرمان الإسلامية

[13] انظر الشيح محمد تاج الدين، حياة عظماء إثيوبيا من العلماء والأولياء وسلاطين الإسلام وأساطين الأصفياء

(مخطوط).

[14] البدر الطالع، ص: -756 658، طبعة بيروت.

[15] أحمد سيد يحيى، الصحوة الإسلامية في الصومال مهددة بالانهيار،  بتصرف ص: 147

[16] تاريخ الصومال في العصور الوسطى والحديث، ص: 92.

تحميل المقال بصيغة PDF