مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

التواصل المغربي الإفريقي: إشراقات علمية ونفحات روحية

ذ. أنس عبد الهادي الحسيسن
باحث من المملكة المغربية

إن الدارس للعلاقة المغربية الإفريقية، يقف على مدى الارتباط الروحي والثقافي بين المغرب وباقي البلدان الإفريقية، وهذا يعود إلى عدة عوامل من أبرزها الحضارة الإسلامية الجامعة بينهما، والقائمة على وحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والسلوك الروحي، المبني على قيم المحبة والتعايش والانفتاح والتسامح في المجتمع المغربي منذ وقت مبكر، وهي العناصر التي عملت على حفظ واستمرار الهوية المشتركة بين المغرب وأشقائه الأفارقة، التي شكلت مصدر قوة والتحام بين مجالاته الممتدة على المستوى الجغرافي.

وتروم هذه المساهمة تسليط الضوء على بعض مظاهر التواصل الفكري والروحي والثقافي المميز للتاريخ المشترك بين المغرب وامتداداته الإفريقية، كما تهدف إلى رصد القنوات التي انتهجها علماء المغرب، وإفريقيا بهدف تبادل العلم والمعرفة والصلاح بين الجانبين، مما يعد أنموذجا في العلاقات الإفريقية، التي ينبغي أن تسود كافة شعوب القارة الإفريقية.

أولا: التواصل

1 – تعريف التواصل

اهتمت مجموعة من الدراسات بالبحث عن التواصل، وأصل الكلمة في اللغة الأجنبية Common، وهي كلمة لاتينية، وتقابل Communication في اللغة الفرنسية، وقد أرجعته بعض الدراسات إلى حقبة ما قبل التاريخ من خلال ما كان يقوم به الإنسان الأول من تفاهم مع الآخرين عبر الأصوات والإيحاء قبل استعمال الكلمات الحقيقية[1]. ومما ثبت أن الناس تبادلوا المعلومات في المقام الأول مشافهة، حيث كانت الرسائل الشفوية تنقل بواسطة عدائين لمسافات طويلة، كما استخدم قرع الطبول وإشعال النار وإشارات الدخان للتواصل مع الآخرين، الذين يفهمون تلك الرموز المستخدمة. وإجمالا لا يمكن تصور حياة بشرية بدون التواصل بحكم كينونته الأساسية، ولربما كانت نهاية التواصل تمثل نهاية حياة الإنسان بالذات[2].

وبخصوص تعريفه اللغوي، فإن التواصل مصدر فعل تواصل يتواصل تواصلا، على وزن تفاعل يتفاعل تفاعلا ويعني المشاركة، أي تبادل التواصل بين طرفين أو عدة أطراف، كما يفيد التعارف والتشارك وتمتين أواصر المحبة والتفاهم والتعاون، وعكسه هو الانفصال والتباعد وعدم التفاهم.

أما اصطلاحا، فهو يعني نقل الأفكار والتجارب وتبادل الخبرات والمعارف والمشاعر، وقد يكون التواصل ذاتيا بين الإنسان نفسه، أو بين الأفراد، أو بين الجماعات.

2 – عناية القرآن والسنة بالتواصل

لقد حث الإسلام على ربط التواصل مع الآخرين، وتمتين العلاقة بينهم، وإظهار المودة والمحبة لهم، قال تعالى: ﴿وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾[3]، وقال سبحانه: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾[4].

ومن خلال الآيات الكريمة، التي أتى بها القرآن الكريم يتبين أن عاقبة التواصل ونتائجه دينيا وإنسانيا محمودة، مع رب العزة الواحد الأحد، والذي يعطي الجزاء الأوفر والخير الكثير لمن تواصل معه وربط الاتصال به، وأكثر من ذكره ودعائه [5].ولابد من الإشارة إلى أن أسلوب القرآن متفرد عن باقي النصوص الدينية، وهو أسلوب الحجاج والجدال والحوار ومحاولة التدليل والبرهان لإقناع المخاطب، فكان من أثره خلق علاقة تواصلية حرص الإسلام على بنائها مع الجميع[6].

وقد رغبت الأحاديث النبوية الشريفة أيضا المسلمين في التواصل، ومما قاله صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»[7]، وقوله عليه السلام: «أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»[8]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «سلم على من عرفت ومن لم تعرف»، وقوله عليه السلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى»[9].

واستنادا إلى ما تقدم، فإن للتواصل الديني فوائد كثيرة، ونتائجه تظهر على الفرد، وعلى الجماعة، وعلى المسلمين كافة، أو الإنسانية بصفة عامة، فهو يروم تمتين عرى المحبة والمودة والإخاء بين أفراد البشرية جمعاء، التي هي في حاجة ماسة إلى ذلك درءا لكل ما قد يخلق من فجوات تواصلية تكون لها انعكاسات وخيمة.

ثانيا: من مظاهر التواصل المغربي الإفريقي

مما لا شك فيه، أن انتشار الإسلام في بلاد السودان الغربي، يعود الفضل في جانب منه إلى المغرب، وإلى دوافع أخرى[10]. وفيما يخص المغرب فقد عملت الدول التي حكمته على نقل تعاليم الدين الحنيف إلى تخوم بلاد السودان الغربي، وعن إشعاع الإسلام قال محمد الشريف: “إنه لا يمكن إنكار الدور الفعلي الكبير للإسلام باعتباره قوة دينية، فكرا وحضارة في عملية الترابط المغربي السوداني وفي خلق وحدة متكاملة نتج عنها حدوث نقلة نوعية في تاريخ هذه العلاقات”[11].

وزيادة على ذلك، فقد كان للطرق الصوفية دور واضح في ربط العلاقات المغربية الإفريقية، وفي هذا الشأن قال محمد المهداوي: ” كانت بحق مؤسسات روحية تربوية توفر مناخا صالحا للتواصل واللقاء “[12]. والملاحظ، أن التصوف السني عرف انتشارا واسعا في عدة مناطق من غرب إفريقيا المبني على التصوف القادري والشاذلي المتفرعين عن التصوف الجنيدي ثم التجاني في نهاية المطاف في مرحلة حديثة[13]. ولا نغفل ما كان للتأليف من أهمية زادت من تقوية هذه العلاقات، فكريا وروحيا وثقافيا وتجاريا طوال القرون، حيث يلاحظ أن المقررات الصوفية الأكثر انتشارا في المدارس العلمية بشمال إفريقيا والصحراء الكبرى هي نفسها، التي تتداول في المدارس العلمية السودانية، وهذا من البراهين الدالة على الارتباط الوثيق بين التصوف الإسلامي السوداني والتصوف الإسلامي المغربي السني المنتمي إلى مذهب الجنيد الصوفي. ويهمنا أن نذكر أن المكتبات المغربية بها كمٌّ كبير من المخطوطات الإفريقية، ولعل أهمها مؤلفات ورسائل أحمد بابا التنبكتي (1556-1627م)، هذا العالم الذي سارت بذكره الركبان [14]. وهو من الشخصيات اللامعة، الغزيرة التآليف، ولبعض هذه المؤلفات قيمة كبيرة في الكشف عن اتجاهات خاصة في الفكر الإسلامي في هذه المنطقة، إضافة إلى أنها تعرف الدارسين بالنواحي الفكرية والعلمية والاجتماعية والخلقية في عهد تأليفها. وقد اعتبرها محمد إبراهيم الكتاني مفيدة من حيث الصلات الفكرية بين غرب إفريقيا وشمالها، وبينه وبين المشرق العربي. وتعود أهمية هذا الانتشار الواسع لمؤلفات السودان الغربي إلى عامل مبايعة الملك إدريس ألوما سلطان مملكة برنو سنة 990هـ /1582م، الملك المغربي أحمد المنصور السعدي، وترحيل بعض العلماء من هناك إلى المغرب مثل أحمد بابا الذائع الصيت تأليفا.

وما ينبغي التنبيه عليه أن شعوب البلدان الإفريقية طبعت على التعلق باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، وصارت لغة رسمية في المنتديات والرسائل السياسية، ولغة النخب من أرباب العلم والثقافة. وقد تأثرت طريقة الكتابة عند السودانيين بما هو معروف عند المغاربة، كما تأثرت اللغات المحلية كالسونينك والمادينغو والفولاني باللغة العربية، وأصبحت هذه اللغات تحمل الكثير من الألفاظ العربية وتستخدم الخط العربي[15].

وإلى جانب اللغة، أصبح المذهب المالكي هو الطابع المميز للحياة السودانية، حيث دخل بواسطة علماء المغرب، الذين احتلوا مكانة رفيعة في المجتمع السوداني، وأصبحت لهم صلات قوية بالطبقة الحاكمة وتولوا الخطط الدينية كالقضاء والإفتاء والتدريس. واستطاع فقهاء المالكية أن يقاوموا الخرافات والوثنية، وتحملوا أعباء إصلاح المجتمع. وكان من نتيجة هذه الأعمال، أن عمت كتب المالكية المشهد العلمي مثل الموطأ، ومدونة سحنون، ورسالة ابن أبي زيد، وترتيب المدارك للقاضي عياض، والمعيار للونشريسي. وهكذا تأثر السودانيون بهذا المذهب في تكوين فقهاء السودان، وتتمحور مؤلفاتهم حول فقه مالك وتاريخه ورجالاته تأليفا وشرحا وتعليقا واختصارا مثل مؤلفات أحمد بابا التنبكتي ومحمود الكعت[16].

وكان من مظاهر التلاقح الحضاري بين المنطقتين، أن حدث تقارب بين المغاربة وفئات محلية عبر الزواج والمصاهرة مثل ما حصل مع ملك تنبكت، الذي زوج اثنين من بناته من أخوين عرفا بتجارتهما الغنية [17]. ومما يؤكد هذا الترابط ما أشار إليه ابن بطوطة من وجود ما كان يعرف ب “شيخ المغاربة” داخل بلاد السودان، الذي أوكلت له مهام الإشراف على حماية مصالح الجالية المغربية واستقبال المغاربة الجدد القادمين إلى السودان[18]. ومما خلصت إليه دراسة محمد الشريف أن هذه الجالية، التي كانت مكونة من علماء وتجار ومتصوفة ومدرسين وقضاة وأئمة ومجاهدين وغيرهم، نسجوا إلى جانب أفراد الجاليات الإسلامية الأخرى خطوط التواصل بين المغرب والسودان الغربي[19].

وصفوة القول: إن العلاقات المغربية بمجالها الإفريقي، كان فيها لمدن الصحراء المغربية دور كبير في هذا التمازج، المتعدد المجالات، فكانت بحق هذه المدن صلة وصل بين مدن الشمال بالمغرب وعمقه الإفريقي، وكان من ثمرات هذا الاتصال انتشار الإسلام في المنطقة، وسيادة المذهب المالكي على الحياة الفقهية هناك، وبهذا فإن الثقافة الإسلامية المغربية شكلت إلى جانب ثقافة السودان الغربي مزيجا من حضارة القارة الإفريقية.

ثالثا: صفحات من سجل التواصل المغربي-الإفريقي في العصر الحديث

قبل الحديث عن هذه المرحلة، ينبغي الوقوف على أن التواصل المغربي الإفريقي، له جذور تاريخية، فكتاب “الاستبصار في عجائب الأمصار” يتحدث فيه صاحبه عن مراسلات تمت بين المغرب وملك غانا[20].

أما العصر الحديث، فهو حافل بمجموعة من الشخصيات، التي سافرت من المغرب مبكرا، وتوجهت إلى بلاد السودان الغربي، ومن هؤلاء: الفقيه أبو عبد الله محمد بن واسول، والفقيه محمد بن عمر، والفقيه محمد الفيلالي، والقاضي أبو العباس الدكالي، والشيخ أبو عثمان الدكالي، والفقيه عبد الله البلبالي [21]. وفي المقابل، يسجل وجود شخصيات سودانية، أكملت تكوينها بالمغرب مثل كاتب موسى[22]، الذي رحل إلى فاس للتعلم بإيعاز من المنسى موسى. وسنفصل الكلام عن مكانة بعض هذه الشخصيات في ترسيخ عملية التواصل لاحقا.

دور المدرسة الكنتية في ربط التواصل المغربي الإفريقي

إن الباحث في العصر الحديث سيجد أن المدرسة الكنتية، تعد أنموذجا للتفاعل العلمي والروحي والثقافي بين المغرب والدول الإفريقية في العصر الحديث، وفي هذا الشأن تشير إحدى الدراسات إلى رسالتين وجهتا إلى أمير المؤمنين عبد الرحمن بن هشام العلوي ملك المغرب مع الوفد الذي بعثه السلطان إليهم برئاسة بابا أحمد بن عبد الرحمن، يطلب تآليف جده الشيخ المختار الكنتي.

وقد وصف الشيخ المختار (الحفيد) السلطان في رسالته بأنه “أمير المؤمنين، وإمام الأئمة، والخليفة المستخلف، وظل الله في أرضه”، وأثنى على المولى سليمان، ونصح السلطان بمجالسة العلماء وصحبتهم.

وتضم الخزانة الحسنية بالرباط رسالة ثانية تشهد على عمق الروابط والصلات العلمية والصوفية والثقافية بين المغرب وإفريقيا، وهي رسالة من الشيخ أحمد البكاي، الذي تولى أمر الزاوية الكنتية بعد وفاة أخيه المختار (الخليفة) بن محمد المختار الكنتي إلى أمير المؤمنين عبد الرحمن بن هشام العلوي ملك المغرب، وقد افتتحها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله وعلى صحبه وخلفائه وعلى آله وذريته، “وعلى خليفة عصرنا… مولانا عبد الرحمن… بارك الله عليه وعلى بنيه”، ثم يحمد الله “الذي أكرمنا بنبيه، وفضلنا به على جميع الأمم، ثم وفقنا لاتباع سنته وخصنا باتباع عترته، فنحن ببيعتهم في بيعته “[23].

إن المدرسة الكنتية وشيخها المختار الكنتي، امتازت بغزارة إنتاجاتها، فقد خلف هذا الشيخ تصانيف شتى تدل على موسوعيته وعلمه الوفير، مما جعله يؤلف في الفقه، والنحو، والحديث، والتفسير، والتصوف، وغيرها، وهي تآليف لم تخرج في منهجها ومضامينها عما أنتجه العلماء المغاربة على مستوى وحدة العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني، ولا بد من التنبيه على ضوء الدراسة التي تناولت الشيخ الكنتي أن المجال الروحي كان طاغيا على عمله[24].

لقد أسس المترجم له، رؤية دينية بالغرب الإفريقي، اتسمت بالوسطية والاعتدال، وهو قاسم مشترك مغربي- إفريقي، فهذه الرؤيا عملت على ترسيخ قيم المحبة والسلم والسلام، وستنعكس فيما أنتجه من مؤلفات. لقد تمكن الشيخ المختار الكنتي بفضل تكوينه العلمي والمعرفي وانتمائه الصوفي لبيت عرف بالعلم والصلاح والولاية، ونفوذه الروحي، وحنكته السياسية أن يحظى بثقة محيطه، وأن يكون قائدا لمنطقته لما عرف فيه من صلاح وإصلاح ذات البين، وحكما فصلا في النزاعات بمنطقة شهدت الكثير من الإمارات المتنازعة فيما بينها، وعرفت العديد من الانحرافات الشرعية [25]، مما دفعه إلى أن يتدخل لصناعة السلام وللإصلاح والتغيير إذا اقتضى الأمر ذلك.

وإلى جانب مكانة هذه المدرسة في إغناء التواصل الفكري والعلمي بين المجال المغربي والإفريقي، فإننا نجد بعض الشخصيات، التي كان لها وقع إيجابي على استمرار التواصل الفكري والعلمي والروحي.

التواصل المغربي الإفريقي من خلال بعض الشخصيات

لتسليط مزيد من الضوء على أعمال من ساهموا في توطيد أواصر التعاون العلمي والروحي، نسوق بعض الشخصيات، التي أغنت المشهد الفكري من خلال عمر الفوتي وأحمد سكيرج وأحزي الهشتوكي السوسي.

مما لا شك فيه أن هؤلاء المشاهير بصموا بمداد من الفخر والاعتزاز التاريخ المشترك للمغرب وإفريقيا، فعمر الفوتي هو بن سعيد الفوتي التكروري الأصل، ولد سنة 1796م، بقرية حلوار بالسنغال، أحاطت ولادته رموزا معبرة عن التضحية في سبيل حرية البلاد والوفاء للمقدسات والمثل العليا، وفي أحضان أسرة متعلمة أحبت العلم وأهله، واختارت الإسلام عقيدة لها، وقاومت الوثنية، حفظ عمر الفوتي القرآن، واطلع على شروحه ومعانيه تحت إشراف أخيه ألفا أحمدو، ودرس اللغة العربية وعلوم القرآن، كما درس صحيح مسلم وصحيح البخاري. لم يتأخر المترجم له عن التنقل وشد الرحال نحو جنوب بلاد شنقيط، التي كانت له بها إقامة طويلة أخذ عن علمائها الكثير، وليسافر إلى بلاد المشرق والديار المقدسة بهدف زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، والتبحر في مختلف أصناف العلوم الإسلامية ما ظهر منها وما بطن[26].

ولا شك أن من ينقب في تاريخ عمر الفوتي سيقف على مرجعيته المغربية في الفكر والتصوف، وسعيه إلى أخذ أوراد الطريقة التجانية من فاس باعتبارها مركزا للتيجانية، والنص الذي وقف عليه أحمد الأزمي يؤكد حبه للمغرب وتعلقه بمقدساته وشوقه لزيارته لاقتناعه بأن ذلك من شأنه أن يحقق الكثير من أمانيه، والمتمثلة في أن يكون شيخا للطريقة التجانية وفقيها عارفا بالله في السودان الغربي[27]. وتعود مكانة هذا العالم إلى بلاغته وفصاحته وذكائه الخارق وخبرته التي اكتسبها من جولاته العديدة في العالم الإسلامي وتأثره بالحركات التي عاصرته في الشرق العربي، مما ساهم في توسيع نفوذه حيث وصل إلى نيجريا الشمالية. كما أن ابنه أحمد، لم يكن أقل شأنا من أبيه، خاصة وأن مرحلته لم تكن بالهينة، التي صادفت الاحتلال الفرنسي، الذي استطاع مقاومته لثلاث وثلاثين سنة، قبل أن ينجح الاستعمار الفرنسي في بسط نفوذه على هذا الجزء من إفريقيا الغربية.

إن مكانة المترجم له العلمية والصوفية، جعلته يتوصل بثلاث رسائل من الفقيه محمد أكنسوس، ففي رسالتين غير مؤرختين، خاطب الفقيه أكنسوس عمر الفوتي بقوله، بعد الحمدلة والبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

سلام كما فاحت أزهار سوسان   وماست على كثبانها قضب البان

إلى أن قال:

أيا سمي الفاروق ووارث سمته وناصر ديـن الحق من غير بهتـان

وفي رسالة ثانية لأكنسوس إلى عمر الفوتي لم يفوت الفرصة في مدحه أيضا، واستهلها بقوله:

إلى تحية الأخيار ياقوت أزمـان وقائـد جند الله فوتي بلـدان

من العاشق الفاسي نازح أوطان   وسلام كمـا فاحت أزهار سوسان

أما الرسالة الثالثة، فهي الوحيدة المؤرخة بتاريخ الفاتح من ربيع الأول عام 1277هـ/1865م، وفيها يقول محمد أكنسوس:

إني ليشفيني النسيم إذا سرى متضوعـا مـن تلك الآفـاق

من مبلغ بالحي أهـل مودتي أنـي على حكم المحبـة بـاق

وكان الغرض من هذه الرسالة التي وجهها إلى عمر الفوتي أن يطلعه على مجموعة من القضايا بما فيها الدنيوية، وهكذا يستخلص من هذه الرسائل أن تواصل المغرب بإفريقيا لم ينقطع وكانت قضاياه متعددة ومتنوعة، وستتواصل هذه الروابط في القرن العشرين بواسطة الفقيه أحمد سكيرج[28]، الذي كانت له مراسلات عديدة مع أقطاب الطريقة التجانية بالسنغال رغم أن المرحلة السياسية كانت صعبة بالنظر إلى خطط الاستعمار الفرنسي في تقويض هذه الأواصر، وهو يحتل المغرب والسنغال إحدى بلدان (السودان الغربي) الأكثر ارتباطا روحيا بالمغرب، غير أن الواقع يظهر عكس ما كان يطمح إليه الاستعمار الفرنسي بالنيل من هذا الارتباط، فصلات السنغاليين ظلت مستمرة مع المغرب ومع فاس على وجه الخصوص.

والدراسة، التي أنجزت عن رسائل أحمد سكيرج لأصحابه بالسنغال، قسمت إلى قسمين:

أولا: رسائل إخبارية حول أغراض دنيوية كالتجارة والفلاحة.

تضمنت هذه الرسائل ردا من العلامة الشهير إبراهيم بن عبد الله إنياس التجاني الكولخي إلى الفقيه أحمد سكيرج يخبره بمجموعة من القضايا، التي كانت موضوع مراسلة من طرف أحمد سكيرج، ومنها برمجته لزيارة فاس للاجتماع مع أحمد سكيرج، ولتكون مناسبة لزيارة مرقد شيخ الطريقة التجانية.

وقد توقفت نفس الدراسة على رسالة ثانية في نفس السنة، وفيها يذكر الكولخي أن لا هدف له في الرياسة وادعاء المشيخة.

ويبدو أن الرسائل المتبادلة في الأغراض التجارية كانت من السمات المميزة بين إبراهيم بن عبد الله إنياس التجاني الكولخي مع أحمد سكيرج، وهناك رسالة بتاريخ فاتح محرم عام 1363هـ/1944م، تحتوي على تفاصيل دقيقة عن تأدية أثمنة الكتب، وهذا يدل على اهتمام الجانب السنغالي بالعلم، وبالاطلاع على التآليف.

ثانيا: رسائل توسلية ودينية وأخرى في فقه التجانية وطلب الإجازة وغيرها

من خلال مضامين هذه الرسائل التي هي كثيرة، تبرز مكانة أحمد سكيرج لدى نياس لدرجة أنه في رسالة مؤرخة سنة 1927م، يخبر (نياس) صاحبه أنه ما زال يراه في النوم، وأنه ينتظر أن يبعث له كتاب نيل الأماني، مخبرا إياه أنه أرسل له قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه بصدد نظم رسائل إلى الملوك والقبائل.

وإلى جانب هذه القضايا، التي تناولها النوع الثاني من الرسائل هناك رسائل وردت حول الفقه الإسلامي بصفة عامة، وفقه الطريقة التجانية بصفة خاصة.

والمؤكد هو أن مكانة أحمد سكيرج لدى السنغاليين كان لها وزن عظيم، حيث طلبه العلامة مالي سي بإجازته، وفيها يعبر أحمد سكيرج صراحة أنه يأذن له “التقديم المطلق في هذه الطريقة بين ذوي الحقيقة، وجعلت لك سيدي في هذه الإجازة بالإذن الخاص والعام، أن تأذن بما شئت كما شئت من ذلك بالإذن التام. “…

إن الدارس لمثل هذه المواضيع، يكتشف شخصيات أخرى أسست لعملية التواصل المغربي الإفريقي، فهذا أحمد الهشتوكي السوسي، المتوفى سنة 1715م، لا يقل أهمية عن سابقيه، فالرجل تعددت مداركه العلمية بين الإفتاء والإقراء والتصوف والإنتاج الغزير في أهم دروب المعرفة، ومما قيل في حقه: “إن تجربة هذا الفقيه وهجرته الإفريقية قد تعد دراسة حالة محددة ومؤثرة في مجتمعها، بل وفي محيطها الإقليمي الدرعي والسوسي والصحراوي، خاصة، أنه وسم بالمدرسة المتنقلة لنشر العلم في ربوع السوس والصحراء والسودان الغربي. وقد بينت إحدى الدراسات مكانة هذا العالم، فهو “يمثل دليلا قاطعا على أن العالم المغربي كان محوريا ومشاركا ضمن المعابر الثقافية، التي حافظت على التوارد الثقافي بين المغرب والسودان الغربي”. وبحكم إنتاجه الوفير، فقد كان مميزا في أدب النوازل، لاسيما وأن هذا الأدب عرف نهضة؛ حيث كانت له مراسلات مع السودان الغربي، وهو يرد على أسئلة قادمة من هذه المنطقة. ومما يزكي هذا التواصل الثقافي من طرف الهشتوكي، ما ورد في معرض إجابتيه عن نازلتين، الأولى تخص القصاص، والثانية تهم مس الجنب القرآن.

إن ما اهتم به الهشتوكي لم يحصره في هذه القضايا، بل كانت له صولات وجولات فيما يخص التلقين العلمي والطرقي.

وإذا كانت مثل هذه الشخصيات، قد ساهمت في مد جسور التواصل المغربي –الإفريقي، وتبادلت الزيارات بين بلدها الأصلي والمغرب، فإن هناك من أحب الأرض المغربية لتكون له مقاما طيبا في القرن العشرين، وهكذا تظهر دراسة عن محمد البيضاوي الشنقيطي، كيف دخل إلى المغرب، وفضل الاستقرار فيه بجانب أسرته، بعيدا عن الاستعمار الفرنسي، الذي كان تخضع له شنقيط. لقد تركت هذه الشخصية آثارا على الحياة الفكرية بالمغرب، وهو الذي ذاع اسم أسرته بالغرب الإفريقي، التي عرفت بالعلم والمعرفة. ومن يدرس سيرة هذه الشخصية، سيتأكد من غناه المعرفي وتعدد مهامه، فقد جمع بين التدريس في عدد من المدن المغربية، وتحمل مسؤولية القضاء والإدارة والصحافة [29]. وقد نشرت له جريدة السعادة، مقالا تحت عنوان: “مناظرة بدوي وحضري” [30]، أراد عبرها توجيه رسائل الاعتدال والوسطية والاحتكام لأهل الدراية والعلم، وهو ما تلقاه في مساره، الذي ينهل من معين ومشرب صوفي، قال صاحب الوسيط: “تاج العلماء، لا يوجد عالم بعده إلا وله عليه الفضل الجزيل بما استفاد من مصنفاته، وتلقى من مسنداته، ويكفيه أنه هو الذي نشر النحو، وكفى الناس مشقات مؤنه “…[31].

وإذا كان ما تقدم الحديث عنه، قد امتاز بقيمته التواصلية بين المغرب ومجاله الإفريقي، فإن الوقت المعاصر، هو الآخر يمتاز باستمرار التواصل العلمي والثقافي والروحي بين المغرب وامتداده الإفريقي، إن لم نقل أنه يزداد رسوخا بين الطرفين، ومن تجليات ذلك، انعقاد الدروس الحسنية الرمضانية [32]، التي كانت تلقى بحضور جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، وسار على نهجها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي دروس ساهمت في تواصل علماء المغرب وأشقائه الأفارقة، كما أن في إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وفتح معهد محمد السادس لتكوين أئمة عدد من الدول الإفريقية، وانفتاح المؤسسات الجامعية المغربية على الطلبة الأفارقة، وتوجه عدد من طلبة المغرب للدراسة بالسنغال مثلا في مجال الطب يعد ترسيخا لمبدأ التواصل العلمي والثقافي بين المغرب وفضائه الإفريقي.

خاتمة

لقد بين هذا المقال عمق التواصل المغربي الإفريقي، الذي أغنته مجموعة من الشخصيات سواء بالمغرب أو ببلدان الغرب السوداني، حيث سيكون البحث فيما ألف الأثر الإيجابي على حاضرنا، لاسيما في ظل تعدد أنماط التدين، وكذا في ظل انتشار التطرف بأشكاله المتعددة، الذي يدفع إلى ظهور مجموعات إرهابية تهدد السلم والاستقرار بإفريقيا. ومن هنا فإن إعادة الاعتبار لما أنتج من شأنه التأسيس لرؤية تواصلية دينية تتسم بالوسطية والاعتدال، المبني على وحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي وإمارة المؤمنين. وفي استحضار هذه الأسس توطيد للعلاقات المغربية ببقية البلدان الإفريقية الشقيقة، وترسيخ للسلم والتعايش والتسامح وتحصين للثقافة الروحية في الفضاء الإفريقي.

وخلاصة القول إن العلاقات المغربية الإفريقية، هي جديرة بأن تحظى بمزيد من الدراسات والأبحاث، خاصة بالمؤسسات الجامعية ومراكز البحوث، فالأعمال، التي أنجزت إلى حد الساعة، غير كافية لمعرفة عمق هذه العلاقات، لاسيما في شقها العلمي والروحي والثقافي، لذا لا بد من مضاعفة الجهود لتجاوز كل الصعوبات، من أجل خدمة ما ينفع شعوب المنطقة، وفق رؤية جديدة تستمد شرعيتها من التحام وتقارب شعوبنا ماضيا وحاضرا بالنظر إلى أن ما يجمع المغرب بإفريقيا، من قواسم مشتركة، لها حضور في علاقات المغرب مع مجاله الإفريقي في ظل التحديات الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية، التي يشهدها كوكبنا، وهو ما يتطلب من القارة الإفريقية عامة وقطرها الغربي خاصة، الذي يسكنه أكثر من أربعمائة مليون نسمة مزيدا من العمل المشترك الفاعل لضمان أمن هذه المنطقة ومستقبلها واستقرارها.

الهوامش

[1] -عبد العزيز أشرفي، الدليل العلمي للتواصل الإداري والاجتماعي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، ط/2، 2016م، ص: 9.

[2] -محمد مفتاح وأحمد بوحسن، المفاهيم وأشكال التواصل، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2001م.

[3] -سورة العصر، الآية 3.

[4] -سورة الحجرات، الآية 13.

[5] -الدليل العملي للتواصل الإداري والاجتماعي، ص: 18.

[6] -المفاهيم وأشكال التواصل، ص: 59.

[7] -صحيح ابن حبان، رقم 474.

[8] -رواه الترمذي، 8 /1167.

[9] -أخرجه البخاري تحت رقم6011، ومسلم تحت رقم 2586، واللفظ له.

[10] -خالد أبو الليل، رحلة الأسطورة في إفريقيا مملكة “وجدو” بين الأسطورة والتاريخ نموذجا، مجلة عالم الفكر، العدد أبريل-يونيو 2022م، ص: 278 – 279

[11] -محمد الشريف، محاضرات ومباحث في تاريخ المغرب المريني وحضارته، مطبعة تطوان، 2011م، ص: 151.

[12] -التراث الصوفي المغربي، دراسات في بعض قضاياه ومعالمه وأعلامه، أعمال الندوة، منشورات مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية، سلسلة فكر وذكر، 2019م، ص: 263.

[13] -خاليد أوشن، التصوف في إفريقيا الغربية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير،2020م، ص: 121.

[14] -وفي إطار الحفاظ على التراث العلمي لهذا العالم، وترسيخا لأواصر التعاون العلمي والثقافي، التي تجمعه بمجاله الإفريقي، قام المغرب بتسليم نسخ من مخطوطات هذا العالم إلى دولة مالي بتاريخ 8 أكتوبر 2022م.

[15] -المغرب في إفريقيا التاريخ والحركية المجتمعية، ص: 60 – 61.

[16] -نفسه، ص: 63.

[17] -الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف أفريقيا، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، 1982م، ص: 166.

[18] -رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، دار إحياء العلوم بيروت، 2018م، ص: 682 – 683.

[19] -محمد الشريف، محاضرت ومباحث في تاريخ المغرب المريني وحضارته، ص: 146.

[20] -مؤلف مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، تحقيق: سعد زغلول عبد الحميد، دار الشؤون الثقافية، ط/2، م. ص: 219. ولمزيد من المعلومات، انظر: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القاهرة، 1964م.

[21] -محمد المازوني، المغرب في إفريقيا، التاريخ والحركة المجتمعية، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2021م، ص: 60.

[22] -محمد المازوني، المغرب في إفريقيا، التاريخ والحركة المجتمعية، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2021م، ص: 60.

[23] -انظر هامش صفحة 263، التراث الصوفي المغربي، دراسة في بعض قضاياه ومعالمه وأعلامه، أعمال الندوة الوطنية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس، منشورات مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية، سلسلة فكر وذكر، 2019م.

[24] -التراث الصوفي المغربي، ص: 265.

[25] -زوليخة بنرمضان، المجتمع والدين والسلطة في إفريقيا الغربية ما بين القرنين 5 و 10ه /11 و 16م، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط/1، 2015م.

[26] -أحمد الأزمي، دور رجالات الطريقة التجانية في تمتين الروابط بين المغرب والسنغال، عمر الفوتي وأحمد سكيرج نموذجا، مجلة المناهل، العدد 91 /92، 2012م، ص: 166.

[27] -نفسه، ص: 177.

[28] -انظر: الدراسة المنجزة عنه بمجلة المناهل، العدد 91 /92، أبريل 2012م.

[29] -للاطلاع على حياته، انظر المغرب في إفريقيا، التاريخ والحركية المجتمعية، ص: 177 – 190.

[30] -جريدة السعادة، السنة 17، عدد 2176، 31 دجنبر 1920م.

[31] -هامش، ص: 179، من كتاب المغرب في إفريقيا، التاريخ والحركية المجتمعية.

[32] -عن هذه اللقاءات العلمية، انظر: التيارات السياسية والفكرية بالمغرب خلال قرنين ونصف من الحماية، ص: 49.

لائحة المصادر والمراجع الكتب

  • ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، دار العلوم بيروت 1982م.
  • إبراهيم حركات، التيارات السياسية والفكرية بالمغرب خلال قرنين ونصف من الحماية، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط/2، 1985م.
  • التراث الصوفي المغربي، دراسات في بعض قضاياه ومعالمه وأعلامه، أعمال الندوة، * منشورات مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية سلسلة فكر وذكر، 2019م.
  • عبد العزيز أشرقي، الدليل العلمي للتواصل الإداري والاجتماعي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، ط/2، 2016م.
  • خاليد أوشن، التصوف في أفريقيا الغربية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، 2000م.
  • زوليخة بنرمضان، المجتمع والدين والسلطة في إفريقيا الغربية ما بين القرنين 5 و10هـ/ 11 و16م، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط/1، 2015م.
  • الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، تحقيق محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية ج/2، ط/2، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، 1982م.
  • محمد الشريف، محاضرات ومباحث في تاريخ المغرب المريني وحضارته، مطبعة الهداية، 2011م.
  • محمد عبد الله عنان، عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القاهرة، 1964م.
  • محمد مفتاح وأحمد بوحسن، المفاهيم وأشكال التواصل، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.
  • محمد المازوني، المغرب في إفريقيا، التاريخ والحركة المجتمعية، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2021م.
  • مؤلف مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، تحقيق، سعد زغلول عبد الحميد، دار الشؤون الثقافية، ط/2، 2012م.

المجلات والجرائد

  • مجلة دعوة الحق، عدد الأول، السنة الحادية عشرة، شعبان 1387هـ/ نوفمبر .1967
  • مجلة زمان، العدد 2012م، سنة 2022م.
  • عالم الفكر، العدد 186، أبريل-يونيو 2022م.
  • مجلة المناهل، العدد 91 /92، 2012م.
  • السعادة، السنة 17، 2176، 31 دجنبر 1920م.

 

تحميل المقال بصيغة PDF