مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

العقيدة الأشعرية والتصوف السني أفق للتعايش السلمي بإفريقيا

الدكتور عبد القادر بطار
أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، المملكة المغربية

العقيدة الأشعرية والتصوف السني أفق للتعايش السلمي بإفريقيا

تقديم

تتميز إفريقيا بالتنوع الثقافي، والعمق الروحي، كما يتميز الإنسان الإفريقيُّ بالتمسك الشديد بتعاليم الدين، والنزوع إلى الحياة الصوفية، وهو حريص كل الحرص على معرفة هذه التعاليم، والانقياد لسلطتها ومشيختها العلمية.

يقول صاحب كتاب وصف إفريقيا: «وسكان إفريقيا متمسكون أيضا بالديانة، شديد التمسك، يخضعون لفقهائهم وأئمتهم، ويهتمون شديد الاهتمام بمعرفة الأشياء الضرورية في الدين، يترددون على المساجد لأداء الصلوات، ويتحملون بصبر عجيب مشقة الوضوء قبل الصلاة، بل ويغسلون أجسادهم أحيانا»… [1]

وقد كانت بعض الأقاليم بإفريقيا، ولاسيما مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط تولي عناية كبيرة للعلم والتعليم، وهو أمر تقتضيه طبيعة العمران البشري، كما يذكر العلامة عبد الرحمن بن خلدون[2].

«وفي طليعة ما يدرسون الآداب والفقه وعلم الكلام، وكان من عادتهم في القديم أن يدرسوا الرياضيات والفلسفة وحتى علم الفلك». غير أن دراستهم لهذه العلوم لم تستمر، إذ «منعهم فقهاؤهم وملوكهم من تعاطي معظم هذه العلوم. وذلك ما حدث للفلسفة والتوقيت الشرعي» كما يصف ذلك الحسن بن محمد الوزان الفاسي[3].

ما يتميز به الأفارقة أيضا هو التمسك بالقيم الأخلاقية الكريمة، فهم «يوفون بالعهد، فوق كل شيء، ويوثرون الموت على إخلاف الموعد، وهم ذوو حشمة وأمانة في حديثهم، لا يجهرون بالسوء من القول البتة»[4].

إن الواقع الإفريقي اليوم، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى نهضة علمية متجددة، أساسها العقيدة الأشعرية السنية الجامعة، والتصوف السني، الغني بروافده ومدارسه، إذ هما السبيل الأمثل لضمان حياة دينية كريمة لشعوب قارتنا الإفريقية المعطاء.

ينبغي أن ننظر إلى إفريقيا الغد، وإفريقيا الأمل والمستقبل، أن هذه القارة المعطاء، الغنية بتراثها، أنها كانت وما زالت فضاء رحبا للتسامح الديني، والتعايش السلمي، وأن الذي يحفظ هذا الأمل، وهذه الخصوصية، هي العقيدة الأشعرية، والتصوف السني بمختلف مدارسه واتجاهاته، ثم الإنسان الإفريقي الذي فُطر على القيم الدينية السمحة.

سيادة العقيدة الأشعرية بإفريقيا

من المسلم به علميا أن المذهب الأشعري السني كان ولا يزال مذهب جمهور علماء الإسلام في جميع أقطار العالم الإسلامي. فقد انتشر هذا المذهب السني في جميع أقطار العالم الإسلامي منذ ظهروه بالمشرق على يد الإمام المجدد، الحجة، ناصر السنة، أبي الحسن الأشعري (ت324هـ).

فقد كُتب للمذهب الأشعري السني السيادة والريادة في العالم الإسلامي، واستقر في أقطاره، واعتنقه كبار العلماء من مختلف المذاهب الفقهية السنية، وناصروه، وناضلوا عنه، وأقرهم على ذلك أولوا الأمر، حتى أصبح مذهبا رسميا للأمة في مشارق الأرض ومغاربها.

يذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت845هـ) وهو يؤرخ لانتشار المذهب الأشعري في العالم الإسلامي، فيقول: «وحقيقة مذهب الأشعري- رحمه الله- أنه سلك طريقا بين النفي الذي هو مذهب المعتزلة، وبين الإثبات الذي هو مذهب أهل التجسيم، ناظر على قوله هذا، واحتج لمذهبه، فمال إليه جماعة وعولوا على رأيه… فانتشر مذهب أبي الحسن الأشعري في العراق، من نحو سنة ثمانين وثلاثمائة، وانتقل منه إلى الشام، فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارني على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه، عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر، وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزالي مذهب الأشعري، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامتهم… فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري، وانتشاره، في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب، وجُهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلا أن يكون مذهب الحنابلة، أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- رضي الله عنه-. فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف، لا يرون تأويل ما ورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس بن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الرد على الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم، وعلى الرافضة، وعلى الصوفية، فافترق الناس فيه فريقان: فريق يَقتدي به، ويعول على أقواله، ويعمل برأيه، ويرى أنه شيخ الإسلام، وأجل حفاظ أهل الملة الإسلامية، وفريق يبدعه ويضلله، ويزري عليه بإثباته الصفات، وينتقد عليه مسائل، منها ما له فيها سلف، ومنها ما زعموا أنه خرق فيها الإجماع، ولم يكن له فيه سلف»…[5].

ويستفاد من هذا النص أن المذهب الأشعري أصبحت له السيادة في مختلف أقطار العالم الإسلامي، منذ ظهوره إلى اليوم.

ويخلص الدكتور مصطفى عبد الرازق في سياق تأريخه لعلم الكلام الأشعري إلى أن «النهضة الحديثة لعلم الكلام تقوم على نوع من التنافس بين مذهب الأشعرية ومذهب ابن تيمية.

وإنا لنشهد تسابقا في نشر كتب الأشعري وكتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ويسمي أنصار هذا المذهب الأخير أنفسهم بالسلفية، ولعل الغلبة في بلاد الإسلام لا تزال إلى اليوم لمذهب الأشاعرة»[6].

وتجدر الإشارة إلى أن أهل المغرب عرفوا المذهب الأشعري على عهد دولة المرابطين، وعندنا مؤلفات أشعرية خالصة ظهرت على هذا العهد، من ذلك عقيدة الإمام أبي بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي (ت489هـ) وهي عقيدة سنية ذات هندسة أشعرية خالصة[7].

مما لا شك فيه أن المذهب الأشعري السني أصبح مذهبا رسميا على عهد دولة الموحدين، وإلى هذا يشير الوزير أبو محمد بن المالقي في قصيدته المسماة «أنجم السياسة» حيث يقول:

للأشـعريةِ فـينـا مـذهبٌ عجبٌ            ومـن سعـادتنا أنا اعتـقدناهُ

 لـو كان حتـما من الله الوعيدُ لنا لم يسبق الغضبُ المكتوبَ رُحمَاهُ 

[8]وقد خلص محمد بن الحسن الوزان الفاسي في وصفه لإفريقيا أنه لا يوجد إلى حدود عصره «غير مذهبين: أحدهما: مذهب الأشعري، المنتشر في كل إفريقيا ومصر والشام والجزيرة العربية وتركيا كلها. والثاني: مذهب الإمامية، المنتشر في بلاد فارس، وبعض مدن خرسان، وهو الذي يتبعه الملك الصوفي[9]، وقد تسبب هذا المذهب في تخريب آسيا كلها تقريبا، إذ كان سكان تلك الأقطار قبل ذلك على مذهب الأشعري، فأراد ملك الفرس مرارا عديدة حملهم على مذهبه (الشيعي) بالقوة»[10].

العقيدة الأشعرية والتصوف السني أفق للتعايش بإفريقيا

لقد امتزجت العقيدة الأشعرية بالتصوف بحيث يصعب الفصل بينهما، فالعقيدة معارف مجردة، والتصوف أنوار حية. والعقيدة حقائق إيمانية، والتصوف أذواق ربانية، وهذا الامتزاج القائم بين العقيدة الأشعرية والتصوف ينسجم تماما مع الحياة الدينية الروحية بإفريقيا.

لقد ازدهر التصوف بإفريقيا، وتعايش الصوفية مع الفقهاء، بفضل جهود حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، (ت505هـ) يقول صاحب وصف إفريقيا: «… إلى أن تولى الملك شاهلشاه حفيد ملك شاه، وكان مستشاره على درجة عالية من الذكاء، يدعى نظام الملك، من أتباع هذه الطريقة الصوفية، فجددها وساندها، وأرسى قواعدها، حتى تمكن من إقامة مصالحة بين الفقهاء والصوفية، بفضل عالم كبير جداً يُدعى الغزالي، ألف في هذه العلوم (الشرعية والصوفية) كتابا ممتازاً في سبعة أجزاء، ونتج عن هذا الوفاق أن حمل الفقهاء اسم العلماء، وحفظة شريعة الرسول عليه السلام، بينما سمي الصوفية رجال الحقيقة، الباحثين عن أسرار الشريعة.

وقد قضى التتر على هذه الوحدة عام 656 للهجرة، غير أن الانفصام الناتج عن ذلك لم يكن له أثر سيء على التصوف، لأن آسيا وإفريقيا كانتا مليئتين بالمريدين الصوفيين، ولم يدخل في هذه الطريقة آنذاك إلا رجال مشاركون في جميع العلوم، فتضلعوا بصفة خاصة من القرآن الكريم، ليستطيعوا الدفاع عن المذهب الصوفي، والرد على المذاهب المعادية له»[11].

مما لا شك فيه أيضا أن التصوف يمثل جانبا مشرقا من الحياة الروحية في الإسلام، وأن جمالية التدين تظهر في تلك العلاقة الوثيقة القائمة بين العقيدة الأشعرية والتصوف السني، وهي علاقة تكامل وانسجام، وتفاعل وامتداد.

فإذا كان علم التوحيد عند رجال التصوف قائما على الجمال والجلال، وتذوق حقائق التوحيد المحرر للإنسان، فإن المسوغ النظري لهذه المعرفة الباطنية هو علم التوحيد، القائم على النظر العقلي المسدد بالوحي، المفضي إلى تحقيق التنزيه المطلق للذات العلية، أو إفراد القِدَمِ من الحُدُوثِ، كما يقول سيد الطائفة، الإمام أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه[12].

ويقول أيضا، وهو يكشف عن أسرار التوحيد: «إن أول ما يحتاج إليه مَنْ عقد الحكمة تعريف المصنوع صانعه، والمحدَث كيف كان أحدثه، وكيف كان أوله، وكيف أُحدث بعد موته، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفةَ القديم من المحدَث، فيعرف المربوبُ ربَّهُ، والمصنوعُ صانعَهُ، والعبدُ الضعيفُ سيدَه، فيعبده ويوحده ويعظمه… والتوحيد علمك وإقرارك بأنَّ الله فرد في أوليته وأزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله، وأفعاله التي أخلصها لنفسه أن يُعْلَمَ أن ليس شيء يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، ولا يسقم ولا يبرئ، ولا يرفع ولا يضع، ولا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي، ولا يسكن ولا يحرك غيره جَلَّ جلاله»[13].

ويقول العلامة سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني: «فعلم التصوف هو سيد العلوم ورئيسها، ولباب الشريعة وأساسها، وكيف لا وهو تفسير لمقام الإحسان، الذي هو مقام الشهود والعيان، كما أن علم الكلام، تفسير لمقام الإيمان، وعلم الفقه تفسير لمقام الإسلام، وقد اشتمل حديث جبريل عليه السلام على تفسير الجميع»[14].

لقد ارتبط علم التصوف بعلم التوحيد عند أئمة العقيدة الأشعرية، ارتباطا وثيقا، كما يدل على ذلك التكامل المعرفي الحاصل بين هذين العلمين الشرعيين الشريفين. فإذا كان علم التوحيد يتضمن جملة من الحقائق الإيمانية الاعتقادية التجريدية المتعلقة بذات الله عز وجل، وبذوات رسله عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فإن علم التصوف في عمقه الروحي، وبعده الشهودي، يترجم تلك الحقائق الإيمانية التجريدية إلى عمل وسلوك حي، أو بعبارة أوضح: فإن جمالية التوحيد ولبه هو التصوف، فلا توحيد بدون تصوف، ولا تصوف بدون توحيد.

ويقول العلامة سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني: «التصوف علم يُعرفُ به كيفيةُ السلوك، إلى حضرة ملك الملوك، أو تصفيةُ البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، أو غيبة الخلق في شهود الحق، أو مع الرجوع إلى الأثر، في أوله علم ووسطه عمل وآخره موهبة»[15].

لقد اعتبر أئمة المذهب الأشعري التصوف من جملة علوم الشريعة الحادثة في الملة، كما يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون[16].

وعلم التصوف عند الإمام أبي العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي (ت995هـ) «علم يُعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس، أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش، وطلب العلو، وحب الثناء، والكبر والرياء والغضب والأنفة والطمع والبخل، وتعظيم الأغنياء، والاستهانة بالفقراء، وهذا لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته. فبعلم التصوف يُتوصل إلى قطع عقبات النفس، والتنزه عن أخلاقها المذمومة، وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب من غير الله، وتحليته بذكره سبحانه»[17].

إن نظام المعرفة الشرعية التي درج عليها أئمة المذهب الأشعري أنهم يذكرون التوحيد، ثم الفقه ثم التصوف، وهذا النسق المعرفي هو الذي استقر عليه المذهب الأشعري بالمغرب، نجد ذلك حاضرًاً في منظومة العلامة عبد الواحد بن عاشر (ت1040هـ) في منظومته المسماة «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين.»

لقد اتجه أئمة المذهب الأشعري إلى تصحيح الاعتقاد، ونصرة العقائد الدينية بأدلة عقلية ومنطقية، والرد على المنحرفين في الاعتقاد عن مذاهب السلف، في حين اتجه الصوفية إلى تقويم السلوك، والارتقاء بالذوق، والتربية على القيم الإسلامية السمحة، وهي بعض فروع الإيمان، أو ثمرات الاعتقاد الصحيح، ولذلك اعتبر علماؤنا التصوف علما تعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس، أي عيوبها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش والبخل، من أجل الوصول إلى تخلية القلب من غير الله، وتحليته بذكره سبحانه وتعالى، كما يذكر العلامة أحمد المنجور[18].

مثلما نظر علماؤنا إلى التصوف نظرة علمية واقعية، حيث اعتبروه من جملة العلوم الإسلامية الملازمة للعمران، وأصله العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها[19].

كما اعتبر العلامة أبو المواهب الحسن بن مسعود اليوسي (ت1102هـ) التصوف فقها، بل عَـدَّهُ أعمَ من الفقه، «لأن الفقيه يهتم بالأحكام الشرعية الظاهرة، من حيث سقوط الحرج والذم وحصول الأجر وانضباط أمر المعاش، والصوفي اهتمامه بالأحكام الشرعية الظاهرة والباطنة، من حيث طلب الكمال، وإقامة العبودية لحق الربوبية»[20].

نشير في الأخير إلى أن التصوف أقسام واتجاهات، يرجعها بعض الباحثين إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: التصوف السني: وقد بدأ زهداً ثم تصوفاً، وانتهى إلى علم الأخلاق، والذي وضعه في صورته الكاملة هو الإمام أبو حامد الغزالي. وهذا التصوف الذي اعتنقته المدرسة الأشعرية إنما هو تصوف نشأ في أحضان الكتاب والسنة وأقوال السلف.

القسم الثاني: تصوف سلفي: ظهر هذا اللون من التصوف عند الكرامية، ثم لدى عبد الله الهروي الأنصاري (ت481هـ) فقيه حنبلي قديم. وهذا اللون من التصوف هو الذي تبناه تقي الدين بن تيمية، ثم ظهر كاملا متناسقا عند تلميذه ابن قيم الجوزيـة.

القسم الثالث: تصوف فلسفي، وهو الذي بدأ زهداً فتصوفاً ففلسفة، وهو الذي امتزج بعلوم اليونان، وبحكمة المشارقة الأقدمين وتراث الهند جميعه… «مزجوا هذا كله في فلسفة ظاهرها إسلامي، وباطنها غير إسلامي»، كما يقول الدكتور علي سامي النشار[21].

العقيدة الأشعرية والتصوف السني تكامل وانسجام

لقد ربط أئمة المذهب الأشعري بين ثلاثة علوم شرعية، وهي: علم التوحيد، وعلم الفقه، وعلم التصوف، وهذه العلوم الشرعية الثلاثة مجتمعة تحقق مقاصدها في الخلق معاشاً ومعاداً.

وقد اتجه العلامة عبد الكريم القشيري المتكلم الأشعري (ت465هـ) إلى التوفيق بين الشريعة والحقيقة، فقد عمل على تأسيس التصوف على قواعد عقدية شرعية أشعرية خالصة، فقد كتب- رحمه الله- فصلا بعنوان: «أصول التوحيد عند الصوفيين» قال فيه: «اعلموا رحمكم الله، أن شيوخ هذه الطريقة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وعرفوا ما هو حق القِدم وتحققوا بما هو نعت الموجود عن العدم، ولذلك قال سيد هذه الطريقة، ومظهر أعلام الحقيقة، وسيد الصوفية علما وعملا أبو القاسم الجنيد (ت297هـ)– رحمه الله-: التوحيد إفراد القِدَم من الحُدُوث. وأحكموا أصول العقائد بواضح الدلائل، ولائح الشواهد»[22].

ولقد وضع الإمام أبو القاسم الجنيد قاعدة ذهبية في مجال الاشتغال العقدي السني، فقال: «اعلم أن أول عبادة الله عز وجل معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيده نفي الصفات عنه بالكيف والْحَيْثُ والأيْـنُ…»[23].

وقد سئل رضي الله عنه عن التوحيد فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته، بكمال أحديته، أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد، بنفي الأضداد والأنداد والأشياء، بلا تشبيه ولا تصوير ولا تمثيل، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾] الشورى:11[[24].

والمرجع في هذا كله هو القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، يقول الإمام الجنيد- قدس الله سره-: «الطريق إلى الله مسدود على خلقه، إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم… علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يُقتدى به»[25].

لقد عمل الصوفية الأشاعرة، أو الأشاعرة الصوفية على صيانة المعتقد الإسلامي، وحفظ نصوصه الشرعية من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ولذلك رأينا الإمام أبا المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ت973هـ) يصرح في مقدمة كتابه «اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر» بضرورة الإفصاح عن أمر العقيدة أمام الملإ، فيقول: «اعلم رحمك الله يا أخي، أنه ينبغي لكل مؤمن أن يصرح بعقيدته، وينادي بها على رؤوس الأشهاد، فإن كانت صحيحة شهدوا له بها عند الله تعالى، وإن كانت غير ذلك بينوا له فسادها ليتوب منها»[26].

الصوفية من جملة أهل السنة والجماعة عند الأشاعرة

يرى الإمام أبو منصور عبد القاهر البغدادي (ت429هـ) أن أصناف أهل السنة والجماعة الذين أحاطوا بعلم التوحيد على الطريقة الأشعرية ثمانية أصناف، من جملتهم الزهاد الصوفية، الذين أبصروا فأقصروا، واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور، وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسؤول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدوا خير الإعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريق العبارة والإشارة، على سمت أهل الحديث، دون من اشترى لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينهم التوحيد، ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه، والتسلي لأمره، والقناعة بما رزقوا، والإعراض عن الاعتراض ﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ ]الحديد:21[[27].

كما أشار الإمام البغدادي أيضا في كتابه «أصول الدين» إلى ترتيب أئمة التصوف والإرشاد: فقال: «وقد اشتمل كتاب تاريخ التصوف لأبي عبد الرحمن السلمي (ت412هـ) على زهاء ألف شيخ من الصوفية، ما فيهم واحد من أهل الأهواء، بل كلهم من أهل السنة سوى ثلاثة» …[28].

ومن مفاخر الأشاعرة أهل السنة والجماعة الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة كما يذكر الإمام أبو المظفر الإسفراييني: «أنه لا خصلة من الخصال التي تُعَدُّ في المفاخر لأهل الإسلام من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات إلا ولهم فيها الْقِدْحُ المعلى والسهم الأوفر.

فمن جملة العلوم التي اختص بها أئمة المذهب الأشعري علم التصوف والإشارات، وما لهم فيه من الدقائق والحقائق، بحيث لم يكن قط لأحد من أهل البدع فيه حظ، بل كانوا محرومين مما فيه من الراحة والحلاوة والسكينة والطمأنينة… كما أنه لم يوجد قط من ينسب منهم إلى بدع القدرية والرافضة والخوارج، وكيف يتصور فيهم من هؤلاء وكلامهم يدور على التسليم والتفويض والتبري من النفس، والتوحيد بالخلق والمشيئة، وأهل البدع ينسبون الفعل والمشيئة والخلق والتقدير إلى أنفسهم، وذلك بمعزل عما عليه أهل الحقائق من التسليم والتوحيد».[29]

كما اعتبر الإمام الشعراني الأشاعرة من جملة أهل السنة والجماعة، قال- رحمه الله-: «واعلم يا أخي، أن المراد بأهل السنة والجماعة في عرف الناس اليوم الشيخُ أبو الحسن الأشعري ومن سبقه بالزمان كالشيخ أبي منصور الماتريدي وغيره، رضي الله عنهم… ولذلك صار الناس يقولون: فلان عقيدته صحيحة أشعرية، وليس مرادهم في صحة عقيدة غير الأشعري مطلقا»[30].

امتزاج العقيدة الأشعرية بالتصوف السني

لقد ارتبطت العقيدة الأشعرية بالتصوف السني مع بداية تأسيس المذهب الأشعري، ولعل أبرز شخصية كان لها تأثير كبير في الحياة الروحية في الإسلام هو العلامة أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت243هـ) الإمام العارف الناطق بالحكمة، وقد عرف بالمحاسبي لكثرة محاسبته لنفسه، وقد تأثر به الإمام أبو الحسن الأشعري.

يقول مؤرخ المدرسة الأشعرية العلامة أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت479هـ) وهو يتحدث عن ظروف نشأة المذهب الأشعري: «حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكُلاَّبي، وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسد المحاسبي، وهؤلاء كانوا من جملة السلف، إلا أنهم باشروا علم الكلام، وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية، وبراهين أصولية، وصنف بعضهم ودرس بعض، حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري وبين أستاذه مناظرة في مسألة من مسائل الصلاح والأصلح فتخاصما، وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة، فأيد مقالتهم بمناهج كلامية، وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة»[31].

وقد أشار العلامة عبد الرحمن بن خلدون إلى منهج المحاسبي في التأليف الصوفي، حيث ركز على بيان أحكام الورع ومحاسبة النفس، فألف كتابه القيم «الرعاية لحقوق الله» حيث يقول في مقدمته: «وأما ما سألت عنه من الرعاية لحقوق الله عز وجل، والقيام بها، فإنك سألت عن أمر عظيم، أصبح عامة أهل زمانك له مضيعين، وهو الأمر الذي تولى الله عليه أنبياءه وأحباءه، لأنهم رعوا عهده وحفظوا وصيته»[32].

لقد أعلن الحارث المحاسبي أنه: «لا يُرضى من العلم والعمل إلا ما ثبت باليقين أصله، وعلا بالصدق فرعه، وأثمر بالورع نباته، وقام بالإشفاق برهانه، وحُجب بالخشية أستاره، فلا تَرض من نفسك بالتواني، فإنه لا عذر لأحد في التفريط، ولا لأحد عن الله غنى»[33].

وقد امتزجت العقيدة الأشعرية بالتصوف السني على يد حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي (ت505هـ) فقد أقام أمور العقيدة على أسس شرعية، كما اعتبر سعادة الإنسان في الجمع بين العلم والعمل.

وقد وضع الإمام الغزالي علامتين لمعرفة السائرين إلى الله تعالى، خصوصا، وأن السالك سبيل الله قليل، والمدعي كثير، كما يقول- رحمه الله. –

العلامة الأولى: أن تكون جميع أفعال السائر إلى الله الاختيارية موزونة بميزان الشرع، موقوفة على حد توقيفاته.

العلامة الثانية: أن يكون السائر إلى الله تعالى حاضرَ القلب مع الله في كل حال، حضوراً ضروريّاً غير متكلف[34].

خاتمة

إن الحديث عن العقيدة الأشعرية في صلتها بالتصوف، وجعل ذلك أفقا للتعايش السلمي بإفريقيا هو حديث عن مشروع الأمل لإفريقيا الغد، إفريقيا المستقبل.

إن ما يشهده العالم اليوم من أزمات نفسية، وانقباضات روحية، يقتضي من علماء إفريقيا الغد، إفريقيا المستقبل، أن يكثفوا جهودهم من أجل إظهار محاسن التصوف السني وجماله، الذي يسعى رجاله وأهله إلى إسعاد البشرية، لما يشتمل عليه من قيم إنسانية عالية، تجعل السائر إلى الله تعالى إنسانا صالحا متخلقا لا يؤذي أحداً من خلق الله، ولا يكون منه شر تجاه أحد من الناس أبداً، بل يجتهد أكثر في نفع الناس وإسعادهم، باعتبارهم جميعا عيال الله.

وفي سياق هذا النفع الصوفي، فقد أجمع أئمة العقيدة الأشعرية على أنَّ كمال العبد وسعادته في التخلق بأخلاق الله عز وجل، والتحلي بمعاني صفاته وأسمائه[35].

وهذا المقصد الشريف، والمقام المنيف، هو الذي اشتغل عليه رجال التصوف قديما وحديثا، وعملوا على ترسيخه في نفوس المريدين.

لقد ارتبطت العقيدة الأشعرية عبر تاريخها الحافل بالتصوف السني ارتباط الفرع بالأصل، فالتصوف السني يساعد السائرين إلى الله تعالى على تذوق حلاوة العقائد الإيمانية، وجعلها تؤثر في السلوك، وعلم التوحيد الذي وضع أسسه أئمة العقيدة الأشعرية يضبط المعرفة الصوفية الذوقية ويحفظها ويحقق لها العصمة.

كما حرص أئمة العقيدة الأشعرية في حديثهم عن العقائد الإيمانية المستنبطة من كلمة التوحيد الجامعة، على تحقيق الجانب العملي للتوحيد، وذلك انطلاقا من دعوتهم إلى الفكر والذكر معا، فليس المقصود من حصر العقائد الإيمانية في عدد معين، مجرد تحقيق ذات العدد، وإنما المقصود تحصيل معاني تلك العقائد، والاشتغال بها، والاقتباس من أنوارها والوقوف على أسرارها.

لقد اختار علماء العقيدة الأشعرية ورجال التصوف كلمة التوحيد الجامعة المشرفة «لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله» دون غيرها في مجال الذكر، لأنها تحقق مقصدين شريفين: مقصد الاتباع في تحصيل العقائد الإيمانية، جانب الفكر، ومقصد الانتفاع الذي يحققه الاشتغال بتلك الكلمة المشرفة الجامعة، جانب الذكر.

كما حرص الإمام أبو عبد الله السنوسي (ت895هـ) في عقيدته المسماة «أم البراهين» على المزج بين العلم بالعقائد الإيمانية والعمل بها، أو تحقيق التوحيد العلمي، من خلال مقام تحصيل معاني كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ثم التوحيد العملي من خلال مقام الاشتغال بمعاني تلك الكلمة المشرفة. فيقول عن هذه الكلمة المشرفة الجامعة: «فعلى العاقل أن يكثر من ذكرها، مستحضرًاً لما احتوت عليه من عقائد الإيمان، حتى تمتزج مع معناها بلحمه ودمه، فإنه يرى لها من الأسرار والعجائب إن شاء الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر»[36].

وصلى الله على سيدنا محمد نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

الهوامش

[1] – وصف إفريقيا، للحسن بن محمد الوزان الفاسي، 1 /85، ترجمه عن الفرنسية الدكتور محمد حجي والدكتور محمد الأخضر، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية 1983م.

[2] -مقدمة ابن خلدون، 3 /924، تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر، سنة 2004م.

[3] -نفسه، 1 /85.

[4] -نفسه، 1 /86.

[5] -الخطط للمقريزي، 2 /192.

[6] -تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، ص:301.

[7] – عقيدة أبي بكر المرادي الحضرمي، حققها وقدم لها الدكتور جمال علال البختي، منشورات مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء، الطبعة الأولى 1433هـ/2012م.

[8] -أنجم السياسة وقصائد أخرى موثقة ومحققة مع تعريف بأصحابها وتعليق خفيف على بعض أبياتها، للشيخ عبد الله كنون، دار الثقافة الدار البيضاء، الطبعة الأولى 4012هـ/1989م.

[9] -الملك الصوفي، هو لقب الشاه إسماعيل بن حيدر مؤسس الدولة الصفوية، في إيران، محقق كتاب وصف إفريقيا،

[10] -نفسه، 1 /273.

[11] -نفسه، 1 /268.

[12] -الرسالة للإمام عبد الكريم القشيري، ص:41.

[13] -رسائل الجنيد، ص: 219.

[14] -معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص25، راجعه حفيده أحمد بن عجيبة، الطبعة الأولى 1402ه/1982م، طبعة المريني شارع طارق بن زياد تطوان-المغرب.

[15] -معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص: 25.

[16] -مقدمة ابن خلدون، 3 /989، تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي، طبعة نهضة مصر، يناير 2004م.

[17] -مختصر نظم الفرائد ومبدي الفوائد في شرح محصل المقاصد لابن زكري، تأليف الإمام أبي العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي، 2 /1321، تحقيق عبد الرزاق دحمون، طبعة دار ابن حزم- بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1435هـ/2014م.

[18] -الدر الثمين والمورد المعين- ميارة الكبير، للشيخ محمد بن أحمد ميارة، ص: 510.

[19] مقدمة ابن خلدون، 3 /989.

[20] القانون في أحكام العلم والعالم والمتعلم، ص:185.

[21] نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، لعلي سامي النشار، 3 /19.

[22] -الرسالة للإمام القشيري، ص: 41.

[23] – رسائل الجنيد، ص: 130، تحقيق د. جمال رجب سيدبي.

[24] رسالة الإمام القشيري، ص:26.

[25] رسائل الجنيد، ص:225؛ ميارة الكبير، ص: 22.

[26] – اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، ج 1 ص: 5.

[27] الفرق بين الفرق، ص: 352.

[28] أصول الدين، ص:325. وقد طبع كتاب السلمي بعنوان: طبقات الصوفية.

[29] التبصير في الدين وتمييز الفرق الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، ص:425.

[30] اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، ج1 ص: 4.

[31] – الملل والنحل، ج1 ص: 93.

[32] الرعاية لحقوق الله، ص: 32.

[33] رسالة المسترشدين، ص: 166.

[34] – ميزان العمل، للإمام الغزالي، ص: 399.

[35] – المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للإمام أبي حامد الغزالي، ص: 50، ضبطه الشيخ أحمد قباني، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1422ه/2011م.

[36] – أم البراهين بحاشية الدسوقي، ص: 303.

قائمة المصادر والمراجـع

  1. الأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، للإمام الحافظ أبي بكر بن العربي المعافري الإشبيلي، ضبط نصه عبد الله التوراتي، وخرج أحاديثه أحمد عروبي، طبعة دار الحديث الكتانية، طنجة، الطبعة الأولى 1436هـ/2015م.
  2. أنجم السياسة وقصائد أخرى موثقة ومحققة مع تعريف بأصحابها وتعليق خفيف على بعض أبياتها، الشيخ عبد الله كنون، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1402هـ/1989م.
  3. الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي من الفتح العربي حتى اليوم، ألفريد بل، ترجمه عن الفرنسية عبد الرحمن بدوي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثالثة 1987م.
  4. الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة 1993م.
  5. التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، دراسة وتحقيق د. مجيد الخليفة، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 2008م.
  6. 6. تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، مصطفى عبد الرازق، مكتبة الثقافة الدينية مصر، الطبعة الأولى 1429هـ/2005م.
  7. تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لابن عساكر الدمشقي، عني بنشره القدسي، طبعة دار الكتاب العربي 1979م.
  8. ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تأليف القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي، تحقيق د. محمد بنشريفة، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية سنة 1983م.
  1. ثلاث رسائل: تجديد علوم الدين- الخطاب في الراديو- القول الفصل في أقصى أمد الحمل، للشيخ أبي عبد الله محمد الحجوي، مطبعة الثقافة- سلا- المغرب الأقصى، 1357ه.
  2. الرسالة القشيرية في علم التصوف، عبد الكريم القشيري، تحقيق معروف زريق وعلي عبد الحميد، دار الجيل بيروت، الطبعة الثانية بدون تاريخ.
  3. الرعاية لحقوق الله، لأبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الثالثة 2010م.
  4. رسائل الجنيد، تحقيق د. جمال رجب سيدلي، دار اقرأ، سوريا- دمشق، الطبعة الأولى 1425هـ/2005م.
  5. عقيدة أبي بكر المرادي الحضرمي، تحقيق الدكتور جمال علال البختي، منشورات مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، الطبعة الأولى 1433هـ/2012م.
  6. عيون المناظرات، تأليف أبي علي عمر السكوني، تحقيق سعد غراب، طبعة منشورات الجامعة التونسية، تونس 1976م.
  7. الفرق بين الفرق، للإمام عبد القاهر البغدادي، طبعة دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الرابعة 1980م.
  8. الكتاب المتوسط في الاعتقاد والرد على من خالف السنة من ذوي البدع والإلحاد، تحرير الحافظ أبي بكر بن العربي المعافري الإشبيلي، ضبط نصه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الله التوراتي، طبعة دار الحديث الكتانية، طنجة، الطبعة الأولى 1436هـ/2015م.
  9. كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار- المعروف بالخطط المقريزية، تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي، طبعة دار صادر، بيروت، طبعة جديدة بالأوفست.
  10. اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع، لأبي الحسن الأشعري، صححه وقدم له وعلق عليه الدكتور حمودة غرابة، المكتبة الأزهرية للتراث، بدون تاريخ.
  11. مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري، من إملاء الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك، تحقيق دانيال جيماريه، طبعة دار الشروق، بيروت.
  12. مباحث الأنوار في أخبار بعض الأخيار، لأبي العباس أحمد بن محمد الولاتي، تحقيق عبد العزيز بوعصبات، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط- المملكة المغربية، 1999م.
  13. معراج التشوف إلى حقائق التصوف، تأليف العلامة سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني، راجعه حفيده أحمد بن عجيبة، الطبعة الأولى 1402ه/1982م، طبعة المريني شارع طارق بن زياد تطوان- المغرب.
  14. المواقف في علم الكلام، للقاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، حققه د. عبد الرحمن عميرة، طبعة دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى 1977م.
  15. 23. مقدمة ابن خلدون، تأليف عبد الرحمن بن خلدون، تحقيق د. علي عبد الواحد وافي، طبعة نهضة مصر، 2004م.
  16. مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن الأشعري، عني بتصحيحه هلمت ريتر، طبعة دار النشر فرانزشتاير بفيسبادن، الطبعة الثالثة 1980م.
  17. وصف إفريقيا، للحسن بن محمد الوزان الفاسي، ترجمه عن الفرنسية د.محمد حجي ود. محمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية 1983م.
  1. الملل والنحل، لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق محمد سيد الكيلاني، طبعة دار المعرفة، بيروت، 1975م.
  2. نظم الفرائد ومبدي الفوائد في شرح محصل المقاصد لابن زكري التلمساني، تأليف الشيخ أبي العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي، تحقيق عبد الرزاق دحمون، دار ابن حزم، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1435هـ/2014م.
  3. نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، د. علي سامي النشار، دار المعارف، الطبعة التاسعة بدون تاريخ.

 

تحميل المقال بصيغة PDF