مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية على أسئلة بعض أتباع الطريقة التجانية بالسودان

الدكتور سعيد المغناوي
، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس

مقدمة

إن العلاقات المغربية السودانية يعود تاريخها إلى عهد بعيد[1]، ثم ازدادت قوة ومتانة بعد ظهور الإسلام وانتشار الطرق الصوفية والمذهب المالكي في كلا البلدين. ومن أهم ما أنتجته هذه العلاقات، ذلك التواصل الروحي والديني والعلمي المتين بين المغاربة والسودانيين، الذي أسهمت في تقويته وديمومته واستمراره ثلة من العلماء الفضلاء، وعدد من الشيوخ والصلحاء الأجلاء، وتلامذتهم وأتباعهم الأوفياء من مرتادي المساجد والزوايا والرباطات، المتشبعين بقيم المحبة والتسامح والتعايش مع الآخر.

وخير مثال على ذلك، العلاقة الروحية والعلمية التي جمعت بين بعض أتباع الطريقة التجانية بأم درمان والشيخ أحمد سكيرج أحد أقطاب هذه الطريقة الصوفية بمدينة فاس المغربية، التي كشف عنها كتاب النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية موضوع هذا البحث؛ حيث تبدو من خلاله المكانة العلمية الرفيعة التي كان يحظى بها هذا الشيخ المغربي في بعض الأوساط السودانية، وما كانوا يكنون له من احترام وتقدير، دفعهم إلى استفساره عن مسائل كثيرة تدخل ضمن المشترك الديني الموحد والجامع بينهم.

خطة البحث

ينقسم هذا البحث إلى: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

المبحث الأول: في التعريف بالشيخ سيدي أحمد سكيرج رحمه الله.

والمبحث الثاني: في الأسئلة السودانية الموجهة إليه.

والمبحث الثالث: في الأجوبة السكيرجية عليها.

وأما الخاتمة فستعرض فيها النتائج التي تم التوصل إليها.

المبحث الأول: التعريف بالشيخ أحمد سكيرج رحمه الله.

ولد الشيخ أبو العباس سيدي أحمد بن الحاج العياشي بن الحاج عبد الرحمن سكيرج الخزرجي الأنصاري في شهر ربيع الثاني من عام 1295 ه 1878 م بدار الشرفاء الطاهرين، في مقابلة وجه الداخل بدرب سيدي يدير، بحومة رأس التيالين من مدينة فاس[2].

وفي سن الرابعة عشرة (1309 هـ) التحق بالقرويين، فتعلم فيها وفي مجالس علمية أخرى بمدينة فاس[3]. على يد مجموعة من جهابذة العلماء، من أمثال[4]: سيدي محمد الطيب بن أبي بكر بن محمد الطيب ابن كيران النوازلي تـ (1314هـ) وسيدي عبد اله بن إدريس البدراوي الحسني تـ (1316 هـ،) وسيدي إدريس بن عمور (تـ 1320 هـ)، وسيدي أحمد بن الطالب ابن سودة المري تـ (1321 هـ)، وسيدي إبراهيم بن محمد بن عمر اليزيدي العلوي تـ (1322 هـ)، وسيدي جعفر بن إدريس الكتاني الحسني تـ(1323 هـ)، وسيدي عبد اله بن الهاشمي ابن خضراء السلاوي تـ (1324 هـ)، وسيدي المأمون بن رشيد العراقي الحسيني ت (1324 هـ)، وسيدي الحبيب بن الحاج الداودي التلمساني تـ (1325 هـ)، وسيدي مَحمد- فتحاً- بن مُحمد- ضمّاً- بن عبد السلام كنون تـ 1326 هـ، وسيدي عبد السلام بن محمد الهواري تـ (1328 هـ)، وسيدي عبد السلام بن محمد بن العربي بناني تـ (1329 هـ)، وسيدي أبو بكر بن العربي بن محمد بناني تـ (1330 هـ)، وسيدي التهامي بن المدني بن علي بن عبد اله كنون تـ (1331 هـ)، وسيدي مَحمد- فتحاً- بن قاسم القادري الحسني تـ (1331 هـ)، وسيدي العباس بن أحمد التازي تـ (1337 هـ)، وسيدي محمد بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة المري تـ (1338 هـ)، وسيدي محمد بن علي بن عمر بن علي الأغزاوي تـ (1340 هـ)، وسيدي أحمد بن محمد بن عمر ابن الخياط الزكاري تـ (1343 هـ) وسيدي محمد بن محمد الغمري تـ (1343 هـ) وسيدي محمد بن إدريس القادري تـ (1350 هـ)، وسيدي عبد السلام بن عمر العلوي تـ (1350 هـ)، وسيدي أحمد بن الجيلالي الفيلالي الأمغاري تـ (1352 هـ) كما تمسك بالطريقة الأحمدية التجانية على يد عدد من علمائها وأجازوه فيها الإجازة العامة، منهم: مولاي عبد المالك بن محمد بن عبد الله العلوي السجلماسي الحسني الضرير تـ (1318 هـ)، وسيدي الحاج مَحمد- فتحاً- بن مُحمد- ضمّاً- بن عبد السلام كنون تـ (1326 هـ)، والعارف بالله سيدي أحمد بن محمد بن قويدر العبدلاوي تـ (1328 هـ)، وسلطان المقدمين سيدي محمد بن العربي العلوي الزرهوني تـ (1339 هـ) وعبد الكريم بن العربي بنيس تـ (1350 هـ)، وسيدي محمد الكبير بن محمد البشير بن سيدي محمد الحبيب بن سيدي أحمد التجاني تـ (1350 هـ)، وأخوه سيدي محمود بن سيدي محمد البشير التجاني تـ (1353 هـ)، والمقدم سيدي الطيب بن أحمد بن الطيب الودغيري السفياني تـ (1357 هـ).[5].

وفي عام (1318 هـ) اشتغل بالتدريس في القرويين وغيرها[6]، فتتلمذ على يديه عدد كبير من طلبة العلم، وتعلقت به ثلة منهم فأخلصوا في محبته، من جملتهم: السلطان سيدي عبد الحفيظ بن الحسن العلوي[7]،  تـ (1356 هـ)،  وسيدي محمد بن عبد الرحمن امغارة التام صلوحي ولد (1304 هـ) مقدم الزاوية الأحمدية التجانية بتطوان[8]، وسيدي احماد بن الحسين الدويراني البركوكي ولد 1307 هـ قائد قبيلة دويران بناحية مراكش[9]، وسيدي محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم المصري[10] تـ (1398 هـ)، وسيدي عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة[11] تـ (1400 هـ)، ومحمد بن علي التازروالتي السوسي مقدم الزاوية التجانية العتيقة بالدار البيضاء[12]، والشيخ محمد بن المأمون الوليشكي المتوفى ببوق القريبة من القوصية بمديرية أسيوط المصرية[13].

وتولى رحمه الله بعد ذلك عدة وظائف، هي:

– الخدمة بدار النيابة بطنجة بصفة كاتب مع النائب المخزني بها عام [14] (1328 هـ)

– الخدمة بإدارة المراقبة بطنجة بصفة كاتب ثان رفقة أخيه سيدي محمد عام (1328 هـ).

كاتب بمحكمة طنجة مع الباشا سيدي الحاج محمد الزكاري ومستشار له فيما ينزل به من القضايا في الأحكام، وذلك بعد رجوعه من رحلتين قام بهما عام 1329 هـ؛ إحداهما إلى وهران استجابة لدعوة وجهها إليه سيدي الحبيب بن عبد المالك، وثانيهما إلى الرباط رفقة سيدي محمود بن سيدي محمد البشير بن سيدي محمد الحبيب بن سيدي أحمد التجاني[15].

– ناظر لأحباس فاس الجديد ما بين عامي (1336 – 1332 هـ) [16].

– قاض بمدينة وجدة ونواحيها ما بين عامي (1340 – 1337 هـ) [17].

– عضو بالمحكمة العليا لرباط الفتح ما بين عامي (1342 – 1340 هـ) [18].

– قاض بمدينة الجديدة ونواحيها ما بين عامي (1347 – 1342 هـ) [19].

– قاض بمدينة سطات ونواحيها ما بين عامي (1363 – 1347 هـ) [20].

وتوفي بمراكش في 23 شعبان عام 1363 هـ 1944 م، ودفن داخل قبة الشيخ عياض [21]رحمه الله.

له مؤلفات عديدة في فنون شتى، قال عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة إنها تناهز المائة[22]، وقال سيدي إدريس العراقي الحسيني مقدم الزاوية التجانية الكبرى بفاس إنها جاوزت مائة وعشرين[23]. وأما في موقع الشيخ سكيرج، فقد نسب له المشرفون عليه مائة وسبعين مؤلفا[24]، منها:

  • شراب أهل الاختصاص من بحر البسملة بين الخواص، تحقيق نجاة الصباحي، دار الكتب العلمية، بيروت ،2016م.
  • زهر الأفانين في الجواب عن الأسئلة الثلاثين، تحقيق أبي عمر عدنان بن عبد الله زهار، دار الكتب العلمية، بيروت ،2016م.
  • إرشاد المتعلم والناسي في صفة أشكال القلم الفاسي، طبع على الحجر بفاس[25]؛ ثم نشر باعتناء تامر عبد المنعم الجبالي في مجلة معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، المجلد 53، الجزء الثاني، ذو القعدة 1430هـ/نوفمبر 2009م.
  • الرحلة الحبيبية الوهرانية الجامعة للطائف العرفانية وهران- تلمسان- مستغانم- سيدي بلعباس، طبع على الحجر بفاس؛ ثم[26] نشر بتحقيق العربي بوعمامة وحمداد وبنعمر، دار الكتب العلمية، بيروت، 2014م.
  • كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، طبع على الحجر مرتين، مطبعة العربي أزرق ،1325ه و1340هـ[27]؛ ثم طبع بدار الكتب العلمية، بيروت ،1999م.
  • قدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ، تحقيق محمد الراضي كنون الإدرسي الحسني، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط ،2011م.
  • تاج الرؤوس بالتفسح في نواحي سوس، المطبعة الجديدة، فاس[28]؛ ثم نشر بتحقيق محمد الراضي كنون، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط.
  • كمال الفرح والسرور بمولد مظهر النور، طبع على الحجر بفاس ،1333هـ.[29]
  • النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، مطبعة الصدق الخيرية بمصر، الطبعة الأولى عام 1352ه بنفقة المقدم محمد سعيد علي أفندي المالكي التجاني من خاصة أصحاب الشيخ سيدي أحمد سكيرج رحمه الله.

المبحث الثاني: الأسئلة السودانية.

يخبرنا سيدي أحمد سكيرُجُ- رحمه الله- في مقدمة كتاب النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، أنه قد ألقي إليه كتاب كريم من حضرة السيد الماجد عبد العزيز الدباغ بن محمد عبد الماجد[30]، وهو من أعز أحبابه بقطر السودان المصري[31]، يلتمس فيه منه الجواب عن مسائل ظن أنه يُحسن الجواب عنها، بعد أن عُرضت على العلماء بقطرهم فلم يُقدم أحد منهم على الإجابة عنها فضلا عن الشروع فيها، لمانع التقصير أو القصور[32].

فلما اطلع على هذه المسائل وتحقق بما فيها، ظهر له أن ترك الجواب عنها أولى، لكنه خضي انكسار خاطر هذا السائل «المحب»، الذي يسعى في جبر خاطره بما أمكنه، قياما بصدق الحب؛ ولذلك عزم على الجواب عنها؛ وهي- كما قال-: قد اشتملت على مشاكل «من فن الحكمة والمنطق وعلم الكلام والنحو والبيان والأصول والفقه والتصوف، وغير ذلك[33]».

وقد صدّر الجواب عنها بـ بساط مبسوط بأدب السائل والمسؤول منوط[34]، بسط فيه ما اختلج في صدره من شأن هذه المسائل، وما انبعث في خلده من حالة السائل، ومن ذلك قوله:

  • إن «مثل هذه المسائل يُحتاج في إيضاحها إلى تمهيدات ومقدمات من الفن الذي اختزل السائل منه سؤاله، ليتضح الجواب بالفن المرجوع إلى تحقيق ذلك فيه بقواعده، لإقناع السائل الذي يلقيها على المسؤول اختبارا له أو استفادة منه[35]
  • إنه ليس بغريب «أن يفهم المسؤول من نص السؤال ما لم يقصده السائل، فيجيبه عما فهمه لا عن مقصوده، فيتسارع إلى تخطئته في الجواب، ولا يكون مصيبا عنده إلا إذا وافق نظره وفهم منه ما قصده[36]».
  • إن جُلّ هذه المسائل من قبيل ما يوقع في إيهامات وإبهامات[37].
  • «إن السائل عن هذه، إما أن يكون عارفا بها، فلا معنى للسؤال عنها سوى قصد التعجيز والامتحان؛ أو يكون غير عارف بها، وهو ممن لا إلمام له بفنها، فجواب هذا لا يجديه نفعا، لكونه ينبغي أن يكون الكلام مع من يكون خائضا في هذه الفنون، ولو في مبادئها ليستفيد في الجملة مما تقرر في الجواب، مراعاة لاصطلاح الفن الذي يخوض فيه[38]».
  • «إن من له إلمام بالفن المنتزع منه السؤال، يستغني بقواعد الفن عن الجواب[39]»، ولكن إفراغ هذه المسائل في القالب الذي صاغها فيه صاحبها من التمويه، «يدل على أن مقصوده ما ذكرناه من قصد الاختبار[40]».
  • إن هذه المسائل «جلها من قضايا يُحتاج فيها إلى بسط في فنها، وإلى شرح مبيّن لمتنها[41]».

لقد كان سيدي أحمد سكيرج- رحمه الله- شبه متأكد من أن المقصود من هذه الأسئلة الموجهة إليه هو الاختبار وليس الاستفسار من أجل الاستفادة والاعتبار، والدليل على ذلك قوله: «ولقد كان الأليق بنا الاقتداء بعلمائكم الذين عرض عليهم السائل هذه الأسئلة فلم يجيبوه عنها، فحملتم إعراضهم عن الجواب عنها على مانع التقصير أو القصور. وإني أحاشي جنابهم عن أن يكون هذا المانع ملما بساحتهم، فإن منهم الأعلام الذين رفرفت منهم في أفق العلوم الأعلام. ولا أخال المانع من الجواب إلا ما شموه من رائحة اختبار السائل لهم.

لكنه مع ذلك وجد نفسه مضطرا للإجابة عنها- على ما يبدو- لثلاثة أسباب هي:

أولا: أن السيد عبد العزيز الدباغ بن محمد عبد الماجد السوداني قد بادر مسبقا إلى تسمية الأجوبة التي سيجيب بها سيدي أحمد سكيرج على هذه الأسئلة بـ «النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية»؛ ولهذا قال رحمه الله: «سماها قبل الوجود بالنفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، فلم يسعني إلا المسارعة لذلك. وها أنا ذا أساعده بالجواب غير متأنق في الخطاب، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل[42]».

ثانيا: أن سيدي أحمد سكيرج قد عزم على الجواب عن هذه الأسئلة خشية انكسار خاطر السائل الذي هو من أعز أحبابه بقطر السودان المصري، والذي حل من قلبه محل كرامة، واتصلت الرابطة بينهما بحبل الود الذي سأل الله سبحانه وتعالى أن يديمه إلى يوم القيامة، على الرغم من أنه كان يرى أن ترك الجواب عنها أولى، بعدما تحقق بما فيها من المشاكل[43].

ثالثا: أن سيدي أحمد سكيرج كان متيقنا من حسن نية السائل وسلامة صدره، ورفعة قدره عن إلقاء هذه المسائل عليه على وجه لا يليق بمقامه، ولولا تحققه من ذلك- كما قال- ما سَوَّد بياض الطرس بما حرره في هذا الموضوع من الأجوبة[44].

ومما أشار إليه أيضا في آخر هذا البساط المبسوط:

أولا: دعوة السائل إلى ترك مذاكرة من يريد اختباره لغير موجب، مع الإعراض عمن يستفيد ويجحد[45].

ثانيا: تنبيه السائل إلى أنه من المحتمل أن يقول له في أسئلته: «لا أدري»[46]، ولن يضره ذلك، وأنه سينبئه حينئذ بما عنده في ذلك[47].

وبعد هذا البساط المنوط بأدب السائل والمسؤول، شرع سيدي أحمد سكيرج رحمه الله في ذكر الأسئلة بنصها، واحدا بعد واحد، ثم أتبع كل سؤال منها بجواب خاص.

وعدد هذه الأسئلة، سبعة عشر سؤالا، منها قوله:

  • هل وجود الله تعالى بالإمكان العام أو الإمكان الخاص؟ وما حد كل منهما؟ وما موجهات كل واحد منهما من الموجهات المعهودة عند أهل النظر؟
  • ما الدليل على وجود الله تعالى؟ هل هو حدوث العالم أو إمكانه أو هما؟ وما الفرق بين هذه الثلاثة؟
  • ما مستند الأئمة الثلاثة في حمل الأقراء على الأطهار؟ وما مستند الإمام الأعظم في حمله لها على الحيض؟ مع أنها في كليهما جمع قرء بالفتح وهو مجمل.
  • ما الفرق بين المجاز على المجاز والمجاز بمرتبتين؟
  • لِمَ مُنع الابتداء بالنكرة عند عدم المسوغ، وجاز نحو قولك: جاء رجل، مع أنها في كليهما محكوم عليه ومسند إليها، وعلة منع الأول موجود في الثانية؟
  • هل لا إله إلا الله من القضايا أو لا؟ وعلى أنها منها فهل هي قضية واحدة أو قضيتان؟ وهل هي كلية أو شخصية؟ وهل هي حقيقية أو خارجية أو ذهنية؟ وهل هي ضرورية أم لا؟ وإذا قلتم بالضرورة فهل هي بالضرورة الذاتية أو العرضية أو بالدوام أو بالإمكان؟ وعلى كل حال فهي جملة عند النحاة، فما محلها من الإعراب؟
  • هل الاسم عين المسمى أو غيره؟ وما معنى العينية وما فائدة هذا الخلاف ومن أي باب هو؟
  • ما معنى قول الشيخ الأكبر: «سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها»؟ ما المراد بالعينية مع العلم بأن الشيخ رضي الله عنه منزه عن اعتقاد الجسمية والعينية المؤدية إلى الحلول والاتحاد؟
  • هل أرواح البهائم بعد الخطاب لها بقوله تعالى: كوني ترابا، تفنى مع أجسادها أو تبقى؟ وإذا قلتم بالفناء لها، فقد خالف قولهم: «الأرواح باقية»، والأصل في العموم إلا لمخصص، ولم نر مخصصا؛ وإذا قلتم بالبقاء لها، فأين مرجعها بعد كونية أجسادها ترابا؟

المبحث الثالث: الأجوبة السكيرجية.

سنحاول أن نعطي- في هذا المبحث- فكرة عن بعض ما دبّجه سيدي أحمد سكيرج في ثنايا أجوبته على الأسئلة الموجهة إليه، وذلك من خلال ما ورد في جوابه على السؤال الرابع عشر، الذي له علاقة بإحدى عبارات محيي الدين ابن عربي الحاتمي الطائي المرضي الأندسي الشهير بـ «الشيخ الأكبر»، المتوفى عام 638هـ.

لقد اعترف رحمه الله في بداية الجواب بأن هذا السؤال هو من أصعب الأسئلة وأعضلها، ثم نبّه إلى ثلاثة أمور، هي:

الأمر الأول

أن يعلم السائل أن الشيخ ابن عربي الحاتمي قد حرر عقيدته على مذهب أهل الحق في مقدمة كتابه الفتوحات المكية، «ليتحقق مُطالع كلامه بسلامة اعتقاده مما عسى أن تضيق عبارته عن تأديته، مما لم يجد مندوحة عن التعبير عنه- بإلزام الوارد عليه بالتصريح به- من المعارف والحقائق التي لا تجد قابلية من سامعها، أو يدسها عليه في كتبه من أراد التنويه به أو التشهير به، من محبيه أو مبغضيه»[48]؛ لأن المحبين قد يشيعون على محبوبهم- من فرط محبتهم فيه- ما لا تقبله عقول غيرهم، عن قصد أو عن غير قصد. وكذلك المبغضون، قد يشيعون على بغيضهم ما يدسون عليه من المناكر المنفرة منه[49].

الأمر الثاني

أن يعلم السائل أنه لا سبيل إلى الجزم بتنزيه الشيخ ابن عربي عن الخطإ في التعبير بما يوحي به إليه الضمير، فإنه غير معصوم، وإن كان في الصف الأول من الأولياء المحمديين[50].  «فقد يقضي عليه الحال بالسلوك في بعض الحقائق، بتقريرها على سنن غير أهل السنة.» … [51]ومن ثم، فهو يخطئ ويصيب فيما يقوله، لكن يحمله على الصواب مَنْ سلك معه على المسلك الذي سلك فيه، ومن عرف جلالته في المعرفة بالله؛ التي تقضي على أمثالهم بأن لا يتجاسروا على جنابه الأرفع، بالمسارعة للنكير عليه، متحققين بأن التسليم له لا يأتي إلا بخير، وبأن البقاء على الحياد من الانتقاد، وترك الخوض فيما لا يوافق المراد، هو اللائق بمن أراد السلامة لنفسه بين العباد[52].

الأمر الثالث

أن يعلم السائل، أن كل فن له اصطلاح يعرفه أربابه الخائضون فيه، وأنه لا يَجمُل بمن لا يعرف اصطلاح فن أن يعترض على ما لا يتحققه فيه. [53]وهكذا الشأن في بعض اصطلاحات الصوفية، كإطلاق الاتحاد على معنى معروف بينهم؛ «ومثله: الحلول والوحدة والوجود المطلق، ونحو ذلك[54]».

وأن يعلم كذلك، أنه «لا يُمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح لا محذور فيه شرعا»[55]، غير أنه ينبغي له ألا يتعمد الإتيان بالموهمات والمبهمات[56].  فإذا صدر ممن عُرفت جلالته في العلم ومكانته في المعرفة، ما هو من قبيل الإيهام والإبهام من غير قصد، فإنما يُحمل ذلك منه على محامل حسنة تناسب مقامه[57].

وأن يعلم أيضا، أنه لا يَجمُل بالعالم أن يسارع إلى حمل المشترك في المعنى على الشق الذي لا يليق بقصد المتكلم به[58]، وليتأن قليلا ولا يبادر بانتقاد ما يسمعه، إلا بعد تحققه بمقصوده، «وإن كان ظاهر الشرع لا يسمح في ظهور بعض الألفاظ الموهمة، خشية ألا تكون صدرت طبق الاعتقاد، أو تؤدي إلى هتك الحرمات الذي يؤاخذ به المتهاون في دينه[59]».

ومثال ذلك، لفظ العين، الذي يقول سيدي أحمد سكيرج: إن «لها معاني كثيرة، فإذا تكلم أحد بكلام يوهم محذورا بذكرها فيه، ونحن نتحقق بسلامة اعتقاده، لنفوره من الكفر- مثلا- وتنفيره مما يؤدي إلى الكفر، فلا جرم أننا نحمل كلامه على أحسن المحامل[60]».

بعد هذه المقدمات الممهدات، قال رحمه الله مخاطبا السيد عبد العزيز الدباغ بن محمد عبد الماجد: «والذي ندين الله به، فيما تحققنا به في سرنا من كمال معرفة الشيخ الأكبر، أنه لا يقصد بمثل ما سألتهم عنه معنى غير مقبول شرعا، سواء بلغ فهمنا إلى ما قصده بذلك ففهمناه، أو قصر عن فهمه عقلنا فجهلناه[61]».

وموقفه هذا، المنصف للشيخ ابن عربي الحاتمي، يُنمّ- من دون شك- عن عظيم ثقته به، وقناعته التامة ببراءته مما يُتّهم به؛ ومن ثم، نراه يلتمس له العذر وينافح عنه، ويشير ملمحا إلى أنه كان مشغول البال تنتابه أحوال، فيقول: «اعلم أن العارف المأذون له في التعبير، قد تضيق به العبارة ولا تساعده الإشارة في الإفصاح عما استكن بضميره، فيتكلم بلسانه المعبّر عن جنانه بما اعتاد من البيان، ولا يُلقي بالاً لما تحتمله بعض ألفاظه من الإيهامات والإبهامات في نظر غيره، لكونه مشغول البال بما هو أهم في إلقاء ما يُلقى إليه بزاعج الواردات؛ فهو إذا خاض في بحر الحقيقة تتلاطم عليه أمواجها، فيقتحم الخوض فيها ليعبر إلى بر التحقيق، ظافرا بالدرر التي استخرجها من قعر بحرها. فهو كالطائر الذي يكون منحاشا لسفينة النجاة، وقد توسطت وسط البحر، فيطير في الأفق ثم يرجع إليها، ثم يطير المرة بعد المرة، فإذا غرقت سفينته أو ضل عنها، يبقى طائرا حتى يسقط للبحر[62]. ولابد من سقوطه، لاتساع دائرة البحر الذي طار في أفقه، ولا يجد فيه مأوى يأوي إليه. أو مثل الغواص الذي اعتاد استخراج الجواهر من قعر البحر، فقد لا يتخذ الاحتياطات اللازمة، فيغرق أو يصادمه ما لا قبل له به. فكذلك الخائض في بحر الحقائق، فلابد من سقوطه أو غرقه؛ ولذلك حذر علماء الشريعة من الخوض في الفلسفة، ومطالعو كتب المتوغلين في الحقيقة من المتصوفة[63]».

ويقول أيضا: «ولقد ضاق الوجود بمن لا يَفهم ما قصده مَنْ تكلّم في الوجود المقيّد على الوجود المطلق، الذي لا تُؤدى العبارات عنه إلا بما هو صريح بالاتحاد والحلول، لكون ذلك هو المتبادر للأفهام من الأعيان، فأحرى العوام»[64]

ويقول كذلك: «والذي حمل الصوفية على التصريح بما يُنكر عليهم فيه، هو عدم قدرتهم على تحمل ما تجلى الحق به عليهم في خوضهم في الحقائق، وإلزامهم بتبيان ما نزل إليهم من حضرات المعرفة به، “ليهلك من هلك عن بيّنة”[65]، ويحيى من حيِيَ عنبيّنة. فهم في أحوالهم مغلوبون، وعلى أقوالهم مجبورون، حتى يقضي عليهم الفناء بالبقاء، والبقاء بالفناء، في مشاهدة المشاهدة. فيشاهد الكامل منهم ما يشاهده، مما لا يرده عن إفشائه بالإذن له فيه جاحده أو معانده. وهنالك تعظم المصائب، وتحسب المحاسن في العامة منهم والخاصة من المعايب[66]».

ولكي يوضح سيدي أحمد سكيرج للسائل أكثر، فقد عرّفه بمجموعة من معاني العين في اللغة، منها: السيد، والكبير والأشرف، والنظر، والصورة، والشمس وشعاعها، والعز، والعلم[67]. ثم بيّن له مفاهيمها في سياق الجملة التي سئل عن معناها، وهي: سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها، فقال ما ملخصه[68]:

  • إذا كانت العين بمعنى السيد، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو سيدها، أي ربها ومولاها ومالكها.
  • وإذا كانت العين بمعنى الكبير والأشرف، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو أشرفها وكبيرها.
  • وإذا كانت العين بمعنى النظر، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو نظرها، يعني نظرها الذي تنظر به تنظر إليه، على حد ما قيل في قوله تعالى: “ولتصنع على عيني”[69].
  • وإذا كانت العين بمعنى الشمس وشعاعها، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو شمسها ونورها، وقد قال تعالى: “الله نور السماوات والأرض”[70].
  • وإذا كانت العين بمعنى العز، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو عزّها، الذي تعتزّ به.
  • وإذا كانت العين بمعنى العلم، فالجملة معناها: سبحان من أظهر الأشياء وهو عالم بها.
  • وأما إذا كانت العين بمعنى الصورة، فإن من يقتحم لجة حملها على هذا المعنى، يحتاج «إلى تأويل محمول على تأويل من تأويلات إن الله خلق آدم على صورته[71] …»[72].

والملاحظ، أن سيدي أحمد سكيرج كان رحيما بالسائل، فهو لم يُطل عليه بسرد مثل هذه الوجوه، وكان يخشى أن يدخل به فيها إلى حضرة الهوية فلا يفهم ما يشير إليه في حمل هذه المسألة على ما تقتضيه[73].  ومع ذلك، لم يبخل عليه بما يمكن أن يقرّبه من الفهم الصحيح لما ينشده بأبسط عبارة وأسهل إشارة، فقال له: «لا بأس أن تفهم أنه يشير بقوله: فهو عينها، إلى أن الأشياء في حضرة الغيب، المرموز عليها بضمير[74] هو عينها من علم الحق، قد أظهرها الحق للوجود على وفق ما في العلم، فهي على ما هي عليه فيه من غير زيادة ولا نقصان… أما إذا بقيت العبارة على ظاهرها، فحُمل العين على ما يسبق الفهم إليه من معانيها، الذي هو النفس والشخص ونحوهما، مما هو المتبادر الذي لا يمكن للعامة أن يفهموا غيره، فإن العينية تكون غير الغيرية، والحق غير الخلق قطعا. ثم إنه لا يَجمُل بنا تأويل هذه الجملة على غير ما نفهمه من حال الشيخ الأكبر، الذي يقول بوحدة الوجود. وقد تكلم العلماء على هذا المشرب الذي حلا في مذاق قوم، ومجّه آخرون، مع أنه قد علم كل أناس مشربهم[75] …»[76].

خاتمة

من أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث:

  1. إن هناك تواصلا قديما بين المغرب والسودان، ينبغي السعي دوما لتقويته وتمتينه، والمحافظة على استمراريته.
  2. إن هناك مشتركا روحيا وعلميا بين المغاربة والسودانيين يتعاونون فيما بينهم على خدمته، والرفع من مستواه والتوعية به.
  3. إن هناك احتراما متبادلا بين أهل العلم في المغرب والسودان، إضافة إلى المحبة والتقدير والتسامح، وهي العناصر التي أسهمت وستسهم دوما في تقوية العلاقات بينهم.

الهوامش 

[1] قال الدكتور عبد الكريم كريم في كتابه] المغرب في عهد الدولة السعدية: دراسة تحليلية لأهم التطورات السياسية ومختلف المظاهر الحضارية، منشورات جمعية المؤرخين المغاربة، الرباط، الطبعة الثالثة، 1427 هـ/ 2006 م ، ص 147 [: «وأما العلاقات المغربية السودانية، فترجع في تاريخها إلى عهد بعيد، وإن تطورت بعد انتشار الإسلام، وازدادت قوة الاتصالات التي كانت مستمرة بينهما طوال العصر الوسيط…». وقال الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله في كتابه الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية، مطبعة فضالة، المحمدية، 1396 هـ/ 1976 م ، معلمة الصحراء، ملحق 1، ص 127 : «وترجع هذه الصلة إلى القرن الثالث الهجري، حيث كانت القوافل التجارية المغربية تمر بسجلماسة خلال بلاد تشاد والسودان للتوجه إلى اليمن والخليج العربي….»

[2] حديقة أنسي في التعريف بنفسي، أحمد سكيرج، تحقيق محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج، ص 2

[3] فقد حضر- مثلا- مع والده في مجالس سيدي التهامي بن المدني كنون بضريح سيدي قاسم بن رحمون، كما حضر مجلس سيدي الطيب بن كيران بين العشاءين بجامع زقاق الماء في قراءة المرشد المعين، ومجلس درس الفقيه المحدث سيدي أحمد بن سودة لصحيح البخاري بالحرم الإدريسي. انظر: حديقة أنسي، لأحمد سكيرج، ص 8- 7.

[4] حديقة أنسي، أحمد سكيرج، ص 29 – 5؛ وسبيل النفع بتراجم من أخذنا عنه الفاتحة برواية السبع، أحمد سكيرج، تحقيق محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج، ص 3 وص 15 ؛ ورفع النقاب بعد كشف الحجاب فيمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، أحمد سكيرج، قدم له وترجم للمؤلف العلامة إدريس العراقي الحسيني مقدم الزاوية التجانية الكبرى بفاس، مطبعة الأمنية، الرباط، الطبعة الأولى، 1390 هـ/ 1971 م، الربع الثالث، التقديم وص 201 ؛ وسل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال- فهرس الشيوخ، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، تنسيق وتحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1417 هـ/ 1997 م، رقم الترجمة 126 ، ص 103 – 102 ؛ والأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة عشرة، 2002 م 234 / 3.

[5] حديقة أنسي، أحمد سكيرج، ص 13 – 12؛ ورفع النقاب، أحمد سكيرج، الربع الثالث، مقدمة سيدي إدريس العراقي.

[6] المرجعان السابقان.

[7] نص إجازة الشيخ أحمد سكيرج للسلطان سيدي عبد الحفيظ بن الحسن العلوي كتبت عام 1346 هـ. انظر: نسخة

من هذه الإجازة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج.

[8] تكملة جامع كرامات الأولياء، محيي الدين الطعمي، دار الكتب العلمية، بيروت، ص 127.

[9] الجواهر المنتشرة في الجواب عن الأسئلة الإحدى عشرة، أحمد سكيرج، تحقيق محمد الراضي كنون الإدريسي

الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج ص 2

[10] أيام في زاوية سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه بفاس- رمضان 1356 هـ، محمد الحافظ المصري، نسخة مرقونة

ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع التجانية، ص 2؛ وفيها يذكر أنه ذهب إلى مدينة سطات لزيارة الشيخ سكيرج

فأقام عنده أربعة أيام قبل الذهاب إلى مراكش وثلاثة أيام بعد الرجوع من مراكش.

[11] سل النصال، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، ص 103 .

[12] الرحلة الزيدانية، أحمد بن العياشي سكيرج، تحقيق محمد الراضي كنون الادريسي الحسني، 2010 م، مقدمة

المحقق، ص 10 .

[13] تكملة جامع كرامات الأولياء، محيي الدين الطعمي، دار الكتب العلمية، بيروت، ص 127 .

[14]  نفسه، ص 33.

[15] نفسه، ص 37 – 33.

[16] حديقة أنسي، أحمد سكيرج، ص 38؛ والرحلة الزيدانية، مقدمة المحقق، ص 4.

[17] حديقة أن أنسي، أحمد سكيرج، ص 39؛ والرحلة الزيدانية، مقدمة المحقق، ص 4.

[18] حديقة أن أنسي، أحمد سكيرج، ص 40 – 39 ؛ والرحلة الزيدانية، مقدمة المحقق، ص 4

[19] الرحلة الزيدانية، مقدمة المحقق، ص 4

[20] نفسه، ص 4.

[21] إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، 498 / 2.

[22] سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال- فهرس الشيوخ، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، رقم الترجمة 126،

[23] رفع النقاب، أحمد سكيرج، الربع الثالث، مقدمة سيدي إدريس العراقي.

[24] موقع الشيخ سكيرج: http://www.cheikh-skiredj.com/tous-les-livres-cheikh-skiredj.ph

[25] معجم المطبوعات المغربية، إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني الحسني، تقديم عبد الله كنون، سهر على ترتيبه

وطبعه نيابة عن الأسرة ولده عبد الوهاب، مطابع سلا، 1988 م، ص 158.

[26] نفسه، ص 158

[27] نفسه، ص 159

[28] نفسه، ص 158

[29] نفسه، ص 159

[30]  انظر ترجمته في موقع «التجانية»، وفيها أنه: العلامة الأديب، المقدم سيدي عبد العزيز الدباغ بن الشيخ سيدي محمد بن عبد الله الماجد، من أهالي أم درمان بالسودان، وهو من خاصة المقدمين المؤهلين لتلقين أوراد الطريقة الأحمدية التجانية بالسودان، وقد جمعت بينه وبين العلامة سيدي الحاج أحمد سكيرج روابط متينة لاتحاد السند بينهما والمشرب، فهو تلميذه وصفيه وصديقه، كما دارت بينهما من الرسائل والأجوبة ما لو جمعتها لم يسعها مجلد واحد من الحجم الكبير، وتمتاز أجوبته رحمه الله بالطابع الأدبي والبلاغي البديع من سجع وثورية واقتباس. انظر:

http://www.tidjania.fr/classe-4/322-addabagh

حيث تم تصفحه بتاريخ 20 غشت 2019 م.

[31] شرع المصريون في بسط سيطرتهم على السودان عام 1820 م في عهد محمد علي باشا. وفي عام 1899 م وقعت الحكومتان المصرية والبريطانية على اتفاقية تقضي بالسيادة المشتركة عليه. ولم يحصل السودان على استقلاله إلا بعد انسحاب الحكام البريطانيين والمصريين منه في أول يناير 1956 م. انظر: السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية، لعبد الله حسين، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2013 م 109 – 107 / 1 و63 – 59 / 2؛ وتاريخ السودان الحديث، لروبرت أو- كولينز، ترجمة مصطفى مجدي الجمال، مراجعة حلمي شعراوي، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2015 م، ص 15.

[32]  النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، أحمد سكيرج، ص 3- 2.

[33] نفسه، ص 4- 3.

[34] نفسه، ص 4.

[35] نفسه، ص 4.

[36] نفسه، ص 4.-5

[37] نفسه، ص 5.

[38] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 5.

[39] نفسه، ص 5

[40] نفسه، ص 5-6.

[41] نفسه، ص 6.

[42] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 4.

[43] نفسه، ص 4- 2.

[44]  نفسه، ص 6.

[45] نفسه، ص 6.

[46] عبر سيدي أحمد سكيرج رحمه الله عن هذا الرأي أيضا وسط جماعة من الأدباء في أوائل طلبه للعلم فقال: «فإني إذا لم أحسن الجواب عن مسألة من أي علم كانت، فإني أقول: لا أدري. وقد قال الإمام مالك: لا أدري نصف العلم». انظر:النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، ص 8

[47] نفسه، ص 8.

[48] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 115 – 114 .

[49] نفسه، ص 115 .

[50] نفسه، ص 115 .

[51] نفسه، ص 115 .

[52] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 116 – 115 .

[53] نفسه، ص 116 .

[54] نفسه، ص 116 .

[55] نفسه، ص 116 .

[56] نفسه، ص 116 .

[57] نفسه، ص 116 .

[58] نفسه، ص 116 .

[59] نفسه، ص 117 – 116 .

[60] نفسه، ص 116 .

[61] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 117 .

[62] قوله: حتى يسقط للبحر، يعني: حتى يسقط في البحر.

[63] نفسه، ص 118 – 117 .

[64] نفسه، ص 120 .

[65] سورة الأنفال، الآية 43 .

[66] نفسه، ص 121

[67]  نفسه، ص 119 – 118 .

[68] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 119 – 118

[69] سورة طه، الآية 39 .

[70] سورة النور، الآية 35 .

[71] حديث أخرجه البخاري في صحيحه دار ابن كثير، دمشق- بيروت، الطبعة الأولى، 1423 هـ/ 2002 م كتاب الاستئذان،باب بدء السلام، رقم 6227، ص 1554، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بلفظ خلق الله آدم على صورته

[72] النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 119 .

[73] نفسه، ص 119 .

[74]  المرموز عليها بضمير هو عينها، أي: المرموز لها بضمير هو عينها

[75]  سورة البقرة، الآية 59

[76]  النفحة العنبرية، أحمد سكيرج، ص 120 – 119 .

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم برواية ورش عن نافع.
  • إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، تنسيق وتحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى ،1417هـ/1997م.
  • الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة عشرة ،2002م.
  • تاريخ السودان الحديث، لروبرت أو- كولينز، ترجمة مصطفى مجدي الجمال، مراجعة حلمي شعراوي، المركز القومي للترجمة، القاهرة ،2015م.
  • تكملة جامع كرامات الأولياء، محيي الدين الطعمي، دار الكتب العلمية، بيروت.
  • الجواهر المنتشرة في الجواب عن الأسئلة الإحدى عشرة، أحمد بن العياشي سكيرج، تحقيق ذ. محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج.
  • حديقة أنسي في التعريف بنفسي، أحمد بن العياشي سكيرج، تحقيق الأستاذ محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج.
  • الرحلة الزيدانية، أحمد بن العياشي سكيرج، تحقيق ذ. محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني.
  • رفع النقاب بعد كشف الحجاب فيمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، أحمد بن العياشي سكيرج، قدم له وترجم للمؤلف العلامة إدريس العراقي الحسيني مقدم الزاوية التجانية الكبرى بفاس، مطبعة الأمنية، الرباط، الطبعة الأولى ،1390هـ/1971م.
  • سبيل النفع بتراجم من أخذنا عنه الفاتحة برواية السبع، أحمد بن العياشي سكيرج، تحقيق الأستاذ محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني، نسخة مرقونة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية في موقع الشيخ سكيرج.
  • سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال- فهرس الشيوخ، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، تنسيق وتحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1417هـ/1997م.
  • السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية، لعبد الله حسين، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة ،2013م.
  • صحيح البخاري، دار ابن كثير، دمشق- بيروت، الطبعة الأولى ،1423هـ/2002م.
  • معجم المطبوعات المغربية، إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني الحسني، تقديم عبد الله كنون، سهر على ترتيبه وطبعه نيابة عن الأسرة ولده عبد الوهاب، مطابع سلا ،1988م.
  • المغرب في عهد الدولة السعدية: دراسة تحليلية لأهم التطورات السياسية ومختلف المظاهر الحضارية، منشورات جمعية المؤرخين المغاربة، الرباط، الطبعة الثالثة ،1427هـ/2006م.
  • الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية: معلمة الصحراء- ملحق1، مطبعة فضالة، المحمدية ،1396هـ/1976م.
  • النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية، أحمد بن العياشي سكيرج، مطبعة الصدق الخيرية بجوار الأزهر بمصر لصاحبها الشيخ إسماعيل عبد الله المغربي الصاوي، الطبعة الأولى عام 1352هـ بنفقة المقدم محمد سعيد علي أفندي المالكي التجاني من خاصة أصحاب الشيخ سيدي أحمد سكيرج رحمه الله.
  • موقع التجانية: http://www.tidjania.fr/home/34-latest-nwes/574-aiam-fi-fas
  • موقع الشيخ سكيرج     http://www.cheikh-skiredj.com/tous-les-livres-cheikh-skiredj.php

تحميل المقال بصيغة PDF