مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

مسائل عقديـة من خلال السيرة النبويـة

الدكتور عبد القادر بطار
أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، المملكة المغربية

تعتبر السيرة النبوية العطرة عطاءً متجدداً، تحقق بشموليتها وتفاصيلها ومشاهدها المقاصد العظمى لرسالة الإسلام الخالدة التي جاء بها نبينا محمدٌ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، في سموها وفطريتها وسماحتها وأنها رحمة للعالمين، مصداقا لقوله عزَّ وجلَّ ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [سورة الأنبياء، الآية:107].

كما تعد السيرة النبوية العطرة مصدراً لمنظومة القيم الإسلامية والإنسانية السامية، التي اختص بها رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، قال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ [سورة القلم، الآية: 4]. وفي الموطأ عن الإمام مالك-رحمه الله- أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بعثت لأتمم حسن الأخلاق”[1]. فكانت سيرته العطرة، وسنته المطهرة، منبعا للأخلاق الكريمة، ومَعيناً للقيم الإنسانية النبيلة.

من مزايا السيرة النبوية العطرة أنها سيرةٌ شاملةٌ لكل مناحي الحياة الإنسانية، فهي تحكي لنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشاب الأمين، المستقيم، قبل أن يُكرمه الله تعالى بالرسالة، كما تحكي لنا سيرة رسول الله الداعية إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.

وهي أيضا تـحكي لنا سيرة الرسول المربي الحكيم، الذي يسهر على تربية أتباعه تربيةً مثاليةً، قائمةً على الصدق والوفاء مع أنفسهم، ومع الآخرين من غير المسلمين.[2]

لقد كانت “حياته صلى الله عليه وسلم صفحة عريضة من صفحات الجهاد لإنقاذ هذه البشرية، ومثلا صادقا من مُثُل البر والرحمة، وسيرة عالية سامية في معاملة الخالق ومعاملة المخلوق، تلمع أضواءُ هذه السيرة في كتاب الله الذي يقول: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ [سورة القلم، الآية: 4]. وفي آفاق الكتب الوثيقة التي خطَّها العلماء منذ القدم، متضمنة نفحات من هذا العطر، وومضات من ذلك الإشراق”.[3]

تُعتبر كتب السيرة النبوية مصدراً مهما في معرفة جوانب عملية من مسائل العقيدة الإسلامية، ولاسيما قضايا النبوات التي هي ركن من أركان العقيدة الإسلامية، سواء في جانبها البشري، أم في جانبها الرسالي، وسواء قبل البعثة أم بعدها.

وسأقف في هذه الدراسة عند بعض المسائل العقدية التي احتفلت بها كتب السيرة، وهي بمثابة إشارات وتنبيهات تشكل في مجملها مادة علمية مهمة، أرجو أن تفتح الآفاق أمام الباحثين في العلوم الشرعية من أجل استقرائها ودراستها، ويتعلق الأمر بالجوانب العقدية الآتية:

جـواز الرسالة وبشرية الرسل

من المسلم به رواية ودراية أن كتب السيرة وحدها تعطينا الدليل القاطع على إمكان النبوة، وأنها من الأمور الجائزة عقلا، والواقعة قطعا، وأن الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم من جنس بني الإنسان، ومن ثم رأينا علماء السيرة يسردون في مقدمة كتبهم على سبيل التبرك النسب الزكيَّ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تأكيداً لبشرية النبي صلى الله عليه وسلم من جهة، وبياناً لطيب عنصره، وسمو مقامه، صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى.

ذلك أنه لما كان: “أنبياء الله صفوة عباده، وخير خلقه، لِمَا كلفهم من القيام بحقه، استخلصهم من أكرم العناصر، وأمدهم بأوكد الأواصر، حفظا لنسبهم من قَدْح، ولمنصبهم من جرح، لتكون النفوس لهم أوطأ، والقلوب لهم أصفى، فيكون الناس إلى إجابتهم أسرع، ولأوامرهم أطوع “… [4]

فهذا أبو محمد عبد الملك بن هشام (تـ 218هـ) يروي بالسند المتصل إلى أمير المؤمنين في السيرة النبوية محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي (تـ 151هـ) سرد النسب الزكي من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام. فيقول: “هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، واسمُ عبدِ المطلب شيبةُ بن هشام، واسمُ هشامٍ عمرو بنُ عبد مناف “…[5]

قال ابن هشام: “حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي بهذا الذي ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلام. “[6]

وتأكيداً لبشرية النبي صلى الله عليه وسلم أيضا يذكر علماء السيرة في آخر مصنفاتهم أموراً تتعلق بمرضه ووفاته عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كما فعل محمد بن سعد بن منيع الزهري (ت230هـ) في كتابه “الطبقات الكبرى” الذي تفرد فيه بذكر أمور في غاية الأهمية لم تحتفل بها كتب السيرة من قبل. [7]

كما أن ذكر هذه الأمور التي يشترك فيها سائرُ البشر، لها أهمية عظيمة عند علماء العقيدة، “وبسبب عناية الإسلام بها لم تجد المعتقداتُ الوثنية سبيلا لعقول المسلمين، بل لم يعرفِ الفكرُ الإسلاميُّ عبرَ تاريخه تلك الضلالاتِ التي عرفتها بعضُ الأمم السابقة كتأليه الأنبياءِ أو النابغين من المفكرين. فقد أله المسيحيون عيسى عليه السلام، وأله البوذيون بوذا … في حين ظل محمد صلى الله عليه وسلم محافظا على بشريته المتميزة بتلقي الوحي، وأصبح هذا الأمر حقيقةً واضحةً مسلما بها. “[8]

وقد وقف علماء العقيدة عند الصفات الجائزة في حق الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وقرروا أصلا مهما في هذا الباب، وهو القول بجواز اتصاف الرسل والأنبياء عليهم السلام بسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية، أو الإخلال بمقاماتهم السامية، كالمرض والعمى والبرص وغيرِ ذلك من الأمور المنفرة… [9]

وقد أشار العلامة سيدي عبد الواحد ابن عاشر (تـ 1040هـ) في منظومته المسماة: “المرشد المعين على الضروري من علوم الدين” إلى ما يجوز في حق الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام فقال:يجوز في حقهم كلُّ عرض ليس مؤديا لنقص كالمرض.

قال شارحه الشيخ الطيب بن كيران: وفي قوله: “مؤديا لنقص” رد على اليهود وجهلة المؤرخين والمفسرين في تجويز بعض النقائص في خِلْقة أو غيرها… فالواجب كونهم عليهم الصلاة والسلام أكمل الأحوال خَلْقاً وخُلُقاً، وأحوالا وأفعالا. “[10]

ومن النصوص الشرعية التي ترسخ بشرية الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم:

قوله تعالى: ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ [سورة الكهف، الآية: 110]. قولُه عزَّ وجلَّ أيضا: ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين﴾[سورة فصلت، الآية: 6].

قوله عزَّ وجلَّ أيضا: ﴿قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون﴾ [سورة الأعراف، الآية: 188].

قوله عزَّ وجلَّ أيضا: ﴿قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾ [سورة يونس، الآية: 49].

قوله عزَّ وجلَّ أيضا: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾ [سورة آل عمران، الآية: 144].

أما دليل جواز وقوع الأعراض البشرية على الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم والتي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية كما سلف القول، فَمشاهدةٌ وواقعة فعلا. وهذا كما يقول بعض العلماء: “إما لتعظيم أجورهم، أو للتسلي عن الدنيا، أو للتنبيه لخسة قَدْرها عند الله تعالى وعدمِ رضاه بها دارَ جزاءٍ لأنبيائه وأوليائه، باعتبار أحوالهم فيها عليهم الصلاة والسلام “…[11]

كما أن النظر في كتب السيرة باعتبارها مصدراً للعقائد الإيمانية، وأنها سيرة إنسان أكرمه الله تعالى بالرسالة، يجعلنا نستنتج أن قضية النبوة، كانت وما زالت موضوع إجماع بين جميع المدارس الكلامية، فقد ألف القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني (تـ 415هـ) وهو من شيوخ الاعتزال كتابا نافعا دافع فيه عن نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سماه “تثبيت دلائل النبوة.”[12] كما ألف الإمام أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (تـ 450هـ) وهومن أعلام المدرسة الأشعرية السنية كتابا قيما سماه: “أعلام النبوة” ضمَّنه مسائل من أعلام نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقواعد مهمةً في ترتيب أحكام شريعته.[13] في حين اتجه القاضي عياض (تـ 544هـ) وهو من كبار أئمة المذهب الأشعري بالمغرب في كتابه الذائع الصيت “الشفا بتعريف حقوق المصطفى”: إلى إبراز الجانب الحقوقي والعقدي في السيرة النبوية.

وإذا ما رجعنا إلى تعريف علم التوحيد في صيغته السنية فإننا نجده يتضمن ركنين أساسين:

الأول في الإلهيات: ومحصَّلُه معرفة الله عزَّ وجلَّ وما يجب أن يثبت له من صفات، وما يجوز أن يوصف به، وما يجب أن ينفى عنه.

والثاني في النبوات: ومحصَّلُه معرفة الرسل لإثبات رسالتهم، وما يجب أن يكونوا عليه من صفات، وما يجوز أن ينسب إليهم، وما يمتنع أن يلحق بهم.

الإرهاصات والمعجزات

من الأمور المهمة التي تضمنتها كتب السيرة ما وقع من خوارق للعادة قبل البعثة، وهي أمور تتقدم بعثة الأنبياء، تمهيداً لمقام النبوة والاصطفاء، وقد تحدث علماء السيرة عن هذه الإرهاصات الخاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه، كما فعل ابن سعد في “الطبقات الكبرى”. [14]

وقد ميز العلماء بين خوارق العادات وجعلوها أربعة أقسام: وهي المعجزة والكرامة والإعانة والإهانة. يقول الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل قاسم البكي الكومي (تـ 916هـ) :”… وبالجملة فالخوارق العادية على أربعة أقسام: معجزة وكرامة وإعانة وإهانة.

ووجه الحصر أن يقال: الخارق إما أن يكون مقرونا بدعوى النبوة أم لا:

الأول: معجزة.

 والثاني: إما أن يكون مقرونا بتقوى الله عِلما وعملا أم لا:

الأول: الكرامة.

والثاني: إما أن يكون مقرونا بالفسق أم لا:

الأول: الاستدراج.

 والثاني: المعونة. “[15]

وقد أشار ابن إسحاق إلى خوارق وقعت للنبي صلى الله في رحلته مع عمه أبي طالب إلى الشام، وذلك قبل بعثته عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وما قاله الراهب بـَحِيرَى عن رسول الله، وما شاهده من إرهاصات، حين أقبل مع القوم وغمامة تظله بينهم صلى الله عليه وسلم. [16]

وهذا يقتضي أن نتحدث عن أمرين اثنين: لهما ارتباط وثيق بمقام النبوة، وهما الإرهاصات والمعجزات:

أولا: الإرهاصات

وهي ما ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة من خوارق العادات، كخمود نار فارس وانشقاق إيوان كسرى وتظليل الغمام وشق الصدر… وهي مأخوذة من الرِّهص بالكسر، وهو أساس الحائط، سميت بذلك لأنها مؤسسة للنبوة ومقوية لها.[17]

وقد ميز علماء العقيدة بين المعجزة والعلامات الإرهاصية، فالمعجزة تقترن بدعوى النبوة، أما العلامات الإرهاصية فهي تمهيد للنبوة وتأسيس لقاعدتها، إذ “الإرهاص أمر خارق للعادة يدل على بعثة نبي قبل بعثته. “[18]

ثانيا: المعجزة

من فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه وإحسانه أن أيد رسله وأنبياءه عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم بالمعجزات الدالة على صدقهم. من غير وجوب عقلي، لأنه لا يجب على الله شيء من أحد من خلقه، كما هو مقرر عند علماء العقيدة.

والمعجزة لغة مأخوذة من العجز، ضد القدرة، وعرفا: عرفها علماء العقيدة بقولهم: “هي فعل الله تعالى الخارقُ للعادة، الـمُقارِنُ لدعوى الرسالة، متحدى به قبل وقوعه، غيرُ مكذب، يَعجز من يبغي معارضتَه عن الإتيان بمثله. “[19]

ويعرفها الشهرستاني بأنها: “فعل خارق للعادة، مقترن بالتحدي، سليمٌ عن المعارضة، يَتنزل منزلةَ التصديق بالقول من حيث القرينة. “[20]

ويعرفها سيف الدين الآمدي بأنها: “كل ما قُصِدَ به إظهارُ صدق الـمُتحدِي بالنبوة المدعي الرسالة “…[21]

كما يعرفها أحد شراح الجوهرة بأنها:” أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة، مع عدم المعارضة. “[22]

وقد ذكر علماء العقيدة للمعجزة عدة قيود نجملها في الآتي:

أولا: أن تكون قولا كالقرآن، أو فعلا كنبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، أو تركا، كعدم إحراق النار لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

ثانيا: أن تكون خارقة للعادة. والعادة هي ما درج عليه الناس، واستمروا مرة بعد أخرى، فغير الخارق ليس بمعجزة، كما إذا قال: آية صدقي طلوع الشمس من المشرق وغروبها من حيث تغرب.

ومن هنا تعلم أن المعجزة إنما تخرق أمرا عاديا ليس إلاَّ، ولا شأن لها بقوانين العقل. وبسبب إهمال هذا الضابط المهم، مال بعض الكتاب المعاصرين الذين افتتنوا بالمنهج العلمي، ولم يتصورا حقيقة النبوة تصورا شرعيا، إلى إنكار معجزات الأنبياء، ظنا منهم أنها تخالف قوانين العقل.

فإذاً لابد: “إذا كان الله جاعل نظام العالم، وكان مختارا في جَعْله، أن يَقْدِر على تغييره متى شاء. فالله تعالى في عقيدة المؤمن إذا شاء سلب الأشياءَ على ما جرت سننُه فيها، ويكون هذا السلب خرقا منه للعادة، لا خرقا للعقل، حتى يكون محالا، فكما تكون إماتةُ الأحياء من القتلة بإذن الله، يكون إحياء الموتى من أنبياء الله بإذنه، ولا فرق بين الحالين إلا بكثرة وقوع الأول، وقلة وقوع الثاني، مع تساويهما في الإمكان”…[23]

ثالثا: أن تكون على يدي مدعي النبوة أو الرسالة، فتخرج الكرامة والمعونة والاستدراج والإهانة من حد المعجزة.

فأما الكرامة فهي ما يظهره الله تعالى على يد عبد ظاهر الصلاح، وأما المعونة فهي ما يظهره الله تعالى على يد العوام، تخليصا لهم من شدة، وأما الاستدراج فهو ما يظهر على يد فاسق خديعة ومكرًاً، وأما الإهانة فهي ما يظهر على يد الفاسق تكذيبا له، كما وقع لمسيلمة الكذاب، فإنه تفل في عين أعور لتبرأ فعميت الصحيحة، وتفل في بئر لتعذب مياهه فغارت.

رابعا: أن تكون مقرونة بدعوى النبوة أو الرسالة حقيقة أو حكما، بأن تأخرت بزمن يسير.

خامسا: أن تكون موافقة للدعوى. وخرج المخالف لها، كما إذا قال: آية صدقي انفلاق البحر، فانفلق الجبل.

سادسا: أن لا تكون مكذبة له، فخرج المكذبة، كما إذا قال: آية صدقي: نطق هذا الجماد، فنطق بأنه مفتر كذاب.

سابعا: أن تتعذر معارضته. فخرج السحر، ومنه الشعوذة، وهي خفة اليد، يرى أن لها حقيقة، ولا حقيقة لها، إذ السحر ليس من الخوارق، لأنه معتاد عند متعاطي أسبابه.

ثامنا: أن لا تكون في زمان نقض العادة، كزمن طلوع الشمس من مغربها، خرج أيضا ما يقع من الدجال، كأمره للسماء أن تمطر فتمطر. ..[24]

تاسعا: أن من أبلغ المعجزات التي اختص بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، وهو معجزة عامة وخالدة، ستظل تحمل في ثناياها ألوانا من التحديات، في كل زمان ومكان. فضلا عما اختص هذا الكتاب الكريم من جزالة اللفظ والنظم والفصاحة، واشتماله على قصص الأولين، وما فيه من أخبار الأمم الماضية، إلى غير ذلك من وجوه الإعجاز الكثيرة، مع القطع أنه صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ، ولم يعهد منه صلى الله عليه وسلم في جميع زمانه تعاطيه لدراسة كتب، ولا تعلمها. وقد نفى سبحانه وتعالى ذلك بقوله: ﴿وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون﴾ [سورة العنكبوت، الآية: 48]. [25]

التوحيد في كتب السيرة النبوية

من خلال التأمل في كتب السيرة النبوية، ولاسيما ما يذكره العلماء من أحوال الأمم السابقة من حيث ظهور المعتقدات الوثنية المتمثلة في عبادة الأصنام، فإننا نقف على جوانب مهمة تتعلق ببقايا التوحيد الذي هو وحي الله تعالى إلى جميع أنبيائه ورسله عليهم السلام، كما أن هناك مادة علمية مهمة تتعلق بتاريخ الأديان قبل الإسلام تضمنتها كتب السيرة وهي جديرة بالبحث والدراسة.

فقد ذكر ابن إسحاق أن العرب كانوا على أديان مختلفة ومتفرقة “مع ما يجمعهم من تعظيم الحرمة وحج البيت، والتمسك بما كان بين أظهرهم من آثار دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وهم يزعمون أنهم على ملته. “[26]

كما نقل ابن هشام عن بعض أهل العلم” أن عمرو بن لـُحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق، رآهم يعبدون الأصنام، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: أفلا تعطونني منها صنما، فأسير به إلى أرض العرب، فيعبدوه، فأعطوه صنما يقال له هُبَل، فقدم مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه. “[27]

وقد شاع عند العرب أن بعض الأصنام التي كانوا يعبدونها إناث: وهن: اللات والعزى ومناة، وهي أصنام ذكرت في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى﴾ [سورة النجم، الآيتان: 1920]

اللات: من الأصنام القديمة المشهورة عند العرب، وهي عبارة عن صخرة مربعة بيضاء بنوا عليها بيتا.

العُزى: صنم أنثى وهي أحدث من اللات ومناة كما يذكر ابن الكلبي، وهي عبارة عن شجيرات. والرأي المعقول أن العزى صنم له بيت وأمامه خزانة يضع فيها أتباعه الهدايا.

مناة: وهو من أقدم الأصنام في الجاهلية.

من المعلوم أن العرب في الجاهلية كانوا على أديان ومذاهب، فمنهم من آمن بالله، وآمن بالتوحيد، ومنهم من آمن بالله وعبد الأصنام، إذ حسب زعمهم تقربهم إلى الله.[28] قال تعالى: ﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾[سورة الزمر، الآية:3]

وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبا بني كعب هؤلاء، يجر قصبه في النار.[29]

ويشير أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (تـ 204هـ) إلى أسباب الانحراف عن عقيدة التوحيد وبداية ظهور الشرك في جزيرة العرب فقال: “حدثني أبي وغيره: أن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما، لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير، حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة، ووقعت بينهم الحروب والعداوات، وأخرج بعضهم بعضا فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش.

وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجرًاً من حجارة الحرم، تعظيما للحرم، وصبابة بمكة. فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمنا منهم بها وصبابة بالحرم، وحبا له، وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون على إرث إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ثم سلخ بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم، وانتجثوا ما كان يعبد قوم نوح عليه السلام منها على إرث ما بقي فيهم من ذكرها.

وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها: من تعظيم البيت والطواف به، والحج والعمرة والوقوف على عرفة ومزدلفة وإهداء البدن والإهلال بالحج والعمرة مع إدخالهم فيه ما ليس منه.

فكانت نزار تقول إذا ما أهلت: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك.

ويوحدونه بالتلبية ويدخلون معه آلهتم ويجعلون ملكها بيده، يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ [سورة يوسف، الآية: 106] أي ما يوحدونني بمعرفة حقي إلاَّ جعلوا معي شريكا من خلقي “.[30]

وعلى الرغم من كون العرب كانوا على أديان مختلفة فقد أكرم الله عزَّ وجلَّ سيدنا محمداً بالحنيفية السمحة. فقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يخرج إلى حراء في كل عام شهرًاً من السنة ينسك فيه، وقد أكرمه الله تعالى بالرسالة وهو في هذه الخلوة. “[31]

وفي الحديث الصحيح: عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت: “كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الوحي الرُّؤْيَا الصالحة فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وكان يخلو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ…” [32]

قال ابن حجر -رحمه الله-: “فيتحنث هي بمعنى يتحنف، أي يتبع الحنيفية، وهي دين إبراهيم. “[33]

وعبارة: “وهو التعبد” مدرجة في الحديث، وهي من كلام الإمام الزهري، كذا نقل ابن حجر في الفتح. [34]

وصفوة القول: إن الناظر في كتب السيرة النبوية، يستنتج أنها مصدر مهم في معرفة جوانب من العقائد الإيمانية، ولاسيما ما يتعلق بمعرفة المرسِل والمرسَل الذي أكرمه الله تعالى بالرسالة، ومن أجل ما يُستنتج أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان على عقيدة التوحيد، التي تقرها الفِطَر الكريمة، والعقول السليمة، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يشارك قومه شركهم وانحرافهم عن عقيدة التوحيد التي فُطر الناس عليها.

يقول الإمام الماوردي وهو يتحدث عن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة:”… وكان مع تميزه عن قومه بشرف أخلاقه، وكرم طباعه، لم يعبد معهم صنما، ولا عظم وثنا، وكان متدينا بفرائض العقول، في قول جميع الفقهاء والمتكلمين، من توحيد الله تعالى وقدمه، وحدوث العالم وفنائه، وشكر المنعم، وتحريم الظلم، ووجوب الإنصاف، وأداء الأمانة. “[35]

وقد جاءت كتب الشمائل، وهي مصنفات متميزة، تعنى أساسا بالجانب الخِلقي والخلقي للرسول صلى الله عليه وسلم، لترسخ جوانب مهمة اختص بها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، من جملتها:

  • بيان خلق النبي صلى الله عليه وسلم.
  • بيان بشرية النبي صلى الله عليه وسلم.
  • بيان منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أجلَّ هذه المصنفات وأعظمها نفعا: “كتاب الشمائل المحمدية” للإمام أبي عيsى محمد بن سورة الترمذي (تـ 279هـ)، فقد اشتمل هذا المصنف الجليل على أمور في غاية الأهمية، تتعلق ببيان صفات النبي صلى الله عليه وسلم، الخلقية والخلقية، كما رواها بعض الصحابة الذين عاشروه عن قرب كأزواجه صلى الله عليه وسلم، وبعض أصحابه كأنس بن مالك وهند بن أبي هالة رضي الله عنهما.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الهوامش

[1] الموطأ، رواية يحيى بن يحيى الليثي، كتاب حسن الخلق، 2 /294 منشورات المجلس العلمي الأعلى، الطبعة الأولى: 1434هـ/2013م. قال ابن عبد البر: هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره. انظر: الموطأ، صححه ورقمه وخرج أحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، 2 /904.

[2] -السيرة النبوية، دروس وعبر، د.مصطفى السباعي، ص:11، طبعة دار السلام، الطبعة الثانية عشر 1435هـ/2014م.

[3] -تهذيب سيرة ابن هشام، ص:5، تأليف عبد السلام هارون، مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة والعشرون،

[4] -أعلام النبوة، للماوردي، ص: 372.

[5] -السيرة النبوية لابن هشام، ج1 ص:12.

[6] -المصدر نفسه، 1 /12. ينظر أيضا: سيرة ابن إسحاق، المسماة: بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي، لابن إسحاق، ص:1، تحقيق وتعليق محمد حميد الله، تقديم الأستاذ محمد الفاسي، معهد الدراسات والأبحاث والتعريب.

[7] -كتاب الطبقات الكبرى، ج2 ص:381.

[8] – مقارنة الأديان، أحمد شبلي، ج 3 ص 119.

[9] – شرح جوهرة التوحيد، للباجوري، ص: 282.

[10] – شرح الطيب بن كيران على توحيد الإمام ابن عاشر، تأليف الشيخ أبي عبد الله محمد الطيب ابن كيران، ص:438، اعتنى به عماد الجيلاتي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1441هـ/2020 م.

[11] – أم البراهين، للسنوسي، مع حاشية الدسوقي، ص: 542.

[12] – تثبيت دلائل النبوة، تأليف قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، تحقيق د. عبد الكريم عثمان، طبعة دار المصطفى، القاهرة.

[13] – أعلام النبوة، للإمام أبي الحسن علي بن محمد الماوردي، تحقيق خالد عبد الرحمن العك، دار النفائس، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1414هـ/1994م.

[14] – الطبقات الكبرى، 1 /125 لابن سعد، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة الخانجي.

[15] – تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب، تأليف الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي الفضل قاسم البكي الكومي، ص:236، تحقيق نزار حمادي، مؤسسة المعارف، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1429هـ/2008م.

[16] -سيرة ابن إسحاق، ص: 45 تحقيق، محمد حميد الله.

[17] – حاشية العلامة الصاوي، على شرح الخريدة البهية، ص:703.

[18] – تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب، للشيخ البكي الكومي، ص:412.

[19] – شرح السنوسية الكبرى، للإمام أبي عبد الله السنوسي، ص: 153.

[20] – الملل والنحل للشهرستاني، 1 /201.

[21] – غاية المرام في علم الكلام، لسيف الدين الآمدي، ص: 682.

[22] – شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 298.

[23] -موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، الشيخ مصطفى صبري، 4 /23.

[24] -شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 297.

[25] -الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للباقلاني، ص: 26.

[26] -سيرة ابن اسحاق، المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي، تأليف محمد بن إسحاق بن يسار، ص: 100 تحقيق محمد حميد الله.

[27] -سيرة ابن هشام، ج1ص: 07.

[28] -المفصل في أديان العرب قبل الإسلام، ص:30. د. جواد علي، دار الشعاع، الطبعة الأولى 4002.

[29] – صحيح مسلم، حديث رقم: 7225.

[30] -كتاب الأصنام، لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي، ص: 6. تحقيق ذ. أحمد زكي باشا، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، بالقاهرة، 1430هـ 2009م.

[31] -سيرة ابن إسحاق، ص:101.

[32] -صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي.

[33] – فتح الباري، ج1 ص:32.

[34] -نفسه، ج1 ص:32.

[35] -أعلام النبوة، ص:339.

قائمة المصادر والمراجع

  1. أعلام النبوة، تأليف الإمام أبي الحسن علي بن محمد الماوردي (تـ 450هـ)، تحقيق الشيخ خالد عبد الرحمن العك، دار النفائس، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1414هـ/1994م.
  2. الأنباء في شرح حقائق الصفات والأسماء، تأليف الحافظ أبي العباس أحمد بن معد الأقليشي الأندلسي المالكي، تحقيق د. أحمد رجب أبو سالم، دار الضياء، للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى 1438هـ 2017م.
  3. أبكار الأفكار في أصول الدين، للإمام سيف الدين الآمدي. تحقيق د. أحمد محمد المهدي، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية القاهرة. 2002م.
  4. الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين الجويني، تحقيق د. محمد يوسف موسى، مطبعة السعادة، مصر، 1990م.
  1. الأسماء والصفات، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق، عبد الله بن محمد الحاشدي، طبعة مكتبة السوادي للتوزيع، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1993م.
  2. الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1993م.
  3. التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، تحقيق الشيخ زاهد الكوثري، طبعة، مكتبة الخانجي، مصر، 1955م.
  4. تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد، للشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد البيجوري، ضبطه وصححه عبد الله محمد الخليلي، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثالثة 2007م.
  5. تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار الهمذاني، تحقيق د. عبد الكريم عثمان، دار المصطفى القاهرة، بدون تاريخ.
  6. تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، للقاضي أبو بكر الطيب الباقلاني، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، 1987م.
  7. تنزيه الأنبياء عما نسبه إليهم حثالة الأغبياء، لأبي الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي المعروف بابن خمير، تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت الطبعة الثانية 1999م.
  8. حاشية الدسوقي على أم البراهين، ضبط نصها وصححها عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 2001م.
  9. الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، دار ابن حزم، بيروت- لبنان، 1431هـ/2010م.
  10. سيرة ابن إسحاق المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي، تأليف محمد بن إسحاق بن يسار، تحقيق محمد حميد الله، تقديم الأستاذ محمد الفاسي، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب/المغرب.
  11. السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق جمال ثابت ومحمد محمود، دار الحديث القاهرة، الطبعة الأولى1427هـ/2006م.
  12. شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه” الرسالة” للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي، تحقيق د. أحمد محمد نور سيف، دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى 2004م.
  13. شرح السيرة النبوية، رواية ابن هشام، تأليف الشيخ الحافظ أبو ذر بن محمد بن مسعود الخشني، المكتبة الإسلامية، استانبول-تركيا.
  14. الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، تحقيق سيد عمران، دار الحديث، القاهرة، 1426هـ/2005م.
  1. العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، تأليف إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، طبعة المكتبة الأزهرية للتراث، مصر1992م.
  2. مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري، من إملاء الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك، تحقيق دانيال جيماريه، طبعة دار الشروق، بيروت.
  3. مقارنة الأديان، تأليف الدكتور أحمد شلبي، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية عشرة 1997م.
  4. المغازي الأولى ومؤلفوها، تأليف المستشرق يوسف هوروفنتس، ترجمة د. حسين نصار، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثانية 1421هـ/2001م.
  5. مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن الأشعري، عني بتصحيحه، هلمت ريتر، طبعة دار النشر فرانزشتاير بفيسبادن، الطبعة الثالثة 1980م.
  6. نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، للشيخ محمد الخضري، دار المعرفة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى 1418هـ/1997م.
  7. النشر على الشيخ الطيب على توحيد ابن عاشر، الشيخ إدريس بن أحمد الوزاني، المطبعة المصرية بالأزهر، بدون تاريخ.
  8. نهاية الأقدام في علم الكلام، للشهرستاني، تحقيق المستشرق ألفرد جيوم، طبعة مكتبة المثنى، بغداد، بدون تاريخ.

 

تحميل المقال بصيغة PDF