التصوف السني في إفريقيا: معالم وأعلام
صدر عن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة العدد الثالث من مجلة العلماء الأفارقة ، خصص ملف العدد للتصوف السني في إفريقيا.
في افتتاحية العدد أبرز الأستاذ عبد الحميد العلمي، مدير تحرير المجلة، دور التصوف في إفريقيا في نشر الإسلام والاهتداء بهديه، مؤكدا على أنه أحد القواسم المشتركة بين البلدان الإفريقية، وهو أيضا النموذج الغالب في التدين لدى معظمها. مضيفا أن التصوف يمثل أهم الروابط التي تجمع المغرب بهذه البلدان عبر التاريخ من خلال الشيوخ والرموز الصوفية المغربية والطرق الصوفية المنتشرة بالمغرب وإفريقيا، كما أنه يمثل المنهج السلوكي البعيد عن الغلو والتطرف والتشدد في الدين الذي ابتلي به الكثير من شباب المسلمين في الشرق والغرب وهو ما سلمت منه البلدان الإفريقية إلى حد كبير.
تصدرت مواضيع هذا العدد الرسالة السامية التي بعثها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى المشاركين في الدورة الوطنية الأولى للقاء سيدي شيكر للمنتسبين للتصوف المنعقد يوم 18 رمضان 1429 هـ الموافق لـ 19 شتنبر 2008م.
وهي رسالة تحسد الرعاية السامية لأمير المؤمنين لأحوال الزوايا، على غرار سنن أجداده الميامين، وتقديرا عميقا من جلالته لإسهام الطرق الصوفية المغربية في الإرشاد الروحي، ونشر العلم والتنمية، والدفاع عن حوزة الوطن ووحدته، وتماسك المجتمع، وتثبيت الهوية الدينية للمغاربة.
كما تضمن العدد أيضا في صفحاته الأولى فقرات عن التصوف السني مقتطفة من الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية الرمضانية لعام 1439هـ الذي ألقاه معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأستاذ أحمد التوفيق بين يدي أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في موضوع: حقوق النفس في الإسلام وأبعادها الاقتصادية.
وفي ملف العدد الموسوم بـ “التصوف السني بإفريقيا: معالم وأعلام“، فقد تم تسليط الضوء فيه على المعالم الكبرى للتصوف السني في إفريقيا والتعريف بأهم الأعلام الصوفية الذين كانت لهم بصمات واضحة فكريا وروحيا في مختلف الأقطار الإفريقية وفي مختلف الطرق الصوفية.
في هذا السياق توقف الشيخ إسماعيل كروما من جمهورية سيراليون في مقال تحت عنوان التصوف السني في إفريقيا – معالم وأعلام عند نشأة التصوف الإسلامي وأهم مراحل تطوره ومصادره، كما أبرز الشيخ كروما دور المذهب الأشعري والفقه المالكي في نشر التصوف الإسلامي. ليختم مقاله بذكر أبرز البلدان الإفريقية التي احتضنت التصوف، معرفا بأعلامه الإفريقية.
وفي مقال بعنوان التصوف السني في السودان الغربي من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجريين ونماذج من أعلامه، تناول الدكتور عبد الرحمان محمد ميغا من جمهورية النيجر نشأة التصوف السني في بلاد السودان الغربي وأبرزِ شيوخ الطرق الصوفية الذين كان لهم فضل كبير في ترسيخ الإسلام والثقافة العربية الإسلامية في المجتمع. كما أفرد في مقاله مبحثا مفصلا عن دور المغرب في ترسيخ التصوف في السودان الغربي.
أما الشيخ محمد سعيد محمدي من جمهورية موريتانيا، فقد تطرق في مقاله إلى ضوابط التصوف السني الجاري على قواعد الشرع مبينا حقيقة التصوف المؤصل بالأدلة الشرعية.
وجاءت باقي مقالات ملف العدد على الشكل التالي:
- التصوف السني في السنغال: معالم وأعلام، يحيى جبريل نيانغ – جمهورية السنغال
- التصوف السني في كينيا: معالم وأعلام، شيء عمر شيء جمهورية كينيا
- دينامية التصوف في منطقة كيب، مختار أحمد جنوب أفريقيا
- المذهب الأشعري والماتريدي والمذاهب الفقهية الأربعة والطرق الصوفية سبب التعايش والتسامح في إفريقيا، شعيب أحمد – جنوب إفريقيا
- التصوف في إفريقيا، محمد عمران تشاند جمهورية جنوب أفريقيا
وتضمن هذا الإصدار الجديد من مجلة العلماء الأفارقة مقالات داعمة لملف العدد على الشكل التالي:
- أثر المرجعية المالكية في استقرار مجتمعات السودان الغربي، أحمد مختار لوح – جمهورية السنغال
- دور علماء سنغال في نشر العقيدة الأشعرية، الشيخ إبراهيم جوب – جمهورية السنغال
- جهود علماء المغرب الأقصى في نشر الثقافة والحضارة الإسلامية بغرب إفريقيا عبر التاريخ، الحسين حديدي – المملكة المغربية
وفي ركن شخصية العدد تناول الدكتور سعيد المغناوي من المغرب سيرة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني حفظه الله مفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في ذات البلد.
وازدان ديوان العدد الثالث من المجلة بثلاث قصائد شعرية وهي:
- همزية، لإبراهيم أحمد مقري من جمهورية نيجيريا
- معارج الروح، لمحمد المجتبى محمد الثاني من جمهورية نيجيريا
- صِدْقُ الْعِبَادَةِ مِنْ صِدْقِ الْجَوَى رَصَدُ، لعبد الكريم الوزاني من المملكة المغربية
كما تم إغناء مواد العدد بمقالين يعرف أحدهما بمخطوطات في التصوف بدار الوثائق القومية النيجيرية بكادونا، للأستاذ سعيد المغناوي والثاني يعرف بمسجد تنبكت الكبير بجمهورية مالي للباحث شكيب الهزاط.
للتذكير فمجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها.